المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مايك ويتني : تغطية المذبحة في النجف



سونار
03-02-2007, Sat 1:26 PM
ترجمة / كهلان القيسي
قل ما تريد قوله حول أجهزة الإعلام المدفوعة الثمن، فهم ما زالوا لم يفقدوا شهيتهم للمجازر.

حتى الآن، نحن نستطيع القول ان هناك مسألتين لاشكّ فيهما حول ذبح 250 عراقي قرب النجف يوم الإثنين. الأولى ، نعرف بأنّه ليس هناك أي دليل قاطع لدعم القصة الحكومية للأحداث. ، والثانية، نعرف بأنّ كلّ وسائل الإعلام في الولايات المتّحدة نشرت نسخة الحكومة بخنوع إلى قرّائها بدون التأكد من الحقيقة أو تقديم شهادة شاهد عيان.

وهذا يثبت بأنّ أولئك الذين يقدمون الحجج على ان الأخبار المهمة تغربل من المحزن قد أخطئوا. فليس هناك غربلة للأخبار بين الجيش وأجهزة الإعلام؛ فهي قناة واحدة مباشرة. في الحقيقة، كلّ العقبات التقليدية قد أزيلت، لذا فان القصص الخيالية التي تصنع في وزارة الدفاع الأمريكية تصل إلى الصفحات الأولى في أمريكا. ..

الأمثلة:

في قضية النجف أخبرتنا الوكالات الأمريكية بما يلي: “ مئات من الرجال المسلّحين من ' طائفة شديدة الحماسية ' (جنود السماء) كانوا يخطّطون للتخفي كحجاج ويقتلون رجال الدين في أقدس يوم من التقويم الشيعي وقيل: نحن نعتقد بأنّهم وضعوا زوجاتهم وأطفالهم في خطّ النار لذا يمكنهم أن يخفوا نيتهم الحقيقية لمحاصرة المدينة. جاء هذا في (أسوشيتد بريس)

كم سخيف هذا التبرير . كم هو عدد الرجال الراغبين باصطحاب عوائلهم بشكل طوعي الى المعركة؟ في الحقيقة، هؤلاء هم من القبائل نفسها التي تزحف لزيارة النجف كلّ سنة لإبداء ولائهم إلى الإمام حسين وللاحتفال بعاشوراء. ولم يكن هناك شيء غير طبيعي في سلوكهم.

واستنادا إلى الأسوشيتد بريس: “ كان هدفهم أن يقتلوا أكبر عدد ممكن من رجال الدين البارزين، بضمن ذلك آيات الله الأربعة الرئيسيين، ومن ضمنهم آية الله العظمى علي السيستاني … وأشار مسؤولين النجف الحكوميين بأنّ الفدائيون تضمّنوا متطرّفون من الشيعة والسنّة، بالإضافة إلى مقاتلين أجانب. ”

هذا هراء غير مؤكّد أكثر من سابقه

الذي نعرفه الآن، بأنّه لم يكن هناك مقاتلون أجانب، لا يمنيين،ولا سعوديين، ولا أفغان، ولا القاعدة. (كما ذكر أصلا) إنهم كانوا مجموعة شيعة من الوطنيين العراقيين الذي لا يتبعون آية الله الإيراني المولد علي السيستاني. وضاقوا ذرعا بهيمنة الحكيم ومليشيات الصدر ومرتابون من التدخّل الإيراني المستشري في حكومة نوري المالكي.

على ما يبدو، ان المعركة اندلعت في نقطة تفتيش بين القوّات الحكومية والمجموعة الشيعية ، أنطلق الرصاص و تصاعد العنف و قهرت القوّات العراقية بسرعة. لذا استنجدوا بالدعم العسكري الأمريكي وقالوا للأمريكان : نحن نتعرض للهجوم من قبل القاعدة والمتمرّدين السنّة. وهو افتراء كامل؛ فقد كانت القوات الحكومية تعرف بشكل واضح مع من كانوا يتحاربون. لكن الجيش الأمريكي صدّقهم ، وأرسل طائرات أف -18 ومروحيات مسلّحة ودفن المجموعة القروية تحت سجادة من القنابل. ومن المتوقّع أنّ نساء وأطفال قد قتلوا في القصف، وقد حصل.

