مشاري
08-10-2008, Wed 9:08 PM
في منتصف العام 2005 وعندما بدأت إشاعة موت الملك فهد رحمه الله بالانتشار بين متداولي سوق الأسهم وانخفض على إثرها سوق الأسهم بما نسبته 5% تم إيقاف التداول وإلغاء جميع العمليات التي تم تنفيذها ذلك اليوم، وبعدها بفترة قصيرة أعيد التداول مصحوبا بتدخل سافر ومكشوف من صناديق الدولة ليعكس بعدها السوق اتجاهه ويقفل مرتفعا بأكثر من 5%!!!
لاحظوا أن المؤشر في ذلك الوقت كان قد تجاوز الـ 15000 ولاحظوا أن المكررات الربحية في حينها كانت مرتفعة بشكل غير طبيعي وأسهم الشركات الخاسرة كانت متضخمة بشكل غير معقول، ومع كل هذا تدخلت الدولة وأوقفت السوق ثم دعمته ليواصل رحلته المجنونة إلى ما فوق الـ 20000 نقطة مشكلا أضخم فقاعة عرفتها الأسواق العربية وربما العالمية!!!
وعندما وصلت الفقاعة إلى قمتها وبدأت مسيرة التصحيح القاسي والمتوقع للمؤشر تدخلت الدولة مرة أخرى حين وصل المؤشر إلى 17000 على شكل تصريحات نارية ابتداء من قمة الهرم "الملك وانتهاء بصاحب الشركات المحترمة مرورا بوزير المالية ومحافظ مؤسسة النقد ورئيس هيئة سوق المال، وكل هذه التصريحات كانت تتمحور حول متانة الاقتصاد السعودي وقدرته على تجاوز الأزمة، كذلك تم التصريح عن إنشاء صناديق بمليارات الريالات لدعم السوق وإقالة عثرته، وكان من نتائج ذلك أن انخدع المتداولون الصغار بهذه التصريحات واحتفظوا بأسمهم، والأسوأ من ذلك أن تلك التصريحات قد جرت أرجل ضحايا جدد من الناجين من كارثة الانهيار، وكلكم يعرف نهاية القصة المأساوية التي عصفت برساميل الصغار قبل الكبار، وكيف واصل المؤشر رحلته الميمونة ليستقر دون الـ 7000 نقطة !!!!!
الآن.. المؤشر يفقد أكثر من 40% من قيمته خلال أقل من شهر، ويبدأ تدوالته صباح الأمس بخسارة 10% وجميع الأسهم بلا استثناء تفتتح وتغلق على النسبة الدنيا، وفي الوقت نفسه أسعار الأسهم في الحضيض ومكرر الأرباح لا يتجاوز الـ 12 ضعفا وكثير من الشركات تتداول أسهمها بأقل من قيمتها الدفترية، وأغلب الأسهم التي طرحت مؤخرا للاكتتاب وبأسعار أشرفت عليها هيئة سوق المال تتداول بأقل من سعر اكتتابها !!! وبعبارة مختصرة أسعار الشركات في قمة واقعيتها بل وأقل من ذلك..
إذن.. لماذا لا تتدخل الدولة ؟!!!!!!!!!!! لماذا لم يصدر أمر بإيقاف التدوال أو تأجيله كما حدث في عام 2005 ؟!!
لماذا يتحدثون الآن عن استقلالية السوق وأنه يخضع للعرض والطلب وأن ليس من مسؤولية الحكومة التدخل فيه ؟!!
سبحان الله,, حين كان المؤشر 17000 وأسعار أسهم الشركات الخاسرة بالمئات كان الاقتصاد السعودي متينا، الآن والمؤشر 6000 وأسعار ذات الأسهم بعشرة وعشرين ريالا!! أين ذهبت المتانة؟!!
