المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحياناً... («زمان الصوت») ل عبدالعزيز السويد



الرويلي
12-03-2007, Mon 1:36 AM
رحمة الله على طلال مداح، تذكرته مع «زمان الصمت». التذكر في سياق آخر ناله صمت أقرب إلى صمت القلاع، هو صمت لم «يتلحلح» قيد أنملة، على رغم كثرة الشكوى وأحرف متناثرة، وتضخم مرارة في حلق الإنسان على أوضاع مائلة ترسخت فيها قيم الاعوجاج... فهل انتهى زمان الصمت؟

هل أتفاءل بتزايد نشر الزملاء في الصحف عن مؤسسة النقد السعودي التي حفلت بها الزوايا خلال الأسابيع الماضية؟ هل أتفاءل على رغم أنها ركزت على جزء صغير من عمل «ساما»، وهو صلاحيات «لجنة تسوية المنازعات المصرفية»، ونظامية قراراتها، وتظلم المتضررين بأنها تحابي البنوك، من دون وجود مرجعية أعلى محايدة؟ هل انتهى زمان الصمت عن نشاط مؤسسة النقد العربي السعودي وجمودها؟

المثل الشعبي يقول: «إذا جيت تضمها اسأل عن أمها»، يمكنك أن تضع بدلاً من تضمها.. «تخمها»، و «الخم» أبلغ في قضايا المال. أهل مصر لديهم مثل طريف يقول «اقلب القلة على فمها تطلع البنت لأمها»، إذا كان من العدل أن يشابه الابن أباه، فالابنة أولى بجينات أمها، من هنا نعلم أنها جينات وراثية، لذا تعمل اللجنة المصرفية بما تعلمته من أمها... «ساما» أم البنوك «الوطنية»! فلا غرابة أن تعمل على هداها، لا غرابة أن يرقص الأهل إذا ما كان رب البيت بالدف ضارباً.

كان لدى الناس التصور الآتي: «ساما» جهة حكومية، وظيفتها تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، فلا يفترض أن تفرق بين بنوك وأفراد، إنها تمثل الدولة والدولة معنية بمصالح الجميع، لكن الوقائع تشهد أنها مؤسسة لرعاية البنوك، هم لديها من ذوي «الاحتياجات الخاصة»، وابشروا فهذه سوق التأمين ستلحق بالمصارف، لأن الرعاية أوكلت إليها، ولا ينسى لها أنها جعلت «الدرعا ترعى»، فأصبح ذلك على كل لسان مع انهيار سوق الأسهم الشهير والصامت، ولأن السهم بالسهم يذكر، في زمن صموت مضى، يوم إعلان إنشاء هيئة سوق المال، كتبت مطالباً بعدم استيلادها من مؤسسة النقد. اقترحت كياناً جديداً، بعيداً عن تجارب سابقة عليها ما عليها، إلا أن الاستيلاد تم، لأن «اللي تخاف منه يطلعلك»، فأعطيت البنوك الجمل بما حمل، فحمل..«الجمل»!.. «نياقاً وقعداناً وحواشي» دخلت إلى «حوش» البنوك، الداخل فيه مفقود والخارج مولود، وترك الأفراد على بساط الفقر والديون، وأصبحنا على اكبر كارثة اقتصادية سهمية، وأمسينا نبحث عن الأسباب، وليس هناك سوى سبب واحد. أما إذا فتحت ملف التقسيط وما يسمى القروض وهي إلى القوارض اقرب، سواء كانت بالعباءة المصرفية "المتقدمة" أو ما يقال عن مصرفية إسلامية، فحدث ولا حرج.

هل انتهى زمان الصمت؟ لست أدري، إذا انتهى فرضاً... ربما يعقبه زمن ارتفاع الصوت. أما زمن الفعل، فالله وحده أعلم بموعده.



http://www.daralhayat.com/arab_news/gulf_news/03-2007/Item-20070309-37d84ab9-c0a8-10ed-0108-e61280e33ff6/story.html