في الحقيقة، الكثيرين في أجهزة الإعلام احتفلوا بذبح الزوار العراقيون، كما لو أن هم كانوا يغطون مرة ثانية “ معركة Bulge في الحرب العالمية الثانية التي قتل فيها 19 ألف أمريكي في المثلث الفرنسي البلجيكي واللوكسمبرغ.


وهنا تغطية مثالية من الأسوشيتد بريس:

طائرات قاصفة أمريكية وبريطانية قصفت الفدائيين، وقالت القوة الجوية الأمريكية الإثنين. ان طائرات أمريكية إف -16 وA-10 أسقطت قنابل تزن 500 رطل على المواقع المتمرّدة.

يعني ! الكثير من الناس الأبرياء ذبحوا!:::: قل ما تريد قوله حول أجهزة الإعلام المدفوعة الثمن، فهم ما زالوا لم يفقدوا شهيتهم للمجزرة.

وماذا أجاب الرئيس بوش القائد و مقرر الكوارث - عندما سأل عن الهجوم، أجاب , “ ردّ فعلي الأول على هذا التقرير من ساحة المعركة بأنّ العراقيون بدئوا يظهرون بعض التقدم”

ما الذي " أظهره"العراقيون المعنيون لبوش ، هل اظهروا كم كان من السهل أن يخدعوا الجيش الأمريكي في تنفيذ أعمالهم الانتقامية الإبادية ضدّ القبائل المنافسة لهم . كما يفعل جيش المهدي والميليشيات الشيعية الأخرى بتخفيض مستوى تواجدهم ” بينما يقوم الجيش الأمريكي بتطهّر أحياء سنيّة عرقيا في كافة أنحاء بغداد، وأيضا، المتعاطفون الإيرانيون في الحكومة العراقية يستعملون القوّة النارية الأمريكية الآن لإزالة أعدائهم التقليديين. على ما يبدو، بوش سعيد بهذا الترتيب الجديد واسعد منه أمراء الحرب الشيعة الذين يحكمون البلاد الآن.

ناطق من وزارة الدفاع العراقية قال بأنّ “200 إرهابيا قتلوا و60 جرحوا طبعا خفض التخمينات الأصلية. لكن الحقيقة لم يكن هناك إرهابيين؛ هذه كانت عوائل المحبّين الإسلاميين تسافر إلى النجف وكربلاء لإنجاز إلتزاماتهم الدينية. وهم ذبحوا بمجرّد الشكّ بأنهم قد يخطّطون لهجوم، لكن ليس هناك برهان لدعم ذلك الإدّعاء.

مهما كانت التفاصيل الدقيقة فان النسخة الرسمية هراء مطلق. لهذا منع الناجون من الهجوم من الكلام مع الصحافة. مثل حفلة الزفاف التي قصفت في محافظة الأنبار، أو فبركة قصة جيسيكا لنتش ، إنّ النسخة الرسمية تبقى سائدة دائما ” إلى أن تظهر الحقيقة على السطح في وقت ما فيما بعد.

في النهاية يستعمل الجيش الأمريكي الآن كمشعل للنزاعات العشائرية و القبيلة هذا يجعل من الصعوبة لواشنطن ان تثبت بأنّها وسيطة صادقة التي يمكنها المصالحة بين الفئات المتحاربة. ومع كلّ عمل من أعمال العنف المتهوّر، فان الولايات المتّحدة توحّل أكثر في حرب "مستحيلة الفوز". وفقط أجهزة الإعلام الأمريكية تعتقد بأن قابلة للفوز لهذا تهتف لها.

http://www.informationclearinghouse.info (http://www.informationclearinghouse.info/)

سونار
03-02-2007, Sat 1:33 PM
مقال للكاتب العراقي علي الحمداني عن هذا الموضوع:

