المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميشيل عون هل اصبح شيعيا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



عبدالله احمد
03-12-2006, Sun 12:12 PM
خالد حمد السليمان



إذا كان «حزب الله» متهماً في لبنان بارتهانه لحسابات إقليمية، فإن العماد ميشيل عون متهم بارتهانه لجشعه السياسي، فقد بات واضحاً أن العماد عون مستعد للتحالف مع الشيطان نفسه إذا كان ذلك يفتح له أبواب قصر بعبدا ويؤمن له الجلوس على كرسي الرئاسة اللبنانية الأولى، فالرجل مسكون بهاجس الرئاسة ويرفع شعار «رئاستي» ومن بعدها الطوفان .
وفي جميع حواراته وإطلالاته الإعلامية يظهر متوتراً وحاداً ومستعداً للتشاجر حتى مع نفسه. وفي جلسات الحوار اللبناني كان الرجل صريحاً عند طرح أزمة الرئاسة اللبنانية.. إما أن يكون البديل أنا أو لا أحد !!
وزواج المصلحة السياسية بين الحزب وتيار العماد عون يجسد زواج النقيضين بكل زواياه الحادة ويختصر كل تناقضات الممارسة السياسية في لبنان حيث الكل يرفع الشعارات الوطنية من أجل لبنان وفي الوقت نفسه يعمل لخدمة مصالحه على حساب لبنان !!
لقد تحرك تحالف المتناقضين أمس لإسقاط الحكومة عبر الشارع تحت شعار واحد ولكن لخدمة مشروعين مختلفين : مشروع متهم بخدمة مصالح إقليمية لأطراف ترتقي على أكتاف لبنان ومشروع العماد ميشيل عون لإعادة رسم الخريطة السياسية اللبنانية الداخلية بحيث تسلك أمامه الطرق المؤدية إلى قصر بعبدا !! لبنان هو الضحية الوحيدة لمثل هذا التحالف المستحيل فهو يبقى ضحية سياسات الحزب الذي يتهم بولائه للمرجعية الإقليمية أكثر من الولاء للوطن، وضحية الجنرال المهووس بمنصب رئاسة لبنان، حتى ولو استلزم الأمر استعارة عباءة السيد !

عبدالله احمد
03-12-2006, Sun 12:15 PM
قال تعالى : " وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ " [ الجاثية : 19 ] .
هذا تحالفٌ نصراني [ ميشال عون ] ورافضي [ حسن نصر اللات ] لإسقاط الحكومةِ السنية [ السنيورة ]

DecisiveMan
06-12-2006, Wed 10:00 PM
قال تعالى : " وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ " [ الجاثية : 19 ] .
هذا تحالفٌ نصراني [ ميشال عون ] ورافضي [ حسن نصر اللات ] لإسقاط الحكومةِ السنية [ السنيورة ]

صدقت اخي الكريم
كما تحالف بوش النصراني ورافضة العراق وايران لضرب الاسلام وبلاد المسلمين وارجاع العراق العربي المسلم الى عصور الظلام
انها مؤامرة واضحة لا يغالط فيها الا اعمى البصيرة

عبدالله احمد
10-12-2006, Sun 1:09 PM
هولاكو وابن العلقمي والخليفة ولا حول ولا قوة الا بالله







في سنة ست وخمسين وستمائة أخذت التتار بغداد وقتلوا أكثر أهلها حتى الخليفة، وانقضت دولة بني العباس منها.

استهلت هذه السنة وجنود التتار قد نازلت بغداد صحبة الأميرين اللذين على مقدمة عساكر سلطان التتار، هولاكو خان، وجاءت إليهم أمداد صاحب الموصل يساعدونهم على البغاددة وميرته وهداياه وتحفه، وكل ذلك خوفاً على نفسه من التتار، ومصانعة لهم قبحهم الله تعالى.

وقد سترت بغداد ونصبت فيها المجانيق والعرادات وغيرها من آلات الممانعة التي لا ترد من قدر الله سبحانه وتعالى شيئاً، كما ورد في الأثر: لن يغني حذر عن قدر.

وكما قال تعالى: {إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ} [نوح: 4]، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} [الرعد: 11].

وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب حتى أصيبت جارية كانت تلعب بين يدي الخليفة وتضحكه، وكانت من جملة حظاياه، وكانت مولدة تسمى عرفة، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي ترقص بين يدي الخليفة، فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعاً شديداً، وأحضر السهم الذي أصابها بين يديه فإذا عليه مكتوب إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولهم.

فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الاحتراز، وكثرت الستائر على دار الخلافة - وكان قدوم هولاكو خان بجنوده كلها، وكانوا نحو مائتي ألف مقاتل- إلى بغداد في ثاني عشر المحرم من هذه السنة، وهو شديد الحنق على الخليفة بسبب ما كان تقدم من الأمر الذي قدره الله وقضاه وأنفذه وأمضاه. [1]

وهو أن هولاكو لما كان أول بروزه من همدان متوجهاً إلى العراق أشار الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي على الخليفة بأن يبعث إليه بهدايا سنية ليكون ذلك مداراة له عما يريده من قصد بلادهم فخذل الخليفة عن ذلك دويداره الصغير أيبك وغيره، وقالوا إن الوزير إنما يريد بهذا مصانعة ملك التتار بما يبعثه إليه من الأموال، وأشاروا بأن يبعث بشيء يسير، فأرسل شيئاً من الهدايا فاحتقرها هولاكو خان، وأرسل إلى الخليفة يطلب منه دويداره المذكور، وسليمان شاه، فلم يبعثهما إليه ولا بالا به حتى أزف قدومه. ووصل بغداد بجنوده الكثيرة الكافرة الفاجرة الظالمة الغاشمة، ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية، وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة، لا يبلغون عشرة آلاف فارس، وهم وبقية الجيش كلهم قد صرفوا عن إقطاعاتهم حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد.

وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ويحزنون على الإسلام وأهله، وذلك كله عن آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي، وذلك أنه لما كان في السنة الماضية كان بين أهل السنة والرافضة حرب عظيمة نهبت فيها الكرخ ومحلة الرافضة حتى نهبت دور قرابات الوزير.

فاشتد حنقه على ذلك، فكان هذا مما أهاجه على أن دبر على الإسلام وأهله ما وقع من الأمر الفظيع الذي لم يؤرخ أبشع منه منذ بنيت بغداد، وإلى هذه الأوقات، ولهذا كان أول من برز إلى التتار هو، فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه، فاجتمع بالسلطان هولاكو خان لعنه الله.

ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكو خان حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفساً، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين، وأنزل الباقون عن مراكبهم، ونهبت وقتلوا عن آخرهم، وأحضر الخليفة بين يدي هولاكو فسأله عن أشياء كثيرة فيقال إنه اضطرب كلام الخليفة من هول ما رأى من الإهانة والجبروت.

ثم عاد إلى بغداد، وفي صحبته خوجة نصير الدين الطوسي، والوزير ابن العلقمي وغيرهما، والخليفة تحت الحوطة والمصادرة، فأحضر من دار الخلافة شيئاً كثيراً من الذهب والحلي والمصاغ والجواهر والأشياء النفيسة، وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة، وقال الوزير: متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عاماً أو عامين ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك، وحسنوا له قتل الخليفة، فلما عاد الخليفة إلى السلطان هولاكو أمر بقتله.

ويقال إن الذي أشار بقتله الوزير ابن العلقمي، والمولى نصير الدين الطوسي، وكان النصير عند هولاكو قد استصحبه في خدمته لما فتح قلاع الألموت، وانتزعها من أيدي الإسماعيلية، وكان النصير وزيراً لشمس الشموس ولأبيه من قبله علاء الدين بن جلال الدين، وكانوا ينسبون إلى نزار بن المستنصر العبيدي، وانتخب هولاكو النصير ليكون في خدمته كالوزير المشير، فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة هون عليه الوزير ذلك فتقلوه رفساً، وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه، خافواً أن يؤخذ بثأره فيما قيل لهم، وقيل بل خنق، ويقال بل أغرق فالله أعلم. [2]

فباؤوا بإثمه وإثم من كان معه من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء والأمراء وأولي الحل والعقد ببلاده - وستأتي ترجمة الخليفة في الوفيات - ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش، وقنى الوسخ، وكمنوا كذلك أياماً لا يظهرون.

وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار.

ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة، حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وكذلك في المساجد والجوامع والربط، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي وطائفة من التجار أخذوا لهم أماناً، بذلوا عليه أموالاً جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم.

وعادت بغداد بعد ما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة، وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش وإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريباً من مائة ألف مقاتل، منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف.

