المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توصية تهتزّ لها بعض العروووووش %%%%%%%%



سهم متذبذب
22-12-2006, Fri 6:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم النحر فقال : ((يا أيها الناس أي يومٍ هذا ؟ قالوا: يوم حرام . قال:فأي بلدٍ هذا ؟ قالوا: بلدٌ حرام. قال: فأي شهرٍ هذا ؟ قالوا: شهرٌ حرام. قال :"فإن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا " فأعادها مراراً ثم رفع رأسه فقال " اللهم هل بلغت ، اللهم هل بلغت " قال ابن عباس رضي الله عنهما: والذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته . فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)) رواه البخاري
* مثلت الخطبة التي صدح بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين نحو عشرة آلاف من أصحابه في حجة الوداع جملة من القواعد التي بتحقيقها نصل إلى مجتمع موحد ومتكافل وآمن ، و هي باختصار : (حفظ الأنفس) (حفظ الأموال) (حفظ الأعراض) وتحريمها بين المسلمين ، ولا ينقض هذه الأسس سوى حمية الجاهلية ( العصبية القبلية ، والسعي للمناصب ، والتخلي عن الشرف).. فوقاية الدماء والأموال والأعراض لا تكون إلا بنبذ حميات الجاهلية الأولى .. أما إتاحة الفرصة للحميات العصبية لتظهر في الساحة فالنتيجة ستكون سلبية بكل المقاييس والوقاية خير من العلاج وفي كل خير..
* وفي خطبته عليه الصلاة والسلام قد أكد على وضع حمية الجاهلية بكل أشكالها ، وتعدى الأمر ما يتصوره الجميع عندما قام - صلى الله عليه وسلم - أعلن أن الربا موضوع تحت أقدامه وأول ربا وضعه كان (ربا عمه العباس) ، وقد أشار صلوات ربي وسلامه بذلك إلى التأسي به في وضع الربا تحت الاقدام حتى وإن تولى كبره أولوا القربى ..والآيات التالية تبين ضرورة اتباع الرسول في وضع الربا واجتناب الشبهات والشاهد قوله تعالى : (واطيعوا الرسول)..والله أعلم
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (130-132) سورة آل عمران
* وبما أننا في ثنايا أيام مباركة تجتمع فيها الوفود لزيارة بيت الله عز وجل وأداء فريضة الحج فحري بنا أن نوضح أسمى معاني الحج وعلى رأسها معاني الأخوة بين المؤمنين ، فالمؤمنون وإن تقاتلوا فذلك لا يخرجهم من من دائرة الأخوة الإسلامية إلا بفعل كفري صريح خالي من الشبهة (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه)، وأهم شعائر الأخوة في الدين على الاطلاق هي فريضة (الصلاة) ، وفي آية اقتتال المؤمنين مع بعضهم فسحة لنا ، فقد سماهم الله في كتابه (مؤمنين ، وأخوة) بالرغم من المعارك التي حدثت وستحدث بينهم .. ولكن يضل الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين قاعدة لا ينقضها إلا هالك ..
قال تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ - الْمُؤْمِنِينَ - اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ*إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ - إِخْوَةٌ -فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (10) سورة الحجرات
* في مقابل الولاء بين المؤمنين رغم بعض الخلافات العارضة ، يلزمنا ذكر البراءة من المشركين خصوصاً وأنه من أسمى معاني الحج ، ذلك لأن الحج يعتبر شاهداً عملياً على صحة الاسلام وخلوه من الشوائب الشركية .. من أجل هذا المعنى ال تعتبر الأعمال الصالحة بكافة أشكالها أفضل في ايام العشر من بقية أيام السنة .. وقد أمرنا بتطهير البيت من كل رجس أو نجس حتى لا يبقى شعار يناهض شعار التلبية بالتوحيد..
قال تعالى : {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (26) سورة الحـج
وقال تعالى : {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (125) سورة البقرة
* وإذا علمنا أننا قد بلينا بشر من وطء الحصى وهم (الرافضة) وفي كل حجة يريدون خلخلة أمن هذا الجمع المبارك بتوجيه ممن يسمون أنفسهم بعلماء الشيعة وهم ضلاّلهم ، يرهبون الحجيج ليس لشيء إلا لأن هذا الحج يرفع شعار التوحيد الخالص ويبطل عقائدهم المجوسية من جذورها ، لذلك يجب على الجميع مسئولين وغير مسئولين استشعار هذا خطر التهديدات المحدقة بركن الحج وحفظ الأمن من هؤلاء الغوغائيين ، فلا خوف ولا كسل في مقابل حفظ امن البلد الحرام وقد ابتلانا الله بهم حتى يرى صنيعنا معهم..ويمحص ما في صدور المؤمنين !!!
قال تعالى : {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (3) سورة التوبة
* أيام الحج تغيض أهل الشرك وبالذات يوم الحج الأكبر وهو يوم النحر لأن الهدي فيه يقدم لله وحده دون أن يشرك معه في ذلك صنم أو ولي أو ضريح ، وقد جاءت كلمة (أذان) في الآية السابقة كأمر مباشر لإستخدام الحج في تقوية التوحيد وإغاضة أهل الشرك ، ويتعين من جراء ذلك أن تعرض جموع الحجيج الغفيرة على الشاشات والصحف كوسيلة تغني عن المناورات العسكرية في وقتنا الحالي ، وقد هابت العرب قديماً عدد الحجيج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتناقلوا ذلك بينهم ..حتى ساروا بأمان مطمئنين إلى أن دخلوا البلد الحرام..والدور ملقى على عاتق وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة رسمية كانت أو غير رسمية بالدرجة الأولى في رفع هذا النوع من الأذان (للناس) كافة على اختلاف أديانهم ..
