الجبل
16-12-2007, Sun 12:32 PM
ما يحدث في سوق الكويت شبيه ما حدث في سوقنا لذلك نستفيد
من مثل هذه المقالات .
16/12/2007 كتب منير يونس:
احتار البعض في توصيف حال اداء سوق الكويت للاوراق المالية بعد عملية التصحيح التي بدأت اواخر اكتوبر الماضي، ولم يعرف بعد مداها وما اذا كانت قد حطت رحالها. تلك الحيرة وقع فيها محللو شركات استثمار مشهود لهم، فتارة كانوا يشيرون الى استمرار حركة التصحيح، لأن الغربلة لم تنته بعد وطورا كانوا يؤكدون ان الاسعار باتت مغرية، وبالتالي فان عودة السوق الى الارتفاع وشيكة ومؤكدة الحصول.
في هذا السياق، يمكن القول ان السوق يمر بمرحلة جديدة على المتابعين اقل ما يقال فيها انها ليست 'مع الخيل يا شقرا' بخلاف مراحل عديدة سابقة.
اجل، ربما كان الوضع حاليا اشبه بنضج غير معهود، اذ لا يلاحظ ان 'القطيع' يتصرف كما عادته في التصرف، والمضاربون تعلموا دروسا لا يستهان بها، والمستثمرون على بينة اكثر من قراراتهم.
اما الصغار فهم اكثر المتعلمين اذ اظهروا وعيا نسبيا قلما اظهروه في السابق. وخير دليل على ذلك ان مؤشرات عدة اكدت ان صغار المستثمرين كانوا قد تنبهوا للتصحيح الداهم، وحاول كل واحد منهم بطريقته تجنب خسارة الارباح التي حققها او تحاشي الخسائر الكبيرة التي كان من الممكن ان يمنى بها.
ما الذي حصل ويدل على الاستنتاجات السالفة الذكر؟ ما الدليل القاطع الذي يمكن الركون اليه للاشارة الى حالة النضج التي يشير اليها مراقبون مخضرمون؟ ماذا حصل ليؤكد ان الاستجابة بالسلب او الايجاب بنيت على قراءة واناة في اتخاذ القرار؟.. هذه الاسئلة وغيرها في الاطار عينه يمكن الاجابة عنها كما يلي
1- لم يخدع كثير من المتداولين بمؤشر مكررات الربحية P/E حيث ان هذا المعدل بلغ 'اسميا' مستوى يعد اشارة واضحة للشراء الكثيف عند 11 او 12 مرة، اي المعدل الادنى خليجيا.
بالمقابل ثمة من ذهب ابعد من القراءة السطحية لهذا المعدل آخذا في الاعتبار الارباح الاستثنائية التي تحصلت خلال عام ،2007 واجرى حسابا بسيطا بتحييد ارباح صفقة بيع حصة الاغلبية في الوطنية للاتصالات كما تحييد الارباح غير المحققة، اي انه حيد نحو مليار دينار من الارباح المعلنة، والحالة هذه، استنتج ان معدل P/E ليس 11 او 12 مرة فقط، بل هو 17 او 18 مرة، اذا اخذنا في الاعتبار ايضا كل المعطيات الاستثنائية غير المكررة الى جانب ربح الوطنية والارباح غير المحققة.
2- قرأ المستثمرون بمختلف احجامهم معطى زيادات رؤوس الاموال، لاسيما تلك التي اعلنت بعلاوات اصدار قراءة متأنية بحسابات دقيقة، فاذا بالمبالغ المطلوبة تزيد على 3 مليارت دينار، وتلك المبالغ ستجد صعوبة في البحث عن تمويل في المصارف حاليا، فالكل يعرف أزمة الاقراض التي تمر بها البلاد حاليا، والاستنتاج كان بسيطا للغاية: لا بد من 'التكييش' للتمكن من الاكتتاب في معظم تلك الزيادات لاسيما الكبيرة منها.
3- تعلم المستثمرون ان التوسعات سواء المحلية او الخارجية لعدد من الشركات المدرجة، يعني مزيدا من الاقتراض وبالتالي مزيدا من الانتظار لتحقيق عوائد مجزية، في السابق كان مجرد اعلان عن توسع او استحواذ يقفز بالاسهم المعنية الى ما شاء الله والراسخون في علم المضاربة، اما اليوم فالمشهد مختلف لجهة النضج الاضافي.
