ماكـرو
07-07-2008, Mon 5:07 AM
هذا مقال عن دورة السلع كتبه كبير الخبراء الاقتصاديين في البنك السعودي البريطاني د. جون إسفكياناكيس
قرأت النسخة العربية في جريدة الشرق الأوسط ، ولم أخرج بأي إنطباع بل بحيرة اكبر
فبحثت عن النسخة الإنجليزية للمقال ووجدنها في عرب نيوز
ولم أصل إلى نتيجة ولم أخرج برأيي صريح
فكأن الكاتب يريد أن يخفي شيئ
ولكن انبه بان الترجمة في الشرق الاوسط فيها خلل كبير واظن بأنه متعمد لان المعنى يقلب ويغير بشكل كبير
فعلى سبيل المثال نقراً العنوان بالعرب تايمز كالتالي
Speculation and commodities super cycle
ولو ترجمتها فستكون كالتالي
المضاربة ودورة السلع العملاقة
ولكن الشرق الاوسط وضعت العنوان بطريقة تخل بالمعنى بل وتعطي إنطباعاً مغايراً
الدورة العملاقة للمضاربات والسلع
فهل ما يحدث للسلع من إرتفاعات هو جزء من الدورات الإقتصادية وهي إرتفاعات مبررة
ام ما يحدث للسلع – كما نفهم من ترجمة الشرق الاوسط – ليس إلا إرتفاعات وهمية ناشئة عن مضاربات بحته ولا يوجد دواعم إقتصادية لهذه الإرتفاعات
مثال آخر
في نهاية المقال المترجم نقرأ التالي:
وعقب فك الصلة بين ارتفاع أسعار النفط وضعف الدولار، ظهر الكثير من الشكوك حول إمكانية الموازنة بين حماية القيمة وتأثير المضاربات والتي بدت الأخيرة منهما أكثر قوة.
ولكن في النسخة الإنجليزية لا نجد الكاتب يتحدث عن "ضعف الدولار" في هذه النقطة بالذات
Since recently, the correlation between oil prices and the dollar has been broken which raises questions about the genuine economic function of value protection and speculation. In this cycle, it is the latter that dominates.
أنصح من يعرف اللغة الإنجليزية أن يقرأ النسخة الإنجليزية فقط
وأن يشاركنا إنطباعاته وما فهمه من المقال ، لأني لم أخرج بنتيجة
ما هو رأي الكاتب حول الإرتفاعات الحالية في السلع ، هل هي مبررة اقتصاديا ام هي حدة مضاربات فقط
سأضع النسخة الإنجليزية اولاً لانها هي لغة المقال الاولى ولغة الكاتب
ثم سأرفق ترجمة الشرق الأوسط
Speculation and commodities super cycle
Speculators are part and parcel of all economies, varying in degrees. Speculation exists in a wide range of financial decisions, from the purchase of a house to a bet on a horse or even placing money in the stock market; this is what modern market economists call “ubiquitous speculation”. Speculation awards some and punishes others. In other words, not all speculators make money simultaneously. Speculation can cause price increases above their true value (although true value is open to subjective valuations which go beyond the simple calculation of true value - real value - inflation). In various situations, prices rise due to speculative purchasing causing further speculative purchasing in the hope that the price will continue to rise. This leads to price rising dramatically above the underlying value or worth of the items. This is known as an economic bubble
Commodities prices have increased more in the aggregate over the last five years than at any other time in US economic history. Since 1749, most of the big moves in commodities occurred due inflationary pressures that were related to war or its aftermath. The price of commodities in this cycle has been far greater than any other cycle (greater than the 1968-1981 “super cycle”). The real effect of this cycle has been more advantageous for those who participated as inflation has become globally pronounced only over the past year or so. There is an undeniable fact that demand has increased for all commodities. Emerging economies are consuming all kinds of commodities from crude oil to steel to different kinds of foodstuffs, making demand steeper. On the supply side, a lot of commodities are viewed as having “peaked”, facing deposit challenges. Some precious metals, such as gold and platinum, face supply challenges going forward, due to high global demand but in the case of the world’s largest gold and platinum producer, South Africa, electricity shortages are more a cause of concern than mineral deposits.
