المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحذير من مشكلة اقتصادية عالمية بسبب الموازنة المالية الأمريكية



_أبوفهد_
22-01-2008, Tue 9:34 AM
عبد العزيز التويجري من أبو ظبي - 14/01/1429هـ


حذر البروفيسور جوزيف ستيجلتز والخبير الاقتصادي الأمريكي من حدوث مشكلة اقتصادية عالمية جديدة نتيجة العجز التجاري الحاصل في الموازنة المالية الأمريكية، مشيرا إلى أن هذه العجز سيتسبب في حدوث ردود فعل اقتصادية سلبية على الاقتصادات العالمية، داعيا صندوق النقد الدولي إلى اتخاذ المزيد من التدابير الفاعلة والسريعة للتعامل مع هذه المشكلة التي تلوح في الأفق، وقال: على صندوق النقد الدولي أن يكون أكثر شفافية في إيضاح مسألة العجز الذي تواجهه الميزانية الأمريكية، مشيرا إلى أن حكومة الولايات المتحدة أسهمت خلال السنوات الماضية في رفع عجز الميزان التجاري في البلاد، الأمر الذي تسبب في تحميل الاقتصاد الأمريكي المزيد من الأعباء التي كان لها أثرها الواضح فيه وفي اقتصادات أخرى دولية لها ارتباطها المباشر وغير المباشر في الاقتصاد الأمريكي.
وأكد ستيجلتز أن أزمة الرهن العقاري التي عصفت بالأسواق الأمريكية ألقت بظلالها على الأسواق العالمية بما فيها منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي تسبب في حدوث انهيارات في الأسواق المالية ومنها العربية، متوقعا أن يعاني الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة المقلبة كسادا حادا، الأمر الذي سيكون له تبعات مضرة على الاقتصاد العالمي.
وقال ستيجلتز الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد لـ 2001 خلال جلسة نقاش في ختام مؤتمر الصناعيين الخليجيين الحادي عشر الذي عقد في أبو ظبي إن المشكلة تكمن الآن في مدة استمرارية الكساد الذي يتوقع أن يحل على الاقتصاد الأمريكي وكيفية مواجهته.
وحذر من الآثار غير الإيجابية للعولمة على الدول النامية، الأمر الذي قد يضر بالخدمات العامة التي تقدم للمواطنين في تلك الدول، وقال لعل أزمة المزارعين التي حدثت في الهند تبرهن على الأثر السيئ الذي خلفته العولمة في القطاع الزراعي فيها، ودع ستيجلتز دول الخليج إلى استثمار عوائد النفط بالطريقة المثلى وتنويع اقتصاداتها حتى تواكب التطورات العالمية.
وأوضح أن قطاع صناعة البتروكيماويات سيكون له أثر بالغ في تنويع الاقتصادات في دول الخليج نظرا لارتفاع أسعار الطاقة في الوقت الراهن، مشيرا إلى استمرار ارتفاع أسعار الطاقة خلال الفترة المقبلة.
وتطرق الخبير الاقتصادي الأمريكي إلى قضية الاحتياطيات الصينية وقال إنها استفادت من احتياطياتها بالدولار الأمريكي في السابق وإنها ستتأثر بانخفاض قيمة الدولار، مشيرا إلى أن ارتفاع العائدات الإنتاجية الصينية أسهم في الحيلولة دون المزيد من ارتفاع أسعار الطاقة.
وعاد ستيلجتز من جديد للحديث عن موضوع أزمة الرهن العقاري الأمريكي وقال إن الحكومة شجعت المواطنين على أخذ القروض، معللين لهم ذلك بأن قطاع العقارات في الولايات المتحدة سيشهد المزيد من الارتفاع وبالتالي لا داعي إلى الادخار، فالعقار هو الوسيلة الأفضل لزيادة الاستثمارات والادخارات الأمر الذي تسبب في تهافت المواطن الأمريكي على الاستدانة من خلال القروض البنكية ليكتشف بعد ذلك أنه خدع بتلك العبارات التطمينية والتشجيعية من قبل حكومته ولا سيما أن بنك الاحتياطي الفيدرالي المركزي الأمريكي ساهم أيضا في تشجيع المواطنين على سياسة الاقتراض بخفض معدلات الفائدة وهو ما تسبب في حصول معاناة لدى غالبية الشعب الأمريكي من عبء الديون التي تراكمت عليهم بعد هذه الكارثة، مما تسبب في عدم مقدرتهم على السداد المباشر وبالتالي قامت البنوك بالحجز على تلك العقارات، كما قامت بتمرير تلك الديون إلى مواطنين آخرين يعانون أيضا من شبح العجز عن سداد تلك المستحقات، مشيرا إلى أن السياسة الأمريكية الاقتصادية الخاطئة أدت إلى حدوث هذه الإشكالية الكبيرة.

وفيما يخص التغير المناخي قال: إن ظاهرة الاحتباس الحراري تؤثر بشكل كبير في الاقتصاد العالمي، داعيا الدول المتسببة في حدوث هذه الظاهرة (الصين والولايات المتحدة الأمريكية) بشكل خاص في اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تفاقم هذه الظاهرة.
وقال إن الصين تعد الدولة الأولى في العالم من حيث التسبب في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، مؤكدا أن التغير المناخي سيكون له أثر كبير في ارتفاع أسعار الغذاء العالمي خاصة في الدول النامية.

وانتقد ستيجلتز السياسة الأمريكية التجارية بتعاملاتها مع الاستثمارات الأجنبية القادمة من الدول الأخرى، مشيرا بذلك ـ من خلال حديثة ـ إلى ما حصل بينها وبين دبي في قضية "موانئ دبي" العالمية، وقال إنها لم تتسم بالشفافية والوضوح، ورغم تكرار الحكومة الأمريكية الدائم المستمر بفتح الأسواق ومطالبة الآخرين بذلك إلا أنهم تعللوا صفقة موانئ دبي بالنواحي الأمنية وهو أمر من اختصاص الإدارة الأمريكية، وأقصد بذلك قضية الإجراءات الأمنية والسيطرة عليها وهو أمر ليس من شأن "موانئ دبي" فقضية الأمن مسالة داخلية وليست منوطة بالمستثمر الأجنبي.
وختم حديثه بقوله إن التضخم والبطالة هما أبرز المعوقات التي تقف في طريق تحقيق النمو الاقتصادي العالمي.


http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=112636 (http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=112636)