4- تكشفت للمستثمرين (لاسيما الصغار منهم) فصول جديدة من مسلسل الشركات الورقية، فالمؤمن لم يعد يلدغ بسهولة من الجحر نفسه عدة مرات، اللهم الا المستجدون في المتاجرة بالاسهم.
لقد بات سهلا الاشارة بالبنان الى عدة مجموعات استثمارية على انها لا تحوي الا شركات ورقية لا تعرف الى التشغيل سبيلا، بل جل همها المتاجرة بالاسهم بالتدوير بين محافظ الشركة الأم والشركات الزميلة والتابعة لإيهام المتداولين بحركة عرض وطلب سرعان ما يتبين انها وهمية.
5- لم تعد تنطلي على عدد كبير من المستثمرين البيانات والمقابلات والمؤتمرات الصحافية المعلنة لتوسعات مليارية خاصة تلك المتأتية من شركات 'غشت' الناس في السابق، والكل يذكر كيف ان عامي 2005 و2006 شهدا صعود 'نجم' مجموعات ادعت انها استثمارية وبترولية وعقارية وسياحية، فضلا عن تخصصها في ادارة الثروات والأصول والتمويل، كل ذلك بتفريخ شركات واعلان توسعات في الامارات والأردن والسودان وموزمبيق وصولا الى هونولولو، وسرعان ما تبين ان الأمر اعلان نوايا مضاربية لغاية في نفس يعقوب، فلا التوسعات تحققت ولا المشاريع رأت النور، لا بل تنبهت دول الى سوء استخدام اسمها ومشاريعها فطردت المعني بذلك من ديارها.
وهناك مجموعة اخرى كبرت في 2006 و،2007 على نفس منوال سابقتها وسلكت درب الاكتتاب بناء على 'بروباغندا' التوسعات في السند والهند، لكن السوق كشفها وحصلت استقالات كما حصلت في سابقتها، وهناك تحقيقات حاليا في ألاعيب أسهم داخلها ستخرج نتائجه قريبا.
من مثل هذه المقالات .
16/12/2007 كتب منير يونس:
احتار البعض في توصيف حال اداء سوق الكويت للاوراق المالية بعد عملية التصحيح التي بدأت اواخر اكتوبر الماضي، ولم يعرف بعد مداها وما اذا كانت قد حطت رحالها. تلك الحيرة وقع فيها محللو شركات استثمار مشهود لهم، فتارة كانوا يشيرون الى استمرار حركة التصحيح، لأن الغربلة لم تنته بعد وطورا كانوا يؤكدون ان الاسعار باتت مغرية، وبالتالي فان عودة السوق الى الارتفاع وشيكة ومؤكدة الحصول.
في هذا السياق، يمكن القول ان السوق يمر بمرحلة جديدة على المتابعين اقل ما يقال فيها انها ليست 'مع الخيل يا شقرا' بخلاف مراحل عديدة سابقة.
اجل، ربما كان الوضع حاليا اشبه بنضج غير معهود، اذ لا يلاحظ ان 'القطيع' يتصرف كما عادته في التصرف، والمضاربون تعلموا دروسا لا يستهان بها، والمستثمرون على بينة اكثر من قراراتهم.
اما الصغار فهم اكثر المتعلمين اذ اظهروا وعيا نسبيا قلما اظهروه في السابق. وخير دليل على ذلك ان مؤشرات عدة اكدت ان صغار المستثمرين كانوا قد تنبهوا للتصحيح الداهم، وحاول كل واحد منهم بطريقته تجنب خسارة الارباح التي حققها او تحاشي الخسائر الكبيرة التي كان من الممكن ان يمنى بها.
ما الذي حصل ويدل على الاستنتاجات السالفة الذكر؟ ما الدليل القاطع الذي يمكن الركون اليه للاشارة الى حالة النضج التي يشير اليها مراقبون مخضرمون؟ ماذا حصل ليؤكد ان الاستجابة بالسلب او الايجاب بنيت على قراءة واناة في اتخاذ القرار؟.. هذه الاسئلة وغيرها في الاطار عينه يمكن الاجابة عنها كما يلي
1- لم يخدع كثير من المتداولين بمؤشر مكررات الربحية P/E حيث ان هذا المعدل بلغ 'اسميا' مستوى يعد اشارة واضحة للشراء الكثيف عند 11 او 12 مرة، اي المعدل الادنى خليجيا.
