المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الركود الاقتصادي الأمريكي لا يهدد أوربا



الجبل
23-01-2008, Wed 10:38 PM
يوهان هاوزنغا

ترجمة محمد الأيوبي

16-01-2008


مجموعة سيتي كان لها السبق هذا الأسبوع في تقديم حساباتها السنوية السنوية، في وقت تعاني فيه معظم البنوك الامريكية من ازمة القروض العقارية التي تعصف بها منذ وقت اشهر.

يواجه عدد كبير من الأمريكيين صعوبة في تسديد قروضه بسبب ارتفاع نسب الفوائد عليها. فيما تعاني عدد كبير من البنوك من أزمة مالية حادة بسبب الانخفاض الكبير في اسعار العقارات. يبدو أنه لا يمكن تجنب فترة من الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة، ولكن ما هي مضاعفاتها على باقي أنحاء العالم؟

لم يسبق أن توبعت أرقام بنك أمريكي بمثل هذا الاهتمام الكبير. فمجموعة سيتي كانت السباقة في تقديم أرقامها في مجموعة البنوك الأمريكية التي تأثرت بشكل كبير بما يسمى أزمة القروض العقارية. معالم الأزمة والخسائر الحقيقية الناتجة عنها ستبدو بوضوح بعد تقديم الأرقام السنوية الرسمية لكل البنوك.

سجلت مجموعة سيتي بانك خسائر قدرها 18 مليار دولار اعتبرت ديونا هالكة وهي القروض التي عجز عن سدادها المقترضين العقاريين وكان هذا المبلغ متوقعا أي حد ما، ولكن رغم ذلك يبدو أنها أصابت المستثمرين بخيبة أمل. كما يرى المحلل ميشيل فان در ستي من البنك الهولندي فان لانسخوت بانكيرس. وقد انخفضت أسعار أسهم البنك في ووال ستريت بنسبة 5%.

الثقة

ولكن رغم ذلك كانت هناك أخبار تبعث على الارتياح، فقد حصلت مجموعة سيتي بانك أموال تبلغ قيمتها 14,5 مليار دولار لتدعيم رأسمالها وإعادة ترتيب أوضاعها من شركات استثمارية في سنغافورة وأبو ظبي.

في كلا الحالتين يتعلق الأمر بصناديق تمويل حكومية الدولة لازالت تثق في شراء أسهم جديدة في البنوك الأمريكية.

تحقق دول مثل سنغافورة والأمارات العربية المتحدة نموا اقتصاديا قويا وموارد بترولية واحتياطيات كبيرة من الدولار يريدون استثمارها بشكل استراتيجي. ولا توفر السندات الحكومية حاليا أرباحا جيدة، ولديهم من الثقة والوقت ما يكفيهم للانتظار حتى تعود العافية للاقتصاد الأمريكي حسب فان در ستي.


وعليهم الآن أن يتحلوا بالصبر لأن الإعصار في الولايات المتحدة لم ينته بعد.

فالأمريكيون اقترضوا أكثر مما يجب لوقت طويل جدل، لذا يجب عليهم أولا ترتيب أوضاعهم. ويحذر المحلل البنكي من ان هذه المشكلة لن تحل ببساطة بتخفيض نسبة الفوائد الأمريكية.

بطاقات الاعتماد

الفوائد المنخفضة تجعل القروض أرخص، ولكن إذا استمرت أسعار العقارات في الولايات المتحدة في الهبوط، لا يبقى للمستهلكين مجال للحصول على قروض إضافية ناهيك عن إنفاقها.

يجب عليهم إذن خفض أنفاقهم، وهذه العملية ستستغرق بعض الوقت. و يواجه عدد كبير من الأمريكيين مشاكل مالية كبيرة بسبب إنفاقهم ببطاقات الاعتماد التي لا يمكنهم تسديده حاليا.

عدد كبير من المستثمرين لهم تأمين خاص ضد مخاطر خسارة استثماراتهم في حالة إفلاس الشركات المعنية. هناك خطر جديد يحدق بالبنوك الأمريكية بسبب الركود الاقتصادي المحتوم في الولايات المتحدة وحالات الإفلاس الذي سينتج عن ذلك. ستلجأ الكثير ممن يخسرون استثماراتهم في الشركات التي تواجه الإفلاس إلي شركات التامين. والسؤال المطروح هو ما إذا كان التامين يغطي مضاعفات مثل هذه الأزمة.

ارتفاع سعر اليورو

يبقى السؤال حول إمكانية انتقال الركود الاقتصادي الأمريكي إلى أوربا أيضا. لا يتوقع ميشيل فان در ستي مشاكل جدية خلال هذه السنة. لن يكون هنالك ركود اقتصادي، ولكن النمو الاقتصادي سينخفض بشكل ملحوظ. سوق العمل مازال مزدهرا في أوربا، لذا لن ينخفض الاستهلاك بشكل سريع.

لكن صادراتنا للولايات المتحدة ستتأثر بسبب ارتفاع سعر اليورو. والنمو الاقتصادي القوي للنمور الاقتصادية الجديدة مثل الصين، والهند والبرازيل يبعث على التوازن حسب فان در ستي. سيبقى الاستهلاك في تلك البلدان في نمو ، ولكن إذا انتقل عدوى الجمود الاقتصادي الامريكي لنظيره الياباني فإن اقتصادات النمور الثلاثة ستتأثر أيضا.

هل يعتبر رئيس الوزراء بالكننده متفائلا جدا حين يقول أن الاقتصاد الهولندي لن يتأثر كثيرا؟ يوافق فان در ستي على كذلك، ويضيف " لكن ذلك هو مهمته أيضا إلي حد ما."