المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل لأننا سعوديون؟!



الرويلي
25-04-2007, Wed 5:08 AM
تعرض منتخبنا الوطني الأولمبي لكرة القدم لمعاملة خشنة في أستراليا حين ذهب لمقابلة وصيفه الأسترالي, فالسلطات الأسترالية, وبالمناسبة الشعب الأسترالي شعب طيب, مارست ضد فريقنا إجراءات تعسفية في حين أنه قدم إليهم لإجراء لقاء رياضي معلن ومجدول تحت إشراف الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم, ولم يدخل الأراضي الأسترالية متخفيا أو بتأشيرات مشكوك فيها أو لمهمة سرية, وكذلك واجه فريق النادي الأهلي السعودي لكرة القدم أوقاتا عصيبة في بلد عربي شقيق وعزيز على قلوبنا هو الجزائر حين تعرض لتصرفات وإساءات بالغة لا تتفق أولا مع الروح الرياضية وثانيا مع الأخوة الإسلامية والعربية التي تربطنا بالجزائر بلد المليون شهيد, وكأن الفريق الأهلاوي قد جاء بكتيبة كوماندوز قتالية وليس بلاعبين رياضيين لخوض منافسة رياضية شريفة يفترض أن تسودها الروح الرياضية وتجري في أجواء أخوية نقول فيها للفائز مبروك وللخاسر شكرا وحظا قادما.

في المقابل لم نعامل الفريق الأسترالي حتى بالمثل حين جاء لإجراء لقاء الرد في بلادنا, كما أن الفريق الجزائري لم يلق معاملة سيئة عندما حضر لملاعبة الفريق الأهلاوي في جدة حتى يمكن القول إنهم يردون الدين مثلا, فالجميع شهد على أنه تمت استضافتهم واستقبالهم بما يليق بنا كبلد عربي إسلامي مضياف يتعامل بأخلاق وقيم إسلامية وعربية مشهود لنا فيها.

ما تعرضنا له في أستراليا من تعسف نظامي, طبقت فيه إجراءات نظامية ولكن بولغ فيها ولا تتناسب مع طبيعة مهمة المنتخب السعودي, وما واجهه الفريق السعودي في الجزائر, وقد تكون التصرفات الأسترالية أهون مما واجهه فريق النادي الأهلي السعودي في الجزائر(فالأستراليون استخدموا إجراءات نظامية وإن لم يكن لها داع, بينما الأخوة في الجزائر أطلقوا العنان للغوغاء ليمارسوا حربا نفسية لا تتفق مع المنافسة الرياضية وصلت فيها الرعونة إلى حد التهديدات الفجة والخارجة عن قواعد الرياضة وآداب الضيافة حسب الرواية الأهلاوية) يترك تساؤلات حول الدوافع, خصوصا أنها ليست المرة الوحيدة التي نعانى فيها من تعديات وتجاوزات من هذا النوع, فقد تعرض عديد من فرقنا لمثل هذا في بلاد شقيقة وأجنبية, إلا أن المسألة ليست محصورة في المجال الرياضي.

فهناك شكوى عامة مما يواجهه السعوديون من مضايقات وعمليات ابتزاز وتعديات, في غير هذا المجال, حينما يذهبون لبعض الدول وخاصة بعض الدول العربية " الشقيقة " كسياح وزوار لها, فكم نسمع عن شكاوى دائمة ومستمرة من مواطنين سعوديين يواجهون بتعامل سلبي في مثل هذه الدول, وكيف أنهم يعانون أساليب ابتزازية من تعطيل إجراءاتهم وتلفيق التهم لهم وتحويل خطأ أو مخالفة بسيطة إلى قضية قد تكبر إن لم يسارعوا بدفع رشا وأتاوات, وليس بعيدا عنا ما حدث لسعوديين خلال صيف العام الماضي مما هو معروف ومعلوم, وما يتعرض له السعوديون في تلك البلاد من سوء تعامل, نجد عكسه تماما في بلادنا.