ثم كاتب التتار وأطمعهم في أخذ البلاد وسهل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال، وذلك كله طمعاً منه أن يزيل السنة بالكلية، وأن يظهر البدعة الرافضة وأن يقيم خليفة من الفاطميين، وأن يبيد العلماء والمفتيين، والله غالب على أمره، وقد رد كيده في نحره، وأذله بعد العزة القعساء، وجعله حوشكاشا للتتار بعد ما كان وزيراً للخلفاء، واكتسب إثم من قتل ببغداد من الرجال والنساء والأطفال، فالحكم لله العلي الكبير رب الأرض والسماء.

وقد جرى على بني إسرائيل ببيت المقدس قريب مما جرى على أهل بغداد كما قص الله تعالى علينا ذلك في كتابه العزيز، حيث يقول: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً} الآيات [الإسراء: 4-5].

وقد قتل من بني إسرائيل خلق من الصلحاء وأسر جماعة من أولاد الأنبياء، وخرب بيت المقدس بعد ما كان معموراً بالعباد والزهاد والأحبار والأنبياء، فصار خاوياً على عروشه واهي البناء.

وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة.

فقيل ثمانمائة ألف، وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف، وقيل بلغت القتلى ألفي ألف نفس، فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وكان دخولهم إلى بغداد في أواخر المحرم، وما زال السيف يقتل أهلها أربعين يوماً، وكان قتل الخليفة المستعصم بالله أمير المؤمنين يوم الأربعاء رابع عشر صفر وعفي قبره. [3]

وكان عمره يومئذ ستاً وأربعين سنة وأربعة أشهر، ومدة خلافته خمس عشرة سنة وثمانية أشهر وأيام، وقتل معه ولده الأكبر أبو العباس أحمد، وله خمس وعشرون سنة، ثم قتل ولده الأوسط أبو الفضل عبد الرحمن، وله ثلاث وعشرون سنة، وأسر ولده الأصغر مبارك وأسرت أخواته الثلاث فاطمة وخديجة ومريم، وأسر من دار الخلافة من الأبكار ما يقارب ألف بكر فيما قيل والله أعلم، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقتل أستاذ دار الخلافة الشيخ محيي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي، وكان عدو الوزير، وقتل أولاده الثلاثة: عبد الله، وعبد الرحمن، وعبد الكريم، وأكابر الدولة واحداً بعد واحد، منهم الديودار الصغير مجاهد الدين أيبك، وشهاب الدين سليمان شاه، وجماعة من أمراء السنة وأكابر البلد.

وكان الرجل يستدعي به من دار الخلافة من بني العباس فيخرج بأولاده ونسائه فيذهب به إلى مقبرة الخلال، تجاه المنظرة فيذبح كما تذبح الشاة، ويؤسر من يختارون من بناته وجواريه.

وقتل شيخ الشيوخ مؤدب الخليفة صدر الدين علي بن النيار، وقتل الخطباء والأئمة وحملة القرآن، وتعطلت المساجد والجماعات والجمعات مدة شهور ببغداد، وأراد الوزير ابن العلقمي قبحه الله ولعنه أن يعطل المساجد والمدارس والربط ببغداد ويستمر بالمشاهد ومحال الرفض، وأن يبني للرافضة مدرسة هائلة ينشرون علمهم بها وعليها، فلم يقدره الله تعالى على ذلك، بل أزال نعمته عنه وقصف عمره بعد شهور يسيرة من هذه الحادثة، وأتبعه بولده فاجتمعا والله أعلم بالدرك الأسفل من النار.

ولما انقضى الأمر المقدر وانقضت الأربعون يوماً بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس، والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ولما نودي ببغداد بالأمان خرج من تحت الأرض من كان بالمطامير والقنى والمقابر كأنهم الموتى إذا نبشوا من قبورهم، وقد أنكر بعضهم بعضاً فلا يعرف الوالد ولده ولا الأخ أخاه، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى، واجتمعوا تحت الثرى بأمر الذي يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى. [4]

وكان رحيل السلطان المسلط هولاكو خان عن بغداد في جمادى الأولى من هذه السنة إلى مقر ملكه، وفوض أمر بغداد إلى الأمير علي بهادر، فوض إليه الشحنكية بها وإلى الوزير بن العلقمي فلم يمهله الله ولا أهمله، بل أخذه أخذ عزيز مقتدر، في مستهل جمادى الآخرة عن ثلاث وستين سنة، وكان عنده فضيلة في الإنشاء ولديه فضيلة في الأدب، ولكنه كان شيعياً جلداً رافضياً خبيثاً، فمات جهداً وغماً وحزناً وندماً، إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، فولي بعده الوزارة ولده عز الدين بن الفضل محمد، فألحقه الله بأبيه في بقية هذا العام ولله الحمد والمنة.[