في أقسام التحريات الجنائية للشرطة في الدول المتقدمة ، هناك جهاز إسمه " جهاز كشف الكذب " ، يستخدم في التحقيق مع المتهمين ، وتعتمد آليته على ضربات قلب الشخص موضع التحقيق ووضعه العصبي والنفسي فتسجل ذبذبات الجهاز مايستدل منه المحقق على أن الشخص الذي أمامه يصدق أو يكذب في أقواله .
أحيانا أفكر لو أننا استوردنا في العراق أحدث ( موديل ) من هذه الأجهزة وأكثرها تقنية ، وحاولنا إستخدامه مع أي مسؤول عراقي في السلطة الآن ، فأعتقد أن الجهاز سيثبت فشله أمام تقنية الكذب لدى المسؤولين الذين حصلوا على هذه التقنية وبإمتياز وتفوق من أساتذة العلوم الصفوية ....!

ماذكرني بكل ذلك هو مايحدث كل يوم على الساحة العراقية من أحداث وما تليها من تصريحات المسؤوليين الذين ينسون أنه من الضروري التنسيق فيما بينهم قبل إطلاق تصريحاتهم ، على الأقل لتظهر بشكل موحد لحكومة حقيقية وليست كارتونية ، ولكي لاتثير الضحك والسخرية عليهم في أجهزة الإعلام ، خصوصا وأن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة في عصر الفضائيات والأنترنيت ..!

إنها قصة معارك بساتين النجف والتي أطلق عليها بوش عسكريا عملية ( ياأبا عبد الله الحسين )..!

قبل الدخول في تفاصيل المعركة ، لنأخذ أولا نماذج من تصريحات المسؤولين في العراق :
• المتحدث بإسم الحكومة العراقية علي الدباغ قال : إن زعيم تمرد جماعة جند السماء ، إسمه الأصلي سامر ضياء الدين الملقب أبو قمر ، منحدر من نواحي الديوانية ، لكنه إتجه نحو البصرة ولقب نفسه أحمد أبو الحسن .
• وزير الأمن الوطني شروان الوائلي قال : إن زعيم " الجماعة الشيعية " لم يتم التعرف على إسمه لحد الان ، ولكنه يبلغ من العمر 40 عاما ، ويعتقد أنه من الديوانية .
• نائب محافظ النجف عبد الحسين عبطان قال : إن زعيم الجماعة إسمه الأصلي ضياء كاظم عبد الزهرة وهو من أهالي الحلة ومن أعضاء حزب البعث السابق . ثم عاد فقال أن زعيم التنظيم هو لبنانيا ً. ( بين التصريحين أقل من ساعة واحدة ) .
• مصادر حكومية صرحت على موقع النهرين المقرب من الأحزاب الشيعية العراقية أن أفراد الجماعة من الشيعة والسنة ويدينون بالولاء لرجل الدين محمود الصرفي الملقب باليماني .
• مصدر حكومي آخر على نفس الموقع قال : المتمردون من الشيعة فقط .
• مصدر حكومي ثالث على نفس الموقع قال : المتمردون أعضاء في تنظيم القاعدة .
• تصريح ثان عاجل لوزير الأمن القومي أن زعيم الجماعة أحمد الحسن إسمه الحقيقي أحمد اسماعيل كاطع ومن الديوانية وأنه قد قتل .
• وكالة الأنباء الرسمية في العراق قالت : ذكرنا خطأً أن المتمردين بزعامة السيد أحمد الحسني الصرخي ، والحقيقة أنهم جماعة أحمد اسماعيل كاطع الملقب أحمد الحسن اليماني .
• شبكة أخبار عمار ابن عبد العزيز الحكيم قالت : المتمردون يعرفون " بالمهدوية " وتم القضاء عليهم مابين منطقتي الزرقاء والمطحنة شمال النجف الأشرف .
• جواد البولاني وزير الداخلية أعلن في الساعة التاسعة من صباح الأحد 28/1 أن المدينة المقدسة تهاجم من قبل القاعدة . في التاسعة والربع من صباح نفس اليوم (أي بعد ربع ساعة) قال شروان الوائلي وزير الأمن الوطني أن جماعة تدعى " جند السماء " يتبعون رجلا يدعي أنه وصي المهدي قاموا بتمرد قرب النجف . وفي التاسعة والنصف (أي بعد ربع ساعة أخرى ) أعلن مستشار الأمن القومي موفق الربيعي أن المهاجمين ليسوا من الشيعة وأنهم سعوديون ومصريون وأفغان عرب يريدون قتل المراجع " العظام " ــ ولا ندري كيف تمكن المستشار من إحصاء جنسياتهم والمعركة على أشدها ..؟