دول رأسمالية كبرى كأمريكا وفرنسا وبريطانيا ذات اقتصادات حرة رمت بمبادئها عرض الحائط وتدخلت حكوماتها بشكل سافر لإنقاذ اقتصاداتها ودولتنا أكثر دول العالم بعدا عن الحرية والديمقراطية، وحكومة متسلطة تتدخل في كل صغيرة وكبيرة، في القضاء والإعلام وحتى في المؤسسات الخاصة وتحرم المواطنين من أبسط حقوقهم حتى من التعبير عن الرأي ترفض التدخل لإنقاذ اقتصادها وحماية أموال مواطنيها !!!
دولة تصنف ضمن أغنى دول العالم وأعلاها في متوسط دخل الفرد يعيش ثلث مواطنيها تحت خط الفقر بسبب التوزيع الجائر في ثرواتها، وفوق كل هذا تتفرج على ثروات الثلثين الباقيين وهي تحترق أمام أعينهم في سوق المال !!!
هل يعقل أن الدولة تسعى لإفقار شعبها ؟!!!
عندهم شعب لا تحلم به أي حكومة في العالم، شعب مسكين مستكين يرى ثروات بلاده تنهب أمامه دون أن ينبس ببنت شفه، يشقى الواحد منهم عشرات السنين كي يظفر بقطعة أرض لا تتجاوز الـ 500 متر في وطنه المترامي الأطراف في الوقت الذي توزع فيه المنح المجانية بملايين الأمتار على أصحاب النفوذ والسلطان، يمرض أحدهم ويموت وهو ينتظر الحصول على سرير حقير في مستشفى الشميسي بينما تشرع لغيره الأجنحة الفاخرة في أرقى المستشفيات وأكثرها تطورا بمجرد رغبته في القيام بكشوفات اعتيادية!!! شعب يسرق بيته وسيارته وينتزع الهاتف الجوال من جيبه عنوة ولا يجد من يرد إليه حقوقه!! بينما تدجج قصور أصحاب النفوذ بالحراس والمدرعات!! ومع كل هذا لا يشكو ولا يتبرم ولا يخطط لمظاهرات ولا يوزع منشورات، ويؤمن بكل خضوع وسكينة خلف إمام مسجدهم وهو يدعو لولي الأمر بالصلاح وطول العمر !!!
بالله عليكم فيه شعب أحلى من كذا ؟!!!!!
=====
منقول للكاتب حوران في الطومار
لاحظوا أن المؤشر في ذلك الوقت كان قد تجاوز الـ 15000 ولاحظوا أن المكررات الربحية في حينها كانت مرتفعة بشكل غير طبيعي وأسهم الشركات الخاسرة كانت متضخمة بشكل غير معقول، ومع كل هذا تدخلت الدولة وأوقفت السوق ثم دعمته ليواصل رحلته المجنونة إلى ما فوق الـ 20000 نقطة مشكلا أضخم فقاعة عرفتها الأسواق العربية وربما العالمية!!!
وعندما وصلت الفقاعة إلى قمتها وبدأت مسيرة التصحيح القاسي والمتوقع للمؤشر تدخلت الدولة مرة أخرى حين وصل المؤشر إلى 17000 على شكل تصريحات نارية ابتداء من قمة الهرم "الملك وانتهاء بصاحب الشركات المحترمة مرورا بوزير المالية ومحافظ مؤسسة النقد ورئيس هيئة سوق المال، وكل هذه التصريحات كانت تتمحور حول متانة الاقتصاد السعودي وقدرته على تجاوز الأزمة، كذلك تم التصريح عن إنشاء صناديق بمليارات الريالات لدعم السوق وإقالة عثرته، وكان من نتائج ذلك أن انخدع المتداولون الصغار بهذه التصريحات واحتفظوا بأسمهم، والأسوأ من ذلك أن تلك التصريحات قد جرت أرجل ضحايا جدد من الناجين من كارثة الانهيار، وكلكم يعرف نهاية القصة المأساوية التي عصفت برساميل الصغار قبل الكبار، وكيف واصل المؤشر رحلته الميمونة ليستقر دون الـ 7000 نقطة !!!!!