بالمقابل ثمة من ذهب ابعد من القراءة السطحية لهذا المعدل آخذا في الاعتبار الارباح الاستثنائية التي تحصلت خلال عام ،2007 واجرى حسابا بسيطا بتحييد ارباح صفقة بيع حصة الاغلبية في الوطنية للاتصالات كما تحييد الارباح غير المحققة، اي انه حيد نحو مليار دينار من الارباح المعلنة، والحالة هذه، استنتج ان معدل P/E ليس 11 او 12 مرة فقط، بل هو 17 او 18 مرة، اذا اخذنا في الاعتبار ايضا كل المعطيات الاستثنائية غير المكررة الى جانب ربح الوطنية والارباح غير المحققة.
2- قرأ المستثمرون بمختلف احجامهم معطى زيادات رؤوس الاموال، لاسيما تلك التي اعلنت بعلاوات اصدار قراءة متأنية بحسابات دقيقة، فاذا بالمبالغ المطلوبة تزيد على 3 مليارت دينار، وتلك المبالغ ستجد صعوبة في البحث عن تمويل في المصارف حاليا، فالكل يعرف أزمة الاقراض التي تمر بها البلاد حاليا، والاستنتاج كان بسيطا للغاية: لا بد من 'التكييش' للتمكن من الاكتتاب في معظم تلك الزيادات لاسيما الكبيرة منها.
3- تعلم المستثمرون ان التوسعات سواء المحلية او الخارجية لعدد من الشركات المدرجة، يعني مزيدا من الاقتراض وبالتالي مزيدا من الانتظار لتحقيق عوائد مجزية، في السابق كان مجرد اعلان عن توسع او استحواذ يقفز بالاسهم المعنية الى ما شاء الله والراسخون في علم المضاربة، اما اليوم فالمشهد مختلف لجهة النضج الاضافي.
4- تكشفت للمستثمرين (لاسيما الصغار منهم) فصول جديدة من مسلسل الشركات الورقية، فالمؤمن لم يعد يلدغ بسهولة من الجحر نفسه عدة مرات، اللهم الا المستجدون في المتاجرة بالاسهم.
لقد بات سهلا الاشارة بالبنان الى عدة مجموعات استثمارية على انها لا تحوي الا شركات ورقية لا تعرف الى التشغيل سبيلا، بل جل همها المتاجرة بالاسهم بالتدوير بين محافظ الشركة الأم والشركات الزميلة والتابعة لإيهام المتداولين بحركة عرض وطلب سرعان ما يتبين انها وهمية.
5- لم تعد تنطلي على عدد كبير من المستثمرين البيانات والمقابلات والمؤتمرات الصحافية المعلنة لتوسعات مليارية خاصة تلك المتأتية من شركات 'غشت' الناس في السابق، والكل يذكر كيف ان عامي 2005 و2006 شهدا صعود 'نجم' مجموعات ادعت انها استثمارية وبترولية وعقارية وسياحية، فضلا عن تخصصها في ادارة الثروات والأصول والتمويل، كل ذلك بتفريخ شركات واعلان توسعات في الامارات والأردن والسودان وموزمبيق وصولا الى هونولولو، وسرعان ما تبين ان الأمر اعلان نوايا مضاربية لغاية في نفس يعقوب، فلا التوسعات تحققت ولا المشاريع رأت النور، لا بل تنبهت دول الى سوء استخدام اسمها ومشاريعها فطردت المعني بذلك من ديارها.
وهناك مجموعة اخرى كبرت في 2006 و،2007 على نفس منوال سابقتها وسلكت درب الاكتتاب بناء على 'بروباغندا' التوسعات في السند والهند، لكن السوق كشفها وحصلت استقالات كما حصلت في سابقتها، وهناك تحقيقات حاليا في ألاعيب أسهم داخلها ستخرج نتائجه قريبا.