المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «توصية عاجلة جداً» لسوق الأسهم



الجبل
24-04-2007, Tue 12:23 PM
http://www.alyaum.com/images/12/12365/484028_1.jpg
محمد عبدالله المنصور

كفانا لطما ونحيبا وشكوى على أطلال سوق الأسهم وعلى الأرقام الفلكية التي حطمت مقياس ريختر وجعلت أسهم الشركات المتعثرة والمشاريع الفاشلة تتجاوز أضخم عمالقة الصناعة مثل سابك.

ولن أتفلسف كما يفعل المحللون الذين مازال «لهم وجه» ليتحفونا بمبرر كل يوم حتى قال أحدهم: إن المؤشر هبط بسبب احتجاز البحارة البريطانيين في إيران ! ثم أطلق سراح البحارة فهبط المؤشر مرة أخرى! أفيقوا أيها الحالمون فالمراكز الاستشارية المتخصصة والعالمية قالت بكل وضوح: إن ماذهب لن يعود وأن تذبذب سوق الأسهم ليس له مبرر ولا يمكن تفسيره!

لست بحاجة إلى أن أضيع وقتكم وهذه المساحة من الصحيفة في تكرار حديث يتكرر في الصحف والاذاعة والقنوات الفضائية منذ أكثر من عام ، ولم أكن أنوي الكتابة في موضوع الأسهم بتاتا لأنني سبق أن كتبت عن سوق الأسهم ما أفقه فيه و»رحم الله امرءا عرف قدر نفسه» فلست من المختصين كي أدلي بدلوي وإن كان كل «من هب ودب» أدلى! ولكني كتبت الموضوع تلبية لطلب رجل أعمال فاضل أعرف دينه وخلقه وأعلم أمانته وصدقه وقد كان ممن تعامل في سوق الأسهم منذ أيامه الأولى قبل عدة سنوات تقريبا حين كان السوق صغيرا والمتداولون محدودين و المؤشر يتراوح بين 2000 و 3000 نقطة.

وما زلت اذكر تحذيره مما كان يحدث في السوق وكيف أبتعد عن التعامل فيه حين أصبح «سوقا للمقامرة!» وبدأت تنتشر فيه الألاعيب والتوصيات التي قادت قطيع المساهمين البسطاء الى الهاوية. طلب مني أن اكتب نصيحة للمساهمين الذين مازالوا يتعلقون بقشة ويظنون أن أحلامهم في عودة السوق الى ما كان عليه أو نصف ما كان عليه أمر سيتحقق قريبا وهي أوهام لن تقودهم إلا إلى مزيد من الخسائر والأمراض والهموم.

وهو يسدي نصيحته بسرد قصة حقيقية لأسرة في الرياض كانت حالتها المادية طيبة لكنها لم تكن ثرية ، وحين توفي الأب فوجيء أبناؤه بأسهم يملكها لم يكونوا يعلمون بها! و كان الأب قبل مايقارب من عشرين عاما قد حصل على تعويض لعقار يملكه فاشترى به أسهما في شركة صناعية قوية كانت في بدايتها آنذاك وترك الأسهم تتضاعف مع المنح والأرباح وارتفاع قيمتها السوقية فتضاعفت قيمة مبلغ التعويض الذي استثمره لتبلغ الآن خمسين ضعفا!

لذا فهو ينصح كل مساهم في سوق الأسهم أن يترك عنه أحلام الصعود السريع (فالذي يأتي بسرعة يذهب بسرعة) (والأرباح العالية تعني مخاطرة عالية) وأن يبتعد عن المضاربة التي لا تعتمد على أي منطق او تحليل او استقراء وانما هي ضربات حظ وربما تحايل وفي كلتا الحالتين لا تبتعد كثيرا عن «القمار»!

وهو يدعو كل مساهم للتعلم من التجربة التي مر بها مهما كانت قاسية لأن التباكي لن يغير من الحال وأن يستثمر الفرصة الحالية في انخفاض أسعار الأسهم ليبيع ما لديه من أسهم «الخشاش» و»أشباه الشركات» ويستبدلها بأسهم شركات معروفة وقوية في مجال الصناعة والخدمات والمصارف وذلك بانتقاء الشرعية منها أولا (يمحق الله الربا) ثم البحث عن تلك التي تحقق أرباحا سنويا مجزية (ولو كانت تبدو متدنية مقارنة بالمضاربات) والتي لديها مشاريع للتوسع والتطوير فسوق الأسهم سينمو بهدوء واعتدال خلال السنوات القادمة حينها سيجد المستثمر وليس المضارب ان أسهمه حققت عوائد مجزية من حيث الأرباح وأسهم المنح وارتفاع قيمتها السوقية ، وهي وصية محب لكم فأرجو أن تستفيدوا منها.