* وسنحاول بإذن الله رفع النوع من الأذان من هذا المنبر ونعرف بالشرك وننقض كافة مبرراته بحول الله وقوته ، فالشرك يعرّف بأنه : أعظم الظلم ، والظلم هو: وضع الشيء في غير موضعه ، والمشركون قد وضعوا العبادة والدعاء في غير موضعها عندما صنعوا الاصنام والأضرحة والقدرة لأوليائهم أحياء كانوا أم أموات.. فهل هناك ظلم أشد من الشرك بالله تعالى؟؟؟
قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (13) سورة لقمان
* أما من يقول بأن أهل الشرك في زماننا متأولين وأتباع مخدوعين فإن قوله فيه (نظر شديد) ذلك لأن صريح الكتاب والسنة لم يعذر المشرك لا بالتأويل ولا بالضعف ولا بالجهل ولا بالاتباع ، بل إن القرآن بأسره ما أنزل إلا لإثبات وحدانية الله ولدحض شبهات المشركين.. والآيات الدالة على ذلك كثيرة ..
* فإن قال مشركي زماننا بأنهم لا يعبدون صنماً منحوتاً ولا ولياً حياً بل إنهم يتقربون من الله عن طريق الأولياء الميتين لمكانتهم العظيمة عند الله ، لقلنا إذا افترضنا بأنهم فعلاً كانوا أولياء لله هذا الشرك بعينه ، لأن مبدء الشرك وأول ظهوره لم يكن إلا لموت الصالحين فزين الشيطان ان يصنع لهم أقوامهم صوراً يتذكرونهم بها ، حتى إذا هلك الجيل جاء بعده جيل يعبدون هذه الصور او الاصنام أو الأضرحة .. أما ما يخص الأحياء وكون الولي منهم يرقى لمرتبة تخوله أن ينوب عن الله في الأرض فهي شرك أيضاً وقد سبقهم النصارى في هذا الشأن.. ولعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون !!!
قال تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (31) سورة التوبة
وقال تعالى: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ - مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ - وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} (26) سورة الكهف
* يحقدون على الاسلام وأهله لأنه أخرج أجدادهم المجوس من عبادة النار والطواف حولها بعواءات شركية إلى عبادة الله وحده والطواف حول بيته بالتوحيد وهذا ما أقض مضاجع أجدادهم من قبلهم ، وهم في وقتنا الحاضر لم يبنوا بناءً في فناء إحدى أضرحتهم المعروفة ليضاهون به بناء الكعبة المشرفة حتى يصرفوا الناس او على الأقل عامتهم عن الحج .. وبهذا يتضح أن السر في كراهيتهم لنا وللحج بالذات هو (التوحيد)..
قال تعالى : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء - شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ - مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (21) سورة الشورى ، وقد أشارت خاتمة هذه الآية بأن هذا الفعل من أشد الظلم كما هو ظاهر..
* يفعلون الأفاعيل بأهل السنة والتوحيد في العراق من قبل حتى تخلو لهم الساحة ليشركوا بالله الغني الحميد، فإن كانت هناك مصلحة شرعية (ظاهرة) من دخولهم للمسجد الحرام كمتأولين رغم التحفظ على هذا المبرر (بناء على الكتاب والسنة) فليكن ذلك تحت متابعة وحرص شديدين من أهل السنة جميعاً مسئولين وغير مسئولين حتى لا يعكر الأمن في بيت الله الحرام هؤلاء الأنجاس ..
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (28) سورة التوبة
* هم يكرهون قراءة القرآن بتجرد ذلك لأنه يحرق مبرراتهم الشركية التي تقوم عليها عقائدهم .. هذه الملاحقة مستمرة ولم يسلم منها حتى بالأحياء الذين يدعون بأنهم أولياء لله وباستطاعتهم فعل شيء من أفعاله تعالى ؟؟ كيف يسلموا هم من الملاحقة وقد علموا أن الله قد توعد ملائكته البررة الكرام بالعذاب إن أدعى أي أحد منهم بأنه إله أو يشارك الله في أحد أفعاله أو صفاته ؟؟؟
قال تعالى : {وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} (29) سورة الأنبياء
* بعد أن تعرضنا للمشركين وذكرنا حقيقة حقدهم على الاسلام وأهله ، وجب ذكر أن الكفار والمنافقين والمشركين يشتركون في الحقد على معاني الحج العظيمة ، وهنا يتوجب علينا القيام برسالة الحج على مستوى محلي وإقليمي وعالمي ، تنفيذا لما يريده الله عز وجل منا ، (وقل لله الحجة البالغة ولو شاء لهداكم أجمعين)..
قال تعالى : {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (27) سورة الحـج
* جاءت آية (وأذن في الناس بالحج..) بعد آية (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً) مباشرة لتؤكد على الدور الاعلامي لذكر الحج ونشر معانيه العظيمة لكل الناس بشتى الوسائل والطرق .. وقد بدئت الآية بواو العطف(وأذن).. ومن ذلك ذكر التسهيلات المتاحة للحج من طرق ووسائل نقل مريحة لأن بعض الناس يظن مع كثرة الازدحام أن الحج والتنقل بين المناسك من الصعوبة بمكان فهو لا يريد من أحد أن يزاحمه لزيارة الله عز وجل وكأن الله قد دعاه للزيارة لوحده ..