But this high demand phenomenon - sometimes aided by manufactured supply panic - is used by investors/ “new speculators” who enter into investing in commodity futures. Specifically, these are corporate and government pension funds, university endowments and last but not least, the omnipresent hedge funds. Put together, these “new speculators” now account on average for a larger share of outstanding commodities futures contracts than any other market participant. The hedge fund, Amaranth is a case in point. This fund lost perhaps $6 billion or more in one commodity - US natural gas - in few weeks. By contrast, the nominal value of all the US natural gas derivative positions of all outstanding commodity baskets was not much larger than Amaranth’s loss. There are now hundreds of hedge funds dedicated only to the commodity sector, and all kinds of more diversified funds like global macro funds who speculate in commodities.
The advent of the “new speculators” began to look to the commodity futures market (through derivatives) after the equity bear market of 2000-2002. Assets allocated to commodity index trading rose from $13 billion at the end of 2003 to $260 billion as of March 2008. Data compiled by the Bank for International Settlements on over the counter commodity derivative positions, held on the books of the world’s banks increased from $1.02 trillion in December 2003 to $5.85 trillion in June 2006. Some involved in the commodity derivatives business estimate the size of commodity derivative at more than $10 trillion.
In this cycle, crude oil prices cannot be justified by simply supply-demand dynamics or the weak US dollar. According to a recent testimony before the Committee on Homeland Security and Governmental Affairs, over the last five years, Chinese demand for petroleum increased by 920 million barrels. Over the same period demand for petroleum futures, increased by 848 million barrels. Some 1.1 billion barrels of petroleum have been stockpiled through the futures market which is eight times as much as the oil stockpiled by US Strategic Petroleum Reserve since 2003.
The speculation in crude oil derivatives has precipitously inflated the price of crude oil even if there is enough physical supply. Lastly, the weak dollar has been used as causal factor for high oil prices. Oil as a hedge for a weak dollar is an attempt to protect dollar assets. Since recently, the correlation between oil prices and the dollar has been broken which raises questions about the genuine economic function of value protection and speculation. In this cycle, it is the latter that dominates
.
الترجمة في الشرق الأوسط
الدورة العملاقة للمضاربات والسلع
يمثل المضاربون جزءاً أساسياً من مختلف النظم الاقتصادية وذلك بدرجات متفاوتة بالطبع، وتلعب المضاربات دوراً هاماً حتى عند اتخاذ قرارات الحياة اليومية سواء في شراء منزل أو الرهان على الخيل أو حتى استثمار الأموال في البورصة، وهذا ما اصطلح خبراء الاقتصاد المعاصرون على تسميته «شمول المضاربات». ولا بد من رابح وخاسر في المضاربات؛ فليس من الممكن أن يزيد كافة المضاربين من أرباحهم في نفس الوقت. ويمكن أن تؤدي المضاربات إلى زيادة سعر السلعة عن قيمتها الحقيقية (وهذا على الرغم من خضوع عملية تقييم سعر السلعة لآراء ذاتية قد تتجاوز المعادلة البسيطة التي مفادها «القيمة الحقيقة = القيمة الفعلية ـ التضخم). وقد ترتفع الأسعار في بعض الحالات نتيجة الإقبال على الشراء بالمضاربة وسط تنبؤات باستمرار الأسعار في الصعود، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الأسعار عن قيمتها الحقيقية، وهذا ما يعرف بالفقاعة الاقتصادية. وشهدت أسعار السلع ارتفاعاً هائلاً خلال السنوات الخمس الماضية على نحو غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية. فمن المعروف أن حالة التضخم المصاحبة للحروب أو الناشئة في أعقابها كانت السبب وراء قفزات الأسعار الكبيرة في المراحل المتعاقبة من تاريخ الولايات المتحدة اعتبارا من عام 1749، إلا أن معدلات زيادة الأسعار في هذه الدورة تجاوزت كل الدورات السابقة (دورة 1968 والدورة العظمى عام 1981). وقد حصد المستثمرون فوائد هذه الدورة نتيجة لعدم كشف النقاب عن حالة التضخم سوى في العام الماضي أو ما قبله. والواقع أن الطلب زاد على كافة السلع والمنتجات في الآونة الأخيرة، وجاء إقبال الاقتصادات الناشئة على استهلاك الكثير من السلع ولاسيما النفط الخام والحديد والمواد الغذائية كي يساعد على تفاقم المشكلة. وبلغ إنتاج كثير من السلع إلى ذروته مما ترك آثاراً سلبية على احتياطي هذه السلع. فعلى سبيل المثال، يواجه إنتاج بعض المعادن الثمينة مثل الذهب والبلاتين تحديات هائلة نتيجة تزايد الطلب العالمي على هذه السلع، غير أن توليد الطاقة الكهربائية في جنوب أفريقيا، وهي أكبر منتج للذهب والبلاتين على مستوى العالم، استحوذ على أهمية أكبر من إنتاج المعادن. واستفاد المستثمرون والمضاربون الجدد في العقود الآجلة من ظاهرة تزايد الطلب التي تصاعدت أحياناً نتيجة الخوف من نقص الإنتاج. ويأتي على رأس المستفيدين صناديق التقاعد الحكومية والخاصة والأموال المرصودة للجامعات وأخيراً وليس آخراً صناديق التغطية. ويستحوذ هؤلاء المضاربون الجدد مجتمعون على نصيب كبير من العقود الآجلة للسلع المتداولة يفوق أي مضارب آخر في السوق. ويعطي صندوق التغطية، «أمارنث»، مثالاً حياً على ذلك، في حال خسر الصندوق 6 مليارات دولار أو أكثر في سلعة واحدة، مثال خسائر الغاز الطبيعي الأميركي التي لا تتجاوز الخسارة التي تعرض لها الصندوق. وتجدر الإشارة إلى أن مئات من صناديق التغطية قد تخصصت حالياً في قطاع السلع فقط بينما اقتصرت جميع أنواع الصناديق الأكثر تنوعاً مثل الصناديق الكلية العالمية في المضاربة في السلع فقط. وعقب ظهور المضاربين الجدد، بدأت الأنظار تتوجه إلى أسواق العقود الآجلة للسلع (من خلال المشتقات) بعد تدهور أسواق الأسهم العادية لعام 2000. وارتفعت الأصول المخصصة لتداول السلع من 13 مليار دولار في نهاية عام 2003 إلى 260 مليار دولار في شهر مارس (آذار) 2008، في حين سجلت البيانات المستمدة من بنك الاعتماد الدولي المتعلقة بصفقات مشتقات السلع التي تمت خارج البورصة والمحفوظة في دفاتر بنوك العالم ارتفاعاً من 1.02 تريليون دولار في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2003 إلى 5.85 تريليون دولار في يونيو (حزيران) 2006. ويقدر بعض المشاركين في أسواق مشتقات السلع بأن القيمة تزيد عن 10 تريليون دولار. ولا يمكن تفسير ارتفاع أسعار النفط الخام استناداً إلى آليات العرض والطلب أو انخفاض سعر الدولار. فحسب شهادته التي أدلى بها أمام لجنة الأمن الوطني والشؤون الحكومية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي، صرح مايكل دبليو ماسترز أن طلب الصين على البترول قد ارتفع بنحو 920 مليون برميل على مدار السنوات الخمس بينما زاد الطلب على العقود الآجلة للبترول بنحو 848 مليون برميل في نفس الفترة الزمنية. وتم تخزين قرابة 1.1 مليار برميل بترول من خلال أسواق العقود الآجلة، وهي الكمية التي تمثل ثمانية أضعاف مخزون احتياطي البترول الاستراتيجي الأميركي منذ عام 2003. وكانت المضاربات في مشتقات النفط الخام السبب وراء ارتفاع أسعار النفط الخام، حتى مع عدم كفاية الإنتاج الفعلي، في حين كان ضعف الدولار هو المتهم الأول في قضية ارتفاع أسعار النفط. والواقع أن استخدام النفط كغطاء للدولار جاء بمثابة محاولة لإنقاذ الأصول الموجودة بالدولار. وعقب فك الصلة بين ارتفاع أسعار النفط وضعف الدولار، ظهر الكثير من الشكوك حول إمكانية الموازنة بين حماية القيمة وتأثير المضاربات والتي بدت الأخيرة منهما أكثر قوة.
المقال في العرب نيوز: http://www.arabnews.com/?page=6§ion=0&article=111109&d=22&m=6&y=2008
المقال في الشرق الاوسط: http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=6&issueno=10813&article=477645&feature=
قرأت النسخة العربية في جريدة الشرق الأوسط ، ولم أخرج بأي إنطباع بل بحيرة اكبر
فبحثت عن النسخة الإنجليزية للمقال ووجدنها في عرب نيوز
ولم أصل إلى نتيجة ولم أخرج برأيي صريح
فكأن الكاتب يريد أن يخفي شيئ
ولكن انبه بان الترجمة في الشرق الاوسط فيها خلل كبير واظن بأنه متعمد لان المعنى يقلب ويغير بشكل كبير
فعلى سبيل المثال نقراً العنوان بالعرب تايمز كالتالي
Speculation and commodities super cycle
ولو ترجمتها فستكون كالتالي
المضاربة ودورة السلع العملاقة
ولكن الشرق الاوسط وضعت العنوان بطريقة تخل بالمعنى بل وتعطي إنطباعاً مغايراً
الدورة العملاقة للمضاربات والسلع
فهل ما يحدث للسلع من إرتفاعات هو جزء من الدورات الإقتصادية وهي إرتفاعات مبررة
ام ما يحدث للسلع – كما نفهم من ترجمة الشرق الاوسط – ليس إلا إرتفاعات وهمية ناشئة عن مضاربات بحته ولا يوجد دواعم إقتصادية لهذه الإرتفاعات
مثال آخر
في نهاية المقال المترجم نقرأ التالي:
وعقب فك الصلة بين ارتفاع أسعار النفط وضعف الدولار، ظهر الكثير من الشكوك حول إمكانية الموازنة بين حماية القيمة وتأثير المضاربات والتي بدت الأخيرة منهما أكثر قوة.
ولكن في النسخة الإنجليزية لا نجد الكاتب يتحدث عن "ضعف الدولار" في هذه النقطة بالذات
Since recently, the correlation between oil prices and the dollar has been broken which raises questions about the genuine economic function of value protection and speculation. In this cycle, it is the latter that dominates.
أنصح من يعرف اللغة الإنجليزية أن يقرأ النسخة الإنجليزية فقط
وأن يشاركنا إنطباعاته وما فهمه من المقال ، لأني لم أخرج بنتيجة
ما هو رأي الكاتب حول الإرتفاعات الحالية في السلع ، هل هي مبررة اقتصاديا ام هي حدة مضاربات فقط
سأضع النسخة الإنجليزية اولاً لانها هي لغة المقال الاولى ولغة الكاتب
ثم سأرفق ترجمة الشرق الأوسط
Speculation and commodities super cycle
Speculators are part and parcel of all economies, varying in degrees. Speculation exists in a wide range of financial decisions, from the purchase of a house to a bet on a horse or even placing money in the stock market; this is what modern market economists call “ubiquitous speculation”. Speculation awards some and punishes others. In other words, not all speculators make money simultaneously. Speculation can cause price increases above their true value (although true value is open to subjective valuations which go beyond the simple calculation of true value - real value - inflation). In various situations, prices rise due to speculative purchasing causing further speculative purchasing in the hope that the price will continue to rise. This leads to price rising dramatically above the underlying value or worth of the items. This is known as an economic bubble
Commodities prices have increased more in the aggregate over the last five years than at any other time in US economic history. Since 1749, most of the big moves in commodities occurred due inflationary pressures that were related to war or its aftermath. The price of commodities in this cycle has been far greater than any other cycle (greater than the 1968-1981 “super cycle”). The real effect of this cycle has been more advantageous for those who participated as inflation has become globally pronounced only over the past year or so. There is an undeniable fact that demand has increased for all commodities. Emerging economies are consuming all kinds of commodities from crude oil to steel to different kinds of foodstuffs, making demand steeper. On the supply side, a lot of commodities are viewed as having “peaked”, facing deposit challenges. Some precious metals, such as gold and platinum, face supply challenges going forward, due to high global demand but in the case of the world’s largest gold and platinum producer, South Africa, electricity shortages are more a cause of concern than mineral deposits.
