المشاهد
25-04-2008, Fri 10:14 PM
القناعة كنز لا ينفذ
كل غنى إلا غنى النفس
القنوع غني بنفسه
القنوع حكيم ومن الحكمة أن تقنع بما آتاك الله
قصة جميلة تبين آثار القناعة على حياة الإنسان.
يحكى أن ثلاثة شبان كانت تجمعهم صحبة ومحبة.
وكانوا لا يخفون أمرا على أحد منهم.
كان اجتماعهم يوميا على أحسن حال.
وكانوا متلازمين لا يكادون يفترقون.
كان أحدهم ويدعى شديد يروي الماء لأهل القرية بأجر زهيد وكان يسكن في بيت صغير.
أما الآخر فأسمه صالح وكان يعمل فلاحا وكان فقيرا حازما حكيما.
وأما صديقهم الثالث قاسم فكان يعمل مع والده في متجره الصغير وكان متذمرا من حاله مع أنه أيسرهم حالا.
وكان صديقاه لا يألون جهدا في نصحه بالقناعة بينما يصفهم بضعف الإرادة والطموح.
كان صالح وقاسم متزوجان أما شديد فلم يتزوج بعد
وفي أحد الأيام بينما كان شديد في طريقه ليروي الماء لأحد البيوت نكصت به ناقته فسقط أرضا.
واقبل المارة لإسعافه فنقلوه لبيت صديقه صالح
كشف طبيب القرية على شديد فطلب منه أن يلزم الراحة لوجود كسر في ظهره.
قام صالح بتمريض شديد والعناية به فشديد ليس له أسرة ولا أقرباء ولا يعرف له قريب.
أحس شديد أن حالته الصحية تتدهور وشعر بدنو أجله.
وبينما كان قاسم يزور شديد في بيت صالح قال شديد " يا أصدقائي إني أحس بدنو أجلي"
فقالا له " نأمل لك الشفاء والعافية ففألك الصحة إن شاء الله"
فرد شديد بأنه يرى حالته الصحيح تتدهور وأنه سوف يطلعهم على سر خطير لا يعرفه أحد غيره.
تابع شديد كلامه قائلا:
" قبل أن أخبركم بهذا السر الخطير يجب أن تعاهدوني ألا يطلع أحد على حديثنا هذا"
وافق الصديقان على إبقاء الأمر سرا بينهما.
فأكمل شديد حديثه:
" كما تعلمون أنني قدمت مع والدي قبل عشر سنوات من صحراء الربع الخالي وكنت حينها شابا يافعا.
لم يعرف أحدا عن سبب تركنا بلادنا وسبب قدومنا الى قريتكما هذه ولكن سأخبركم الخبر...
كنا في صحراء الربع الخالي أصحاب إبل وكنا نرعى الإبل ونمتلك أجودها وكنا نبيع الإبل على القبائل الأخرى...
وكان لدينا قوة ومنعة فلا يجرؤ أحد على مهاجمتنا فكلنا فرسان وكلنا نفتدي قبيلتنا بأرواحنا.
وكان لنا من الأموال الشيء الكثير فكنا ندفنه في الصحراء في أماكن متفرقة ولكن الكنز الكبير وهو من النقود الذهبية فلة مكان يعرفه كبار القبيلة فقط.
وفي أحد الأيام هاجمتنا قبيلة فأغارت على إبلنا وساقتها بينما كنا غافلين عنها.
قام فرساننا بملاحقة الغزاة ولكنهم كمنوا لمن يلحق بهم فيقتلونه حتى أبادوا جل فرساننا فكروا على النساء والأطفال يقتلون بلا رحمة
كنت وأبى في رحلة صيد وفي طريقنا إلى مرابع القبيلة شاهدنا أحد فرسان القبيلة على ناقته وهو ينزف دما.
وعند سؤاله أخبرنا بما حدث ونصحنا ألا نرجع بل نواصل الطريق هربا بأرواحنا.
وما لبث الفارس حتى مات.
والدي لم يكد يتمالك نفسه وقد جن جنونه
أتباد قبيلة بأكملها في ضحى...
أأفقد كل أهلي في لحظة...
قمت ووالدي بالتخفي حتى غابت الشمس ثم واصلنا طريقنا حتى وصلنا إلى موقع القبيلة فإذا فرسان القبيلة الغازية متواجدون وكأنهم ينتظرون قادم.
خشي والدي علي فقفل راجعا فمشينا طوال الليل ثم واصلنا بعد استراحة بسيطة حتى ابتعدنا عن مرابع القبيلة ثم استرحنا إلى الليل ثم واصلنا حتى خرجنا من الصحراء.
بدأ أبي يهيم لا يدري أين يذهب حتى أهتدى لصديق كان يشتري منهم الإبل في هذه القرية
فما أن وصلنا هنا حتى علمنا أن هذا التاجر قد مات فبقينا هنا نعمل ووالدي في سقيا الناس.
فلما أحس والدي بموته أخبرني بأن هناك كنز مدفون وأخبرني بمكانه وطلب مني أن أختبر اثنان من أصدقائي حتى إذا استأمنتهم أخبرتهم بمكان الكنز واصطحبتهم لنحضر الكنز.