أعلم أن البعض سيغضب لأنه يريد محاسبة من تسبب في هذه الكارثة وأعتقد أن الجهات الرسمية كوزارة المالية وهيئة سوق المال ومجلس الشورى تقوم بجهود لإصلاح مايمكن إصلاحه وتلافي تكرار ماحدث ولكن لنكن واقعيين فأول المتسببين كان المواطن الذي وضع العقل جانبا واندفع دون تبصر حتى وقع في الهاوية رغم تحذيرات المخلصين .

ولن نلوم وعي المواطن لأن ما حدث في سوق المال تكرر في كل دول العالم تقريبا بل إن الولايات المتحدة الأمريكية شهدت انهيارا آخر قبل سنوات عدة حينما صعدت أسهم شركات الانترنت (دوت كوم) بشكل جنوني ثم هوت في ليلة واحدة من 100 دولار إلى أقل من دولار! كما أن الكثير من ضحايا سوق الأسهم ظلموا أنفسهم بالتعامل في الأسهم المشبوهة او المحرمة وتصرفوا دون منطق بأخذ القروض وبيع أملاكهم وكثير منهم أهملوا أسرهم وهدموا بيوتهم بسبب الطمع وهم أشد ما يكونون إلى حساب أنفسهم أولا قبل مطالبة الجهات الرسمية بمحاسبة المتسببين في انهيار سوق الأسهم.

وعلى وزارة الثقافة والإعلام أن تلزم الصحف بالاعتدال في تغطيتها لسوق المال بدلا من اللعب بأعصاب المساهمين بعنوان ساخن في كل يوم يحمل الأمل ثم يهوي بهم في قاع الخسائر. وكما لا يمكن لأي شخص أن يتكلم في الأمور الطبية أو الهندسية فهيئة سوق المال مطالبة بمنع أي شخص من التحليل ما لم يحمل مؤهلا وتكون لديه خبرة وتثبت متابعته واطلاعه مع محاسبته على تصريحاته التي قد تصب لمصالح معينة!

كما ان هيئة سوق المال مطالبة بإصدار تقارير شهرية او ربع سنوية حول أداء الشركات لا تستعرض فيها القوائم المالية فقط وانما تحلل أداءها ومشاريعها وخططها لتكون مصدرا موثوقا للمساهمين «للاستثمار وليس للمضاربة»

أما وزارة التجارة فقد تأخرت كثيرا في مراقبة تخبطات مجالس إدارات الشركات التي جنت على أموال المساهمين بسبب المجاملات والشكليات وآن الأوان لتفعيل اقتراحات الكتاب حول مشاركة صغار المساهمين في الانتخابات من مواقع إقامتهم دون الذهاب الى مقر الشركة لاختيار المرشحين كل حسب برنامجه وقدراته كما حدث في الانتخابات البلدية حتى لا تكون مجالس الإدارة «إرثا» من شخص لآخر! كما يجب التحقق من جودة الدورات التي تقدمها مراكز التدريب لتحليل الأسهم فكفانا تحايلا على المساهم المسكين.

ما أحوجنا إلى القناعة والتفكير بالعقل والمنطق فقد ضاعت أموالنا في مساهمات مشغلي الأموال ثم في المساهمات العقارية ثم في سوق الأسهم لأننا نبحث دوما عن الربح العالي والسريع فلا داعي لأن نلدغ مرة أخرى والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ولكنا لدغنا عشر مرات فإنا لله وإنا إليه راجعون!

http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12365&P=4

عبدالعزيز الدوسري
24-04-2007, Tue 12:33 PM
ما أحوجنا إلى القناعة والتفكير بالعقل والمنطق فقد ضاعت أموالنا في مساهمات مشغلي الأموال ثم في المساهمات العقارية ثم في سوق الأسهم لأننا نبحث دوما عن الربح العالي والسريع فلا داعي لأن نلدغ مرة أخرى والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ولكنا لدغنا عشر مرات فإنا لله وإنا إليه راجعون!

peaceful
24-04-2007, Tue 12:34 PM
وذلك بانتقاء الشرعية منها أولا (يمحق الله الربا)
ماضيعنا الا الربا والمحرمات
شوف التوصيات عليها في المنتدى وكأنها ولا شي
ايش فرقت الربا عن الخمر والزنا
ترى كلهم كبائر
لا تقولون فتاوي وغيرها
كتاب الله عز وجل هو اول مصدر للاحكام

الجبل
24-04-2007, Tue 2:30 PM
ما أحوجنا إلى القناعة والتفكير بالعقل والمنطق فقد ضاعت أموالنا في مساهمات مشغلي الأموال ثم في المساهمات العقارية ثم في سوق الأسهم لأننا نبحث دوما عن الربح العالي والسريع فلا داعي لأن نلدغ مرة أخرى والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ولكنا لدغنا عشر مرات فإنا لله وإنا إليه راجعون!

