شمس الحقيقة
26-11-2006, Sun 7:49 PM
أقوى برنامج حواري شاهدته.. أين؟
http://www.alyaum.com/images/12/12216/443600_1.jpg
نجيب عبدالرحمن الزامل
.. لو سألتني ما أقوى برنامج ظهر حتى الآن - برأيي الشخصي- ظهر بالمحطات الفضائية العربية ، من حيث الاحترافية، والواقعية، والجسارة المحقة، وإعطاء مساحة من الأرض ليقف عليها المتحاورون، وفن إدارة اللقاء لكي يستفيد المشاهد من كامل زبدة البرنامج، ومن حيث أهمية الموضوع، ومن حيث شفافيته غير المواربة بلا غلالة حتى من ورقٍ شفاف، وتوقيت الحاجة إليه لأنه يتعلق بمصير آلاف من المستثمرين الصغار، لقلت لك برنامج "برسم الصحافة" في محطة الإخبارية، الذي كان عن موضوع سبب أرقاً لعشرات الآلاف من الأنفس المهيضة، وصداعا في رأس الصناعة الاستثمارية في البلاد، وشرخا في المشاريع العقارية الكبرى، وهو موضوع مشروعي "البندقية، وجوهرة الشرق" اللذين روجت لهما، وجمعت لهما الأموال عقلية عقاري حالم وجريء هو السيد صالح الدريبي الذي كان بطل البرنامج، وشاطره البطولة الفذة المحامي الدكتور أحمد التويجري.
وضع الاثنانُ كامل الجهاز الرسمي أمام المحك، حينما نفضا أمام مئات آلاف المتابعين يديهما من أي لطخة مسّت هذين المشروعين الضخمين.. ولقد أفلحا جدا في إقناع الناس، أو إقناعي على الأقل، ولا أدعي أني سهل الإقناع، خصوصا في موضوع أملك كامل راحة الحياد فيه.. بل ان التويجري قال كلاما سيسير في النقل التعبيري النصي باللغة القانونية عندنا، وهي أجمل مرافعة "رفع تهمة" سمعتها في صنعتنا القانونية، حين قال بثبات:" لو لم أتأكد تأكدا وثيقا وراسخا بسلامة موقف الدريبي، وأوراق المشروعين، وسلامة التصرف القانوني، لما ضحيتُ بمستقبلي المهني بالدفاع عن مجموعة الدريبي." ثم جاءت الجملة التي سيحفرها أزميل المرافعات القانونية عندنا على لوحة من رخام:" .. وأن من لديه دليل ضد سلامة وصحة هذين المشروعين ولم يعلنه .. فهو مجرم! " لم أر استحثاثا لجلب دواعي التهمة مثل هذه الدعوة المحفزة كوخز الرماح.. وهنا أعطانا القناعة النفسية بأنه لا يطلق هذه الدعوة إلا من هو واثق حتى آخر خلية في إدراكه.. بأنه بريء.
ويبقى أن ما صرح به السيدان الدريبي والتويجري لا يمس مشروعا بذاته قدر ما يمس عدالة ونزاهة ومرونة كامل الأجهزة ذات العلاقة في التراخيص الاستثمارية.. لذا كان همهما طيلة البرنامج أن يوصلا الرسالة لقمة القيادة.. وهذا يدفعنا إلى سؤال مهم.. ماذا تفعل إذن عشرات المكاتب الرسمية.. أو ما لا تفعل؟ إذا، هذا هو الطريق لمنافسة البرامج الحوارية المنتشرة عبر الأثير، ولقد وجهت الإخبارية ُضربة ًمهنية ًمحترفة ًوخاطفة ضد منافساتها، وتعلن عن قدومها نجما يريد محلا رحبا في سماء قنوات الفضاء، إن استمرت على النهج. إن التعامل مع موضوع يقض مضاجع الناس وبصراحة ونزاهة وعدل وشجاعة هو الذي قد يكون الحل السريع لمآسٍ تجمعت على الناس حتى مزقت سعادة وجودهم، ورمتهم في دوامات الإفلاس، والمرض، والقهر، والضياع. على هذا المنوال، نريد برامج يظهر فيها أصحاب الشركات التي جمعت أموال الناس ولم تعدها، واحدا وراء واحد، ليشرح أمام الناس، لماذا حصل ما حصل، وكيف سيعيد حق الناس للناس، أو ما الذي يمنعه من فعل ذلك، حتى نطوي صفحات سوداء، ونبحث عن مستقبل أبيض. إن سارت الإخبارية على هذا الوضوح والحرفية بالتعامل مع مواضيع حساسة وقضايا عالقة، ببرامج حوارية مثل الذي ظهر به الدريبي والتويجري، سيهدأ خاطرُ الناس لأنهم كانوا لا يرون إلا طرفا من جبلٍ جليدي يطلُّ فوق المياه وكل كتلته الهائلة مخفية تحت الماء.. مهمة ُبرنامج ٍكهذا نزح المياه حتى تظهر المياه ما تخفي تحتها.. ويعرف الناس الحقيقة. معرفة الحقيقة المجردة أولى خطوات طريق جميل اسمه الراحة النفسية لمئات الآلاف من الناس. وإلى أصدقائنا بمحطة الإخبارية.. متى البرنامج القادم؟
najeeb@sahara.com (najeeb@sahara.com)
http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=12216&I=443600&G=1 (http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=12216&I=443600&G=1)
تحياتي
http://www.alyaum.com/images/12/12216/443600_1.jpg
نجيب عبدالرحمن الزامل
.. لو سألتني ما أقوى برنامج ظهر حتى الآن - برأيي الشخصي- ظهر بالمحطات الفضائية العربية ، من حيث الاحترافية، والواقعية، والجسارة المحقة، وإعطاء مساحة من الأرض ليقف عليها المتحاورون، وفن إدارة اللقاء لكي يستفيد المشاهد من كامل زبدة البرنامج، ومن حيث أهمية الموضوع، ومن حيث شفافيته غير المواربة بلا غلالة حتى من ورقٍ شفاف، وتوقيت الحاجة إليه لأنه يتعلق بمصير آلاف من المستثمرين الصغار، لقلت لك برنامج "برسم الصحافة" في محطة الإخبارية، الذي كان عن موضوع سبب أرقاً لعشرات الآلاف من الأنفس المهيضة، وصداعا في رأس الصناعة الاستثمارية في البلاد، وشرخا في المشاريع العقارية الكبرى، وهو موضوع مشروعي "البندقية، وجوهرة الشرق" اللذين روجت لهما، وجمعت لهما الأموال عقلية عقاري حالم وجريء هو السيد صالح الدريبي الذي كان بطل البرنامج، وشاطره البطولة الفذة المحامي الدكتور أحمد التويجري.