ولكن ولله الحمد لم يقل أن بينهم جماعة من أهل الفلوجة ...! ــ

هذه نماذج فقط لتخبط ولاة الأمر في العراق ، الذين كانت أعصابهم كما يبدو متوترة بمناسبة عاشوراء ، ولهم عذرهم ..! حيث يبدو أن اللطم على رؤوسهم قد أدارها وأفقدها إتزانها ...!

ولكن كل ماقرأتموه أعلاه من تصريحات هو ( كذب في كذب ) ، ويبدو أن المخابرات الصفوية الإيرانية التي عملت على إختراع وفبركة مسرحية " جند السماء " ، لم توصل المعلومات لكل السادة الأفاضل من المسؤولين العراقيين وفي وقت واحد . أو أن تسارع الأحداث وصدمة المفاجأة غيّر المجرى في أقوالهم فتصرفوا كل حسب ذكائه وقابليته .

وللدلالة على وجود الأصابع الإيرانية الخبيثة في مذبحة الزركة ، فإن آخر تقرير أذاعته (محطة السي إن إن) الأمريكية هو وجود بعض المؤشرات التي تدل على تورط عملاء إيران بعملية دخول مبنى محافظة كربلاء وقتل أمريكيين ، وربط ذلك بما حدث في الزركة وتوريط القوة الجوية الأمريكية وتضليلها حول وجود عناصر من القاعدة في البساتين القريبة من النجف ..! . وأن ذلك يتم دراسته حاليا من قبل ألأجهزة المختصة ، من ذلك إختلاف تكتيك وتنفيذ العملية عن ماسبقها من أعمال المقاومة والإرهاب في العراق ، وكيفية حصول المنفذين على ملابس عسكرية أمريكية وسيارات ذات دفع رباعي تستخدم من قبل الأمريكان ، إضافة الى تكلمهم للغة الإنكليزية بشكل لايثير الشكوك . ويعتقد الخبراء عن وجود عملاء ايرانيين أو موالين لإيران من الحكومة العراقية داخل مبنى محافظة كربلاء سهلوا مهمة دخول العملاء الإيرانيين للمبنى ...!

يربط بعض الخبراء والمعلقين الأمريكيين ماورد في التقارير الصحفية حول عمليتي محافظة كربلاء ومذبحة العرب الشيعة في الزركة ، بحوادث ومؤشرات لاتستبعد الدور الإيراني الحكومي داخل العراق بالتعاون مع بعض أركان الحكومة العراقية . من ذلك إعتقال العسكريين الإيرانيين الذين أتوا العراق بدعوة من رئيس الجمهورية جلال الطالباني مع إثنين من الدبلوماسيين من السفارة الإيرانية في بغداد .. إعتقال خمسة من عملاء المخابرات الإيرانيه في القنصلية الإيرانية في أربيل ، يعتقد أنهم من الحرس الثوري الإيراني وأنهم يمولون ويخططون لعمليات إرهابية داخل العراق .. وقد سبق ذلك إعتقال ثلاثة إيرانيين في مدينة الموصل شمال العراق ومعهم كميات كبيرة من الدولارات ولايحملون أية جوازات سفر أو هويات وكانوا حسب إعترافهم في طريقهم الى المنطقة الشمالية ، ربما أربيل نفسها ، ولكن دخولهم الى الموصل هو مايثير الشكوك لاسيما أن هناك طرق جبلية عبر كردستان يمكن خلالها الوصول الى أربيل أو أي منطقة أخرى من ايران وبسهولة وأمن .
إذا ما أضفنا الى هذه الحقائق التي كشفت ، ماذكرته قائمة المعارضة الإيرانية " مجاهدي خلق " والتي ضمت 31690 عنصر حرس ثوري ومخابرات ايراني يعمل في العراق ويقبضون رواتبهم من إيران ، يمكن أن نتصور الى أي درجة وصل اليها نفوذ إيران التخريبي في العراق ، مما دعى جون نيكروبونتي المرشح لنائب وزير الخارجية الأمريكي ومن أوائل سفراء أمريكا في العراق بعد الإحتلال وممن عمل في رئاسة الأمن القومي الأمريكي ، وتمثيل بلاده في مجلس الأمن ، الى القول أن إيران تساعد المتطرفين في العراق وأنها تحظى بمساندة المتطرفين الشيعة من العراقيين وأن ذلك لايمكن أن يمر بدون مقاومته ...!

