المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحث عن زعماء جدد في ظل عجز مجموعة السبع أمام الازمة المالية



الرويلي
13-10-2008, Mon 6:30 PM
جعلت أزمة الائتمان مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تبدو وكأنها أثر قديم ينتمي للقرن العشرين عاجز عن التعامل مع كارثة مالية في العصر الحديث وجعل المجموعات الاكبر المنبثقة من مجموعة السبع تبدو وكأنها غير مناسبة للقيام بالمهمة.

خلال الايام الثلاثة الماضية تجمع زعماء ماليون من شتى أنحاء العالم تحت مظلة مجموعة السبع ومجموعة العشرين الاكبر التي تضم كلا من الدول النامية والدول المتقدمة وصندوق النقد الدولي المؤلف من 185 دولة.

ولم يتمكن أي منهم من التخطيط لمخرج من أزمة الائتمان.

وقال وزير الخزانة الامريكي هنري بولسون "اذا ما نظرنا الى البناء المالي العالمي فلا أعتقد أنه يعكس الاقتصاد العالمي اليوم." وصرح بذلك ردا على سؤال ما اذا كان يتحتم أن يجرى توسيع مجموعة السبع التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وايطاليا واليابان بحيث تشمل قوى ناشئة مثل الصين والهند وروسيا والمكسيك.

وتابع "انه عالم كبير وهو أكبر بكثير عن مجموعة السبع."

وسلطت أزمة الائتمان الضوء على هذه النقطة خلال الاسابيع الثلاثة المنصرمة ولم تنج أي منطقة من تراجع أسواق المال الذي ظل يحدث يوميا تقريبا من جراء الذعر السائد بالاسواق.

وقال وزير المالية الجنوب افريقي تريفور مانويل خلال مناقشات يوم الاحد " اذا سئلت عن وجهة نظري فيما يتعلق بالمشاكل التي نشهدها حاليا سأقول ان ذلك يرجع لغياب قيادة قوية واضحة قادرة على احداث تغيير وتقديم ردود منسقة لانهيار الاسواق."

وعاب على صندوق النقد الدولي وقوفه "بعيدا" فيما يبدو خلال الازمة.

وفي جلستها يوم الجمعة ألغت مجموعة السبع اعلانها المعتاد المؤلف من ثلاث صفحات والذي يغطي عادة كل شيء من النظرة المستقبلية للاقتصاد الى غسيل الاموال وعرضت بدلا من ذلك خطة من خمس نقاط تركزت على الحاجة الى كسر جمود الاسواق واعادة بناء القوائم المالية.

وقال مايكل وولفولك الخبير البارز في استراتيجية العملات بمصرف بنك أوف نيويورك ميلون في نيويورك "كان بيان مجموعة السبع محبطا.. كان مقتضبا أكثر مما توقع معظمنا.

"كانت هذه فرصة عظيمة لهم لمحاولة الاتفاق على خطوات ملموسة لمساعدة أسواق الائتمان. كلهم كانوا هناك في نفس الغرفة في واشنطن ووزراء مجموعة العشرين على مقربة منهم الا أنهم أهدروا الفرصة."

وعقد زعماء اوروبيون يوم الاحد قمة جرى الاعداد لها سريعا في باريس واتفقوا على ضخ أموال في البنوك الا أن الخطوات المحددة التي ستتخذ ستترك لكل حكومة على حدة لتقريرها.

وقالت كاثي لين رئيسة قسم أبحاث العملة في (جي.اف.تي فوركس) في نيويورك " بالرغم من أن هذه الاجراءات ليست قوية كما كان يتوقع الناس وبالرغم من أن بيان مجموعة السبع هاديء الا أنه يبدو أن البنوك المركزية والزعماء الماليين بدأوا أخيرا التحرك بشكل منسق."

وتضافر الجهود كان الهدف المشترك خلال مطلع الاسبوع في الوقت الذي عززت فيه مجموعة العشرين وصندوق النقد الدولي الخطة التي طرحتها مجموعة السبع. لكن تحت غطاء الوحدة هناك العديد من المطالب باحداث تغيير.

وفي اشارة الى أنه حتى الولايات المتحدة بقوتها تسلم بالحاجة الى مساعدة لحل الازمة كان بولسون وزير الخزانة الامريكي هو من دعا لاجتماع خاص لمجموعة العشرين في مطلع الاسبوع. وعقد الاجتماع يوم السبت بعد يوم من اجتماع مجموعة السبع.

ودعا وزير الاقتصاد الايطالي جوليو تريمونتي الى توسيع مجموعة السبع ولكنه أطلق على المجموعة الجديدة اسم "جي اكس" اذ أن حتى هو لا يعلم الشكل الذي يمكن أن تكون عليه.

وقال "نقترح الذهاب الى ما هو أبعد من اطار مجموعة السبع لتبني كيان أكبر" مضيفا أن ايطاليا ستقترح مثل هذا التغيير العام المقبل عندما تتولى رئاسة الدورة الجديدة لمجموعة السبع.

والفكرة هي تشكيل مجموعة تمثل الاقتصاد الحديث لكنها تكون مدمجة بالدرجة الكافية لكي تكون حاسمة في قراراتها. والبرازيل وروسيا والهند والصين من الاسماء التي يجرى منذ فترة طويلة مناقشة اضافتها لنادي مجموعة السبع.

وقال الاقتصادي الامريكي مارك زاندي "الصين متساوية الان مع ألمانيا كرابع أكبر اقتصاد في العالم. عدم وجود الصين على مائدة المحادثات يضعف نفوذ وقوة مجموعة السبع."

والبرازيل وروسيا والهند والصين أعضاء بمجموعة العشرين الاوسع ولكن هذه المجموعة قد تكون غير عملية بشكل كبير. وقال جويدو مانتيجا وزير المالية البرازيلي الذي يرأس مجموعة العشرين ان المجموعة بحاجة الى أن تكون "أكثر نشاطا" وانها تفتقر الى الادوات المناسبة للتعامل مع الازمة الحالية.

وحذر سايمون جونسون كبير الاقتصاديين السابق بصندوق النقد الدولي وبيتر بون رئيس مؤسسة ايفكتيف انترفنشن (التدخل الفعال) الخيرية ومقرها بريطانيا في عدد يوم الاحد من صحيفة واشنطن بوست من "حرب مالية شاملة" الا اذا حسنت الدول من التنسيق فيما بينها.

وكتبا "الاجراءات من جانب دولة واحدة فقط والنموذج الحالي من الخطوات الصغيرة التي تتخذ أصبحتا غير موثوق بهما بالدرجة الكافية لتغيير المد. الاسواق بحاجة الى أن هزة تخرجها من ذعرها."



رويترز