يتبع

سهم متذبذب
22-12-2006, Fri 6:44 PM
تكملة

تكملة

* إن الحج ركن عظيم يحمل معه أسراراً ربانية أخرى ، وهو في حقيقته ركن تعبدي واجب على كل مسلم مستطيع وقد فسر الرسول الاستطاعة بأنها (توفر الزاد والراحلة)، كالعاشق حينما يريد زيارة ما يعشقه في الدنيا فهو سيسافر إليه بمجرد إستطاعته على ذلك دون تأخر (وهذا هو الفهم الأدق لعبارة من استطاع إليه سبيلا ) لأنها أعظم زيارة في الدنيا ، في حال أن من بيننا من يسافر يمنة ويسرة للسياحة بمجرد توفر الاستطاعة ..
* أحد معاني الحج هو أنه يوضح مكانة الله عز وجل في قلوب الحجيج .. وتحمل مشاق السفر ووالتنقل في مناسك الحج أكبر دليل على هذه المكانة الجليلة ، ولن نستطرد في الحديث عنها فهي معروفة ومشاهدة..
* ومن المعاني العظيمة للحج هو ارتباطه بالجهاد وتشابهه معه في بعض الأمور ، فيمكن اعتبار الجموع الغفيرة نوع جيد لإستعراض القوة الحسية والمعنوية والسياسة جميعاًُ حتى لا يتجرأ على بلاد المسلمين أحد .. ومتاعب التنقل في الحج مع التزود بالماء والزاد وتنظيم للصفوف والطاعة للموجهين ورمي الجمرات وكأنها عن يدٍ واحدة ، كل ذلك يشبه بعض متاعب الجهاد حتى التحامهم مع العدو ورميهم للسهام عن قوس واحدة ، وهناك تشابه ايضاً في أحكام الموتى أو القتلى بين الحج والجهاد ، والحج هو ميدان لتجديد العهد (التوحيد ونفي الشرك) وكذلك الجهاد فقد أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ..حتى إن آيات منساك الحج في سورة البقرة قد سبقت بآيات عن الجهاد والقتال في سبيل الله .. فتأمل
* وهناك معنى آخر لتجمع المسلمين في الحج وهو (الحشر) يوم القيامة ، ويكفينا في ذلك أن الله عز وجل قد ختم آيات مناسك الحج في سورة البقرة بقوله تعالى: (..وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) الآية ،، وإذا تذكر الناس مواقف القيامة في الحج فلا شك أنهم سيخبتون لله رب العالمين ، فبعد ان يخافوا من هذه المواقف ويتذكروا أن الله تعالى سيبعثهم في ذلك اليوم وأنه (مالك يوم الدين) فيكثرون من ذكره ويوحدونه ويستغفرونه حتى ينتقلون لحالة الاخبات لله تعالى ..