عبدالله احمد
10-12-2006, Sun 1:14 PM
رسالة عاجلة من ابن العلقمي لمن يهمه الأمر الاثنين 15 ربيع الثاني 1426هـ - 23 مايو2005م



الصفحة الرئيسة (http://www.islammemo.cc/default.aspx)

إلى أخي وصديقي العزيز الذي لم يجمعنا لقاء ولا زمان ولا مكان، ولكنه حتماً يؤمن بمثل ما أومن به، إلى أخي في العقيدة وأخي في بغض أهل السنة عموماً والصحابة خصوصاً، الذي يشعر بمثل ما كنت أشعر به ويحلم بمثل ما كنت أحلم به، وسار على دربي وطريقي في تحقيق أهدافه وغاياته، كم أنا فخور بك ومحب لك على ما قمت به من أعمال وبطولات ! من أجل إحياء الدولة العلوية، وإعادة حق قائم آل محمد المسلوب منذ مئات السنين على أرض العراق، ولكن حق على وأنت أخي في الرفض ووحدة الهدف والطريق، أن أقدم لك تجربتي في الوصول للحكم، فأنت أخي وحقت لك النصيحة ولا شك أنك تعرفني جيداً، وقرأت عنى، ودرست سيرتي، بل أنا متأكد أنك قد اقتديت بي واتبعت سبيلى ومنهجى فى تحقيق غاياتى، ولكن سأحكى قصتى لك ولغيرك ممن قد لا يعرفونها …



** فأنا محمد بن أحمد بن على بن محمد العلقمى، المشهور تاريخياً بابن العلقمى، ولدت بالكرخ معقل الروافض ببغداد سنة 593هجرية، ونشأت بها على تعاليم التشيع التى تعلمنا بغض أهل السنة وتكفير الصحابة خاصة أبى بكر وعمر، وحلمت منذ نعومة أظافرى بإزالة الخلافة العباسية السنية وإقامة الخلافة العلوية ورد حق آل البيت، ومن أجل هذا الهدف تدرعت بالتقية، وتدثرت بالخداع والمكر، ولم أبد ما أعتقد ولم أجهر بما يعتمل به قلبى من كره وبغض السنة، وقررت أن التحق بعمل قريب من دار الخلافة، حتى أتمكن من تحقيق وتنفيذ مخططاتى .



** وبالفعل التحقت كاتبا بدار الخلافة فى آخر عهد الخليفة العباسى 'الناصر لدين الله' ومازلت اترقى فى عملى بإخلاص وأرضى عنى رؤسائى فى العمل حتى أصبحت أستاذ دار الخلافة فى عهد الخليفة 'المستنصر بالله' ووثقت صلتى بولده 'عبد الله' الذى كنت أعلم جيداً أن الخلافة ستصير إليه، وكان 'عبد الله' هذا طيباً فيه كثير من سلامة الصدر، وربما يكون فيه غفلة كبيرة وضعف فى الشخصية، فتقربت من جداً، فلما تولى الخلافة سنة 640هجرية، لم يلبث حتى أمر بتعينى فى أخطر منصب بالعراق وهو منصب 'الوزارة' وتحققت المرحلة الأولى من حلمى وأصبحت وزيراً للدولة العباسية، المتحكم فيها، الآمر الناهى فى حكومتها .



** بدأت العمل تدريجياً من أجل إضعاف الدولة العباسية، وذلك كالآتى :-

1. عملت على تقليل عدد الجيش المدافع عن بغداد لأنه كان كبيراً وجيد التجهيز، فلقد كان يبلغ أكثر من مائة ألف مقاتل، منهم الأمراء الكبار، والفرسان الأبطال، فمازلت اجتهد فى صرفهم عن الخدمة، وتقليل هذا الجيش العرمرم حتى صار عشرة ألف مقاتل، لا حوا لهم ولا قوة، لا يردون عادية أى عادى .

2. عملت على زيادة نفقات الخليفة الغافل، فبنيت له القصور، ودبرت له الأموال، من حلها وحرامها وكنت أوفر فى نفقات الجند والسلاح، لتمتلأ خزائن الخليفة، وكنت أقم الولاءم الكبيرة التى ينفق عليها بالأموال الطائلة، وكلها أمور ترضى عنها مولاى الخليفة، وتضعف من دولة الخلافة، فضربت بذلك عصفورين بحجر واحد .

