علياء
16-01-2007, Tue 12:57 PM
السلام عليكم.
مقال إعجبني و يناقش قضية هامة.
الله يحلل الحجاج عند ولده
هايل العبدان (al-abdan@alwatan.com.sa)
ما فتئت هيئة السوق المالية تطالب الشركات المساهمة بضرورة العدالة بين المستثمرين بعدم تسريب البيانات والأخبار الصادرة عنها قبل الإعلان عنها رسمياً، ووجوب تزامن ووصول المعلومة إلى كافة المتداولين في وقت واحد، لكن أن يكون التسريب نابعا من جنبات الهيئة ذاتها فهذا أمر ليس سوى ضرب عرض الحائط بأحد أهم الأهداف التي أنشئت من أجلها، وهو العمل على تحقيق العدالة والكفاءة والشفافية في معاملات الأوراق المالية.
وللأسف أصبح بإمكان أي شخص الحصول على الأخبار قبل إعلانها رسمياً من قبل الهيئة بمجرد تصفح بعض المنتديات، أو ربما تأتيه برسم الطلب عبر رسالة عابرة لهاتفه الجوال.
آخر الأخبار المسربة من أروقة الهيئة خلال الأسبوع الحالي، أبرزها قرار تعليق تداول سهم "بيشة" وذلك قبل بضعة أيام من الإعلان الرسمي. ولم يتبق سوى أن ينشر نص الإعلان الرسمي، كذلك خبر الموافقة على طرح شركتي تأمين للاكتتاب العام الذي انتشر الأسبوع الماضي في المنتديات بينما أعلنت الهيئة عنه رسمياً أول من أمس.
صحيح أن هذه الأخبار تحسب لصاحبها ومن حقه أن يفخر بوصولها إليه قبل الجميع، لكن بنفس هذا القدر من الفخر يجب على المسؤولين أن يصابوا بالدهشة من مدى ما وصلت إليه حال الأخبار من تفش وتسريب ومحسوبيات.
السادة أعضاء مجلس هيئة السوق المالية الخمسة وعلى رأسهم معالي رئيس الهيئة المكلف الدكتور عبدالرحمن التويجري مسؤولون بشكل مباشر عن فوضى الأخبار التي بدأت تطفو على السطح بشكل يثير الاستغراب، كون تلك الأخبار لم يكن مصدرها إحدى الشركات المدرجة، إنما جاءت هذه المرة من مشرّع الأنظمة والمسؤول عن تطبيقها.
في عهد رئيس الهيئة السابق لم يكن أحد يجرؤ على تسريب الأخبار من الهيئة إلا ما ندر، ولكن مع إعفائه وتغير طاقمها من الحرس القديم تغيرت أمور كثيرة، وأصبحنا نرى من الأمور التي لم نعهدها في السابق أمراً اعتياديا الآن.
كنت ممن انتقدوا بعض سياسات معالي الرئيس السابق للهيئة جماز السحيمي في كيفية إدارته دفة السوق، ولكن انتقادي لم يكن أبداً من منظور شخصي، إنما كان نتاج الحجب الإعلامي شبه التام الذي كان يلفه حوله،الأمر الذي يجعل رؤيتنا لتلك السياسة ضبابية، وكنت ممن عمد إلى تفريغ ذلك الغموض بالانتقاد والمطالبات، وربما أكون قد بالغت في ذلك في تلك المرحلة لدرجة أنني أغفلت بعض حسناته، ومنها ما أشرت إليه.
لكنني لم أنس أن الرجل كافح بوضع نواة للهيئة والسوق بمجمله، ودائماً البدايات تكون أكثر صعوبة ولا تخلو من الأخطاء، الآن ومع الحال الذي وصل بنا السوق إليه كمتعاملين، فأعتقد أنني مدين له بالاعتذار في هذا الجانب على الأقل خصوصاً عندما رأيت ما آل إليه السوق طوال 11 شهراً مضت من الانهيار المتواصل، وعرفت الآن "فعلياً" متى يقال"الله يحلل الحجاج عند ولده"!!
http://www.alwatan.com.sa/daily/2007-01-16/writers/writers01.htm
مقال إعجبني و يناقش قضية هامة.