والتوصية التي (ستهتزّ)لها عرووووش الشرك وعرووووش الكفر هي:-
* في هذه المرحلة الحرجة من تكالب الأعداء يجب على وسائل الاعلام السعودية والعربية والاسلامية توضيح المعاني العظيمة في ركن الحج العظيم..ومن أهمها معنى التوحيد واتحاد الكلمة ورسائل القوة ، وما الضير في ذلك ونحن نرى الدول من حولنا تتصارع إقتصادياً وسياسياً وتقوم بعمل المناورات العسكرية كرسائل تبعثها عبر الأقمار لإخافة الخصوم المحتملين ؟؟ وماذا سيضيرنا إن نحن نقلنا صور عبر الصحف لجموع الحجيج الغفيرة وتكون صوراً ملفتة ومهابة توضح التفاني والتلاحم من أجل كلمة التوحيد (لا إله الله محمد رسول الله) والاستعداد لتقدين الأرواح لتعلو هذه الكلمة من خلال لبس البياض وكأنهم مجهزين بأكفانهم.. ومع هذا الحال فهم سيعلون كلمة الله في كل بقاع الأرض إن استدعى الأمر ذلك .. والله من وراء القصد
* هناك الكثير من معاني الحج التي لا يسع المقام ذكرها في مقالة عارضة ، لذلك فقد آثرت وضع قصيدة أعجبتني وقد حوت على أغلب أسرار الحج وهي لـ (الأمير الصنعاني) وانتقيت منها هذه الأبيات :
ففي ربعهم لله بيتٌ مباركٌ .. إليه قلوب الخلق تهوي وتهواهُ
يطوف به الجاني فيُغفر ذنبهُ .. ويسقط عنه جُرمه وخطاياهُ
فكم لذةٍ كم فرحةٍ لطوافه .. فلله ما أحلى الطوافَ وأهناهُ
نطوف كأنا في الجنان نطوفها .. ولا هم لا غم فذاك نفيناهُ
فواشوقنا نحو الطواف وطيبهِ .. كذلك شوق لا يُعبّرُ معناهُ
فمن لم يذقه لم يذق قط لذةً .. فذقه تذق يا صاح ما قد أُذِقناهُ
فوالله ما ننسى الحمى فقلوبنا .. هناك تركناها فيا كيف ننساهُ
تُرى رجعةٌ هل عودةٌ لطوافنا ..وذاك الحمى قبل المنية يغشاهُ
ووالله ما ننسى زمان مسيرنا .. إليه وكل الركب قد لذ مسراهُ
وقد نُسيَت أولادنا ونساؤنا .. وأموالنا فالقلب عنهم شغلناهُ
تراءت لنا أعلام وصفٍ على النوى.. فمن أجلها فالقلب عنهم لويناهُ
جعلنا إله العرش نُصبَ عيوننا .. ومن دونَهُ خلف الظهور نبذناهُ
وسرنا نشق البيد للبلد الذي .. بجادٍ وشقٍ للنفوس بلغناهُ
رجالاً وركباناً على كل ضامرٍ.. ومن كل ذي فجٍ عميقٍ أتيناهُ
نخوض إليه البر والبحر والدجى..ولا قاطعٌ إلا وعنه قطعناهُ
ونطوي الفلا من شدة الشوق للقا .. فتمسي الفلا تحكي سجلاً قطعناهُ
ولا صدّنا عن قصدنا فقد آلنا .. ولا هجر جارٍ أو حبيبٍ ألفناهُ
وأموالنا مبذولةُ ونفوسنا.. ولم نبقي شيئاً منهما ما بذلناهُ
عرفنا الذي نبغي ونطلب فضله .. فهان علينا كل شيء بذلناهُ
فمن عرف المطلوب هانت شدائده .. عليه ويهوى كل ما فيه يلقاهُ
فلله كم ليلٍ قطعناه بالسرى .. وبرٍ بسير اليعمُلات بريناهُ
وكم من طريق مفزع ٍ في مسيرنا .. سلكنا ووادٍ بالمخاوف جُزناهُ
ولو قيل إن النار دون مزاركم .. دفعنا إليها والعذول دفعناهُ
فمولى الموالي للزيارة قد دعا .. أنقعد عنها والمزورُ هو اللهُ
ترادفت الأشواق وضطرمت الحشا .. فمن ذا له صبرٌ وتُضرم أحشاهُ
وأسرى بنا الحادي فأمعن في السُرى .. وولّى الكرى نومُ الجفونِ نفيناهُ
ولما بدى ميقات إحرام حجنا .. نزلنا به والعيسَ به أنخناهُ
ليغتسل الحجاج فيه ويحرموا .. فمنه نلبي ربنا لا حُرمناهُ
ونادى منادٍ للحجيج ليحرموا .. فلم يبق إلا من أجاب ولباهُ