3. قمت بعد ذلك بالخطوة الجريئة والخطيرة، فلقد بدأت فى مراسلة التتار وكبيرهم 'هولاكو' هذا السفاح الطاغية، فأظهرت له الود والولاء والنصح، الذى ساعدنى على ذلك أخى فى الرفض والتشيع 'نصر الدين الطوسى' الذى سهل لى الاتصال بهولاكو، فلقد كان يعمل عنده وزيراً وناصحاً، وهو الذى شجعه على التقدم إلى بلاد العراق، بعدما وقف عند منتصف الهضبة الإيرانية ولم يتقدم منذ فترة، فعرضت على 'هولاكو' القدوم إلى بغداد والإستيلاء عليها وإسقاط الدولة العباسية، وألححت فى ذلك، كان هذا الأمر يوافق هوى عنده، لأن زوجته النصرانية، كانت تحرضه ليل نهار على سفك دم المسلمين، وسفارات البابا 'أوسنت الرابع' كانت تأتيه تعرض عليه نفس الفكرة، فاقتنع الرجل بالفكرة التى تضافرت عليها جهودى أنا وأخى 'نصير الدين الطوسى' وزوجة هولاكو الصليبية وسفارات بابا 'أوسنت الرابع' .



** وهكذا أخى ابن الجعفرى اكتملت المؤامرة التى ظللت سنوات طويلة أنسج خيوطها واحبكها، فالخلافة فى الداخل فى غاية الضعف والجيش فى غاية القلة والخليفة فى غاية الغفلة وبالفعل أخى جاء هولاكو بجيش مهول يقدر بمائتى ألف مقاتل، واهتزت بغداد بأسرها، وحار الخليفة الغافل ماذا يفعل ؟ فأشرت عليه بمشورة زادت من الطين بلة، بأن يرسل هدايا هزيلة لهولاكو، ليظهر أنه لا يخاف منه، وأن مقام الخليفة عال لا يرام، وأنا أعلم عقلية الطاغية هولاكو بأن هذا الأمر سيجعله يشتاط غضباً، وقد كان وهجم التتار بجيشه على حاضرة الخلافة المسكينة فى 1 صفر سنة 656 هجرية، فلم تقو على القتال سوى أربعة أيام ثم انهارت، فخرجت أنا وأهلى وعشيرتى الروافض، للقاء هولاكو، وأنا أظهر للناس أنى خارج للتفاوض معه، ثم عدت بعد الاتفاق مع هولاكو، على استدراج الخليفة وكبار أمرائه وقواده والعلماء والأعيان وسادة البلد الذين يستطيعون أن يقودوا البلد وقت الشدائد، عدت إلى بغداد، وأقنعت الخليفة الأحمق الغافل أن يخرج للقاء هولاكو بمعسكره، فخرج الغافل ومعه سبعمائه رجل من القضاة والفقهاء والعلماء ورؤوس الدولة، للتفاوض مع هولاكو كما أقنعتهم على إقتسام خراج العراق، نصف للتتار ونصف للخليفة، فلما وصلوا إلى معسكر هولاكو قتلوا جميعاً شر قتلة إلا الخليفة المسكين المذعور الذى رأى بأم عينيه ما أروعه من مشهد ذبح السبعمائة سنى ، ولا تعلم يا أخى مدى المجهود الذى بذلته أنا والطوسى، من أجل إقناع 'هولاكو' أن يقتل الخليفة المستعصم، فلقد كان متخوفاً من عواقب قتل الخليفة، وثورة المسلمين فى كل مكان، ولكننى أقنعته فى النهاية فقتل الخليفة المستعصم وكانت هذه اللحظة هى الأروع فى حياتى، فلقد انهارت أخيراً الخلافة السنية بعد قرون من حكم البلاد .



** ثم مال التتار كالوحوش الكاسرة على أهل بغداد، وقتلوا أهلها جميعاً ماعدا اليهود والنصارى فقتلوا قرابة المليونين من الرجال والنساء والأطفال، ودمروا المدينة بالكلية، ولا بأس بذلك فهم أهل السنة، دمائهم حلال لنا، مباح سفكها، لإستعادة حقنا المنهوب ! ولرفع الظلم عنا ! ومن أجل الحلم الكبير إقامة الحكومة الرافضية .