المكان خطير والقبيلة الغازية مسيطرة على جميع المنطقة وقد ازدادوا قوة بالقضاء على قبيلتنا وسلب إبلنا.
لذا نصحني والدي بأن نذهب على رواحلنا حتى نصل إلى قرية صغيرة في أول الصحراء ثم نتزود بالماء وليأخذ كل منا أربعة قرب من الماء اثنتان للشرب ذهابا واثنتان للإياب.
ثم نواصل الطريق من القرية باتجاه الجنوب حتى نصل المكان حيث توجد واحة صغيرة هناك.
يجب أن يكون مسيركم في الليل و نومكم في النهار حيث تقومون بحفر حفرة تكفي لنومكم وتغطونها بقطعة قماش لكي لا يستطيع أحد مشاهدتكم من بعيد.
الطريق خطير والعمل شاق وعندما تصلون إلى المكان تقومون بحفر مكان الكنز فتملئون القرب الفارغة ثم تعودون.
الطريق ثلاثة أيام ذهابا وثلاثة أيام إيابا.
قربتان من الماء تكفي لثلاثة أيام.
يجب السير في الليل والنوم في النهار.
كما يجب الاقتصاد في الماء.
وهذه الخريطة فيها وصف مكان الكنز ووصف الطريق اليه.
وعندما لا تجدون المكان في نهاية اليوم الثالث فعليكم بالعودة بلا تردد فالماء لن يكفيكم إن لم ترجعوا في الحال.
إن هبت عليكم عواصف تعيقكم عن مواصلة الطريق فيجب العودة بلا تردد.
هذه الرحلة خطيرة وهي مسألة حياة أو موت.
هذا ما لدي وهذه الخريطة توضح الطريق ومكان الكنز
فإن عزمتما على السفر فلا تطمعا."
شكر كل من صالح وقاسم صديقهم شديد ووعدا بكتمان السر
بعد عدة أيام مات شديد فحزن عليه صديقاه
وبعد عدة أيام بدأ قاسم يلح على صالح بالرحيل لطلب الكنز وصالح متردد ويحاول تأجيل الموضوع.
وبعد إلحاح شديد ومتواصل من قاسم رضخ صالح للأمر فعزما على الرحلة إلى صحراء الربع الخالي.
أعد كل منهما لراحلته وجهز جهازه فالرحلة إلى شمال صحراء الربع الخالي تستغرق ستة يام.
ودع كل منهما والديه وزوجته واستأذنوا للسفر برحلة تستغرق ثمانية عشر يوما
يتبع الحلقة الثانية
.
كل غنى إلا غنى النفس
القنوع غني بنفسه
القنوع حكيم ومن الحكمة أن تقنع بما آتاك الله
قصة جميلة تبين آثار القناعة على حياة الإنسان.
يحكى أن ثلاثة شبان كانت تجمعهم صحبة ومحبة.
وكانوا لا يخفون أمرا على أحد منهم.
كان اجتماعهم يوميا على أحسن حال.
وكانوا متلازمين لا يكادون يفترقون.
كان أحدهم ويدعى شديد يروي الماء لأهل القرية بأجر زهيد وكان يسكن في بيت صغير.
أما الآخر فأسمه صالح وكان يعمل فلاحا وكان فقيرا حازما حكيما.
وأما صديقهم الثالث قاسم فكان يعمل مع والده في متجره الصغير وكان متذمرا من حاله مع أنه أيسرهم حالا.
وكان صديقاه لا يألون جهدا في نصحه بالقناعة بينما يصفهم بضعف الإرادة والطموح.
كان صالح وقاسم متزوجان أما شديد فلم يتزوج بعد
وفي أحد الأيام بينما كان شديد في طريقه ليروي الماء لأحد البيوت نكصت به ناقته فسقط أرضا.
واقبل المارة لإسعافه فنقلوه لبيت صديقه صالح
كشف طبيب القرية على شديد فطلب منه أن يلزم الراحة لوجود كسر في ظهره.
قام صالح بتمريض شديد والعناية به فشديد ليس له أسرة ولا أقرباء ولا يعرف له قريب.
أحس شديد أن حالته الصحية تتدهور وشعر بدنو أجله.
وبينما كان قاسم يزور شديد في بيت صالح قال شديد " يا أصدقائي إني أحس بدنو أجلي"
فقالا له " نأمل لك الشفاء والعافية ففألك الصحة إن شاء الله"
فرد شديد بأنه يرى حالته الصحيح تتدهور وأنه سوف يطلعهم على سر خطير لا يعرفه أحد غيره.
تابع شديد كلامه قائلا:
" قبل أن أخبركم بهذا السر الخطير يجب أن تعاهدوني ألا يطلع أحد على حديثنا هذا"
وافق الصديقان على إبقاء الأمر سرا بينهما.
فأكمل شديد حديثه:
" كما تعلمون أنني قدمت مع والدي قبل عشر سنوات من صحراء الربع الخالي وكنت حينها شابا يافعا.
لم يعرف أحدا عن سبب تركنا بلادنا وسبب قدومنا الى قريتكما هذه ولكن سأخبركم الخبر...