وجُردت القمصان والكل أحرموا .. ولا لبس لا طيب جميعٌ هجرناهُ
ولا لهو لا صيد ولا نقرب النسا .. ولا رفث لا فسق كلاً رفضناهُ
وصرنا كأمواتٍ لففنا جسومنا .. بأكفاننا كلٌ ذليلٌ لمولاهُ
لعل يرى ذل العباد وكسرهم .. فيرحمهم رب يُرَجّون رُحماهُ
ينادونه لبيك لبيك ذا العلا .. وسعديك كل الشرك عنك نفيناهُ
فلو كنت يا هذا تشاهد حالهم .. لأبكاك ذاك الحال في حال مرئاهُ
وجوههم غُبرٌ وشعثٌ رؤوسهم .. فلا رأس إلا للإله كشفناهُ
لبسنا دروعاً من خضوع لربنا .. وما كان درع المعاصي خلعناهُ
وذاك قليل في كثير ذنوبنا .. فيا طالما رب العباد عصيناهُ
إلى زمزمٍ زُمّت ركاب مطيّنا .. ونحو الصفا عيس الوفود صففناهُ
نؤم مقاماً للخليل معظماً .. إليه استبقنا والركاب حثثناهُ
ونحن نلبي في صعودٍ ومهبطٍ .. كذا حالنا في كل مرقى رقيناهُ
وكم نَشَذٍ عانٍ علَتهُ وفودنا .. وتعلو به الأصوات حين علوناهُ
نحج لبيتٍ حجّهُ الرسل قبلنا .. لنشهد نفعاً في الكتاب وُعِدناهُ
دعانا إليه الله قبل بنائه .. فقلنا له لبيك داعٍ أجبناهُ
أتيناك لبيناك جئناك ربنا .. إليك هربنا والمنام تركناهُ
ووجـهـك نبغي أنت للقلب قـبـلة .. إذا ما حججنـا أنت للحج رُمـناهُ
فما البيت ما الأركان ما الحجر ما الصفا ..وما زمزمٌ أنت الذي قد قصدناهُ
وأنت منانا أنت غاية سؤلنا .. وأنت الذي دنيا وأخرى أردناهُ
إليك شددنا الرحل نخترق الفلا .. فكم سُدّ سدٌ في سوادٍ خرقناهُ
كذلك ما زلنا نحاول سيرنا .. نهاراً وليلاً عيسنا ما أرحناهُ
إلى أن بدى إحدى المعالمِ من منى .. وهب نسيم بالوصال نشقناهُ
ونادى بنا حادي البشارة والهنا .. فهذا الحمى وهذا تواه غشيناهُ
وما زال وفد الله يقصدُ مكةً .. إلى أن بدى البيت العتيق وركناهُ
فضجت ضيوف الله بالذكر والدعا .. وكبّرت الحجاج حين رأيناهُ
وقد كادت الأرواح تزهق فرحةً .. لما نحن من عُمّ السرور وجدناهُ
تصافحنا الأملاك من كان راكباً .. وتعتلق المئاسي إلى أن تتلقاهُ
فطفنا به سبعاً رملنا ثلاثةً .. وأربعةُ مشياً كما قد أمِرناهُ
كذلك طاف الهاشمي محمدٌ .. طواف قدومٍ مثل ما طاف طُفناهُ
وسالت دموعٌ من غمام جفوننا .. على ما مضى من إثم ذنبٍ كسبناهُ
ونحن ضيوف الله جئنا لبيته .. نريد القِرى نبغي من الله حُسناهُ
فيا منزلاً قد كان أبرك منزلٍ .. نزلناه في الدنيا وبيتاً وطئناهُ
تُرى حجةً أخرى إليه ودخلةً ..وهذا على رب الورى نتمنّاهُ
فإخواننا ما كان أحلى دخولنا .. إليه ولُبثاً في ذراه لبثناهُ
نطوف به والله يحصي طوافنا .. ليسقط عنا ما نسينا وأحصاهُ
وبالحجر الميمونِ هجنا فإنه .. لرب السما والأرض للخلق يمناهُ
نقبله من حبنا لإلاهنا .. وكم لثمةٍ طي الطواف لثمناهُ
وكم من موقفٍ فيه يجاب لنا الدعا.. وعونا به والقصد فيه نويناهُ
وصلنا بأركان المقام حجيجنا .. وفي زمزمٍ ماءً طهوراً وردناهُ
وفيه الشفا فيه بلوغ مرادنا .. لما نحن ننويه إذا ما شربناهُ
ولما اعتمرنا كان أبرك عمرنا .. زماناً نراه باعتمارٍ عمرناهُ
ولما قضينا للإله مناسكاً .. ذكرناه والمطلوب منه سألناهُ
فمن طالبٍ حظاً بدنيا فما له .. خلاقٌ بأخرى إذا الله لاقاهُ
ومن طالبٍ حسناً بدنيا لدينه .. وحسناً بأخراه وذاك يُوفّاهُ
وآخر لا يبغي من الله حاجةً .. سوى نظرةٍ في وجههِ يوم يلقاهُ

