المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صعودالأسهم وتفاؤل المستثمرين: وجهة نظر:



الدكتور سلطان العريشي
23-02-2007, Fri 10:16 PM
صعودالأسهم وتفاؤل المستثمرين: وجهة نظر:


إدا كان الكل قد لمس وشاهد إرتفاع موشر سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوعين المنصرمين فهدا أمر يدعوا للتفاؤل وعودة الثقة بين أوساط المستثمرين. وإدا كان دلك الإرتفاع فرصة لمن إستطاع أن يجني أ رباحاً وإن قلت إلا أن هناك حتماً من ظفر بربح وفير نبارك لهم جميعا ما ظفروا به. وإدا كانت موجة هدا الإرتفاع ستتواصل فهدا بحد داته موشر إيجابى يٌبنى عليه تفاعل المستثمرين وإقبالهم على السوق بعدما إنصرفو عنه بسبب إنعدام ا لثقة والمصداقية. وإدا كنا نرى هده الأيام سيولة مالية قاربت السبعة عشر مليارا - تلك السيولة التى لم نشاهدها مند أكثر من شهرين- فهدا أيضا موشر إيجابي آخر لم لا، ونحن نشاهد أن مقدار الكميات التى تنفد يومياً يعد مقدارا كبيراً مقارنة بالاسبوعين الماضيين ، إلا ان تلك السيولة وتلك الكميات لا ترقى أبدا إلى مستوى ما قبل الثلاثة أشهر المنصرمة والتى تجاوزت سيولتها فى حينها ثلاثين ألف ملياراً فى اليوم الواحد


وإدا كان البعض يرى أن السوق قد طغى عليه خلال الأيام الثلاثة الماضية طابع التدوير الدي أراه أمراً صحيا قد يخالفني فيه البعض ، إلا أن هدا التدوير يبقى سلاحاً دو حدين ، فبيع الناس لأسهمهم وتصريفهم إياها لا يعدوا إلا أن يكون فرصة للتخلص من أسهمهم التى حل عليها بيات طويل شبعت فيه نوماً ، إلا أنه ومع هدا و متى أدرك المستثمر أن الفرصة قد حانت لبيع أسهمه فإن له أن يقتنصها. ومع هدا فإن هناك فى الطرف الآخر من الضفة من يرى أن مثل هدا التصريف قد يكون له عواقب سلبية ، فمن با ع اليوم بسعر أقل كان الأحرى به الإنتظار حتى يبع بسعر أعلى وان كنت أميل للرأى الأول دون الثاني فقليل باق خير من كثير زائل.


وبما أن التفاول مطلوب الإ أن الحدر يجب أن يصاحب هدا التفاول. فبرغم إرتفاع الموشر إلا ان السوق هى اقرب أحيانا للتشاؤم منه للتفاول خاصة عندما نرى إرتخاء دلك المؤشر من حين لآخر. وما أخشاه أن تصيبنا النكسة ثانية فيصبح ما تجنيه السوق فى أسبوع تلتهمه فى دقائق معدودة ولنا فى الأمس القريب قصص وعبر. فمعروف أن الصعود صعب وممل وأن النزول سهل ومضر.

وإن كنت لست عرافاً ولا كاهنًا وهما صفتان أبرا إلى الله منهما، إلإ أنني لا أستغرب أبدا تراجع السوق وتراخيها من وقت للآخر ولنا فى الأشهر الماضية خير شاهد على هدا. وبناء على هدا ، فالحصيف يتوجب عليه أن يتدكر تلك الأيام الخوالي التى ركض وراءها أملا فى اللحاق بركب الثراء وإد به لا يجد بعد دلك الركب إلا سرابا عاد به من حيث ابتدأ منهكا تعباً لا يكاد يسمع له صوت مما أصابه.


وللأ سف فإننا لا نبالغ القول إن قلنا أن نفسيات المستثمرين خاصة عديمى الخبره منهم نجدهم من السهوله أن تحتال عليهم السوق وتنسج حولهم خيوطها ، وأكبر دليل على هدا مانراه أن متدمر الأمس تجده وبإرتفاع السوق راضً عنه اليوم ومادرى أن السوق لاصاحب لها ولايهمها أن تكون راضياً أو متدمراً.