كنا في صحراء الربع الخالي أصحاب إبل وكنا نرعى الإبل ونمتلك أجودها وكنا نبيع الإبل على القبائل الأخرى...
وكان لدينا قوة ومنعة فلا يجرؤ أحد على مهاجمتنا فكلنا فرسان وكلنا نفتدي قبيلتنا بأرواحنا.
وكان لنا من الأموال الشيء الكثير فكنا ندفنه في الصحراء في أماكن متفرقة ولكن الكنز الكبير وهو من النقود الذهبية فلة مكان يعرفه كبار القبيلة فقط.
وفي أحد الأيام هاجمتنا قبيلة فأغارت على إبلنا وساقتها بينما كنا غافلين عنها.
قام فرساننا بملاحقة الغزاة ولكنهم كمنوا لمن يلحق بهم فيقتلونه حتى أبادوا جل فرساننا فكروا على النساء والأطفال يقتلون بلا رحمة
كنت وأبى في رحلة صيد وفي طريقنا إلى مرابع القبيلة شاهدنا أحد فرسان القبيلة على ناقته وهو ينزف دما.
وعند سؤاله أخبرنا بما حدث ونصحنا ألا نرجع بل نواصل الطريق هربا بأرواحنا.
وما لبث الفارس حتى مات.
والدي لم يكد يتمالك نفسه وقد جن جنونه
أتباد قبيلة بأكملها في ضحى...
أأفقد كل أهلي في لحظة...
قمت ووالدي بالتخفي حتى غابت الشمس ثم واصلنا طريقنا حتى وصلنا إلى موقع القبيلة فإذا فرسان القبيلة الغازية متواجدون وكأنهم ينتظرون قادم.
خشي والدي علي فقفل راجعا فمشينا طوال الليل ثم واصلنا بعد استراحة بسيطة حتى ابتعدنا عن مرابع القبيلة ثم استرحنا إلى الليل ثم واصلنا حتى خرجنا من الصحراء.
بدأ أبي يهيم لا يدري أين يذهب حتى أهتدى لصديق كان يشتري منهم الإبل في هذه القرية
فما أن وصلنا هنا حتى علمنا أن هذا التاجر قد مات فبقينا هنا نعمل ووالدي في سقيا الناس.
فلما أحس والدي بموته أخبرني بأن هناك كنز مدفون وأخبرني بمكانه وطلب مني أن أختبر اثنان من أصدقائي حتى إذا استأمنتهم أخبرتهم بمكان الكنز واصطحبتهم لنحضر الكنز.
المكان خطير والقبيلة الغازية مسيطرة على جميع المنطقة وقد ازدادوا قوة بالقضاء على قبيلتنا وسلب إبلنا.
لذا نصحني والدي بأن نذهب على رواحلنا حتى نصل إلى قرية صغيرة في أول الصحراء ثم نتزود بالماء وليأخذ كل منا أربعة قرب من الماء اثنتان للشرب ذهابا واثنتان للإياب.
ثم نواصل الطريق من القرية باتجاه الجنوب حتى نصل المكان حيث توجد واحة صغيرة هناك.
يجب أن يكون مسيركم في الليل و نومكم في النهار حيث تقومون بحفر حفرة تكفي لنومكم وتغطونها بقطعة قماش لكي لا يستطيع أحد مشاهدتكم من بعيد.
الطريق خطير والعمل شاق وعندما تصلون إلى المكان تقومون بحفر مكان الكنز فتملئون القرب الفارغة ثم تعودون.
الطريق ثلاثة أيام ذهابا وثلاثة أيام إيابا.
قربتان من الماء تكفي لثلاثة أيام.
يجب السير في الليل والنوم في النهار.
كما يجب الاقتصاد في الماء.
وهذه الخريطة فيها وصف مكان الكنز ووصف الطريق اليه.
وعندما لا تجدون المكان في نهاية اليوم الثالث فعليكم بالعودة بلا تردد فالماء لن يكفيكم إن لم ترجعوا في الحال.
إن هبت عليكم عواصف تعيقكم عن مواصلة الطريق فيجب العودة بلا تردد.
هذه الرحلة خطيرة وهي مسألة حياة أو موت.
هذا ما لدي وهذه الخريطة توضح الطريق ومكان الكنز
فإن عزمتما على السفر فلا تطمعا."
شكر كل من صالح وقاسم صديقهم شديد ووعدا بكتمان السر
بعد عدة أيام مات شديد فحزن عليه صديقاه
وبعد عدة أيام بدأ قاسم يلح على صالح بالرحيل لطلب الكنز وصالح متردد ويحاول تأجيل الموضوع.
وبعد إلحاح شديد ومتواصل من قاسم رضخ صالح للأمر فعزما على الرحلة إلى صحراء الربع الخالي.
أعد كل منهما لراحلته وجهز جهازه فالرحلة إلى شمال صحراء الربع الخالي تستغرق ستة يام.
ودع كل منهما والديه وزوجته واستأذنوا للسفر برحلة تستغرق ثمانية عشر يوما
يتبع الحلقة الثانية
.