وفي الختام:
إن دور الإعلام المحلي والعالمي واضح جداً في هذه الآيات
قال تعالى :(وإذن في - الناس - بالحج..) الآية
وقال تعالى : {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى - النَّاسِ - يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ..} (3) سورة التوبة
وأنتهز الفرصة لأدعوا الحجيج بما دعاهم الله به في أول الآيات التي ذكرت فيها مناسك الحج في سورة البقرة بأن لا ينتقصوا من المناسك وأن يتموا حجهم وعمرتهم ويحرصوا على صحتها عسى أن يكون حجهم مبروراً .. وذنبهم مغفورا
قال تعالى : {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ ..} (196) سورة البقرة

خاطرة :
قيل: (( مثلنا مثل الطير ، من لم يبلغ المقام فلابد أن يلزم العش في حضانة من يرزقه ويطعمه ، فإذا طار من العش قبل تربية الجناح إصطادته الكلاب والبيزان ، ولعبت به النساء والصبيان ))
تم بحمد الله وتوفيقه ،،

هذا ولكم الحديث...

fastrocket
22-12-2006, Fri 6:45 PM
اللهم صل وسلم على حبيبنا وقدوتنا محمد بن عبدالله

بارك الله فيك يا سهم متذبذب

أبوبيان
22-12-2006, Fri 6:54 PM
اللهم صلى وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزاك الله ألف خير

الأخطبوط
22-12-2006, Fri 6:54 PM
بورك فيك وجزيت خيراًكثيراً .

ليون
22-12-2006, Fri 6:56 PM
جزاك الله خير

TOURKY
22-12-2006, Fri 7:09 PM
اللهم صلى وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزاك الله ألف خير

سهم متذبذب
22-12-2006, Fri 7:52 PM
يرفع للفائدة..

سهم متذبذب
22-12-2006, Fri 11:15 PM
قال تعالى : {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (27) سورة الحـج

aljawad
22-12-2006, Fri 11:23 PM
جزاك الله الف خير.....

سهم متذبذب
23-12-2006, Sat 3:29 AM
قال تعالى : {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (3) سورة التوبة

عبدالله احمد
23-12-2006, Sat 9:27 AM
اللهم صلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزاك الله ألف خير

سهم متذبذب
23-12-2006, Sat 6:13 PM
يرفع للفائدة..

سهم متذبذب
23-12-2006, Sat 11:19 PM
قال تعالى : {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (27) سورة الحـج

AlhzEn
23-12-2006, Sat 11:23 PM
اللهم صلى وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزاك الله ألف خير

azizfreind
24-12-2006, Sun 1:16 AM
جزاك الله خير

سهم متذبذب
24-12-2006, Sun 8:10 AM
جزى الله الجميع خيرا..

ذهلان
24-12-2006, Sun 2:14 PM
جزاك الله خير

سهم متذبذب
24-12-2006, Sun 8:41 PM
لا يحل تنفير صيد البلد الحرام فكيف بتنفير حجيج بيت الله ؟؟؟