وإدا كان مرجفوا المنتديات وأدعو الله ان لا أكون منهم يوصون بهدا السهم دون دلك ، فإن الحصيف منا- وأن كنا أناس عاطفيون ننساق وراء الإشاعات- إنسياق الأعمى لمن يقوده - يتوجب عليه أن يدرك أنه ليس كل ما يٌومل يٌدرك وليس كل ما يٌعلم يقال وليس كل كاتب أمين فى طرحه وليس كل موصً بسهم وإن تلبس بلباس الحرص على الناس صادق فيما يقول. ليس هدا فحسب، بل أن هناك من همه ضياع أموال الناس والتشفي بهم وإرجافهم والسعى لخساراتهم حتى يستاوون معه فى الضراء. فكم من شخص سقط ضحيه لهؤلاء وكم من شخص عض يديه حسرة وندامه لا لسبب سوى أنه إنساق وراء ما يسمع بل حدا بالكثير أن يجعل معيار البيع والشراء مبنياً على ما يسمعه من المنتديات لمن أسموا انفسهم محللين اقتصاديين بصيرين بخفايا الأمور بل حدا ببعض هولاء المرتزقة كما هو الحال مع ثوار الكونترا المأجورون فى جنوب إفريقيا إن جاز لى التعبير أن يتلبسوا ثوبا ليس بثوبهم وأن يوهموا الناس أن مصدر توصياتهم مضارب هده الشركة أو تلك أوأن يكون مصدرها ممن ينتسب لهيئة سوق المال ولو فتشت هدا المسكين لوجدته لايعدوا إلا ان يكون مرتزقاً مأجوراً لبث تلك الإشاعات بين الناس وأرجافهم لم لا، والإشاعات قد أطاحت بدول شتى فما بالك بسوق أسهم أو ماشابهه. ومع هدا أرى أنه من الإنصاف أ ن ندكر أنه يوجد بين ظهرانينا من همه مصلحة بنى جلدته وعدم ضياع أموالهم والحرص عليهم وإرشادهم إلا انهم يبقون قلة قليلة.

وإدا كانت نفسيات الناس تتقلب يمنه ويسرة بإرتفاع السوق فإن المستثمرين العقلاء هم اولئك الدين يتوقعون الأسوأ دائما وهم الدين أقرب فهماً للخسارة منه للربح وهم اولئك من يتحمل الواحد منهم خطأه مما جنت عليه يداه وهم أيضاً اولئك الدين يتقبلون ماجرى إيمانا وتصديقاً لا اولئك الدين يضعون الربح دوماً نصب أعينهم ولا اولئك الدين يرمون بأخطائهم على الآخرين فتجدهم يركلون هد ا ويشتمون داك وما كان لهم حينها الإ نصياع والإنقياد لما أوهمهم به اولثك ، ولكن صدق من قال: " أوسعتهم سباً وساروا بالإبل" ، وهدا هو حال الكثير منا.


وإدا كان هناك من يجزم جزم المتيقن أن السوق واعدة وفى صعود متزايد وأنه فى غضون سننين قليلة ستصل خمسا وعشرين ألف نقطة وأنه لا مجال للخوف والرهبه فإن هؤلاء قد تناسوا أنفسهم ونسوا ماحل بهم. فكم انتظرنا حتى تعود عافيه السوق اليها ولما عادت رأيناها تتقدم خطوة نحو الأمام وعشراً مثلها للوراء. ولنا فى سوق الأسهم اليابانية خير مثال. فلقد إنتظرت هدة السوق سبع سنين عجاف كى تصل إلى ماكان متوقعاً، ومع دلك لم تصل إلى ماكانت ترنو اليه بالرغم من وجود القوانين والصراحة والشفافية فى أسواقهم.