الحقيقة ــ وبالرجوع الى أحداث الزركة ــ نرى أنها مسرحية مدبرة تقاسم الأدوار فيها الحكومة العراقية والحكومة الإيرانية وقام بإخراجها على الجمهور العراقي أصحاب السماحة " دام ظلهم " .

الغاية من المسرحية الإنتقام وتطييع عرب عشائر الحواتم والخزاعل العربيتين الشيعيتين والوطنيتين اللتين لاتدينان بالولاء المطلق لإيران الفارسية كبقية جوقة المسؤولين في الإئتلاف الشيعي والدعوة والصدريين الذين قاموا بأداء أدوارهم على أكمل وجه بالنيابة عن خامنئي ..!

لقد أُعلن مؤخراً عن تشكيل ( الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية ) تقوم إستراتيجيتها على محاربة النفوذ الإيراني الصفوي داخل العراق .. ودعت في بيانها لأن تكون المقاومة العراقية طرف رئيسي فيها ودعت الدول العربية لاسيما المجاورة للعراق للعب دور فاعل في الأزمة العراقية . الهيئة تضم مسؤوليين حكوميين وضباط جيش سابقين من داخل وخارج العراق من الشيعة العرب . وركز البيان على عدم تجاهل موقف إيران ومن إنحاز اليها في العراق ...!

القصة الحقيقية لمجزرة عشائر الشيعة العرب وكما أوردتها ( مفكرة الإسلام ) الإخبارية ، ونشرتها نقلا عنها شبكة أخبار العراق وهي منقولة عن شهود عيان ومشاركين في القتال ضد ميليشيات الجيش والشرطة العراقيين والقوات الأمريكية من العشائر العربية الشيعية الشريفة ، أنقلها باختصار لمن لم يتسنى له الإطلاع عليها :

بعد إنتهاء المسرحية المفبركة لاشتباكات النجف وما نسجت عليها حكومة الصفويين من أكاذيب تزكم الأنوف ، تنفرد مفكرة الإسلام بنشر حقيقة هذه الإشتباكات في منطقة الزركة شمال شرق النجف وتكشف أبعاد ماحدث وحقيقة القتلى بالأسماء والأماكن الدقيقة . ويتحدى الناشر أي صفوي في الحكومة الموالية للإحتلال أو أي وسيلة إعلامية موالية لها من تفنيد هذه المعلومات كونها صادرة عن أشخاص شاركوا في الإشتباكات .

