المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نيران صديقة في سوق الأسهم



المستثمرالصغير
19-12-2006, Tue 6:49 PM
طارق الماضي - - - 29/11/1427هـ

مصطلح "نيران صديقة" يستخدم في الحروب لوصف تعرض بعض قوات الجيش المحارب لإطلاق نيران ليس من الأعداء بل من كتيبة أخرى من الجيش نفسه أو حليفة.
لو أسقطنا هذا المصطلح على سوق الأسهم، فإنه يمكننا القول إنه تماما ما يحدث تحديداً الآن في بعض " شركات المضاربة " التي كان لها صولات وجولات فيما سبق من الزمان، فقط علينا استبدال الجيش في الحرب (بالقروبات في سوق الأسهم)، حيث إن كثيرا من كتائب تلك (القروبات) أصبحت تعزف منذ فترة ألحانا نشازا لم تعد قادرة على إطراب واجتذاب (حتى الآن) الكثير من المستمعين أو المتداولين القادرين على تنشيط التداولات على تلك الشركات كما كان يحدث في الماضي.
لقد لعبت لغة فقدان الثقة وكسر عرى عمليات التنسيق السابقة بين بعض كتائب تلك (القروبات) (حتى الآن) الدور الأكبر في صد أي محاولات من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال محاولات مستميتة (للدفاع أو الدعم أو الرفع) عن بعض تلك الأسهم، وفشلت معظم تلك المحاولات حتى الآن بسبب وحيد فقط هو تعرضها لنيران صديقة وموجات بيع كبيرة لم تكن في الخاطر أو في الحسبان.
وليتم تغير تلك الاستراتيجية من محاولات رفع لبعض تلك الأسهم أو الدفاع عنه إلى عمليات "تدوير محمومة خطرة" لمحاولة التخلص من بعض تلك الحمولة من الأسهم وتعديل متوسط السعر لإعطاء المزيد من المرونة لما يتبقي في معركة " إنقاذ ما يمكن إنقاذه ". أضرار هذا النوع من النيران الصديقة يقتصر على كسر الثقة في تلك الشركات و خسارة صغار المتداولين فيها وربما ف تلك (القروبات) إن لم تنجح تلك المحاولات.
نوع آخر من " النيران الصديقة " يدور حوله الكثير من اللغط لتحديد أرقامه وإضراره في الماضي والحاضر والمستقبل، وهو التسييل الإجباري للتسهيلات المقدمة من بعض البنوك للعملاء للعمل من خلالها في سوق الأسهم، وشروط تلك التسهيلات تساعد على توجه السيولة نحو شركات تصنف جيداً في سوق الأسهم وبالتالي سوف تكون أي عملية تسييل تحت أي ظرف كان ذات أثر موجع على تلك الشركات وعلى المؤشر العام لسوق الأسهم إن كانت تلك الشركات من الشركات القيادية كما إن عمليات التسييل أيضاً ترسل إشارة غير مفهومة ولكنها بالتأكيد مقلقة لباقي متداولي السوق.
وبالتأكيد إن هذا النوع من النيران الصديقة ذو تأثير سلبي على عميل البنك وملاك تلك الشركات، والأهم من ذلك على سوق الأسهم (بشكل كلي) نظراً لطبيعة الشركات التي تم التسييل عليها.
حيز المناورة أصبح أكثر ضيقا أمام كل النوعين من تلك النيران الصديقة حيث لا يمكن أن يكون حيز المناورة في ثمانية آلاف نقطة هو نفسه عندما كان المؤشر فوق ذلك المستوى بكثير، لعل ذلك هو ما سوف يسهم في تغير قواعد اللعبة من جديد.