وإدا كان هؤلاء يرون أنهم دائما على صواب وأن آراءهم لا يعتريها الشك ، فإنني أود ان أهمس فى آدانهم مدكراً إياهم أن السوق لو بقى فى إرتفاع دائم يوماً بعد آخر لغنى كل الناس وأصبح فقير الأمس غنى اليوم. وإدا كان هؤلاء يرون أنه من حق هؤلاء المستثمرين أن ينعموا بهدا الثراء ، فإننى أ ود أن أدكرهم أن كبار المستثمرين الدين نعدهم صناعاً للسوق لن يسترزقوا من ورائهم متى كان السوق فى صعود دائم ، فمصلحتهم مقدمة على مصلحتك وكلمتهم مقدمة على كلمتك وإرتفاع السوق وإنخفاضها رهن إشارتهم لا رهن إشارتك. فمصلحتهم تقتضى البيع عليك بسعر عال متى إرتفع السوق والشراء منك بأبخس الأثمان متى خسفوا بالسوق أرضاً.



وإدا كان هؤلاء يجزمون بإرتفاع السوق ، فإنه بات من الإنصاف أن يجزموا أيضا با نخفاضها الى مادون 7000 نقطة وهدا رأى يراهن عليه أخرون. ومع هدا، يتوجب علينا تحكيم العقل وتوظيف المنطق فالعاقل يٌخاطب بما يفهم لا بما يفهمه الآخرون. ومع أنه يوجد بين أيدى الاقتصاديين ما يجعلهم يتوقعون هدا وداك إلا أن المنصفين والعقلاء منهم لا يقطعون بدلك أبداً خاصة فى سوق مثل سوقنا تضيع فيه الحكمة أ حيانا ويغيب فيه المنطق والعقل.

وإدا كان هناك من يعتمد فى شرائه وبيعه على مالديه من بيانات ورسوم وخرائط رقميه ينثرها أمامه نثر الكنانة تصفحاً ، فإنه ومع هدا كله تجده يصيب ويخطى أحيانا فى بيعه وشرائه فما بالك بمن يشترى ويبيع دون معرفة ودراية بأبسط أساليب البيع والشراء.

ولعل أغرب جملة مررت عليها فى عالم الأسهم لدينا هى" المراهنة". فهدة الجملة وإن كان لها مدلولها الاقتصادى فإن لها رواجج كبير فى أوساط مجتمعنا ، فمن يراهن فهو يجزم ومن يجزم يبلغه مايريد. ولهدا فإن من يقول أننى أراهن على إرتفاع السوق وإنخفاضها أراه غير صادق فى كلامه ، فليس هناك من يراهن إلا على شى يملكه. أما فى عالم الأسهم فالمراهنه ضرب من الخيال بل هى أٌكدوبه كبيرة. ولدا لا تجد فى الغرب من يراهن على قضايا الأسهم وإنما قد تجد من يعتقد ويظن. أما فى مجتمعنا فان هده المفرده أصبحت طعما لمن يزج بنفسه فى عالم الأسهم لدينا حيث أصبحت مفردة مقدمة على الإعتقاد والظن.


وختماً نستطيع القول أنه ومع وجود موشرات جيدة للسوق فى خلال العشرة أيام المنصرمة الإ أن الوجل مازال يغازل و يلاحق الكثير من المستثمرين الخائفين أن تضيع أموالهم كما ضاعت بالأمس القريب. ولهدا نرى منهم بياتا ًشتويا لا ندرى متى سينهضون منه. فإما أن يكون نهوضاً يعيد اليهم عافيتهم ويستردون به مدخراتهم وإما أن يكون بياتاً لا صحوة بعده. وأدعوا الله أن ينتهي دلك البيات ويعود المستشمرون لمزاولة أعمالهم بحدر وترقب لا بتهورًوإندفاع.




وقفة:



دع مالا تعرف لغيرك ولا تدعي معرفة ماليس أنت له بأهل.

إعتدار:
اعتدر عن إحلال حرف الدال بدلا من حرف الدال ودلك لعدم العثور على هدا الحرف بين ثنايا لوحة تحكم الجهاز المحمول.
(Da’al) = (Tha’al)

الدكتور سلطان بن احمد العريشي

د. حمد النافع
24-02-2007, Sat 10:06 PM
مقال رائع، ووصف دقيق للوضع القائم، بارك الله فيك يا دكتور.