سويعات الاصيل
24-12-2006, Sun 8:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم النحر فقال : ((يا أيها الناس أي يومٍ هذا ؟ قالوا: يوم حرام . قال:فأي بلدٍ هذا ؟ قالوا: بلدٌ حرام. قال: فأي شهرٍ هذا ؟ قالوا: شهرٌ حرام. قال :"فإن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا " فأعادها مراراً ثم رفع رأسه فقال " اللهم هل بلغت ، اللهم هل بلغت " قال ابن عباس رضي الله عنهما: والذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته . فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)) رواه البخاري
* مثلت الخطبة التي صدح بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين نحو عشرة آلاف من أصحابه في حجة الوداع جملة من القواعد التي بتحقيقها نصل إلى مجتمع موحد ومتكافل وآمن ، و هي باختصار : (حفظ الأنفس) (حفظ الأموال) (حفظ الأعراض) وتحريمها بين المسلمين ، ولا ينقض هذه الأسس سوى حمية الجاهلية ( العصبية القبلية ، والسعي للمناصب ، والتخلي عن الشرف).. فوقاية الدماء والأموال والأعراض لا تكون إلا بنبذ حميات الجاهلية الأولى .. أما إتاحة الفرصة للحميات العصبية لتظهر في الساحة فالنتيجة ستكون سلبية بكل المقاييس والوقاية خير من العلاج وفي كل خير..
* وفي خطبته عليه الصلاة والسلام قد أكد على وضع حمية الجاهلية بكل أشكالها ، وتعدى الأمر ما يتصوره الجميع عندما قام - صلى الله عليه وسلم - أعلن أن الربا موضوع تحت أقدامه وأول ربا وضعه كان (ربا عمه العباس) ، وقد أشار صلوات ربي وسلامه بذلك إلى التأسي به في وضع الربا تحت الاقدام حتى وإن تولى كبره أولوا القربى ..والآيات التالية تبين ضرورة اتباع الرسول في وضع الربا واجتناب الشبهات والشاهد قوله تعالى : (واطيعوا الرسول)..والله أعلم
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (130-132) سورة آل عمران
* وبما أننا في ثنايا أيام مباركة تجتمع فيها الوفود لزيارة بيت الله عز وجل وأداء فريضة الحج فحري بنا أن نوضح أسمى معاني الحج وعلى رأسها معاني الأخوة بين المؤمنين ، فالمؤمنون وإن تقاتلوا فذلك لا يخرجهم من من دائرة الأخوة الإسلامية إلا بفعل كفري صريح خالي من الشبهة (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه)، وأهم شعائر الأخوة في الدين على الاطلاق هي فريضة (الصلاة) ، وفي آية اقتتال المؤمنين مع بعضهم فسحة لنا ، فقد سماهم الله في كتابه (مؤمنين ، وأخوة) بالرغم من المعارك التي حدثت وستحدث بينهم .. ولكن يضل الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين قاعدة لا ينقضها إلا هالك ..
قال تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ - الْمُؤْمِنِينَ - اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ*إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ - إِخْوَةٌ -فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (10) سورة الحجرات
* في مقابل الولاء بين المؤمنين رغم بعض الخلافات العارضة ، يلزمنا ذكر البراءة من المشركين خصوصاً وأنه من أسمى معاني الحج ، ذلك لأن الحج يعتبر شاهداً عملياً على صحة الاسلام وخلوه من الشوائب الشركية .. من أجل هذا المعنى ال تعتبر الأعمال الصالحة بكافة أشكالها أفضل في ايام العشر من بقية أيام السنة .. وقد أمرنا بتطهير البيت من كل رجس أو نجس حتى لا يبقى شعار يناهض شعار التلبية بالتوحيد..
قال تعالى : {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (26) سورة الحـج
وقال تعالى : {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (125) سورة البقرة
* وإذا علمنا أننا قد بلينا بشر من وطء الحصى وهم (الرافضة) وفي كل حجة يريدون خلخلة أمن هذا الجمع المبارك بتوجيه ممن يسمون أنفسهم بعلماء الشيعة وهم ضلاّلهم ، يرهبون الحجيج ليس لشيء إلا لأن هذا الحج يرفع شعار التوحيد الخالص ويبطل عقائدهم المجوسية من جذورها ، لذلك يجب على الجميع مسئولين وغير مسئولين استشعار هذا خطر التهديدات المحدقة بركن الحج وحفظ الأمن من هؤلاء الغوغائيين ، فلا خوف ولا كسل في مقابل حفظ امن البلد الحرام وقد ابتلانا الله بهم حتى يرى صنيعنا معهم..ويمحص ما في صدور المؤمنين !!!
قال تعالى : {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (3) سورة التوبة
* أيام الحج تغيض أهل الشرك وبالذات يوم الحج الأكبر وهو يوم النحر لأن الهدي فيه يقدم لله وحده دون أن يشرك معه في ذلك صنم أو ولي أو ضريح ، وقد جاءت كلمة (أذان) في الآية السابقة كأمر مباشر لإستخدام الحج في تقوية التوحيد وإغاضة أهل الشرك ، ويتعين من جراء ذلك أن تعرض جموع الحجيج الغفيرة على الشاشات والصحف كوسيلة تغني عن المناورات العسكرية في وقتنا الحالي ، وقد هابت العرب قديماً عدد الحجيج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتناقلوا ذلك بينهم ..حتى ساروا بأمان مطمئنين إلى أن دخلوا البلد الحرام..والدور ملقى على عاتق وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة رسمية كانت أو غير رسمية بالدرجة الأولى في رفع هذا النوع من الأذان (للناس) كافة على اختلاف أديانهم ..
