مَنء هو الأحمق الأكبر في سوق الأسهم؟ أفرس تحتك أم حمار؟

[الجبل]

http://www.alriyadh.com/img/writers/file273.gif


مَنء هو الأحمق الأكبر في سوق الأسهم؟


عبدالله الجعيثن

والجواب هو الذي اشترى سهماً بأعلى سعر وصل إليه ثم لم يعد ذلك السهم للسعر الذي اشترى به أبداً.. هذا هو (الأحمق الأكبر) في سوق الأسهم، ويوجد بعده طابور طويل من الحمقى (ماسكين سرا) لنيل وسام الحماقة،



وأقربهم من نيل الوسام أقربهم من الأحمق الأكبر ثم الذي يليه فالذي يليه حتى نصل إلى أقل المشترين حماقة وهو الواقف في نهاية الطابور..

إنه (طابور معكوس) فالذي يقف في المُقدمة هو (الأحمق الأكبر).. ولا فخر!..
وسبب نيله هذا (الشرف) أنه حين رأى سعر السهم يرتفع بسرعة اندفع للشراء في نهاية المطاف ليسجل الرقم القياسي في الحماقة والذي نال (شرفه الذي لا يشّرف) بسبب أمر من أمرين لا ثالث لهما:

1- أنه يجهل أصلاً أسهل مبادئ الاستثمار في الأسهم (معرفة مكرر السعر ومكرر القيمة الدفترية) فاندفع لشراء السهم في الأعالي ظنا منه أنه يستحق ولم يرفعه السوق عبثاً وأنه سوف يواصل ارتفاعه..
فإذا تشرف بأنه شرى بأعلى سعر سجله السهم وصار ذلك السعر ذكرى فقد نال الوسام عن استحقاق..

2- أنه يعرف مبادئ الاستثمار في الأسهم ولكنه حين يرى سعر السهم يرتفع بسرعة يقول في نفسه: صحيح أنه لا يستحق هذا السعر ولكنني سوف اشتريه وأجد من هو أحمق مني فيشتريه مني بربح وربما بربح وفير فالحماقة بلا حدود، فإذا صادف حظه التعيس أنه لم يوجد من هو أكثر منه حماقة ليشتري سهمه بسعر أعلى صعد أعلى منصة الحماقة وصار هو الأحمق الأكبر فعلاً (ووقعت الضربة في رأسه)..

وحين تهيج أسواق الأسهم في مضاربات حمقى ويراها الناس ترتفع يوماً بعد يوم، أو يهيج سعر سهم واحد ويواصل ارتفاعه المجنون باندفاع فإنه - مع الأسف - يجذب إليه حتى بعض العقلاء والفاهمين وكأنهم يطبقون المثل الذي يقول (العقل بين المجانين.. جنون) ولكن إذا فر مجانين السهم قبله ولم يجد من هو أحمق منه ليشتري منه بسعر أعلى دخل موسوعة الحمق الكبرى وفاز بالجائزة الأولى.. ولا فخر!

ولا يكاد مضارب في أسواق الأسهم ينجو من (مصيدة الحمق) لأنها مصيدة مغرية يسيل لها لعاب الطماعين حين يرون الارتفاع الصاروخي، ولكن الحمق درجات، والأحمق البالغ الحماقة والذي يغطي بحماقته على الجميع هو الذي شرى بأعلى سعر سجله السهم وباع بأدنى سعر وصل إليه وهو شخص عبقري نادر الوجود كعادة العباقرة فسهم المضاربة كالجمرة تتقاذفه الأيدي حتى يخمد ويندر أن يظل في يد من شاله وهو جمرة في عز اشتعالها وتركه في يده حتى تفحم..
ولكن أسواق الأسهم تزخر بالأعاجيب والضحكات ولكنه (ضحك كالبُكى)..

@@@

(صورة مصغرة للناس)
وأسواق الأسهم صورة مصغرة لحياة الناس.. مجموع الناس.. فالناس ليسوا كلهم عقلاء.. وليسوا كلهم حمقى.. إنهم خليط عجيب فيهم الطماع والقنوع.. العاقل والأحمق.. الشجاع عن رأي:
وكل شجاعة في المرء تغني
ولم أر مثل الشجاعة في الحكيم
(والغشيم المتعافي) المقدام الجاهل..
فالشجاعة تختلف عن التهور..
وفي الناس العارف والجاهل.. والمتطرف والمعتدل.. والصبور والملول.. وفيهم أشكال وألوان في الصفات النفسية والطباع.. وفيهم قوي الأعصاب ومهزوزها..
وهذا ينعكس على أسواق الأسهم في أكثر الأحيان.. ولو لا ذلك ما ربح أحد.. ولا خسر أحد.. ولا تغيرت وجوه الأسهم من الأحمر للأخضر.. ومن الأخضر للأحمر.. في يوم واحد..