$الشمالي$
24-02-2007, Sat 10:39 PM
ارك الله فيك يادكتور فعلآ مقال رائع

ميم نون ال جيم
25-02-2007, Sun 12:29 AM
مشكور وما قصرت يا دكتور
وبصراحة موضوعك طويل !! :)
سوف اعود لاحقا للقراءة
احترامي وتقديري

ابو سديم
25-02-2007, Sun 3:47 AM
بارك الله فيك يا دكتور سلطان

مقال رائع ووصف دقيق

وكما تفضلت يا دكتور سلطان التحكم بالنفسيات من سمات صناع السوق وهي من عوامل السياسات المالية ولننظر الى كثير من التعاملات التجارية يغلب في ثناياها العامل النفسي لتحويلها الى لغة ارقام .

لنلقي نظرة سريعة على بعض استخدامات الصناع للعوامل النفسية من خلال لغة الارقام .
6000 - 7000 - 8000 - 9000 - 10000 - 11000 وهكذا
كل هذه الارقام هي ارقام نفسية وكل اختراق لرقم من هذا الارقام يعطي مزيدا من الثقة للمتداولين .
اي نقطة تم الارتداد سابقة تم الارتداد منها تعطي ثقة نفسية وقد لا تعني فنيا او اساسيا اية معنى .
اي نقطة تم التراجع منها سابقا تعطي هبوط نفسي وايضا قد لا تعني فنيا او اساسيا ذات معنى .

اسواق المال من طبيعتها عدم الاستقرار والتقلبات السريعة سمة من سماتها .

صانع السوق يهمه اعطاء نوع من الثقة في اوقات معينة لجذب نوع من الدعم للسوق، ولا يعني عدم استغلال ذلك بالكسب او هدف الربحية .
بالاضافة الى زرع نوع من عدم الاستقرار في اوقات اخرى لتسهيل مهمة التجميع .

ولا يلام صغار المستثمرين على الانجراف وعدم الاكتراث بمعرفة الحالة النفسية للهثهم حول البحث عن الكسب السريع وعدم مراعات المقومات الاساسية للسوق لعدة اسباب منها قلة الخبرة ونقص الشفافية والاشاعات والكثير من الاسباب .

حقيقة الموضوع ثري بمحتواه

لك خالص الود والاحترام
تلميذك ابو سديم

ملاحظه :
في اغلب اجهزة المحمول تجد حرف الذال في الزاوية اليسرى من لوحة المفاتيح تحت زر Esc بجانب رقم 1 .

الجرمادي
25-02-2007, Sun 5:38 AM
صعودالأسهم وتفاؤل المستثمرين: وجهة نظر:



إدا كان الكل قد لمس وشاهد إرتفاع موشر سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوعين المنصرمين فهدا أمر يدعوا للتفاؤل وعودة الثقة بين أوساط المستثمرين. وإدا كان دلك الإرتفاع فرصة لمن إستطاع أن يجني أ رباحاً وإن قلت إلا أن هناك حتماً من ظفر بربح وفير نبارك لهم جميعا ما ظفروا به. وإدا كانت موجة هدا الإرتفاع ستتواصل فهدا بحد داته موشر إيجابى يٌبنى عليه تفاعل المستثمرين وإقبالهم على السوق بعدما إنصرفو عنه بسبب إنعدام ا لثقة والمصداقية. وإدا كنا نرى هده الأيام سيولة مالية قاربت السبعة عشر مليارا - تلك السيولة التى لم نشاهدها مند أكثر من شهرين- فهدا أيضا موشر إيجابي آخر لم لا، ونحن نشاهد أن مقدار الكميات التى تنفد يومياً يعد مقدارا كبيراً مقارنة بالاسبوعين الماضيين ، إلا ان تلك السيولة وتلك الكميات لا ترقى أبدا إلى مستوى ما قبل الثلاثة أشهر المنصرمة والتى تجاوزت سيولتها فى حينها ثلاثين ألف ملياراً فى اليوم الواحد


وإدا كان البعض يرى أن السوق قد طغى عليه خلال الأيام الثلاثة الماضية طابع التدوير الدي أراه أمراً صحيا قد يخالفني فيه البعض ، إلا أن هدا التدوير يبقى سلاحاً دو حدين ، فبيع الناس لأسهمهم وتصريفهم إياها لا يعدوا إلا أن يكون فرصة للتخلص من أسهمهم التى حل عليها بيات طويل شبعت فيه نوماً ، إلا أنه ومع هدا و متى أدرك المستثمر أن الفرصة قد حانت لبيع أسهمه فإن له أن يقتنصها. ومع هدا فإن هناك فى الطرف الآخر من الضفة من يرى أن مثل هدا التصريف قد يكون له عواقب سلبية ، فمن با ع اليوم بسعر أقل كان الأحرى به الإنتظار حتى يبع بسعر أعلى وان كنت أميل للرأى الأول دون الثاني فقليل باق خير من كثير زائل.


