المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال صريح مع النفس هل «طالبان» تمثل الدين الذي ننتمي اليه، وهل تصرفاتها تعبر عن ذلك



المستثمرالصغير
04-08-2007, Sat 1:31 PM
طالبان وبئس المصير

عادت حركة طالبان تطل بوجهها القبيح، عادت الى عناوين الأخبار وصـــفــحاتها الأولى لتروج عن نهجها المتطرف وأسلوبها الإرهابي، فها هي تقدم آخر إضافاتها المكرمة للخير والإنسانية والرحمة والتسامح، وتقوم بإعدام رهينتين كوريين من ضمن المجموعة الكورية الكبرى العاملة في مجال الاغاثة في أفغانستان، كل ذلك يحدث وسط صمت إسلامي وعربي مريب وعجيب ومفزع، باستثناء عدد بسيط جدا من بعض الشرفاء.

عندما نشرت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، تفاعلت معها أعداد كبيرة في العالم الاسلامي بمظاهرات وندوات منظمة، وكذلك حدث ذات الشيء عندما دنس الجزار الاسرائيلي أريل شارون، الحرم الشريف للمسجد الأقصى. والجريمتان السابقتان (وهما كذلك جريمتان) كانتا تستحقان هذا التفاعل الهائل والمميز، لأنهما جريمتان «ضد» دين سماوي عظيم وهو الإسلام.

إلا أن الصمت غير المفهوم عندما تكون هناك جريمة بشعة يقدم عليها أوغاد «باسم» الاسلام، لماذا يلزم المسلمون الصمت، والضرر واحد؟

لعل هذه الازدواجية الفاضحة تظهر المأساة الفكرية الموجودة في العالم، وعدم القدرة على التعامل مع «الشر» والخطأ ككتلة موحدة بغض النظر عن مصدره وبالتالي مهاجمته والتبرؤ منه بدلا من الصمت الأشبه بالرضا عنه.

ليس سرا أن الادارة الامريكية الحالية، تم اختطافها من مجموعة آيديولوجية موتورة، وهي المعروفة بمجموعة المحافظين الجدد وهي التي تروج الأعذار والأسباب لقرارات الحرب والدمار في العراق وغيره، ولكن من الواضح أن في العالم الاسلامي مجموعة من يطلق عليها مسمى «المحافظين القدامى»، وهذه المجموعة لا تزال تعتقد بوجوب انعزال الاسلام «النقي» عن سائر العالم، وأن هناك دار إيمان ودار حرب، ولا يمكن العيش بين المسلم وغير المسلم، وبالتالي لا تزال «طالبان» ونهجها الهمجي سوى بطولة وفروسية والتزام بالنصوص الدينية، وهم بهذا المنطق وهذه الرؤية أشبه بمن حفظ المادة ولكن لم يفهمها!

الاستمرار في التعامل مع حركة طالبان ومن يشبهها، على أنها تقدم الاسلام النقي هو عار وإساءة للدين الاسلامي نفسه ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وعدم الحراك الجاد للتعبير عن الاعتراض التام والحقيقي عن فكر طالبان، وما تدافع عنه بصورة أو بأخرى معناه الموافقة على هذا النهج الهمجي. فصول طالبان لن تنتهي، وإذا رحلت طالبان سيأتي غيرها، طالما لم تحسم المسألة بشكل قطعي.

وبسؤال صريح مع النفس هل «طالبان» تمثل الدين الذي ننتمي اليه، وهل تصرفاتها تعبر عن ذلك؟ العالم الاسلامي نفسه؟ بانتظار الاجابة الجريئة والمطلوبة.

hussein@asharqalawsat.com

http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&issue=10476&article=431081

المستثمرالصغير
04-08-2007, Sat 1:32 PM
بانتظار الاجابة الجريئة والمطلوبة.

albdre
05-08-2007, Sun 1:06 PM
بارك الله فيك