** وقام هولاكو بمكافأتى وتعيينى فى منصب الوزارة، ورغم أننى كنت وزيراً من قبل وعند خليفة مسلم وأعامل بمنتهى التعظيم والاحترام وكلمتى هى النافذة فى بلاد العراق إلا أن منصب الوزارة هذه المرة له مذاق آخر، فلقد ذهبت دولة السنة إلى غير رجعة، وكان على أن أبدأ الخطوات التنفيذية لإقامة الخلافة الشيعية والحكومة الرافضية ولكن حدث ما لم يكن فى حسبانى حدث ما الذى أنا وأنت أخى وعلى دربى أن أعرفك إياه وأنصحك به أتدرى ما حدث بعد ذلك ؟ أكيد أنت تدرى يا أخى، فهو مكتوب فى كتب التاريخ معلوم للجميع، وإياك أن تغتر بما كتبه 'ابن طباطبا' فى كتابه 'الفخرى فى الآداب السلطانية'، فهو مثلنا رافض ولا يحب أن يذكر للناس نهايتى ومأساتى .



** تصور يا أخى أننى بعدما أصبحت وزيراً عند دولة التتار على بغداد وتخيلت أن الدنيا قد أقبلت علينا معاشر الروافض، إذا بهولاكو ينصب رجلاً على بغداد اسمه 'الأمير على بهاور' ورغم أنه شيعى مثلنا ولكنه رفض التعامل معى وهمشنى تماماً، تصور يا أخى لقد أذلنى التتار أشد الذل، وعاملونى بمنتهى الاحتقار، تخيل وأننى وزيراً أركب على حصان قصير يقوده جلف تتارى، وهذا هو كل موكبى، بعدما كنت أسير أيام العباسيين فى موكب فخم ضخم يحيط بى الغلمان والفرسان من كل مكان، أصبحت مثل أقل خادم يعمل عند أحد حراسى الذين كانوا يقفون على بابى أيام العباسيين عاملنى التتار بمنتهى الإهانة والإذلال، فأصابنى الهم والحزن الشديد، وركبنى من الغيظ والنكد ما فرق قلبى، ولا أنسى يا أخى هذا اليوم الذى قابلتنى فيه امرأة عجوز، وقد رأتنى وأنا على حصانى القصير الضعيف، فقالت لى 'يا ابن العلقمى أهكذا كان بنو العباس يعاملونك ؟'



** فوقعت كلمتها فى قلبى، فزادتنى غماً وحزناً على ما أنا فيه، فلقد انهارت أحلامى وتبخرت آمالى، وأصبح كل من التتار والمسلمين يهينونى ويذلونى، ونظموا فى الشعر، فقالوا …



يا فرقة الإسلام نوحوا واندبوا **** أسفاً على ما حل بالمستعصم


دست الوزارة كان قبل زمانه **** لابن الفرات فصار لابن العلقمى



[ وابن الفرات هذا كان وزيراً فى عهد الخليفة العباسى المقتدر بالله، وكان باطنياً ردىء العقيدة، وتسبب فى اضرابات وفتن انتهت بمقتل المقتدر بالله سنة 328 هجرية ]



** وهكذا اجتمعت على الهموم والأحزان والآلام، فذل الإهانة والمعاملة السيئة من التتار بالنهار، وهم ضياع الأحلام وانهيار مشروع الخلافة العلوية بالليل، فلم يقو قلبى المشحون بكل هذه الأحزان والهموم على الاحتمال وقد جاوزت الستين من عمرة، ولم يمض على سوى بضعة شهور انفطر قلبى بعدها وانصدع من صدرى، فمت مهموماً محزوناً منكوراً فى 1 جمادى الأخر سنة 656 هجرية، أى بعد أقل من خمسة شهور من سقوط العباسيين، وهذه كانت نهايتى، نزلت قبرى وحدى، ولم يشيعنى سوى نفر يسير، أسرعوا بدفنى كأنهم يتخلصون منى، أما ما حدث لى فى قبرى، فلا أخبر به أحداً أبداً، وهذه كانت نهايتى، وهى عين نصيحتى وغاية مقالتى، فاعتبر بما جرى لى ، ولا تبع نفسك لأعداء الإسلام مهما كان المقابل والثمن، والتزم بشعبك وأمتك، وإلا فالهوان والآلام والذل والأحزان هم المصير الذى ينتظرك، وكما قالوا العاقل من اعتبر بغيره ولم يعتبر به غيره .