سوق الأسهم عجينة عجيبة تعكس طبيعة البشر ككل.. حيث يمتزج العقل بالحماقة.. والطمع بالخوف.. والتهور بالشجاعة.. والجبن بالحكمة.. وكل وهو يشتري بعقله راض.. وكل وهو يبيع بعقله راض.. ولا يرجع لانتقاد عقله حتى تتضح الأمور وينجلي الغبار:

سوف ترى إذا انجلى الغبار
أفرس تحتك أم حمار؟!

وحين يفوت الفوت ما ينفع الصوت.. إذا وضحت الأمور بعد فوات الأوان فلا معنى للو وليت وكان بإمكاني وكان..
إن كلمة (لو) في سوق الأسهم تفتح باب مستشفى المجانين إذا كانت هي ديدن صاحبها يرددها محروقاً نادماً كلما شرى سهماً وانخفض أو باع سهماً فارتفع..
إن اصطحاب (لو) ينهك الأعصاب ويجلب الاكتئاب ويربك المتداول والمضارب.. إن (لو) بئس الصاحب..

@@@

(لا يوجد من لا يخسر)
(لا يوجد من لا يخطئ)

وفي أسواق الأسهم.. وكما في الحياة نفسها.. لا يوجد من لا يخطئ.. ولا يوجد من لا يخسر..
ومهما تكن (شاطراً فهناك من هو أشطر منك) وسوق الأسهم مباراة عنيفة فيها ضرب وحرب.. فالمضاربة مشتقة من (الضرب) وفي معناه..
والضرب على وزن (حرب) وهو بداية الحرب.. ومهما كان المتداول حريصاً.. ذكياً.. فلا بد أن تصيبه بعض الخسائر.. وأن يقع في بعض الأخطاء.. فالأمور في سوق الأسهم لا تقاس بالحرص والذكاء والعقل.. وحدها.. هناك عوامل أخرى عديدة.. متشابكة.. عجيبة.. بعضها ظاهر.. وبعضها خاف.. وهناك حسن توقيت.. وسوء توقيت.. وقبل هذا وذاك هناك توفيق الله عز وجل.. والله سبحانه وتعالى يوفق المخلصين المجتهدين أصحاب النوايا الحسنة.. والمرء حين يبذل جهده لا يلوم نفسه:
على المرء أن يسعى إلى الخير جهده
وليس عليه أن تتم المطالب..

ولا يلام المرء بعد اجتهاده.. إلا إن كان لا يحسن الاجتهاد في هذا المجال.. هنا يجب عليه الابتعاد والبحث عما يحسن ويستطيع:
إذا لم تستطع شيئا فدعه
وجاوزه إلى ما تستطيع
على أن المجتهدين في أسواق الأسهم عن خبرة ومعرفة يربحون أكثر مما يخسرون.. وتسعفهم خبرتهم لتقليل الخسائر في الوقت المناسب.. وتبديل المراكز.. أما الذين (يأخذونها على عماها) فإنهم مهما ربحوا يخسرون أكثر على المدى البعيد حتى يصفيهم السوق في الغالب.. وأغلب هؤلاء ممن يسيرون على نظرية الأحمق الأكبر.. يلاحقون أي سهم يرتفع دون علم..

(التحليل الفني يتبع الأحمق الأكبر)

والتحليل الفني الذي طمّ وعم في سوقنا لا شأن له بالتحليل الأساسي لعائد الشركة مقارنة بسعرها.. إنه يرصد حركات البيع والشراء في السوق ويخضع لحركات المضاربين سواء أكانوا عقلاء في تلك الفترة أم حمقى..

إنه لا يفرق بين سهمي (سابك) و(بيشة) ولا بين سهمي (الاتصالات) و(الأسماك) كل ما يرصده متوسط سعر السهم في السوق واتجاهه للصعود أو النزول فإذا ساد منهج الأحمق الأكبر في السوق فإن التحليل الفني يتبعه صامتاً خادماً دون أدنى اعتراض أو مجرد سؤال..

