المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسناواتنا: هل يعدن إلينا حسناوات كما كٌن من قبل؟



الدكتور سلطان العريشي
14-03-2007, Wed 11:49 AM
حسناواتنا: هل يعدن إلينا حسناوات كما كٌن من قبل؟


أولا وقبل كل شي فإن ماسأطره لا يعبر الإ عن وجهة نظري المتواضعة التي قد يوافقني البعض فيها ويخالفني آخرون لم لا ، وإختلاف الرأئ لا يفسد للود قضية.

فقبل عام من الآن ما إن ذٌكر إسم شركات "كبيشة" و"الأسماك" و"الباحة" و"المصافي" حتى لاح في الأفق أن كل من إشترى أسهماً فى هذه الشركات قد أصبح حينها في عشية وضحاها من أرباب روؤس الأموال والتي بها أصبح من كبار المستثمرين ، اولتك المستثمرين الذين أبدل الله فقرهم غنا لم لا ، وهذه الشركات كانت تبلغ عنان السماء نسبا عليا عبر أيام متواصلة في حين كان فيه المؤشر هو للإحمرار أقرب منه للإخضرار. فإرتفاع شركة المصافي مثلا من قرابة الألف ريال الى 8000 الاف قبل التجزئة لم يكن بحاجة سوى لسنة لتعانق بها ذلك الرقم. وشركات مثل الأسماك والباحة وبيشة قد شهدناها حطمت رقما قياسيا فى النسب العليا خلال تلك الحقبة حتى أضحى حديت الناس فى المجالس تتصدره أخبار هذه الشركات وأصبح لها سمعة تجاوزت الأفاق وراحت تغرد خارج السرب غير مكترثة با أخواتها من الشركات وحق لها ان تفعل ذلك ، الا ان الغرور قد دفع بها الى مرتقى لم تكن ترتقيه. فقد كان مضاربو هذه الشركات من الشجاعة بمكان أن يفيدوا المضاربين ويستفيدوا منهم فى اليوم الواحد وأصبح الناس لا يرون كسبا الإ من أسهم هذه الشركات، بل وأصبح المحللون الاقتصاديون لا هم لهم الإ تناول تلك الشركات ، بل كان لها النصيب الأوفر من التوصيات والمراهنات. وحقيقة أن هناك من در أرباحا عالية وكون ثروة من وراء إستثمراه في هذه الشركات وحق له ذلك. فما كان لعاقل أن يزج بأموله في شركات لها من السمعة مالها كشركة سابك مثلا، الإ أنها هي دوما أقرب للخسارة منه للربح ، وإن ربحت منها يوما ريالا خسرت ما ربحته فى اليوم التالي ، وبات عليك حينها الإنتظار أسبوعا او أكثر كي تسترد ريالك. أي غباء يجبر ذلك المستثمر الإنتظار اسبوعا لإستعادة ذلك الريال في الوقت الذي يستطيع فيه أن يجني عشرات الريالات فى اليوم الواحد من شركة اخرى وإن كانت خشاشا.

أما شركة "الأسماك" مجنونة الشاشة ومروضة الفاقة وبالرغم من أنها اليوم قد بدأت تستعد عافيها وحق لها أن تفعل. ففي غضون الأربعة الأشهر الماضية قفز سعر سهم هذه الشركة من ثلاثين ريالا ليصبح الان سعره فوق المائة والاربعين ، الإ أن الأعين على هذه الشركة مازالت وجله فمن يدرى فقد تعود إلى سابق مجدها وتعانق سحابة الأربعمائة كما فعلت من قبل الإ
أن المعرقلون قد يفعلونها ثانية ويطيحوا بها طيحة الأسد لفريسته لم لا، وهذه الشركة قد سحبت البساط من تحت أرجل من كان يعرف يوما بقائد السوق حتى إنصرف عنه الناس وأتخذوا من هذ الشركة مجلسا دائما لهم.