But this high demand phenomenon - sometimes aided by manufactured supply panic - is used by investors/ “new speculators” who enter into investing in commodity futures. Specifically, these are corporate and government pension funds, university endowments and last but not least, the omnipresent hedge funds. Put together, these “new speculators” now account on average for a larger share of outstanding commodities futures contracts than any other market participant. The hedge fund, Amaranth is a case in point. This fund lost perhaps $6 billion or more in one commodity - US natural gas - in few weeks. By contrast, the nominal value of all the US natural gas derivative positions of all outstanding commodity baskets was not much larger than Amaranth’s loss. There are now hundreds of hedge funds dedicated only to the commodity sector, and all kinds of more diversified funds like global macro funds who speculate in commodities.
The advent of the “new speculators” began to look to the commodity futures market (through derivatives) after the equity bear market of 2000-2002. Assets allocated to commodity index trading rose from $13 billion at the end of 2003 to $260 billion as of March 2008. Data compiled by the Bank for International Settlements on over the counter commodity derivative positions, held on the books of the world’s banks increased from $1.02 trillion in December 2003 to $5.85 trillion in June 2006. Some involved in the commodity derivatives business estimate the size of commodity derivative at more than $10 trillion.
In this cycle, crude oil prices cannot be justified by simply supply-demand dynamics or the weak US dollar. According to a recent testimony before the Committee on Homeland Security and Governmental Affairs, over the last five years, Chinese demand for petroleum increased by 920 million barrels. Over the same period demand for petroleum futures, increased by 848 million barrels. Some 1.1 billion barrels of petroleum have been stockpiled through the futures market which is eight times as much as the oil stockpiled by US Strategic Petroleum Reserve since 2003.
The speculation in crude oil derivatives has precipitously inflated the price of crude oil even if there is enough physical supply. Lastly, the weak dollar has been used as causal factor for high oil prices. Oil as a hedge for a weak dollar is an attempt to protect dollar assets. Since recently, the correlation between oil prices and the dollar has been broken which raises questions about the genuine economic function of value protection and speculation. In this cycle, it is the latter that dominates
.
الترجمة في الشرق الأوسط
الدورة العملاقة للمضاربات والسلع
يمثل المضاربون جزءاً أساسياً من مختلف النظم الاقتصادية وذلك بدرجات متفاوتة بالطبع، وتلعب المضاربات دوراً هاماً حتى عند اتخاذ قرارات الحياة اليومية سواء في شراء منزل أو الرهان على الخيل أو حتى استثمار الأموال في البورصة، وهذا ما اصطلح خبراء الاقتصاد المعاصرون على تسميته «شمول المضاربات». ولا بد من رابح وخاسر في المضاربات؛ فليس من الممكن أن يزيد كافة المضاربين من أرباحهم في نفس الوقت. ويمكن أن تؤدي المضاربات إلى زيادة سعر السلعة عن قيمتها الحقيقية (وهذا على الرغم من خضوع عملية تقييم سعر السلعة لآراء ذاتية قد تتجاوز المعادلة البسيطة التي مفادها «القيمة الحقيقة = القيمة الفعلية ـ التضخم). وقد ترتفع الأسعار في بعض الحالات نتيجة الإقبال على الشراء بالمضاربة وسط تنبؤات باستمرار الأسعار في الصعود، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الأسعار عن قيمتها الحقيقية، وهذا ما يعرف بالفقاعة الاقتصادية. وشهدت أسعار السلع ارتفاعاً هائلاً خلال السنوات الخمس الماضية على نحو غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية. فمن المعروف أن حالة التضخم المصاحبة للحروب أو الناشئة في أعقابها كانت السبب وراء قفزات الأسعار الكبيرة في المراحل المتعاقبة من تاريخ الولايات المتحدة اعتبارا من عام 1749، إلا أن معدلات زيادة الأسعار في هذه الدورة تجاوزت كل الدورات السابقة (دورة 1968 والدورة العظمى عام 1981). وقد حصد المستثمرون فوائد هذه الدورة نتيجة لعدم كشف النقاب عن حالة التضخم سوى في العام الماضي أو ما قبله. والواقع أن الطلب زاد على كافة السلع والمنتجات في الآونة الأخيرة، وجاء إقبال الاقتصادات الناشئة على استهلاك الكثير من السلع ولاسيما النفط الخام والحديد والمواد الغذائية كي يساعد على تفاقم المشكلة. وبلغ إنتاج كثير من السلع إلى ذروته مما ترك آثاراً سلبية على احتياطي هذه السلع. فعلى سبيل المثال، يواجه إنتاج بعض المعادن الثمينة مثل الذهب والبلاتين تحديات هائلة نتيجة تزايد الطلب العالمي على هذه السلع، غير أن توليد الطاقة الكهربائية في جنوب أفريقيا، وهي أكبر منتج للذهب والبلاتين على مستوى العالم، استحوذ على أهمية أكبر من إنتاج المعادن. واستفاد المستثمرون والمضاربون الجدد في العقود الآجلة من ظاهرة تزايد الطلب التي تصاعدت أحياناً نتيجة الخوف من نقص الإنتاج. ويأتي على رأس المستفيدين صناديق التقاعد الحكومية والخاصة والأموال المرصودة للجامعات وأخيراً وليس آخراً صناديق التغطية. ويستحوذ هؤلاء المضاربون الجدد مجتمعون على نصيب كبير من العقود الآجلة للسلع المتداولة يفوق أي مضارب آخر في السوق. ويعطي صندوق التغطية، «أمارنث»، مثالاً حياً على ذلك، في حال خسر الصندوق 6 مليارات دولار أو أكثر في سلعة واحدة، مثال خسائر الغاز الطبيعي الأميركي التي لا تتجاوز الخسارة التي تعرض لها الصندوق. وتجدر الإشارة إلى أن مئات من صناديق التغطية قد تخصصت حالياً في قطاع السلع فقط بينما اقتصرت جميع أنواع الصناديق الأكثر تنوعاً مثل الصناديق الكلية العالمية في المضاربة في السلع فقط. وعقب ظهور المضاربين الجدد، بدأت الأنظار تتوجه إلى أسواق العقود الآجلة للسلع (من خلال المشتقات) بعد تدهور أسواق الأسهم العادية لعام 2000. وارتفعت الأصول المخصصة لتداول السلع من 13 مليار دولار في نهاية عام 2003 إلى 260 مليار دولار في شهر مارس (آذار) 2008، في حين سجلت البيانات المستمدة من بنك الاعتماد الدولي المتعلقة بصفقات مشتقات السلع التي تمت خارج البورصة والمحفوظة في دفاتر بنوك العالم ارتفاعاً من 1.02 تريليون دولار في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2003 إلى 5.85 تريليون دولار في يونيو (حزيران) 2006. ويقدر بعض المشاركين في أسواق مشتقات السلع بأن القيمة تزيد عن 10 تريليون دولار. ولا يمكن تفسير ارتفاع أسعار النفط الخام استناداً إلى آليات العرض والطلب أو انخفاض سعر الدولار. فحسب شهادته التي أدلى بها أمام لجنة الأمن الوطني والشؤون الحكومية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي، صرح مايكل دبليو ماسترز أن طلب الصين على البترول قد ارتفع بنحو 920 مليون برميل على مدار السنوات الخمس بينما زاد الطلب على العقود الآجلة للبترول بنحو 848 مليون برميل في نفس الفترة الزمنية. وتم تخزين قرابة 1.1 مليار برميل بترول من خلال أسواق العقود الآجلة، وهي الكمية التي تمثل ثمانية أضعاف مخزون احتياطي البترول الاستراتيجي الأميركي منذ عام 2003. وكانت المضاربات في مشتقات النفط الخام السبب وراء ارتفاع أسعار النفط الخام، حتى مع عدم كفاية الإنتاج الفعلي، في حين كان ضعف الدولار هو المتهم الأول في قضية ارتفاع أسعار النفط. والواقع أن استخدام النفط كغطاء للدولار جاء بمثابة محاولة لإنقاذ الأصول الموجودة بالدولار. وعقب فك الصلة بين ارتفاع أسعار النفط وضعف الدولار، ظهر الكثير من الشكوك حول إمكانية الموازنة بين حماية القيمة وتأثير المضاربات والتي بدت الأخيرة منهما أكثر قوة.
المقال في العرب نيوز: http://www.arabnews.com/?page=6§ion=0&article=111109&d=22&m=6&y=2008
المقال في الشرق الاوسط: http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=6&issueno=10813&article=477645&feature=