المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحـسبـها سـياسة ومـا هـي إلا إقـتـصـــاد



ماكـرو
14-08-2008, Thu 5:14 AM
خط أنابيب تبليسي ـ باكو ـ جيهان يهدد بالقضاء على السيطرة الروسية
الهجوم الروسي يظهر سطوة أنابيب النفط


http://www.asharqalawsat.com/2008/08/12/images/economy1.482519.jpg




واشنطن: ستيفن بيرلستين*
لم يغب عن ذهن رئيس الفتوات الروس فلاديمير بوتين أن شركة النفط العملاقة «بي بي» قررت إغلاق خط الأنابيب الذي تديره عبر بعض مناطق جورجيا الواقعة تحت إمرة القوات الروسية. وبالفعل، كان هذا هو أحد أهداف الاجتياح الأخير الذي قامت به القوات الروسية. ويدرك بوتين أكثر من أي شخص آخر أن النفط والغاز هما مصدرا الانتعاش للاقتصاد الروسي، حيث أن كلاهما يعتبر مصدرا للقوة العسكرية والاقتصادية، كما أنهما أيضا مصدر لهيمنته ونفوذه على الحكومة الروسية والقطاعات الرئيسة بالاقتصاد. ويوفر النفط والغاز أيضا المال اللازم للإبقاء على قوة وهيمنة المؤسسة العسكرية الروسية، بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية الداخلية وشبكة المؤسسات التي تديرها الحكومة التي تتيح للرئيس الذي تحول الى رئيس للوزراء السلطة والهيمنة اللازمتين لإحكام قبضته الحديدية على مقاليد السلطة السياسية والاقتصادية. ولنعطي نبذة صغيرة عن تاريخ أنابيب النفط: تم التوصل إلى اتفاق بمجرد وصول الرئيس بوتين إلى سدة الحكم عام 1999، وكان هذا الاتفاق يتعلق بخط أنابيب باكوـ تبليسي جيهان. وكان من المفترض ان يتيح لأذربيجان وشريكتها في الانتاج «بي بي» تجاهل روسيا ونقل النفط المستكشف حديثًا عبر جورجيا وتركيا حتى يصل إلى أحد الموانئ على شرق البحر المتوسط. ونظرًا لسيطرتها على نظام خط الأنابيب الوحيد الذي يربط جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقًا مع الغرب، دأبت روسيا على استخلاص غالبية الأرباح الناجمة عن النفط والغاز التي يمكن لتلك الدول الوليدة حديثًا إنتاجها. ولكن مع اتفاقية أنابيب باكوـ تبليسي ـ جيهان، التي حازت دعما كبيرا من حكومة الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية، كان من شأن روسيا أن تفقد سيطرتها على زمام الأمور، الأمر الذي من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه أمام شركات النفط الغربية لعقد استثمارات تبلغ عدة مليارات في دول منطقة القوقاز الغنية بالنفط. وبالرغم من عدم اكتمال مشروع أنابيب باكو ـ تبليسي ـ جيهان بعد، إلا أن المسؤولين الغربيين شرعوا على الفور في محاولة الكشف عن إمكانية التوصل إلى خط أنابيب آخر فيما وراء جورجيا وأذربيجان وتركمنستان، التي يعتقد أن لديها بعض أكبر احتياطيات الغاز العالمية. هذا، ولم يكن اهتمامهم فقط مقصورا على «أمن الطاقة» وتوقعات الثراء النفطي لشركات الطاقة الغربية، ولكن اتجهوا أيضا إلى دعم الديمقراطية التي تأتي على النمط الغربي ورأس مالية الأسواق الحرة في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. في هذه الأثناء، تركز قدر كبير من جهودهم على المشروع الذي عُرف باسم نابوكو البالغة قيمته 12 مليار دولار، وكان من المنتظر لهذا المشروع نقل الغاز إلى بحر قزوين عبر جورجيا، وتركيا، وبلغاريا، ورومانيا، والمجر، ووصولاً إلى محطته النهائية بالقرب من فيينا. ونظرًا إلى اعتماد أوروبا فعليا على روسيا في ربع وارداتها من الغاز الطبيعي، فقد بدا أن هذا الرقم ماض نحو الزيادة مع إنشاء خط أنابيب النفط الشمالي الجديد الذي يمر تحت بحر البلطيق، ووصولاً إلى ألمانيا. يأتي هذا في ظل اهتمام قادة أوروبا على إيجاد مصادر بديلة للغاز الطبيعي. واشتدت العجلة تجاه الإسراع في تلك الجهود خلال شتاء 2006، وذلك بعد أن قطعت روسيا إمداداتها لفترة وجيزة نظرًا لخلاف حول عملية تسعير الغاز الطبيعي مع أوكرانيا. على صعيد آخر، أصبح مشروع نابوكو على قائمة أولويات وزارة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس جورج بوش، وخاصة بالنسبة لنائب وزيرة الخارجية مات بريزا، وسي. بويدن جراي الصديق المقرب من عائلة بوش، الذي عين مبعوثا خاصا إلى شركة يورشان للطاقة، قام بدوره بالتودد إلى زعماء أذربيجان. وبصورة صائبة تماما، نظر بوتين إلى مشروع ناباكو على أنه حملة من قبل واشنطن لاحتواء وعزل روسيا وتحديد توسع إمبراطورية الطاقة المزدهرة لديها. ومن خلال غازبروم، مشروع احتكار الغاز المملوك للدولة، دشن بوتين مقترحه التنافسي الذي يُدعى ساوث ستريم، ويهدف لبناء خط أنابيب جديد إلى منطقة القوقاز. وبصورة مفاجئة، عرضت روسيا أن تدفع إلى أذربيجان وتركمنستان أضعاف ما عرضته في السابق لضمان الحصول على صفقات الإمداد لفترت طويلة الأمد. كما شكلوا اتفاقية مع إيطاليا، وشركة النفط التابعة لها (إيني) لإنشاء خط أنابيب يمر عبر البحر الأسود ابتداء من روسيا وانتهاء بأوروبا بحيث تكون النمسا هي المحطة النهائية للمشروع وذلك على غرار ناباكو. كما عرض المسؤولون الروس أيضا اتفاقات انتقال أكثر تفضيلاً، وحصص ملكية، وضمنت المزيد من إمدادات الغاز لتأمين اتفاقات النقل عبر بلغاريا والصرب والمجر. وبالنسبة لبعض المراقبين الصناعيين مثل إد تشو، الزميل البارز بمركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، فإن مشروع ناباكو طالما كان يبدو وكأنه حلم أنابيب النفط بالنسبة للدبلوماسيين أكثر من كونه مشروعا اقتصاديا قابلا للتطبيق. هذا، ولم يخفق المؤيدون له فقط في ضمان اتفاقات الإمداد والنقل، ولكن أخفقوا أيضا في تحديد شركة النفط التي ستحظى بامتياز هذا المشروع وتمويل خط الأنابيب. أما الآن، ومع عملية الاجتياح العسكري الناجحة لها، أثارت روسيا قدرا من المخاوف الخطيرة في خلد الممولين والمستثمرين الغربيين بأن يكون خط الأنابيب الجديد المار عبر جورجيا بمأمن من الهجوم أو سيطرة الكرملين. إن ما حدث أعاد إلى أذهاننا من جديد عزم فلاديمر بوتين بصورة شديدة على التضحية بسيادة القانون ورأي الآخرين الصائب لحماية الإمبراطورية الروسية واحتكارها للطاقة الذي يحافظ على استمرارية نظامها. فالأساليب التي استخدمها لإخضاع جورجيا، رغم كونها أكثر دموية وتدميرا، كانت على شاكلة تلك الأساليب الشرسة التي استخدمها بوتين من قبل لإسكات المعارضة السياسية ومصادرة أصول الطاقة الخاصة بشركات «يوكوس»، و«شل»، و«بي بي». وبالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا، فإن ما حدث قد يكون بمثابة رسالة تحذير كافية لهما من الإقدام على حماقة مد عضوية الناتو أو الاتحاد الأوروبي إلى كل دول الجوار الروسي، خاصة عندما يكونون غير عازمين على دعم تلك المسألة بالعمل العسكري. كما أنها تذكرنا أيضا بعبث محاولة التأثير على بوتين من خلال عرض مقعد له في مجموعة السبعة، أو عضوية في منظمة التجارة العالمية أو شرف استضافة أولمبياد شتاء 2014. وقد لا تكون لدينا النية الفعلية لإرسال قوات إلى تبليسي، إلا أننا على الأقل يجب أن نكون عازمين على رفض حق زيادة الشركات الروسية لرأس مالها بأسواق الأسهم الغربية، أو مد أنابيب النفط الخاصة بها إلى الأسواق الأوربية أو استخدام أرباح الطاقة لشراء الشركات الغربية الكبرى. ويبدو أن فلاديمير بوتين يجول برأسه أن روح الغرب بيده، وأننا بحاجة إليه أكثر مما هو بحاجة إلينا، ومن هنا تظهر لنا حقيقة أنه حان الوقت لإقناعه بعكس هذا.* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الاوسط»
المصدر: http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=6&issueno=10852&article=482785&feature=

@أمجد@
14-08-2008, Thu 8:00 AM
جميع الحروب التي حصلت في العصر الحديث أسبابها اقتصادية في المقام الأول

بارك الله فيك متميز دائما

دانيال
14-08-2008, Thu 11:57 AM
اللمام وثقافة عالية سجل اعجابي

محترف تداول
14-08-2008, Thu 12:37 PM
اخي الجبسة وجدت مقال الان مكتوب قبل فترة وهو عن :

الموانع العشرة عن ضرب امريكا لايران لكن ما دعاني ارفاقة لماذا هذا التوقيت بحرب روسيا مع جورجيا هل جورجيا مدفوعة من امريكا لاشغال روسيا عن ايران ودافعها عن ايران وتوهيق روسيا وثم اعطاء الضوء الاخر لاسرائيل لضرب ايران
بعيدا عن انظار روسيا ا وهو مخطط بين روسيا وجورجيا عن ايران بشكل متفق بينهم حيث الكل يعلم ان روسيا تدافع ع نايران وفجاة ايدت العقوبات ( سحبة سيفون عليهم) وهو مخطط من امريكا وروسيا وجورجيا لاشغال العالم عن ايران وتقوم اسرائيل بضرب ايران !!! ( وش رايك بتحليل ومتى ستنتهي حرب جورجيا وروسيا )
الغريب ان روسيا امس اعلنت اعلان قوي وحاد لامريكا قالت يامريكا عليكي ان تختارين اما الوقوف مع روسيا او جروجيا !!!! والله لحسو مخي
الأسباب الأمريكية العشر:

يرى الباحث والخبير الصهيونى أن هناك أسباب عشر لعدم إقدام الإدارة الأمريكية الحالية على توجيه ضربة عسكرية لإيران واقتناعها التام بذلك , وتتمثل فيما يلي:

1. أن الرئيس الأمريكي جورج بوش يقترب من نهاية ولايته , وعلى الرغم من أنه سبق وأن أكد في تصريحات له أنه من الناحية الفنية يحق له اتخاذ ما يريد من قرارات حاسمة حتى تنصيب الرئيس المقبل , إلا أن الحقيقية الواقعة هي أن الرئيس الأمريكي في نهاية فترة ولايته يكون مثل البطة العرجاء ، وذلك لأنه من غير المعقول أو المناسب أبداً أن يقوم الرئيس الذي يشرف على مغادرة البيت الأبيض القيام باتخاذ قرارات إستراتيجية حاسمة ذات أثار بعيدة المدى , لا تتكشف نتائجها وسلبياتها إلا بعد انقضاء ولايته ورحيله عن البيت الأبيض, مشيراً إلي انتهاج سياسة من هذا النوع هو أمر غير وارد على الساحة السياسية الأمريكية تماماً.