فبلادنا تعج بعشرات الجنسيات العربية والأجنبية, ولم نسمع يوما أن بعضهم أسيئت معاملته لا من السلطات ولا من الأفراد, فالجميع يعمل ويتكسب ويعيش باحترام دونما تعرض لابتزاز أو استغلال أو تعد من أي نوع كان, وهذا يعكس الفارق الحضاري والإنساني لمجتمعنا مقارنة بتلك السلوكيات التي تنم عن تخلف حقيقي, فالتعامل السلبي يعكس فعلا سمات لا حضارية ولا إنسانية, ويمكن, أقول يمكن, اعتبار ذلك مبررا مفهوما وإن لم يكن عذرا مقبولا, وهنا يبرز سؤال وهو: لماذا نتعرض كسعوديين لمثل هذه المضايقات؟

أغلب الظن أنه يفعل ذلك معنا لأننا سعوديون!! ليس من ناحية العرق أو السلوك أو لأي سبب مشابه, بل لأننا مؤدبون ربما أكثر من اللازم, فهم يعرفون أن السعوديين يتميزون بالطيبة ولكن الزائدة عن الحد, ولذلك نترفع دائما عن صغائر الأمور, لأن ثقافتنا وقيمنا الإسلامية وتربيتنا الاجتماعية لا تسمح لنا بالإساءة للآخرين أو ممارسة أساليب الاستفزاز بأي طريقة كانت كما يفعلون, ولا تسمح لنا حتى بالمعاملة بالمثل لمن يسيء إلينا بالطريقة نفسها حين يأتون لبلادنا, ومع إيجابية هذا السلوك المتحضر, إلا أن له سلبية ندفع ثمنها بتجرؤ الآخرين علينا لثقتهم بأننا لن نرد عليهم بالمثل, ولهذا تتكرر مثل هذه الأساليب الاستفزازية معنا, ونحن هنا لا نطالب بأن نتخلى عن عادتنا في" الطيبة " في التعامل مع الآخرين التي يستغلونها أو يعتبرونها ضعفا منا, ولكن نطالب بأن نمارس حقنا الطبيعي بحماية أنفسنا من مثل هذه التصرفات والإساءات بعدم تمريرها دونما موقف, ولهذا لم نسمع أنه اتخذ أي إجراء احتجاجي, على الأقل, بالطرق الرسمية على ما تعرض له منتخبنا في أستراليا ولا النادي الأهلي في الجزائر!

على خلفية ذلك, ليس لدينا شك في أن حكومتنا ومسؤوليها أحرص ما يكونون على كرامة المواطن السعودي وحمايته من أن يتعرض لسوء معاملة دون أسباب, إلا أن الأمر بات يحتاج إلى تدخل أقوى وأكثر فاعلية خصوصا من سفاراتنا, فالمواطن السعودي يجب ألا يواجه الابتزاز ولا سوء التعامل ونصمت, نعم نريد أن نحافظ على سعوديتنا بأخلاقياتنا وقيمنا في التعامل مع الآخرين, ولكن علينا أن نمسح صورة تسامحنا الذي بالغنا فيه وفهم على أنه ضعف وجبن, لقد آن الأوان فعلا بألا نترك الإساءات تمر دونما حساب.

نعم نحن سعوديون ونفخر بأننا سعوديون, والجانب الأهم في فخرنا بسعوديتنا هو أن نحمي كرامتنا بكف يد الإساءة عنا, وأن نجعل كل من يسيء التعامل معنا يدفع ثمنا غاليا, فالكرامة ليست محل نظر ولا قضية تحتمل الجدل, نريد ذلك لكي نقول فعلا ارفع رأسك فأنت سعودي مع سمو الأمير خالد الفيصل قولا وعملا في داخل بلادنا وخارجها.


http://www.aleqt.com/article.php?do=show&id=5406