ولهذا لا يعتمد العقلاء على التحليل الفني وحده.. ولا يعولون عليه كثيراً.. فهو يعكس صورة السهم كما هي في السوق لا كما يجب أن تكون عليه.. والوجوب هنا قد يتأخر تحققه في السوق بسبب ألاعيب المضاربين.. ولكنه هو الأساس في نهاية المطاف.. فلا يصح إلا الصحيح.. والتحليل الفني جاهز كالمرآة الصماء لتصوير حال السوق في حماقته وتعقله فهو تابع.. وتاريخي.. وماض مضى.. قد يستأنس به العقلاء لمعرفة التحركات الآنية وتوجهات المضاربين ولكنهم لا يسلمونه أنفسهم فإن فعلوا فقد استسلموا لخديعة مضارب السهم ووقعوا في (حبّالته) أي مصيدته العنيفة.. قد يدخلون معه بناء على التحليل الفني في منتصف الدرب، وعلى حذر، ولكنهم في الغالب يفلتون قبل أن تنجلي الخديعة وتُطبق المصيدة..

(الطفرات تصنع الحماقة)

وفي الأعم فإن الطفرات المالية التي تمر بها البلدان تصنع الحماقة عند كثيرين وتسود نظرية الأحمق الأكبر في سوق الأسهم كونه الأسرع استجابة لبوادر الطفرة والأقدر على اشعال غريزة الطمع..
والحماقة بئس الصاحب وإن ربحت أصحابها في البدء.. فهي لا تلبث أن تسترجع أرباحها خسائر مضاعفة.. والطمع يعمي البصيرة.. ويجعل الأغنياء فقراء..

(السياسة النقدية والسياسة المالية)

ولهما دور عظيم في قمع فقاعة الحماقة في سوق الأسهم حين تبدأ في الانتفاخ غير الصحي، فالسياسة النقدية هي المسؤولة عن تسهيل القروض والتسهيلات أو تشديدها، وعن رفع فوائد الاقتراض أو خفضها، فإذا شددت التسهيلات ولجمت المصارف عن منحها إلا في أضيق الحدود قلت الحماقة الجماعية قسراً ولم يتم تشكل الفقاعة الخطيرة..

والسياسة المالية - وهي تتعلق بالانفاق الحكومي - حين ترى بوادر التضخم المخيف وبدء تكون الفقاعات الخطيرة في الأسهم والأراضي تقوم بتقليل الإنفاق عن قصد رغم توفر الأموال، وتؤجل ذلك إلى أن يعود المضاربون والمتعاملون إلى الرشد والرشاد.

وتتآزر السياستان في توجيه السيولة الفائضة لما ينفع بطرح شركات كبرى مجدية للاكتتاب العام في الوقت المناسب قبل انتفاخ الفقاعة ووقوع الفأس في الرأس، فتتجه السيولة الاتجاه المفيد في بناء شركات جديدة توفر فرص العمل وتضيف للناتج الوطني، ويعلو العقل على نظرية الأحمق الأكبر.. إن إدارة الاقتصاد من أهم الأمور وأشدها حاجة للحكمة وبعد النظر وحسن التوقيت وانها سر نجاح التنمية ورخاء المجتمع أو العكس


http://www.alriyadh.com/2007/04/28/article245418.html

-

[من قديم الزمان !!!]

معليش اخي العزيز الجبل ( كما ترى رواد المنتدى مشغولين بالنسب اليوم ) :)

مواضيعك لها طعم خاص صدقني و ذائقتك في انتقاء المواضيع التثقيفيه رائعه .

بكل امانه لم اكمل قرائة الموضوع حاليا و لكن سأقرئه بتروي الليله و لي رجعه اذا شاء الله.

اخوك

[Oscar]

أخي الجبل مساك الله بالخير
في وجهة نظري أن الأحمق هو
((من يشوف نفسة أذكى من الجميع في سوق الأسهم)))

تحياتي يابو محمد

[عبدالعزيز الدوسري]

أنا من متابعي هذا الكاتب الإجتماعي منذ سنوات طويلة جدا

كاتب عاقل ويفهم كثيرا بعالم الأسهم

ولقد حذّر كثيرا من مغبة التدافع لشراء الأسهم

فجزاه الله خير على كتاباته المفيدة

وانت ياجبل المنتدى الشـــامخ لك الف تحية على حسن إختيارك

[الجبل]

أخي الجبل مساك الله بالخير
في وجهة نظري أن الأحمق هو
((من يشوف نفسة أذكى من الجميع في سوق الأسهم)))

تحياتي يابو محمد


أخي الفاضل

مهما اصبح الانسان ذكيا فهناك من هو أذكى منه
ومهما اصبح الانسان غنيا فهناك من هو أغنى منه
ومهما كان تقيا فهناك من هو أتقى منه

فالمسائلة نسبية ولا نستطيع ان نطبق قولك بصورة مطلقة بسبب هذه النسبية

مع تحيات اخوك الجبل

[مشغول البال]

كان الله في عونك اخي الجبل .... انت في وادي والعالم في وادي اخر قد ركبوا تكرم النوم الثاني .. مما يجعلهم لا يعون ما يقولون فلربما اتاك ردا لا تتوقعه منهم لأنهم (.....) المشكلة اخي الكريم هؤلاء كانوا بالامس محذرين و مخوفين من شر قد اقترب .. هم اليوم انفسهم ... يرونك تتذاكى عليهم ويبارك بعضهم لبعض هذا الارتفاع الذي كنا وكنت انت وغيرنا يبشر به وكانوا يخوفون منه بل كانوا يروننا مطبلين .. هل بعد هذه حماقة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!