بداية القصة تبدأ في الساعة السادسة من فجر يوم الأحد 28/1 على لسان الشاهد علي عبد الله الحاتمي أحد الذين شاركوا بالإشتباكات ، حيث يقول :
في الساعة السادسة من صباح الأحد وصل موكب عزاء أبو عبد الله الحسين الخاص بعشيرة الحواتمة ، وهي من أكبر العشائر العربية الأصيلة القاطنة في المنطقة المحصورة مابين الديوانية والنجف ، وكان الموكب يضم ما يقارب 200 شخص جاءوا من مناطق عدة تابعة لتلك العشيرة لتقديم العزاء لأبي عبد الله مثل كل عام ، ولدى وصولهم الى منطقة الزركة شمال شرق النجف والتي تضم عشيرة آل خزعل العربية المعروفة وكانت سابقا تعتبر إحدى الإمارات وقت الغزو البريطاني للعراق من بداية القرن الماضي ، والعشيرتان تتمتعان بعلاقات قوية مع أهل السنة كونهم عرب نجباء وهم أول من وضعوا أيديهم بيد حارث الضاري وهيئة العلماء لتوحيد العراقيين ، وعند وصول موكب أبي عبد الله الحسين كانت مع الموكب سيارة من نوع سوبر موديل 1982 بيضاء اللون تحمل رقم 3214 العراق / القادسية ، وتقل الحاج سعد نايف الحاتمي وزوجته حيث أتوا بالسيارة كونهم لايقدرون على المشي ، ومع منع الجيش العراقي لإقتراب أي سيارة من حدود النجف ، قام الجنود بدون سابق إنذار بإطلاق النار بشكل كثيف على السيارة فقتلوا السائق وهو جابر رضا الحاتمي والشيخ سعد النايف وزوجته ، الأمر الذي دفع بأبناء العشيرة في موكب المعزين للهجوم على نقطة التفتيش تلك ومهاجمتها بغرض أخذ حقهم من قاتل الشيخ وزوجته والسائق . ويقول عبد الله الحاتمي : لقد كنا غاضبين جدا من هؤلاء القتلة وهم من عصابة فيلق بدر ولدى إقترابنا منهم ركضوا دون أن نبدأ في أي رمي للرصاص عليهم وكنا مسلحين كون الطريق مخيف خاصة في الليل ونحمل سلاحا لحماية أنفسنا ، وبدأت نقطة التفتيش التي واجهناها في إطلاق النار الكثيف علينا وسقط منا أكثر من عشرين شخصاً ، ثم قمنا نحن بإطلاق النار عليهم وتبادلنا هذا الإطلاق للنيران لمدة عشرة دقائق وفزعت معنا عشيرة آل خزعل كونهم حلف معنا في الحرب والسلم ، وقامت تلك النقطة بالإتصال بقيادة الجيش العراقي والشرطة وأبلغوهما بأن (القاعدة) تقوم بالهجوم الآن من كل ألإتجاهات وأن عناصرها يحملون (أسلحة متطورة) ، وما هي إلا ربع ساعة حتى تقدمت تلك القوات باتجاهنا وحاصرتنا في البساتين وقامت بإطلاق النار علينا ونحن بدورنا مع الخزاعلة قمنا بالتصدي لها ، ثم وصلت مروحيات ومقاتلات أمريكية الى المنطقة ، وعندها علمنا أننا هلكنا لأن المروحيات قامت بإلقاء أوراق فوقنا تقول ( ألى الإرهابيين سلموا أنفسكم قبل أن نقوم بقصف شامل للمنطقة )

ويكمل الشاهد : أثناء محاصرتنا وقتل عدد كبير منا وصل الى أربعين شخصا خلال ساعة واحدة تمكن الجيشان الأمريكي والعراقي من الوصول الى بساتين الخزاعلة وهناك عثروا على لافتات الموكب وفيها مكتوب " يامظلوم ياحسين يا أبا عبد الله الشفاعة " ، ولوحة كتب فيها " موكب عزاء الحواتمة في الديوانية يعزي صاحب العصر والزمان باستشهاد أبي عبد الله الحسين " ، حينها قام أزلام إيران باختراع تلك القصة العجيبة والتي عززها مكتب السستاني الإيراني الذي عرف بعدائه لعشيرتنا العربية بسبب موقفها المعادي لإيران ، عندما قال مكتبه ( إن ضال مضل من شيعة أهل البيت يدعي أنه المهدي يقف على حدود المدينة المقدسة فاقطعوا رأس الفتنة ) وهو التصريح الذي قاله أبو كلل محافظ النجف ...!