أما صديقة الجميع وحبيبة الكل شركة "بيشة" مصدر العيشة وراقصة الشاشة كما حدى بأحدهم أن يسميها وشاغلة الناس في يقضتها ومنامها والتى أدعوا الله ان يعجل بفرجها فإنها لم يحالفها الحظ بعد نكستها .فإيقافها لشهرين متتاليين لم يكبد مستثمريها خسارة فحسب بل الشركة نفسها. وإذا كانت هذه الشركة تعد فى الماضي مصدر سخرية بين المستثمرين حتى حدى ببعضهم أن يعزو تجارتها الى علف وبرسيم فحسب وأن مقرها لا يعدوا إلا أن يكون صندقه خربه مغلقة ليل نهار في أقاصي الديار ، الإ أن الحقيقة تبقى أن هناك من درت علي هذه الشركة أموالا طائلة لا ينكرها الإ جاحد إستطاع من خلالها هذا وذاك أن يبني قصورا وأن يلبس الديباج وأن يتلحف بريش النعام وحق له ذلك. فالمستثمر لا يهمه عما إذا كان مقر الشركة صندقة أو قصرا أو أن مجال عملها علف وبرسيم، بل يهمه عطاؤها. فشركة مثل سابك مثلا وإن تعددت مواردها وكثرث مصانعها وشمخت مبانيها لم تعط المستثمر ما أعطته شركة الأعلاف وبناية الصندقه. ومن يدري فقد تعود الشركة وتزاول أعمالها وتعود لمجدها فترى الناعقون اليوم هو من يركض وراءها بالغد ركض الإسد وراء فريسته.

أما شركة "المصافي" ذات الربح الصافي والدخل الوافي وصاحبة القوافي والتى كانت في السابق نراها تعانق النسب العليا لأربع مرات في الأسبوع الواحد فلا أظن أنها ستعود إلى مجدها السابق وسمعتها التى ملأت الارض نورا وضلالا .فمن كان يتوقع أبدا أن تهبط أسهم هذه الشركة لتصل إلى مادون الثلاثمائة ريال. فلم يكن يخطر هذا بعقل الجاهل قبل العاقل. وإن كان هناك من عودة لهذه الشركة فإنني أراها قد تستغرق وقتا طويلا الإ أن تختلف طريقة مضاربها الحالي. فالمضارب الجيد للشركة هو من يستطيع أن يكسب ثقة الناس ولو كان يظهر مالا يبطن شريطة أن يفيد ويستفيد وهو بكل الأحوال مستفيد منك أكثر مما تستفيد أنت منه.

أما حسناء الشاشة وغذاء الطاقة شركة "الباحة" وإن كانت قد لازمت مجدً تليداً الإ اننا نراها هى الأخرى قد بدأت تسترد عافيتها تدريجيا وإن كنت فى حقيقة الأمر أتساول ويستاؤل غيري عن العلاقة الحميمة التي تربطها بوصيفتها شركة الأسماك ، حيت نرى أحياناً ان هناك تزامن واضح في صعود أسهمها ونزولها ، الأ مر الذي جعلنا نشك أن هناك إتفاق بينهما فى الصعود وفى النزول. ومع هذا فما زال لهذه الشركة سمعة طيبة قد تسترد ومن خلالها ما فقدته من ثقة بين متداويلها.

وعليه مازال الأمل يحدوا الكثير أن تعود تلكم الحسناوات صديقات صدوقات كما كن من قبل ، بيد أن مقدار حسنهن لن يكون بنفس مقدار الحسن الذي كن فيه حين هجرننا.

قاتل الله الفرص ألف عام الإ عشرا...وسقى الله تلك الأيام الخوالي التى جعل منها الكثير انشودة رددها الملايين طبلة ومزمارا



وقفة:



كن لغيرك كما تحب أن يكون لك غيرك.


الدكتور سلطان بن أحمد عريشي