وضع الاثنانُ كامل الجهاز الرسمي أمام المحك، حينما نفضا أمام مئات آلاف المتابعين يديهما من أي لطخة مسّت هذين المشروعين الضخمين.. ولقد أفلحا جدا في إقناع الناس، أو إقناعي على الأقل، ولا أدعي أني سهل الإقناع، خصوصا في موضوع أملك كامل راحة الحياد فيه.. بل ان التويجري قال كلاما سيسير في النقل التعبيري النصي باللغة القانونية عندنا، وهي أجمل مرافعة "رفع تهمة" سمعتها في صنعتنا القانونية، حين قال بثبات:" لو لم أتأكد تأكدا وثيقا وراسخا بسلامة موقف الدريبي، وأوراق المشروعين، وسلامة التصرف القانوني، لما ضحيتُ بمستقبلي المهني بالدفاع عن مجموعة الدريبي." ثم جاءت الجملة التي سيحفرها أزميل المرافعات القانونية عندنا على لوحة من رخام:" .. وأن من لديه دليل ضد سلامة وصحة هذين المشروعين ولم يعلنه .. فهو مجرم! " لم أر استحثاثا لجلب دواعي التهمة مثل هذه الدعوة المحفزة كوخز الرماح.. وهنا أعطانا القناعة النفسية بأنه لا يطلق هذه الدعوة إلا من هو واثق حتى آخر خلية في إدراكه.. بأنه بريء.
ويبقى أن ما صرح به السيدان الدريبي والتويجري لا يمس مشروعا بذاته قدر ما يمس عدالة ونزاهة ومرونة كامل الأجهزة ذات العلاقة في التراخيص الاستثمارية.. لذا كان همهما طيلة البرنامج أن يوصلا الرسالة لقمة القيادة.. وهذا يدفعنا إلى سؤال مهم.. ماذا تفعل إذن عشرات المكاتب الرسمية.. أو ما لا تفعل؟ إذا، هذا هو الطريق لمنافسة البرامج الحوارية المنتشرة عبر الأثير، ولقد وجهت الإخبارية ُضربة ًمهنية ًمحترفة ًوخاطفة ضد منافساتها، وتعلن عن قدومها نجما يريد محلا رحبا في سماء قنوات الفضاء، إن استمرت على النهج. إن التعامل مع موضوع يقض مضاجع الناس وبصراحة ونزاهة وعدل وشجاعة هو الذي قد يكون الحل السريع لمآسٍ تجمعت على الناس حتى مزقت سعادة وجودهم، ورمتهم في دوامات الإفلاس، والمرض، والقهر، والضياع. على هذا المنوال، نريد برامج يظهر فيها أصحاب الشركات التي جمعت أموال الناس ولم تعدها، واحدا وراء واحد، ليشرح أمام الناس، لماذا حصل ما حصل، وكيف سيعيد حق الناس للناس، أو ما الذي يمنعه من فعل ذلك، حتى نطوي صفحات سوداء، ونبحث عن مستقبل أبيض. إن سارت الإخبارية على هذا الوضوح والحرفية بالتعامل مع مواضيع حساسة وقضايا عالقة، ببرامج حوارية مثل الذي ظهر به الدريبي والتويجري، سيهدأ خاطرُ الناس لأنهم كانوا لا يرون إلا طرفا من جبلٍ جليدي يطلُّ فوق المياه وكل كتلته الهائلة مخفية تحت الماء.. مهمة ُبرنامج ٍكهذا نزح المياه حتى تظهر المياه ما تخفي تحتها.. ويعرف الناس الحقيقة. معرفة الحقيقة المجردة أولى خطوات طريق جميل اسمه الراحة النفسية لمئات الآلاف من الناس. وإلى أصدقائنا بمحطة الإخبارية.. متى البرنامج القادم؟
najeeb@sahara.com (najeeb@sahara.com)
http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=12216&I=443600&G=1 (http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=12216&I=443600&G=1)
تحياتي