الله يحلل الحجاج عند ولده
هايل العبدان (al-abdan@alwatan.com.sa)
ما فتئت هيئة السوق المالية تطالب الشركات المساهمة بضرورة العدالة بين المستثمرين بعدم تسريب البيانات والأخبار الصادرة عنها قبل الإعلان عنها رسمياً، ووجوب تزامن ووصول المعلومة إلى كافة المتداولين في وقت واحد، لكن أن يكون التسريب نابعا من جنبات الهيئة ذاتها فهذا أمر ليس سوى ضرب عرض الحائط بأحد أهم الأهداف التي أنشئت من أجلها، وهو العمل على تحقيق العدالة والكفاءة والشفافية في معاملات الأوراق المالية.
وللأسف أصبح بإمكان أي شخص الحصول على الأخبار قبل إعلانها رسمياً من قبل الهيئة بمجرد تصفح بعض المنتديات، أو ربما تأتيه برسم الطلب عبر رسالة عابرة لهاتفه الجوال.
آخر الأخبار المسربة من أروقة الهيئة خلال الأسبوع الحالي، أبرزها قرار تعليق تداول سهم "بيشة" وذلك قبل بضعة أيام من الإعلان الرسمي. ولم يتبق سوى أن ينشر نص الإعلان الرسمي، كذلك خبر الموافقة على طرح شركتي تأمين للاكتتاب العام الذي انتشر الأسبوع الماضي في المنتديات بينما أعلنت الهيئة عنه رسمياً أول من أمس.
صحيح أن هذه الأخبار تحسب لصاحبها ومن حقه أن يفخر بوصولها إليه قبل الجميع، لكن بنفس هذا القدر من الفخر يجب على المسؤولين أن يصابوا بالدهشة من مدى ما وصلت إليه حال الأخبار من تفش وتسريب ومحسوبيات.
السادة أعضاء مجلس هيئة السوق المالية الخمسة وعلى رأسهم معالي رئيس الهيئة المكلف الدكتور عبدالرحمن التويجري مسؤولون بشكل مباشر عن فوضى الأخبار التي بدأت تطفو على السطح بشكل يثير الاستغراب، كون تلك الأخبار لم يكن مصدرها إحدى الشركات المدرجة، إنما جاءت هذه المرة من مشرّع الأنظمة والمسؤول عن تطبيقها.
في عهد رئيس الهيئة السابق لم يكن أحد يجرؤ على تسريب الأخبار من الهيئة إلا ما ندر، ولكن مع إعفائه وتغير طاقمها من الحرس القديم تغيرت أمور كثيرة، وأصبحنا نرى من الأمور التي لم نعهدها في السابق أمراً اعتياديا الآن.
كنت ممن انتقدوا بعض سياسات معالي الرئيس السابق للهيئة جماز السحيمي في كيفية إدارته دفة السوق، ولكن انتقادي لم يكن أبداً من منظور شخصي، إنما كان نتاج الحجب الإعلامي شبه التام الذي كان يلفه حوله،الأمر الذي يجعل رؤيتنا لتلك السياسة ضبابية، وكنت ممن عمد إلى تفريغ ذلك الغموض بالانتقاد والمطالبات، وربما أكون قد بالغت في ذلك في تلك المرحلة لدرجة أنني أغفلت بعض حسناته، ومنها ما أشرت إليه.
لكنني لم أنس أن الرجل كافح بوضع نواة للهيئة والسوق بمجمله، ودائماً البدايات تكون أكثر صعوبة ولا تخلو من الأخطاء، الآن ومع الحال الذي وصل بنا السوق إليه كمتعاملين، فأعتقد أنني مدين له بالاعتذار في هذا الجانب على الأقل خصوصاً عندما رأيت ما آل إليه السوق طوال 11 شهراً مضت من الانهيار المتواصل، وعرفت الآن "فعلياً" متى يقال"الله يحلل الحجاج عند ولده"!!
http://www.alwatan.com.sa/daily/2007-01-16/writers/writers01.htm