وبما أن التفاول مطلوب الإ أن الحدر يجب أن يصاحب هدا التفاول. فبرغم إرتفاع الموشر إلا ان السوق هى اقرب أحيانا للتشاؤم منه للتفاول خاصة عندما نرى إرتخاء دلك المؤشر من حين لآخر. وما أخشاه أن تصيبنا النكسة ثانية فيصبح ما تجنيه السوق فى أسبوع تلتهمه فى دقائق معدودة ولنا فى الأمس القريب قصص وعبر. فمعروف أن الصعود صعب وممل وأن النزول سهل ومضر.

وإن كنت لست عرافاً ولا كاهنًا وهما صفتان أبرا إلى الله منهما، إلإ أنني لا أستغرب أبدا تراجع السوق وتراخيها من وقت للآخر ولنا فى الأشهر الماضية خير شاهد على هدا. وبناء على هدا ، فالحصيف يتوجب عليه أن يتدكر تلك الأيام الخوالي التى ركض وراءها أملا فى اللحاق بركب الثراء وإد به لا يجد بعد دلك الركب إلا سرابا عاد به من حيث ابتدأ منهكا تعباً لا يكاد يسمع له صوت مما أصابه.


وللأ سف فإننا لا نبالغ القول إن قلنا أن نفسيات المستثمرين خاصة عديمى الخبره منهم نجدهم من السهوله أن تحتال عليهم السوق وتنسج حولهم خيوطها ، وأكبر دليل على هدا مانراه أن متدمر الأمس تجده وبإرتفاع السوق راضً عنه اليوم ومادرى أن السوق لاصاحب لها ولايهمها أن تكون راضياً أو متدمراً.


وإدا كان مرجفوا المنتديات وأدعو الله ان لا أكون منهم يوصون بهدا السهم دون دلك ، فإن الحصيف منا- وأن كنا أناس عاطفيون ننساق وراء الإشاعات- إنسياق الأعمى لمن يقوده - يتوجب عليه أن يدرك أنه ليس كل ما يٌومل يٌدرك وليس كل ما يٌعلم يقال وليس كل كاتب أمين فى طرحه وليس كل موصً بسهم وإن تلبس بلباس الحرص على الناس صادق فيما يقول. ليس هدا فحسب، بل أن هناك من همه ضياع أموال الناس والتشفي بهم وإرجافهم والسعى لخساراتهم حتى يستاوون معه فى الضراء. فكم من شخص سقط ضحيه لهؤلاء وكم من شخص عض يديه حسرة وندامه لا لسبب سوى أنه إنساق وراء ما يسمع بل حدا بالكثير أن يجعل معيار البيع والشراء مبنياً على ما يسمعه من المنتديات لمن أسموا انفسهم محللين اقتصاديين بصيرين بخفايا الأمور بل حدا ببعض هولاء المرتزقة كما هو الحال مع ثوار الكونترا المأجورون فى جنوب إفريقيا إن جاز لى التعبير أن يتلبسوا ثوبا ليس بثوبهم وأن يوهموا الناس أن مصدر توصياتهم مضارب هده الشركة أو تلك أوأن يكون مصدرها ممن ينتسب لهيئة سوق المال ولو فتشت هدا المسكين لوجدته لايعدوا إلا ان يكون مرتزقاً مأجوراً لبث تلك الإشاعات بين الناس وأرجافهم لم لا، والإشاعات قد أطاحت بدول شتى فما بالك بسوق أسهم أو ماشابهه. ومع هدا أرى أنه من الإنصاف أ ن ندكر أنه يوجد بين ظهرانينا من همه مصلحة بنى جلدته وعدم ضياع أموالهم والحرص عليهم وإرشادهم إلا انهم يبقون قلة قليلة.