الآن.. المؤشر يفقد أكثر من 40% من قيمته خلال أقل من شهر، ويبدأ تدوالته صباح الأمس بخسارة 10% وجميع الأسهم بلا استثناء تفتتح وتغلق على النسبة الدنيا، وفي الوقت نفسه أسعار الأسهم في الحضيض ومكرر الأرباح لا يتجاوز الـ 12 ضعفا وكثير من الشركات تتداول أسهمها بأقل من قيمتها الدفترية، وأغلب الأسهم التي طرحت مؤخرا للاكتتاب وبأسعار أشرفت عليها هيئة سوق المال تتداول بأقل من سعر اكتتابها !!! وبعبارة مختصرة أسعار الشركات في قمة واقعيتها بل وأقل من ذلك..
إذن.. لماذا لا تتدخل الدولة ؟!!!!!!!!!!! لماذا لم يصدر أمر بإيقاف التدوال أو تأجيله كما حدث في عام 2005 ؟!!
لماذا يتحدثون الآن عن استقلالية السوق وأنه يخضع للعرض والطلب وأن ليس من مسؤولية الحكومة التدخل فيه ؟!!
سبحان الله,, حين كان المؤشر 17000 وأسعار أسهم الشركات الخاسرة بالمئات كان الاقتصاد السعودي متينا، الآن والمؤشر 6000 وأسعار ذات الأسهم بعشرة وعشرين ريالا!! أين ذهبت المتانة؟!!
دول رأسمالية كبرى كأمريكا وفرنسا وبريطانيا ذات اقتصادات حرة رمت بمبادئها عرض الحائط وتدخلت حكوماتها بشكل سافر لإنقاذ اقتصاداتها ودولتنا أكثر دول العالم بعدا عن الحرية والديمقراطية، وحكومة متسلطة تتدخل في كل صغيرة وكبيرة، في القضاء والإعلام وحتى في المؤسسات الخاصة وتحرم المواطنين من أبسط حقوقهم حتى من التعبير عن الرأي ترفض التدخل لإنقاذ اقتصادها وحماية أموال مواطنيها !!!
دولة تصنف ضمن أغنى دول العالم وأعلاها في متوسط دخل الفرد يعيش ثلث مواطنيها تحت خط الفقر بسبب التوزيع الجائر في ثرواتها، وفوق كل هذا تتفرج على ثروات الثلثين الباقيين وهي تحترق أمام أعينهم في سوق المال !!!
هل يعقل أن الدولة تسعى لإفقار شعبها ؟!!!
عندهم شعب لا تحلم به أي حكومة في العالم، شعب مسكين مستكين يرى ثروات بلاده تنهب أمامه دون أن ينبس ببنت شفه، يشقى الواحد منهم عشرات السنين كي يظفر بقطعة أرض لا تتجاوز الـ 500 متر في وطنه المترامي الأطراف في الوقت الذي توزع فيه المنح المجانية بملايين الأمتار على أصحاب النفوذ والسلطان، يمرض أحدهم ويموت وهو ينتظر الحصول على سرير حقير في مستشفى الشميسي بينما تشرع لغيره الأجنحة الفاخرة في أرقى المستشفيات وأكثرها تطورا بمجرد رغبته في القيام بكشوفات اعتيادية!!! شعب يسرق بيته وسيارته وينتزع الهاتف الجوال من جيبه عنوة ولا يجد من يرد إليه حقوقه!! بينما تدجج قصور أصحاب النفوذ بالحراس والمدرعات!! ومع كل هذا لا يشكو ولا يتبرم ولا يخطط لمظاهرات ولا يوزع منشورات، ويؤمن بكل خضوع وسكينة خلف إمام مسجدهم وهو يدعو لولي الأمر بالصلاح وطول العمر !!!
بالله عليكم فيه شعب أحلى من كذا ؟!!!!!
=====
منقول للكاتب حوران في الطومار