بارك الله فيك ايخي عبد العزيز

ولكن من يعرف هذه الحقيقة الا الفلة الواعية المحنكة

ام وليد
24-04-2007, Tue 2:45 PM
بارك الله فيك

الجبل
24-04-2007, Tue 3:58 PM
ماضيعنا الا الربا والمحرمات
شوف التوصيات عليها في المنتدى وكأنها ولا شي
ايش فرقت الربا عن الخمر والزنا
ترى كلهم كبائر
لا تقولون فتاوي وغيرها
كتاب الله عز وجل هو اول مصدر للاحكام



صدقت والذي نفسي بيده

عـبـدالـرزاق
24-04-2007, Tue 4:38 PM
الله الله على تلك الأيام الخوالي
ايام عز وونااااااسه
مانسى اليوم اللي باع فيه النوخذه ثمانية اسهم في المصافي وطلع لولده كامري كرت من الوكاله:D :D
وشووووف الأن وين صرنا

ورور
24-04-2007, Tue 4:45 PM
صدقت اخوي الجبل وكل يوم يزيد وعينا من هالاخبار التي تغيب عن نظرنا او نتناساها لك كل الشكر على مواضيعك المميزة
دمت بود

المعتضد
24-04-2007, Tue 4:53 PM
جزا الله كاتب هذه المقالة كل خير وبركة.

غاية في الروعة. رصانة في الطرح، وجمال في السرد والإستشهاد، وإستخلاص العبر والنتائج وتحديد التوصيات. ماشاء الله تبارك الله.

وجزاك الله كل خير وبركة أخي الفاضل الجبل على هذا النقل المميز

الجبل
24-04-2007, Tue 7:30 PM
جزا الله كاتب هذه المقالة كل خير وبركة.

غاية في الروعة. رصانة في الطرح، وجمال في السرد والإستشهاد، وإستخلاص العبر والنتائج وتحديد التوصيات. ماشاء الله تبارك الله.

وجزاك الله كل خير وبركة أخي الفاضل الجبل على هذا النقل المميز



صدقت اخي الفاضل

الموضوع كما وصفته وانت الاروع بهذا الوصف

صديقك المخلص
24-04-2007, Tue 8:43 PM
http://www.alyaum.com/images/12/12365/484028_1.jpg
محمد عبدالله المنصور

ولكن لنكن واقعيين فأول المتسببين كان المواطن الذي وضع العقل جانبا واندفع دون تبصر حتى وقع في الهاوية رغم تحذيرات المخلصين .

هل تستطيع أن تذكر اسم واحدا فقط لأحد هؤلاء المخلصين ؟

ولن نلوم وعي المواطن لأن ما حدث في سوق المال تكرر في كل دول العالم تقريبا

لا تغالط فلا يوجد أي سوق بالعالم حدث له ماحدث لنا .. والسبب بسيط وهو أن تلك الأسواق التي قلت عنها مقسمة ولم ينهار منها الا أسواق المضاربة أو كما يسمونها المخاطرة
هل سابك والراجحي وسامبا والاتصالات والكهرباء ( أسهم عالية المخاطرة ) ؟

وزارة الثقافة والإعلام
هيئة سوق المال
أما وزارة التجارة
هؤلاء لم يكونوا مهملين في التوجيه أو ضبط المخالفات فقط بل هم سبب الكارثة التي حلت بنا يا أستاذ


ما أحوجنا إلى القناعة والتفكير بالعقل والمنطق

بل ما أحوجنا لمن ينصفنا ويعيد إلينا كرامتنا قبل أموالنا .. فقد لطمونا أمام شعوب العالم بأسرها ووزارة الثقافة توثقها بالصوت والصورة
للعلم فقط الشعب الذي أثبت وطنيته رغم كل الإيذاء الذي تعرض له سواء من الداخل أو الخارج هو الشعب السعودي - والله انه شعب يستحق أن يعيش حياة كريمة لا أن يسلب ويتهم بعدم الوطنية كما فعل البعض -


مقال ممتاز في مجمله إلا بعض الأمور التي أختلف مع الكاتب فيها
تجد ردي على بعض الأمور في المقال بالأعلى
ولا نريد من ينتقص وطنيتنا أو ولاؤنا لحكومتنا فديننا الإسلام وسلامتنا بالنصح للحكام
تحياتي