Yousef
20-09-2008, Sat 1:50 PM
مقال اليوم لأستاذنا الكاتب القدير في جريدة الحياة / عبدالعزيز السويدالحمد لله تعالى على كل شيء من نعم لا تحصى، منها وجود الولايات المتحدة وأوروبا على هذه الأرض، لتحدث فيها الأزمات فيخرج مسؤولون لدينا للحديث عنها وأنها هي- أي تلك الأزمات - سبب أزمة داخلية. تخيّل عزيزي القارئ لو لم تكن أميركا وأوروبا موجودتين، هذا يعني لا قدّر الله تعالى أننا سنعيش في حالة صمت مطبق دائم وسرمدي… مهما حدث في بلادنا، والشواهد «عدّ وأغلط».
لذا لابد من النظر إلى تلك المجتمعات والدول التي تحكمها بما فيها من أنظمة ومؤسسات حكومية وخاصة محترمة تُظهر للعلن كلّ قصور وإخفاق وتلاعب، فلا تترك الناس في «حيص بيص»، بل تواجهه جهاراً ونهاراً وتقول للمخطئ ما يجب أن يقال وتفعل ما يجب أن يفعل.
لكن، من العجيب تناقض التصريحات، الأول تصريح رئيس هيئة سوق المال الدكتور عبدالرحمن التويجري من أن انهيار الأسهم السعودية الأخير والكبير سببه خارجي لا محلي، لا تتوافق معه تصريحات بعض محافظي البنوك المركزية الخليجية التي طمأنت الرأي العام من عدم تضرر البنوك المحلية من الأزمة المالية في أميركا، ربما لأن البنوك المحلية محصّنة، أو الأرباح الكبيرة تغطّي الاستثمارات الضائعة مثلها مثل الديون المعدومة… الله أعلم… إنما الانتقائية واضحة.
حسناً… ما هي إذاً أسباب الانهيارات الكبيرة المتلاحقة في سوق الأسهم السعودية قبل الإثنين الأسود الأميركي وتوابعه؟ الصمت عن الحديث عنها يشير إلى كونها أسباباً محلية، ولأنها محلية فلن يتم الحديث عنها!السلطات في الولايات المتحدة الأميركية تدخلت بضخّ سيولة، حتى بعض الدول الخليجيّة مثل الكويت، تدخلت بضخّ أموال وشراء في سوق الأسهم الكويتية. وفي تصريح رئيس بنك الكويت الوطني إبراهيم دبدوب لـ«العربية» شاهد على ذلك، فهو لاحظ، وهي ملاحظة خبير.
السؤال: هل يتمّ التدخل في السوق السعودية أم تعتبر أزمة خارجية لا دخل لنا بها مثلها مثل غيرها؟ طارت أسعار النفط فتواصل انخفاض سوق الأسهم واستمر طرح اكتتابات فيها ما فيها و«تغطيس» السوق بزعم التعميق، وقرارات بالكوم لم ينظر في أثرها، انخفض النفط أيضاً فواصلت سوق الأسهم انخفاضها المتتابع. يدعوني هذا لاقتراح تعديل اسم السوق ليصبح «سوق الأسهم السعودية المنخفضة».
الصورة الكاريكاتورية في مخيّلتي عن سوق الأسهم السعودية أنها محشورة في «أتوبيس» «مظلل ومقزز»، «سائقه والمعاونيّة»، وسط موسيقى صاخبة لا تسمح بسماع تنبيه أو استغاثة، قد قرروا محطّة الوصول مسبقاً من دون خريطة واضحة، لذلك هو يسير مسرعاً في طرقات وعرة «بطانيج» ومنحنيات مفاجئة إلا عن «ناس وناس». الركاب أكثرهم تناثر في الطريق على الطعوس والصخور، أما من تبقّى منهم على الرمق فهم أحوج ما يكونون إلى إنعاش… لن يأتي لسوابق مشهودة طازجة… و «عاش من طرح» أما «المنطرحون تحت العجلات» فلهم السميع العليم… ونعم بالله تعالى.
لذا لابد من النظر إلى تلك المجتمعات والدول التي تحكمها بما فيها من أنظمة ومؤسسات حكومية وخاصة محترمة تُظهر للعلن كلّ قصور وإخفاق وتلاعب، فلا تترك الناس في «حيص بيص»، بل تواجهه جهاراً ونهاراً وتقول للمخطئ ما يجب أن يقال وتفعل ما يجب أن يفعل.
لكن، من العجيب تناقض التصريحات، الأول تصريح رئيس هيئة سوق المال الدكتور عبدالرحمن التويجري من أن انهيار الأسهم السعودية الأخير والكبير سببه خارجي لا محلي، لا تتوافق معه تصريحات بعض محافظي البنوك المركزية الخليجية التي طمأنت الرأي العام من عدم تضرر البنوك المحلية من الأزمة المالية في أميركا، ربما لأن البنوك المحلية محصّنة، أو الأرباح الكبيرة تغطّي الاستثمارات الضائعة مثلها مثل الديون المعدومة… الله أعلم… إنما الانتقائية واضحة.
حسناً… ما هي إذاً أسباب الانهيارات الكبيرة المتلاحقة في سوق الأسهم السعودية قبل الإثنين الأسود الأميركي وتوابعه؟ الصمت عن الحديث عنها يشير إلى كونها أسباباً محلية، ولأنها محلية فلن يتم الحديث عنها!السلطات في الولايات المتحدة الأميركية تدخلت بضخّ سيولة، حتى بعض الدول الخليجيّة مثل الكويت، تدخلت بضخّ أموال وشراء في سوق الأسهم الكويتية. وفي تصريح رئيس بنك الكويت الوطني إبراهيم دبدوب لـ«العربية» شاهد على ذلك، فهو لاحظ، وهي ملاحظة خبير.
السؤال: هل يتمّ التدخل في السوق السعودية أم تعتبر أزمة خارجية لا دخل لنا بها مثلها مثل غيرها؟ طارت أسعار النفط فتواصل انخفاض سوق الأسهم واستمر طرح اكتتابات فيها ما فيها و«تغطيس» السوق بزعم التعميق، وقرارات بالكوم لم ينظر في أثرها، انخفض النفط أيضاً فواصلت سوق الأسهم انخفاضها المتتابع. يدعوني هذا لاقتراح تعديل اسم السوق ليصبح «سوق الأسهم السعودية المنخفضة».
الصورة الكاريكاتورية في مخيّلتي عن سوق الأسهم السعودية أنها محشورة في «أتوبيس» «مظلل ومقزز»، «سائقه والمعاونيّة»، وسط موسيقى صاخبة لا تسمح بسماع تنبيه أو استغاثة، قد قرروا محطّة الوصول مسبقاً من دون خريطة واضحة، لذلك هو يسير مسرعاً في طرقات وعرة «بطانيج» ومنحنيات مفاجئة إلا عن «ناس وناس». الركاب أكثرهم تناثر في الطريق على الطعوس والصخور، أما من تبقّى منهم على الرمق فهم أحوج ما يكونون إلى إنعاش… لن يأتي لسوابق مشهودة طازجة… و «عاش من طرح» أما «المنطرحون تحت العجلات» فلهم السميع العليم… ونعم بالله تعالى.