2. ثاني الأسباب التي أوردها الباحث زاكي شالوم فتتمثل في صعود المرشح الديمقراطي باراك أوباما , وهو الأمر الذي دل على أن الرأي العام الأمريكي لديه الرغبة في التغيير وأن الجمهور الأمريكي يريد أن يرى على أرض الواقع سياسة جديدة غير تلك السياسة المتشددة التي أنتهجاها الرئيس بوش خلال ولايته , الأمر الذي يعني أن قيام الإدارة الأمريكية الحالية بتوجيه ضربة لإيران وخوض غمار الحرب معها في هذا الوقت بذات إنما يعني تجاهلاً صريحاً وواضحاً للرأي العام الأمريكي, وهو ما يؤكد معه أن الرئيس بوش وبلا شك لن يغامر في القيام بمثل هذه الخطوة.

3. ثم تطرق باحث مركز الأمن القومي الصهيونى إلي السبب الثالث الذي من شأنه أن يمنع الإدارة الأمريكية عن توجيه ضربة لطهران , وهو أنه دوماً كانت إيران في الوعي الأمريكي كلمة ترتبط بكل ما تحمله الكلمة من معاني الإخفاق في الأحداث الدامية بين طهران وواشنطن , بدء من المحاولة الفاشلة لتحرير رهائن السفارة الأمريكية في طهران والذي أستمر احتجازهم طيلة عام داخل مقر السفارة , وما تبعها من آلام عميقة في نفسية الأمريكيين جميعاً , الأمر الذي يحتم على الإدارة الأمريكية السعي من أجل تجنب أي خيار عسكري يعيد تلك الذكريات , ولهذا فأنه من المشكوك فيه أن الرئيس الأمريكي الحالي يريد أن يضيف إيران إلي قائمة الإخفاقات المتعددة التي بدأها منذ ولايته بدء من أفغانستان ووصولاً بالعراق , ولا سيما في نهاية فترة ولايته.

4. وفي معرض حديثه عن السبب الرابع , قال شالوم أن التقرير الصادر مؤخراً عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية بشأن قدرة إيران على الوصول لقوة عسكرية نووية وتأكيده على أن طهران لا تقوم بارتكاب أشياء تدعو للشك والريبة , بالإضافة إلي النتائج الخطيرة التي تم التوصل إليها بشأن عدم وجود أي نشاطات نووية لدى النظام العراقي السابق صدام حسين , يزيد من الحاجز النفسي أمام إمكانية القيام بأي نشاط عسكري أمريكي ضد إيران , ولهذا فأن أي رئيس أمريكي لن يغامر في الإقدام على عملية من هذا النوع دون التأكد من صحة المعلومات الخاصة بتقييم أنشطة إيران النووية والتوصل إلي نتائج وأدلة قاطعة قبل التفكير في اتخاذ خطوة واحدة نحو ضرب إيران.

5. وقال خبير مركز دراسات الأمن القومي الصهيونى أن السبب الخامس , يتمثل في أن فرص نجاح مثل هذا العمل مشكوك فيها , خاصة وأن الجانب الإيراني استعد جيداً لمثل هذه الضربة وجهز نفسه لكافة السيناريوهات , بل ومن المؤكد كذلك أنه قام بالاستعداد لكافة الأطر الزمنية التي من المحتمل أن تقع خلالها مثل هذه الضربة , ومن الممكن الافتراض في هذا التوقيت أن عناصر أجهزة الأمن الإيرانية اتخذت ما تيسر لها من خطوات وقائية لإحباط الأضرار الهائلة وسيبذلون قصارى جهدهم لإحباط أي عمليات قد تطال منشآتهم النووية المنتشرة في سائر أنحاء الأراضي الإيرانية , ومن الممكن كذلك الافتراض أن أجهزة الأمن الإيرانية سيقومون كذلك بتشديد وزيادة عمليات التمويه والإخفاء لتلك المنشآت وسيضاعفون كذلك من وسائل الحماية والدفاع عنها , ويرى شالوم أنه وحتى في أفضل الظروف وأحسنها فأنه من غير الممكن التنبؤ بالنتائج الفعلية للهجوم عسكري على إيران.

6. وعن السبب السادس الذي من شأنه أن يدفع إدارة الرئيس بوش في التريث قبل اتخاذ قرار بشن هجوم على إيران , قال شالوم "أن عملية أمريكية إذا ما نفذت سواء بشكل مستقل أو عبر التعاون مع إسرائيل , فأنها من المؤكد ستجلب معها رداً إيرانياً ضد إسرائيل , وهو رد سيكون من الصعب في حينه توقعه أو معرفة نتائجه مسبقاً وتقديرها بشكل جيد وصحيح , لكن إذا ما أقدمت طهران على تنفيذ عمليات انتقامية ضد إسرائيل فإنها من المؤكد ستتسم بالانتقام الشديد وستتسبب فى وقوع العديد من الإصابات داخل إسرائيل , الأمر الذي سيتبعه حاجة ملحة في تدخل أمريكي سريع وطويل المدى في حرب تطال سائر بلدان الشرق الأوسط , ولهذا فأنه من المشكوك فيه أن الرئيس الأمريكي بوش في مثل هذا الموقف من الممكن أن يقوم باتخاذ قرار حاسم من شأنه أن يورط أمريكا مرة أخرى خاصة في ظل تورطها التام في العراق.

7. وأرجع الخبير الصهيونى السبب السابع إلي أن الولايات المتحدة عليها أن تضع في اعتبارها أن عملية عسكرية أمريكية ضد إيران من شأنها أن تكون بداية لعملية سفك دماء لا حد لها طويلة المدى مع سائر دول العالم الإسلامي وستخلق حالة من العداء لا مثيل لها , حتى هؤلاء الذين لا يحصون أنفسهم في صف المؤيدين لإيران أو المناصرين لها , لأنهم سيعتبرون هذه الضربة عمل عدواني من قبل القوة الأمريكية العظمي ضد دولة إسلامية والهدف منه إراقة دماء المسلمين وهو ما يجب معه أن تزيد توقعات الولايات المتحدة الأمريكية بزيادة وطأة الهجمات ضد أهداف أمريكية ، بما فيها على الاراضى الأمريكية.

8. وتناول زاكي شالوم في حديثه عن السبب الثامن , مسألة أن توجيه ضربة ضد إيران من قبل الولايات المتحدة الأمريكية من شأنها أن يصاحبها ارتفاع جنوني في أسعار النفط في جميع أنحاء العالم , وتوقع أن تصل أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها مما سيؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي على نطاق واسع , ومؤكداً على أنه لو حدث هذا الأمر فأنه سيتبعه أزمات اقتصادية عالمية ذات تداعيات خطيرة للغاية.

9. وتابع الباحث شالوم عرض ورقته البحثية بالإشارة إلي أن السبب التاسع يرجع إلي أنه وعلى الرغم من وجود حالة من التوافق في الآراء على نطاق واسع في دول الغرب , بشأن حتمية منع إيران من الوصول إلي القدرات العسكرية النووية , لكن كذلك فأنه يجب على الإدارة الأمريكية أن تتوقع أن العديد من الدول سيعتبرون العمل العسكري ضد إيران تعبير واضح علن رغبة إدارة بوش في إخفاء كافة الإخفاقات السياسية والإستراتيجية التي رافقت فترة ولايته , وكذلك وسط جدال صخب يدور داخل الإدارة الأمريكية بشأن الحاجة لشن هجوم عسكري على إيران في هذا التوقيت , ولهذا فأنه من غير المرجح تماماً أن يقوم الرئيس بوش بالالتفاف على إدارته ومسئوليه في القيام بمثل هذه الخطوة ويتخذ قرره ببدء الهجوم رغماً عن إرادة الجميع , كما أنه من غير المعقول أن يقوم بوش بالقيام بهذا العمل الخطير دون توافق يجمعه هو ومسئولي إدارته بل وخارجها كذلك.

10. وأختتم زاكي شالوم عرض أسبابه بشرح تفاصيل السبب العاشر الذي من شأنه أن يمنع بوش عن قرار الهجوم على إيران , وقال "أن قررت الأمم المتحدة بشأن توقيع سلسلة من العقوبات الاقتصادية ضد إيران , ومن خلال معلومات جرى تسريبها لوسائل الإعلام فأن تلك العقوبات سيكون لديها بالفعل بالغ الأثر على تدهور الاقتصاد الإيراني واستقرار نظام آيات الله , كما أن هناك حديث عن الاتصالات غير المباشرة بين العناصر الايرانيه والأمريكية , والمؤكد أن الرئيس الأمريكي جورج بوش لن يتخذ قراره بشن هجوم إلا بعد أن يتأكد تماماً أن كافة الطرق الدبلوماسية والاقتصادية قد أغلقت أمامه وفشلت ولم تنجح, وأن الحسم العسكري هو الحل الوحيد لمنع إيران من الوصول إلي قدرات عسكرية نووية , ومن المؤكد كذلك أن الطرق الأخرى لن تظهر نتائجها حتى نهاية ولاية بوش.

وبعد الانتهاء من شرح أسبابه أشار شالوم إلي أنه وفي حالة التأكد من أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لا تميل لمسألة شن عمل عسكري ضد إيران فإن إسرائيل ستجد نفسها في حينه مضطرة للقيام باتخاذ قرار هو الأخطر من نوعه وأكثرها صعوبة في تاريخ الدولة وهو إعطاء أوامر للجيش الصهيونى بشأن هجوم عسكري فوري ضد إيران , لكن يبدوا أن هناك تغير كبير قد طرأ في موقف كبار المسئولين الصهاينة بالنسبة للأزمة مع إيران , فخلال السنوات السابقة كانت "إسرائيل" تسعي دوماً للتأكيد على أن مشكلة إيران مشكلة عالمية , وأن قرار ضربها بشكل منفرد أمر سيكون له تداعيات بعيدة وواسعة المدى مع العربي والإسلامي ومع المجتمع الدول ككل , وكذلك على الأوضاع الاقتصادية "لإسرائيل".

وتابع حديثه قائلاً:لكن يبدوا الآن الانطباع مختلف تماماً , ففي التصريحات الخاصة من قبل المسئولين "الإسرائيليين" عن الأزمة الإيرانية خلال السنوات الماضية كان التأكيد على عالمية الأزمة , لكن تصريحات المسئولين الأخيرة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الأوضاع الراهنة وضعت إسرائيل في مأزق وهو الأمر الذي يلزمها بالعمل بمفردها ضد إيران ,حتى دون مشاركة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وأختتم الباحث الصهيونى تقريره بالإشارة إلي أن هذا التغير في المواقف من قبل المسئولين الصهاينة بشأن الأزمة الإيرانية وعالميتها , وتلك التداعيات والظروف المحيطة من شأنها أن تدفع إسرائيل نحو مواجهة معضلة صعبة للغاية , وأنها تسير في الطريق بمفردها نحو إيران وأن إمكانيات التعاون الدولي من أجل القضاء على تلك الأزمة وإنهاءها قد ولت , وهو ما سيدفع القيادة "الإسرائيلية" لاتخاذ قرار خلال الأشهر القادمة لحل تلك المعضلة , وذلك من خلال أفترض نهائي بأن الرئيس بوش لن يقرر نهائياً دخول الحرب مع إيران وشن هجوم عسكري عليها , وعليها أن تقرر في حينه وتحسم أمرها من مسائلة الهجوم بمفردها على إيران.

كما أنه يجب على "إسرائيل" ويتعين عليها أن تواجه مسألة الحفاظ على مصداقيتها , لأن عدم اتخاذ إجراءات ضد إيران سيكون أمر من شأنه أن يعرض مصداقية "إسرائيل" للخطر وسيظهرها على أنها ليست سوى نمر من ورق وأنها غير قادرة على انتهاج خطوات جادة في تطبيقها لنظرية الردع التي تتبنها منذ قيامها .

وإذا لم تقم "إسرائيل" بخطوات ملموسة وحقيقية لحل الأزمة الإيرانية فأن ذلك من شأنه أن يعرضها لسلسلة طويلة من الأخطار , ولهذا فأن التوقعات تشير إلي أن القيادة "الإسرائيلية" ستحتاج إلي البحث عن أفضل الطرق التي تمكنها من تقليل الأضرار الناتجة عن توجيه ضربة منفردة لإيران , بغض النظر عن ماهية القرار الذي سيتخذ في نهاية المطاف

هذا ما احببت ايضاحة وننتظر التعلقيات