وإدا كانت نفسيات الناس تتقلب يمنه ويسرة بإرتفاع السوق فإن المستثمرين العقلاء هم اولئك الدين يتوقعون الأسوأ دائما وهم الدين أقرب فهماً للخسارة منه للربح وهم اولئك من يتحمل الواحد منهم خطأه مما جنت عليه يداه وهم أيضاً اولئك الدين يتقبلون ماجرى إيمانا وتصديقاً لا اولئك الدين يضعون الربح دوماً نصب أعينهم ولا اولئك الدين يرمون بأخطائهم على الآخرين فتجدهم يركلون هد ا ويشتمون داك وما كان لهم حينها الإ نصياع والإنقياد لما أوهمهم به اولثك ، ولكن صدق من قال: " أوسعتهم سباً وساروا بالإبل" ، وهدا هو حال الكثير منا.


وإدا كان هناك من يجزم جزم المتيقن أن السوق واعدة وفى صعود متزايد وأنه فى غضون سننين قليلة ستصل خمسا وعشرين ألف نقطة وأنه لا مجال للخوف والرهبه فإن هؤلاء قد تناسوا أنفسهم ونسوا ماحل بهم. فكم انتظرنا حتى تعود عافيه السوق اليها ولما عادت رأيناها تتقدم خطوة نحو الأمام وعشراً مثلها للوراء. ولنا فى سوق الأسهم اليابانية خير مثال. فلقد إنتظرت هدة السوق سبع سنين عجاف كى تصل إلى ماكان متوقعاً، ومع دلك لم تصل إلى ماكانت ترنو اليه بالرغم من وجود القوانين والصراحة والشفافية فى أسواقهم.


وإدا كان هؤلاء يرون أنهم دائما على صواب وأن آراءهم لا يعتريها الشك ، فإنني أود ان أهمس فى آدانهم مدكراً إياهم أن السوق لو بقى فى إرتفاع دائم يوماً بعد آخر لغنى كل الناس وأصبح فقير الأمس غنى اليوم. وإدا كان هؤلاء يرون أنه من حق هؤلاء المستثمرين أن ينعموا بهدا الثراء ، فإننى أ ود أن أدكرهم أن كبار المستثمرين الدين نعدهم صناعاً للسوق لن يسترزقوا من ورائهم متى كان السوق فى صعود دائم ، فمصلحتهم مقدمة على مصلحتك وكلمتهم مقدمة على كلمتك وإرتفاع السوق وإنخفاضها رهن إشارتهم لا رهن إشارتك. فمصلحتهم تقتضى البيع عليك بسعر عال متى إرتفع السوق والشراء منك بأبخس الأثمان متى خسفوا بالسوق أرضاً.



وإدا كان هؤلاء يجزمون بإرتفاع السوق ، فإنه بات من الإنصاف أن يجزموا أيضا با نخفاضها الى مادون 7000 نقطة وهدا رأى يراهن عليه أخرون. ومع هدا، يتوجب علينا تحكيم العقل وتوظيف المنطق فالعاقل يٌخاطب بما يفهم لا بما يفهمه الآخرون. ومع أنه يوجد بين أيدى الاقتصاديين ما يجعلهم يتوقعون هدا وداك إلا أن المنصفين والعقلاء منهم لا يقطعون بدلك أبداً خاصة فى سوق مثل سوقنا تضيع فيه الحكمة أ حيانا ويغيب فيه المنطق والعقل.

وإدا كان هناك من يعتمد فى شرائه وبيعه على مالديه من بيانات ورسوم وخرائط رقميه ينثرها أمامه نثر الكنانة تصفحاً ، فإنه ومع هدا كله تجده يصيب ويخطى أحيانا فى بيعه وشرائه فما بالك بمن يشترى ويبيع دون معرفة ودراية بأبسط أساليب البيع والشراء.