* وسنحاول بإذن الله رفع النوع من الأذان من هذا المنبر ونعرف بالشرك وننقض كافة مبرراته بحول الله وقوته ، فالشرك يعرّف بأنه : أعظم الظلم ، والظلم هو: وضع الشيء في غير موضعه ، والمشركون قد وضعوا العبادة والدعاء في غير موضعها عندما صنعوا الاصنام والأضرحة والقدرة لأوليائهم أحياء كانوا أم أموات.. فهل هناك ظلم أشد من الشرك بالله تعالى؟؟؟
قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (13) سورة لقمان
* أما من يقول بأن أهل الشرك في زماننا متأولين وأتباع مخدوعين فإن قوله فيه (نظر شديد) ذلك لأن صريح الكتاب والسنة لم يعذر المشرك لا بالتأويل ولا بالضعف ولا بالجهل ولا بالاتباع ، بل إن القرآن بأسره ما أنزل إلا لإثبات وحدانية الله ولدحض شبهات المشركين.. والآيات الدالة على ذلك كثيرة ..
* فإن قال مشركي زماننا بأنهم لا يعبدون صنماً منحوتاً ولا ولياً حياً بل إنهم يتقربون من الله عن طريق الأولياء الميتين لمكانتهم العظيمة عند الله ، لقلنا إذا افترضنا بأنهم فعلاً كانوا أولياء لله هذا الشرك بعينه ، لأن مبدء الشرك وأول ظهوره لم يكن إلا لموت الصالحين فزين الشيطان ان يصنع لهم أقوامهم صوراً يتذكرونهم بها ، حتى إذا هلك الجيل جاء بعده جيل يعبدون هذه الصور او الاصنام أو الأضرحة .. أما ما يخص الأحياء وكون الولي منهم يرقى لمرتبة تخوله أن ينوب عن الله في الأرض فهي شرك أيضاً وقد سبقهم النصارى في هذا الشأن.. ولعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون !!!
قال تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (31) سورة التوبة
وقال تعالى: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ - مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ - وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} (26) سورة الكهف
* يحقدون على الاسلام وأهله لأنه أخرج أجدادهم المجوس من عبادة النار والطواف حولها بعواءات شركية إلى عبادة الله وحده والطواف حول بيته بالتوحيد وهذا ما أقض مضاجع أجدادهم من قبلهم ، وهم في وقتنا الحاضر لم يبنوا بناءً في فناء إحدى أضرحتهم المعروفة ليضاهون به بناء الكعبة المشرفة حتى يصرفوا الناس او على الأقل عامتهم عن الحج .. وبهذا يتضح أن السر في كراهيتهم لنا وللحج بالذات هو (التوحيد)..
قال تعالى : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء - شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ - مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (21) سورة الشورى ، وقد أشارت خاتمة هذه الآية بأن هذا الفعل من أشد الظلم كما هو ظاهر..
* يفعلون الأفاعيل بأهل السنة والتوحيد في العراق من قبل حتى تخلو لهم الساحة ليشركوا بالله الغني الحميد، فإن كانت هناك مصلحة شرعية (ظاهرة) من دخولهم للمسجد الحرام كمتأولين رغم التحفظ على هذا المبرر (بناء على الكتاب والسنة) فليكن ذلك تحت متابعة وحرص شديدين من أهل السنة جميعاً مسئولين وغير مسئولين حتى لا يعكر الأمن في بيت الله الحرام هؤلاء الأنجاس ..
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (28) سورة التوبة
* هم يكرهون قراءة القرآن بتجرد ذلك لأنه يحرق مبرراتهم الشركية التي تقوم عليها عقائدهم .. هذه الملاحقة مستمرة ولم يسلم منها حتى بالأحياء الذين يدعون بأنهم أولياء لله وباستطاعتهم فعل شيء من أفعاله تعالى ؟؟ كيف يسلموا هم من الملاحقة وقد علموا أن الله قد توعد ملائكته البررة الكرام بالعذاب إن أدعى أي أحد منهم بأنه إله أو يشارك الله في أحد أفعاله أو صفاته ؟؟؟
قال تعالى : {وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} (29) سورة الأنبياء
* بعد أن تعرضنا للمشركين وذكرنا حقيقة حقدهم على الاسلام وأهله ، وجب ذكر أن الكفار والمنافقين والمشركين يشتركون في الحقد على معاني الحج العظيمة ، وهنا يتوجب علينا القيام برسالة الحج على مستوى محلي وإقليمي وعالمي ، تنفيذا لما يريده الله عز وجل منا ، (وقل لله الحجة البالغة ولو شاء لهداكم أجمعين)..
قال تعالى : {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (27) سورة الحـج
* جاءت آية (وأذن في الناس بالحج..) بعد آية (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً) مباشرة لتؤكد على الدور الاعلامي لذكر الحج ونشر معانيه العظيمة لكل الناس بشتى الوسائل والطرق .. وقد بدئت الآية بواو العطف(وأذن).. ومن ذلك ذكر التسهيلات المتاحة للحج من طرق ووسائل نقل مريحة لأن بعض الناس يظن مع كثرة الازدحام أن الحج والتنقل بين المناسك من الصعوبة بمكان فهو لا يريد من أحد أن يزاحمه لزيارة الله عز وجل وكأن الله قد دعاه للزيارة لوحده ..

يتبع

..................................

سهم متذبذب
29-12-2006, Fri 5:28 PM
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير..