الجبل
12-10-2008, Sun 6:23 PM
بقلم: مروان أحمد سلامة
على الرغم من الهبوط الكبير الذي شهدته البورصات الخليجية اخيرا، لكن ما زال هناك من يشتري معظم ما يعرض للبيع. أي أن هناك من يرى فائدة في هذه الاسهم ويعتقد ان سعرها جيد للتملك على المدى القصير أو الطويل.
ويعتمد هؤلاء المشترون على التاريخ الذي يؤكد بأن البورصات على المدى الطويل تتجه للصعود لا النزول. فلولا هذه النظرة التفاؤلية للمدى الطويل كنا ما زلنا نعيش في العصر الحجري، اذ كلما ثار بركان أو ارتجت الأرض بزلزال، خاف الناس وهجروا محاصيلهم ومواشيهم وفروا هلعاً الى مناطق جديدة نائية وبذلك فقدوا القدرة على الاستمرار والبناء والتطور.
لا شك أن هذا الكلام النظري المخدر لا يفيد من يشاهد أصوله تندثر أمام عينيه يوماً بعد يوم. فهو حائر بين مصيبتين: أن يبيع الآن ويتكبد خسارة فادحة ولكن يسلم على بعض رأسماله، أو يمتنع عن البيع فيختفي كامل رأسماله؟ ولكن بادخال عامل الزمن على المعادلة (أي المدى الأطول)، يظهر اختيار آخر وهو عدم البيع بتاتاً والاحتفاظ بالاسهم لأنها - عاجلاً او آجلاً - سترتفع، بل الاحتمال هو أن تتخطى قممها السابقة (طبعاً بشرط أنها أسهم شركات سليمة الادارة والعمل).
سمع معظمنا عن الهبوط العظيم في البورصة الأميركية في أكتوبر 1929 (الاثنين الاسود) حيث في النهاية (عبر سنتين) خسرت البورصة الأميركية حوالي 89% من قيمتها، ومن ثم نتج الكساد الكبير الذي عمّ العالم بما فيه الخليج. كما سمعنا عن الهبوط الكبير في أكتوبر 1987 (الثلاثاء الأسود) حيث هبطت البورصة الاميركية 23% في يوم واحد. وسمعنا بانفجار فقاعة الانترنت (دوت كوم بابل) عندما هوت بورصة ناسداك الأميركية خلال اربعة أشهر (من 1 سبتمبر 2000 الى 2 يناير 2001) ما مقداره 45،9%، واستمر النزول حتى وصل في أكتوبر 2002 الى 78،4%!
واخيراً الهبوط في الاسبوعين الماضيين في أميركا، بعد فشل المحاولة الأولى للموافقة على حقنة السبعمائة بليون دولار لانقاذ البنوك، فهبطت البورصة الاميركية في يوم واحد 777 نقطة (7%) وما زالت في تدهور. وبالرغم من كل هذه النكسات الكبيرة (ولم نتطرق للنكسات الصغيرة والتصحيحات المختلفة)، الا أن الاسعار في النهاية وعلى المدى الاطول تعافت وتفوقت على مستوياتها السابقة. وبهذه المناسبة، ندعوكم للاطلاع على الرسم البياني لمؤشر داو جونز الاميركي لفترة تمتد لأكثر من مائة سنة (من 1900 الى تاريخنا الحاضر) ومحاولة التعرف على السقطات التي ذكرناها مع ملاحظة ماذا حدث بعد كل منها. من الواضح أن من لم يبع بهلع أو بشكل متسرع وغير نظرته الى المدى الأطول، فهذا تحاشى خسارة فادحة بل ربما حقق ربحاً كبيراً.
طبعاً، الانتظار ممكن لمن ليس عليه قروض حلّ أجلها ولا يستطيع تجديدها. وبالرغم من ضعف مراكز هؤلاء المستثمرين، الا أنه يمكن تقدير ومقارنة خسارة البيع الآن مع كلفة التأجيل ودفع الفوائد المترتبة.
المركز الشرقي للاستشارات
www.asmainfo.com
على الرغم من الهبوط الكبير الذي شهدته البورصات الخليجية اخيرا، لكن ما زال هناك من يشتري معظم ما يعرض للبيع. أي أن هناك من يرى فائدة في هذه الاسهم ويعتقد ان سعرها جيد للتملك على المدى القصير أو الطويل.
ويعتمد هؤلاء المشترون على التاريخ الذي يؤكد بأن البورصات على المدى الطويل تتجه للصعود لا النزول. فلولا هذه النظرة التفاؤلية للمدى الطويل كنا ما زلنا نعيش في العصر الحجري، اذ كلما ثار بركان أو ارتجت الأرض بزلزال، خاف الناس وهجروا محاصيلهم ومواشيهم وفروا هلعاً الى مناطق جديدة نائية وبذلك فقدوا القدرة على الاستمرار والبناء والتطور.
لا شك أن هذا الكلام النظري المخدر لا يفيد من يشاهد أصوله تندثر أمام عينيه يوماً بعد يوم. فهو حائر بين مصيبتين: أن يبيع الآن ويتكبد خسارة فادحة ولكن يسلم على بعض رأسماله، أو يمتنع عن البيع فيختفي كامل رأسماله؟ ولكن بادخال عامل الزمن على المعادلة (أي المدى الأطول)، يظهر اختيار آخر وهو عدم البيع بتاتاً والاحتفاظ بالاسهم لأنها - عاجلاً او آجلاً - سترتفع، بل الاحتمال هو أن تتخطى قممها السابقة (طبعاً بشرط أنها أسهم شركات سليمة الادارة والعمل).
سمع معظمنا عن الهبوط العظيم في البورصة الأميركية في أكتوبر 1929 (الاثنين الاسود) حيث في النهاية (عبر سنتين) خسرت البورصة الأميركية حوالي 89% من قيمتها، ومن ثم نتج الكساد الكبير الذي عمّ العالم بما فيه الخليج. كما سمعنا عن الهبوط الكبير في أكتوبر 1987 (الثلاثاء الأسود) حيث هبطت البورصة الاميركية 23% في يوم واحد. وسمعنا بانفجار فقاعة الانترنت (دوت كوم بابل) عندما هوت بورصة ناسداك الأميركية خلال اربعة أشهر (من 1 سبتمبر 2000 الى 2 يناير 2001) ما مقداره 45،9%، واستمر النزول حتى وصل في أكتوبر 2002 الى 78،4%!
واخيراً الهبوط في الاسبوعين الماضيين في أميركا، بعد فشل المحاولة الأولى للموافقة على حقنة السبعمائة بليون دولار لانقاذ البنوك، فهبطت البورصة الاميركية في يوم واحد 777 نقطة (7%) وما زالت في تدهور. وبالرغم من كل هذه النكسات الكبيرة (ولم نتطرق للنكسات الصغيرة والتصحيحات المختلفة)، الا أن الاسعار في النهاية وعلى المدى الاطول تعافت وتفوقت على مستوياتها السابقة. وبهذه المناسبة، ندعوكم للاطلاع على الرسم البياني لمؤشر داو جونز الاميركي لفترة تمتد لأكثر من مائة سنة (من 1900 الى تاريخنا الحاضر) ومحاولة التعرف على السقطات التي ذكرناها مع ملاحظة ماذا حدث بعد كل منها. من الواضح أن من لم يبع بهلع أو بشكل متسرع وغير نظرته الى المدى الأطول، فهذا تحاشى خسارة فادحة بل ربما حقق ربحاً كبيراً.
طبعاً، الانتظار ممكن لمن ليس عليه قروض حلّ أجلها ولا يستطيع تجديدها. وبالرغم من ضعف مراكز هؤلاء المستثمرين، الا أنه يمكن تقدير ومقارنة خسارة البيع الآن مع كلفة التأجيل ودفع الفوائد المترتبة.
المركز الشرقي للاستشارات
www.asmainfo.com