ولعل أغرب جملة مررت عليها فى عالم الأسهم لدينا هى" المراهنة". فهدة الجملة وإن كان لها مدلولها الاقتصادى فإن لها رواجج كبير فى أوساط مجتمعنا ، فمن يراهن فهو يجزم ومن يجزم يبلغه مايريد. ولهدا فإن من يقول أننى أراهن على إرتفاع السوق وإنخفاضها أراه غير صادق فى كلامه ، فليس هناك من يراهن إلا على شى يملكه. أما فى عالم الأسهم فالمراهنه ضرب من الخيال بل هى أٌكدوبه كبيرة. ولدا لا تجد فى الغرب من يراهن على قضايا الأسهم وإنما قد تجد من يعتقد ويظن. أما فى مجتمعنا فان هده المفرده أصبحت طعما لمن يزج بنفسه فى عالم الأسهم لدينا حيث أصبحت مفردة مقدمة على الإعتقاد والظن.


وختماً نستطيع القول أنه ومع وجود موشرات جيدة للسوق فى خلال العشرة أيام المنصرمة الإ أن الوجل مازال يغازل و يلاحق الكثير من المستثمرين الخائفين أن تضيع أموالهم كما ضاعت بالأمس القريب. ولهدا نرى منهم بياتا ًشتويا لا ندرى متى سينهضون منه. فإما أن يكون نهوضاً يعيد اليهم عافيتهم ويستردون به مدخراتهم وإما أن يكون بياتاً لا صحوة بعده. وأدعوا الله أن ينتهي دلك البيات ويعود المستشمرون لمزاولة أعمالهم بحدر وترقب لا بتهورًوإندفاع.



وقفة:




دع مالا تعرف لغيرك ولا تدعي معرفة ماليس أنت له بأهل.

إعتدار:
اعتدر عن إحلال حرف الدال بدلا من حرف الدال ودلك لعدم العثور على هدا الحرف بين ثنايا لوحة تحكم الجهاز المحمول.
(Da’al) = (Tha’al)

الدكتور سلطان بن احمد العريشي




===================
الله يجزاك خير
مواضيع الارجاف لابد منها للحد من التطبيل الزائد والتعليقه في بعض الاسهم

دعم ومقاومة
25-02-2007, Sun 5:39 AM
بارك الله فيك يا دكتور.

الدكتور سلطان العريشي
25-02-2007, Sun 3:05 PM
الإخوة الكرام:
الدكتور حمد النافع -الشمالي-نون ميم إل جيم- ابو سديم -الجرماني:
شكراً لكم جميعا على مروركم ..فمنكم نستفيد.
تحياتي

الدكتور سلطان العريشي
25-02-2007, Sun 3:07 PM
الإخوة الكرام:
الدكتور حمد النافع -الشمالي-نون ميم إل جيم- ابو سديم -الجرماني- دعم ومقاومة:
شكراً لكم جميعا على مروركم ..فمنكم نستفيد.
تحياتي

MAYDAY
26-02-2007, Mon 3:11 AM
موضوع قيم يادكتور و تشكر عليه

الحقيقه ان سلوكيات المتداولين خلال مراحل السوق المختلفه امر بحث و اجرية عليه الكثير من الدراسات من اهل الأختصاص و لقد اطلعت على كثير منها ......و اجدها فعلا مطبقه في سوقنا مع وجود بعض الفوراق البسيطه ....... و يصل الأمر في كثير من الأحيان الى معرفة المرحله التي يمر بها السوق عن طريق تحديد سلوك و نفسيات المتداولين و العكس صحيح

الوضع النفسي للمستثمر امر مهم جدا لمن يدير السوق فهو عنصر مؤثر في اتخاذ قرار البيع و الشراء و لذلك اعطي اهميه كبيره...... و نقل السوق من التفائل الى التشائم امر يتم ضبطه حسب مراحل السوق ...فعندما اريدك ان تتفائل و يكون التفائل هو المسيطر على الشريحه الكبرا اوما يسمى بالقطيع فأحرص على سبيل المثال ان تشاهد سيوله عاليه ..... اغلاق جيد ..... سحب قوي اخر التداول ..... الون الأخضر يكون طاغي و مسيطر...... و لذلك نعتمد في كثير من الأحيان عند تحديد الأتجاه العام للسوق على المدى القصير و المتوسط على تحليل نفسايات المتداولين و ربطها بالمرحله الفنيه للسوق

تحياي مره اخرى