المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حمد الماجد ووزير العدل!



عبدالله احمد
21-11-2006, Tue 11:52 AM
ما هكذا العدل يا وزير العدل! / حمد الماجد
الشرق الأوسط / طالب سعودي يتهم في أمريكا بالتحرش بخادمته الإندونيسية تحرشا من الدرجة الرابعة، ويحكم عليه بالسجن المؤبد، وسفاح أمريكي يعمل في المارينز، يقتل مع سبق الإصرار والترصد في نيسان (إبريل) المنصرم مواطنا عراقيا كسيحا يعول 11 طفلا، ويقر الجندي الأمريكي بجريمته، وتحكم عليه محكمة أمريكية بحكم مهزلة هو السجن لمدة سنة ونصف!!يا لها من عقوبة ناعمة! ربما نسمع أنهم سيشفقون عليه من نعومتها يوما ما فيعفونه من نصفها، والمثير للدهشة أن اول من قبض عليه من مرتكبي قتل هذا المواطن العراقي البائس كان جنديا أمريكيا ثبت ضلوعه في الجريمة وأقر بها، وكانت عقوبته سنة واحدة فقط، وبلا أنصاف ولا أرباع!! يعني عقوبة أكثر نعومة من الناعمة التي قبلها!!فإذا كانت عقوبة القتل في ميزان المحاكم الأمريكية هو السجن سنة واحدة مع أن المجرم اعترف وأقر!! فأنا أتوقع أن المحصلة المنطقية لمحاكمة جندي امريكي ارتكب تحرشا جنسيا من الدرجة الرابعة، أن يحكم عليه بعقوبة السجن لمدة أربع ساعات مع وقف التنفيذ!!أجواء الحكم بالمؤبد على الطالب السعودي حميدان التركي سيطرت على لقائنا الأسبوع الماضي، بوزير عدل ولاية كولورادو الأمريكية، السيد جون سثرز حيث كنت أمثل الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية، في الاجتماع الذي دعت إليه السفارة الأمريكية في الرياض. ومن عجائب الأقدار أن صديقا لي أيملني بخبر الحكم على الجندي الأمريكي القاتل بسنة واحدة من موقع الـBBC بعد سويعات معدودة من لقائي بالمسؤول القضائي الأمريكي.وزير عدل «كولورادو» أكد لي في حديث جانبي جرى في السفارة الأمريكية في الرياض، نزاهة القضاء الأمريكي وسلامة إجراءات محاكمة حميدان التركي، والحرص على عدم التعرض بالأذى لأي متهم بسبب دينه أو عرقه أو مذهبه. ولكن في تصوري أن الإشكال يبقى في أن المتابع العادي لسير حكم المحاكم الأمريكية، يجد فيه تناقضا صارخا كتلك المحاكمتين اللتين حدثتا للطالب السعودي والجندي الأمريكي. هذا التناقض من الطبيعي أن يهيئ المناخ لنظرية المؤامرة ضد كل ما هو عربي ومسلم، ناهيك من أن المتهم هذه المرة، طالب سعودي وناشط جدا، ولهذا تمنيت من المسؤول الأمريكي أن يزود الجمعية بقضايا أحكام بالمؤبد على أمريكيين، موجهة لهم نفس التهم التي وجهت لحميدان أو شبيهة لها.المقارنة بين المحاكمة الهزلية لجنود المارينز الذين قتلوا مواطنا عراقيا وغيرها من جرائم المارينز في العراق، ومحاكمة الطالب السعودي حميدان المثيرة للأسى والجدل، تجعلني أتوقع أن الدكتور أحمد التركي شقيق حميدان، لم يكن مجافيا للحقيقة حين أكد لوزير عدل ولاية كولورادو، وبلغة مؤثرة ومقنعة أن السياسة قد امتزجت بمحاكمة أخيه مع أن التهمة جنائية وليست إرهابية. مثلا لم يفهم الدكتور أحمد ومعه ملايين السعوديين، لماذا تم تجنيد 30 من عناصر الـ FBI المدججين بالسلاح للقبض على حميدان؟ ولا لماذا هذه الحراسة الاستثنائية والإجراءات الأمنية المشددة التي صاحبت تنقلات أخيه من سجن إلى سجن، وصلت إلى حد اصطحاب موكب أمني مع إقفال الشوارع؟ ولا لماذا منع استخدامه لكمبيوتر محمول في السجن لمواصلة دراسته العليا؟ هل يعقل أن كل هذه الإجراءات تتخذ في حق طالب متهم بلمس خادمه؟!الظروف التي سبقت الحكم على حميدان، والضغوط التي مورست عليه وعلى أسرته المكلومة، تبعث بأكثر من علامة استفهام كبيرة. والغضبة السعودية الرسمية والشعبية تجاه الحكم الجائر والقاسي ضد حميدان لن تسكن فقط بزيارة مسؤول أمريكي قضائي رفيع المستوى مع التقدير للجهود الأمريكية في هذا الصدد. الذي يهدئ الغضب السعودي هو إطلاق سراح حميدان أو محاكمته محاكمة عادلة، وكلنا ثقة أنه بعد ذلك سيعود بحول الله إلى أسرته التي تنتظره، وكذلك وطنه الذي أصابه الضيق، ويكاد يتميز من الغيظ بسبب جور المحاكمة وقسوتها.ا.ه.

وزارة اللاعدل الامريكية!!!!!!!