[ستلايت]

لا احد يستطيع معرفة اعلى سعر سيسجله السهم
الجميع في ذلك اليوم يشترون ويبيعون ( عرض وطلب )


الكن لله يستر
اليوم وانتهى قبل نشوف الموضوع

لكن بكره نشوف وش حنا عليه
ونحدد مكاننا من الطابور او نطلع منه

[الشاهق]

مقال جيد نوعاً ما

أوافق كاتب المقال بأن العقلاء لايعتمدون على التحليل الفني لوحده إذا يمكن الخلط بينه وبين بعض الأساسيات المهمة
ولكن لا أوافقه بأن العقلاء كما يقول لا يعولون عليه كثيراً إذ باعتقادي أن الذين لايعولون كثيراً عليه هم مجانين بكل معنى الكلمة
فنحن في اسواق مالية أشبه بموجات مائية متلاطمة ترتفع وتنخفض ولا يمكن أن نرمي أموالنا بالسوق دون معرفة اتجاهه

غايتنا في هذا السوق هو معرفة تحركات الأسعار وأين ستتجه لكي نربح من فوارق الأسعار
فنحن لسنا مستثمرين طويلي الأجل مثل وارن بفت نشتري ونقفل الشاشة خمس سنوات وحتى لو كنا مثله فلن نعتمد فقط على مكرر الربحية كما يمتدح كاتب المقال والذي ضخم لدى الكثيرين بشكل كبير وهو لا يغني ولايسمن من الجوع عند استخدامه لوحده
فقد تكبد الكل خسائر فادحة منذ أول يوم لهبوط السوق في فبراير الماضي بسبب كون المكررات الربحية منخفضة متناسين أمور كثيرة جداً منها وصول نمو ارباح الشركات ومبيعاتها إلى أرقام كبيرة مع ضعف التوقعات بشأن استمرارها وتوقع الكثير بحدوث انخفاض أو تباطؤ في السنوات القادمة بالإضافة إلى وضع السوق الفني الذي كان يوحي بأن السوق فقاعة ستنفجر وستدمر الكثير

.


.

[الجبل]

مقال جيد نوعاً ما

أوافق كاتب المقال بأن العقلاء لايعتمدون على التحليل الفني لوحده إذا يمكن الخلط بينه وبين بعض الأساسيات المهمة
ولكن لا أوافقه بأن العقلاء كما يقول لا يعولون عليه كثيراً إذ باعتقادي أن الذين لايعولون كثيراً عليه هم مجانين بكل معنى الكلمة
فنحن في اسواق مالية أشبه بموجات مائية متلاطمة ترتفع وتنخفض ولا يمكن أن نرمي أموالنا بالسوق دون معرفة اتجاهه

غايتنا في هذا السوق هو معرفة تحركات الأسعار وأين ستتجه لكي نربح من فوارق الأسعار
فنحن لسنا مستثمرين طويلي الأجل مثل وارن بفت نشتري ونقفل الشاشة خمس سنوات وحتى لو كنا مثله فلن نعتمد فقط على مكرر الربحية كما يمتدح كاتب المقال والذي ضخم لدى الكثيرين بشكل كبير وهو لا يغني ولايسمن من الجوع عند استخدامه لوحده
فقد تكبد الكل خسائر فادحة منذ أول يوم لهبوط السوق في فبراير الماضي بسبب كون المكررات الربحية منخفضة متناسين أمور كثيرة جداً منها وصول نمو ارباح الشركات ومبيعاتها إلى أرقام كبيرة مع ضعف التوقعات بشأن استمرارها وتوقع الكثير بحدوث انخفاض أو تباطؤ في السنوات القادمة بالإضافة إلى وضع السوق الفني الذي كان يوحي بأن السوق فقاعة ستنفجر وستدمر الكثير

.


.


اخي الفاضل

احترم وجهة نظرك رغم خلافي معك بشأن مكررات الارباح فالخطأ هنا ليس بمكررات الارباح وانما بعدم دراسة مكرر الارباح ومقدار النمو في المستقبل وانما تم الاعتماد على مكرر ارباح تاريخي او مكرر ارباح منخفض من ارباح غير متكرره


مع تحيات اخوك الجبل