أما من أسقط المروحية الأمريكية ؟ فيقول الشاهد : أنه بعد محاصرتنا وقتلنا وعدم السماح لنا بالخروج من مخابئنا ، كنا نتركز بين ( كنطرة البو جعيفر ) وبساتين ( طين خوير ) ، وكان الإحتلال والقوات العراقية يتقدمان صوبنا ويطلقان النار بكثافة كبيرة فما كان منا إلا أن أطلقنا النار عليهم بكثافة في كل الإتجاهات فاضطروا الى التوقف ، ولذا فإننا لاندري هل أسقطت الطائرة بنيراننا أم بنيرانهم الصديقة ، لكننا كنا نرمي في الهواء ايضا بسلاح خفيف كلاشنكوف فقط ومن المستبعد أن تكون الطائرة أسقطت بنيراننا .. ثم في الرابعة بدأ تقدم جديد نحونا وكان الجنود يسمعوننا نصرخ " يا أبا عبد الله الحسين ، ياعلي " في وقت واحد ، ولما عرفنا أنهم عازمون على قتلنا عن بكرة أبينا لطمس الحقيقة ، إتفقنا على ضرب أي واحد يدخل بستان طين خوير أو كنطرة ألبو جعيفر ، وبالفعل عندما دخلوا قمنا بضربهم بشدة وأسقطنا منهم مالايقل عن عشرة جنود ، ثم قامت المروحيات بقصفنا وعندها قتل أغلبنا وتمكنت أنا من الفرار عن طريق ( لوفة ألبو عباس ) الى طريق الكوفة القديم ، وكنت الناجي الوحيد من بين خمسة أشخاص فقط أما بقية رفاقي فكلهم قتلوا أو أسروا ، وكان مجموع من قتل بحسب آخر علم لي بهم قبل فراري هو 121 شخصا تقريبا ، أما البقية إما جرحوا أو أسروا ، ولقد جعل المعتدون العملية تستمر يوم كامل وكان بإمكانهم القضاء علينا في ساعة واحدة ، ثم قالوا عنا أفغان وسعوديين ومصريين ، وهم يكرهون المصريين بسبب تصريحات القرضاوي الأخيرة ، ويكرهون السعوديين بسبب تصريحات ابن جبرين ، ويكرهوننا لأننا قتلنا أربعة إيرانيين قبل أسبوع عندما جاءوا يبحثون عن بنات من العشيرة للمتعة ، ويكرهوننا لأننا تظاهرنا ضد إعدام صدام ، وكان من بيننا اللواء الركن الطيار علاء الحاتمي الذي كان أول أربعة طيارين قصفوا جزيرة خرج الإيرانية عام 1985 في معركة العراق مع إيران ... هذا كل ماحدث ويشهد الله أنه (لا جند السماء ولا جند الأرض ولا يحزنون ) .. ومن أراد أن يصدق أن هذه هي الحقيقة فليصدق ، ومن أراد أن يبتلع ماروج له إعلام إيران فله ذلك ...!

