المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : :: نداء:: أول ما فعل الرأسمالي في الخصخصة هو : ـ عقوق الوالدين !



البيدق
22-05-2007, Tue 5:14 PM
:: نداء:: أول ما فعل الرأسمالي في الخصخصة هو : ـ عقوق الوالدين !

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

الحمد لله وبعد ، فقد قدمت على عجالة لأحدثكم عن صاحبي : فلان بن فلان !

فلان بن فلان هذا يعمل في البريد ، وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال .

لما تم خصخصة البريد فرح كثيراً هو وزملائه لحصولهم على مزايا عدة منها : زيادة في الراتب ، والبدلات الوظيفية والسكنية الجديدة ، والعلاج المجاني في أفضل المستشفيات الخاصة .

لكن للأسف فرحته لم تكتمل ، لأن والدته العجوز التي تسكن معه في نفس المنزل حرمت في هذه الخصخصة من العلاج المجاني !

والسبب أن أحد الذين شاركوا في هيكلة و أدرجة الخصخصة لديه فكر رأسمالي ، بل يعيش في قمة رأس الفكر المادي البحت ، فهو رأسمالي أكثر من الرأسمالية نفسها !

يا الهي !
لقد شطب الوالدين وحرمهم من مزية العلاج المجاني !
والسبب أقبح من الشطب ذاته !
السبب أن الوالدين ونظراً لكبر سنهم ، فهم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض ، وبالتالي فهم الأكثر حاجة للعلاج ، وهذا سيترتب عليه مزيداً من الأعباء المالية فقرروا التضحية بهم!

يا إلهي .. !!
لقد تم إقصاء الوالدين من أجل المال !
ما هذا الفكر الإقصائي الخطير ؟ ما هذا الجشع الدنيوي المقيت الذي وصل لأحب الناس بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟!!
سحقاً للحياة بعد أعز الناس !
هل هذا من نتائج الدراسات العليا في جامعات الدول المتفككة اجتماعياً ومنحلّة خلقياً ؟!
بالأمس يرمي أحدهم والده في دار العجزة ، واليوم هذا يأتينا بهذا فكر المادي الجشع ليجبر الآخرين ـ عملياً ـ بقراره التعسفي هذا بحرمان الوالدين من العلاج المجاني .

هذه ثلاثة قطاعات حكومية ، خرجت إلى عالم الخصخصة حديثاً وهي :ـ
الاتصالات السعودية ، والبريد ، والطيران المدني . قام من لديهم أفكار ماديّة ( نيّرية ) بإقصاء الوالدين من أبسط حقوقهما ألا وهو العلاج المجاني !

أكتب إليكم أيها الإخوة هذه الكلمات ، بحبر الدموع ، وبنان الأسى ، على ما وصل إليه حالنا في حب المادة ، والذي طغى على أطهى وأنقى وأعز الإنسانيات التي أجلها وكرّمها الإسلام ، إنهما الوالدين ، الأب و الأم ..

قال سبحانه:"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً". [البقرة:83].
وقالسبحانه " أن أشكر لي ولوالديك إليَّ المصير" [لقمان:14].
"ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً .." [ لقمان :14 ] .
" فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا" [الإسراء: 23].



وفي الصحيحين من حديثعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُود رضي الله عنهٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟قَالَ:" الصَّلَاةُلِوَقْتِهَا". قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ:" بِرُّ الْوَالِدَيْنِ" قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ:" الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّه"ِ . صحيح البخاري (527)، وصحيح مسلم (85(. وقال –صلى الله عليه وسلم- : "رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَأَنْفُ" قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:" مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَالْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ" . أخرجه مسلم (2551)

وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله، إن لي مالا ووالدًا، وإن أبي يريد أن يجتاح (يأخذ) مالي. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أنت ومالك لأبيك) [ رواه ابن ماجه].

وهذه النصوص وغيرها عن حقوق الوالدين في الإسلام ، هي التي دعت أم عبد الملك الأمريكية إلى أن تعتنق هذا الدين الحنيف ( انقر هنا (http://saaid.net/Anshatah/dawah/53.htm) ) ، الذي لو طبقناه كما أنزل لحققنا العدل التام المطلق ، ولقضينا على كثير من مشاكلنا ، ولتقدما حضارياً على كل الأمم ، يا له من دين لو كان له رجال !