الشيخ خلف عبد الحسين الخزعلي ، أحد شيوخ الخزاعة قال : قتلت الحكومة اكثر من 100 شخص من عشيرة الحواتمة و 33 من عشيرتنا ، وقالوا في البداية أنهم قاعدة جماعة الزرقاوي ، وأنهم مصريون وأفغان وسعوديون ، ثم قالوا أنهم جماعة جند السماء وتابعين لشخص يقول أنه وصي المهدي المنتظر ، ولا أدري من أين جاءوا بتلك الأكاذيب عن فندق أحباب الحسين ..؟ ففي فندق أحباب الحسين الواقع وسط النجف تجمع أكثر من 13 صحفيا بينهم الصحافي الأمريكي هوفمان سمث والصحافي العراقي أوس الخفاجي والذي قال في الساعة العاشرة من صباح الأحد " كنا قد إتفقنا مع الجانب الأمريكي على التوجه الى موقع الإشتباكات ، وتم تجهيز كاميرات ، إلا أننا تفاجئنا بدخول قوة ( إن بي سي ) للبث المباشر وأجهزة عراقية من مكتب محافظ النجف وأمرتنا بعدم مغادرة الفندق ومنعونا من التوجه الى المكان لسبب غير معروف ، كما منعونا من إجراء أي لقاء مع أي عنصر أمن في المدينة ، إلا أن هوفمان كونه أمريكي كانت له صلاحية أن يفعل أي شيء ، فقام بالإتصال بمكتب السيماك الأمريكي وهو مكتب إعلامي وأبلغهم بالحادثة ، وجاء الأمريكيون وأخذوا هوفمان فقط مع الصحفيين الأجانب وأخبرونا أنهم سيأخذون الأمريكيين الى بغداد كون المنطقة خطرة ، وعندما علمنا أن شيئا قد حدث وبالفعل إتصلت بزملائي وعلمت أن قناة العراقية فقط أرسلوا اليها لتغطية تصريحات الجنود العراقيين وكيف يطلقون النار وإعطائها تصريحات لبثها لقادة عراقيين ...!
من الديوانية جاء النبأ اليقين حيث وصلت وبتكتم شديد 54 جثة لقتلى عشيرة الحواتمه وذلك عصرا وتم دفنها في مقبرة الحواتمة على بعد خمسة كيلومترات غرب الديوانية .
( أسماء القتلى من عشيرة الحواتم وأعمالهم في الديوانية موجودة مع التقرير الأصلي ...! )

تعتبر عشيرة الحواتمة وعشيرة الخزاعلة أو آل خزعل من أكبر العشائر العربيه في جنوب العراق وهي ترفض إقامة أية علاقة مع حزب الحكيم أو حزب الدعوة ، وأعلنت في 13/7/2006 إهدار دم أي شخص من أبنائها يثبت انتماؤه الى عصابات جيش المهدي أو فيلق بدر الصفويين المجرمين ، إلا أنهم بقوا متمسكين بمذهبهم الشيعي ويعتبرون أنفسهم عرب أقحاح كما يذكر ذلك الشيخ أبو حسين الحاتمي . كما ينكرون سب الصحابة والطعن بعرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،كما يفعل حكام العراق الصفويين ومراجعهم .. يعتقدون بأحقية الإمام علي عليه السلام بالخلافة ، وأن الأمويون والعباسيون إغتصبوا الخلافة من أهل البيت .

لاغرابة إذن بعد كل هذه المواقف ومصافحة ( النواصب ) ، أن تخطط ايران لقتل هؤلاء بالتعاون مع مرجعهم السستاني وأزلامهم في حكومة العراق الجريح .. فقد قامت ايران بملاحقة وقتل عشرات الطيارين العراقيين بعد سقوط بغداد وبمساعدة عملائها من الميليشيات ورؤساء الأحزاب الصفوية في الحكومات العراقية الأربع . هؤلاء كانوا قد شاركوا في إداء واجبهم العسكري بقصف إيران خلال حربها مع العراق .. ولا أعتقد أن الحقد الفارسي المعروف كان لينسى عبد الكريم الحاتمي عضو قيادة فرع البعث في الديوانية ، ولا اللواء الركن جعفر خير الدين الحاتمي ، ولا اللواء الطيار علاء الحاكمي الذي مسح لهم جزيرة خرج بطلعاته خلال الحرب .


لقد صرح يوم أمس السيد أياد جمال الدين النائب في البرلمان العراقي عن جبهة الوفاق ، وهو رجل دين شيعي عربي مشهود له بالمواقف الوطنية حول مجزرة الزركة قائلا أنه يجب أن تكشف الحقيقة عما جرى أمام الرأي العام . ويبدو أن الرجل لديه الكثير ليقوله عن التواطؤ الحكومي العراقي بمليشيات الجيش والشرطة ذات الولاء الصفوي وحكومة ايران الفارسية والمرجع السستاني في كل ماحدث .. وسيكون لكل حادث حديث ..!