المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضحايا الأسهم



مساهم سوبر ستار
17-11-2006, Fri 2:22 PM
أتمنى منكم زيارة هذا الرابط ..

http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20061117/Con2006111763494.htm



ننتظر منكم التعليق على هذا الموضوع ..



وحسبي الله ونعم الوكيل ..

مساهم سوبر ستار
17-11-2006, Fri 4:01 PM
ضحايا الأسهم .. مطلق ومريض ومدين

عكاظ ( المكاتب الداخلية ) تصوير: احمد بابكير، فهد الربعي، راشد الثويني
كيف لا تصبح الاسهم هم الناس وشغلهم الشاغل بعد ان تسببت في كثير من المآسي فكلما يظهر اللون الاحمر على الشاشات يسقط الكثيرون وتنهار بيوت والضحايا هم البسطاء الذين حاولوا ان يحسنوا اوضاعهم المعيشية بيد انهم ذهبوا الى السوق دون دراية وعلم بما فيه منهم من اقترض ومنهم من باع اغلى ما يملك واندفع الى ساحة البقاء فيها للاقوى. عندما ناقشت «عكاظ الاسبوعية» القضية البعض ألقى بالمسؤولية على البنوك التي تسيل المحافظ الاستثمارية وآخرون ألقوا باللائمة على الهوامير الذين يلعبون في السوق كما يشاءون يشكلون مجموعات من رجال المال او يمثلون شركات او منظمات مالية تطلق على نفسها «شركات وطنية».. الغانمون قالوا ان المستثمرين الصغار هم المتسببون فيما يحدث لهم من خسائر.اذا تحدثنا عن ضحايا الاسهم فان قصصاً مثيرة سوف تمر علينا من واقع تجارب الناس تلك الحكايات تعبر عن اندفاع غير مدروس وشراء غير متزن وحمى مضاربة جنونية. وكأن السوق ليس فيه الا جني ارباح دون خسائر وما تسجله اقسام التمويل في البنوك من حالات طلب مستمرة يعكس ان الآلام كانت اكبر بكثير من افراح وبشائر الربح.


علي القحطاني «موظف» راتبه الشهري خمسة آلاف ريال ذهب منتشياً للبنك وطلب قرضاً بقيمة مائة وخمسين الف ريال يقسطه من راتبه طيلة عشر سنوات بهدف المضاربة في الاسهم وسارع بفتح حساب خاص في الانترنت ليتولى التداول والبيع والشراء اليومي كان يعتقد انه يقوم بالتصفية اليومية بجني الارباح ويخرج من المبالغ التي حصدها من المضاربة السلسة مع موجات الصعود اليومي وبعد شهر واحد وجد ان المبلغ المخصص للمضاربة فقد نحو 80 في المائة من اصله وهي خسارة يصعب تعويضها لمثله وحاول الاستمرار وعاود الكرة عدة مرات لتعويض خسارته الا ان كل محاولاته باءت بالفشل واصبح المسكين يدور في حلقة مفرغة.. يقول القحطاني: لم اصب بالسكر والضغط الا بعد انهيار السوق، ضاع عمري وبقيت اسدد قرض البنك، الهموم تكالبت علي من كل جانب. واهلي في المنزل لم اعد اطيقهم.

فقدت خطيبتي

وتحول حلم الشاب سلمان السهلي بإكمال نصف دينه الى سراب يروي السهلي الحكاية فيقول نصحني احد الاصدقاء المقربين بان استثمر ما جمعته من مال اضافة الى مبلغ اقترضته من البنك يبلغ مائة وعشرة آلاف ريال في سوق الاسهم على امل ان يتضاعف في غضون اسابيع فيما لم يتبق على موعد زواجي سوى ثلاثة اشهر فقط ويواصل السهلي اضعت كل ما املك بدء من المال الى الخطيبة وحتى مبلغ القرض انخفض في سوق الاسهم ليهبط الى ثمانية آلاف ريال. فيما رفض ذوو العروس تأجيل موعد الزفاف ما ادى لعزوفي عن فكرة الزواج وفسخ الخطوبة.

اخي اختلسني

نعيمة نصار سيدة تجاوزت الاربعين لم تتزوج تعمل مدرسة في المرحلة الثانوية اشار عليها شقيقها بتجارة الاسهم لا سيما وان لديها مبلغاً لا بأس به يصل الى مائة وخمسين الف ريال وتروي الحكاية: للاسف بعد ثلاثة اشهر فقط قال لي اخي والحسرة على محياه لقد هبط المؤشر وانهار السوق. تحدث معي عن امور لا افهمها فأنا مدرسة اقضي جل وقتي بين طالباتي وكتبي. قلت له ماذا يعني هبط المؤشر فرد علي: يعني ان المئة والخمسين الف ريال اصبحت اثنين وثلاثين الف ريال اعتقدت في اول الامر انه يمازحني كما هي عادته دائماً. الا انه بعد ان طال حديثي معه اكتشفت انه كان جاداً في كلامه معي وتواصل نصار: تسلل الشك الى نفسي اعتقدت ان شقيقي اختلس المبلغ دبت المشاكل بيننا لم اعد اطيق رؤيته. وحتى الآن عندما افكر في الامر تأتيني وساوس بأن اخي وضع مالي في حسابه دون ان يستثمرها في الاسهم.

استدراج
اقترض مطلق المورقي من احد البنوك مبلغ مائة وخمسين الف ريال ليتاجر بها في سوق الاسهم يقول: كانت البداية جيدة وحققت ارباحاً مجزية اغرتني ان ازيد المبلغ الا اني فوجئت بانهيار السوق في غمضة عين وانحدرت المكاسب ولحقها رأس المال ولم يبق لدي سوى ثلاثة واربعين الف ريال من رأس المال فقط ويواصل اصبحت الديون تلاحقني واقساط البنك تسحب من الراتب شهرياً بواقع الفان ومائة ريال وتحولت ايام النعيم الى نكد وقلق وألم ويضيف المورقي: منذ ان دخلت سوق الاسهم وانا اعاني من صداع شديد لا اعلم اين ذهبت اموالي .

الاندفاع

بعد طول تفكير قرر الخروج من حالة الاستسلام لمرتبه الشهري المتواضع لينتقل الى مصاف الاثرياء سمع عن الاسهم وما يأتي من ورائها من ارباح وغنائم. فقرر الاقتراض من البنك واشترى سهم شركة مضارب نصحه الخبراء كما يقول بأنها سوف تحقق النسب تلو النسب والارتفاعات بعد اسابيع قليلة.. ان المسكين اشترى بقيمة ثلاثمائة الف ريال دفعة واحدة بعد ان اقتنع ووضع آماله وعلق احلامه بما مضى من قول ووعود كلامية.
وكان من سوء حظه انه على موعد لاجراء عملية في القلب طلب من اجلها اجازة لمدة شهرين من عمله. اجريت له العملية بنجاح وبمجرد عودته الى المنزل بعد غياب عدة ايام تسمر لمتابعة الاسهم والاستماع لتحليلاتها وآراء اساطينها فوجد اللون الاحمر يخيم على الشاشة والمؤشر فقد في ايام اكثر من خمسة الآف نقطة من النزول المحموم والخسائر اليومية التي تكبدتها الاسهم واثرت على مؤشرها العام.
ووجد المسكين اسهمه كانت اكبر الخاسرين وأشد المهرولين هبوطاً. التقط الآلة الحاسبة وبدأ يعيد حساباته بعد السقوط المدوي لانزلاق المزعج فوجد ان مبلغه تناقص ولم يبق منه الا ثلاثون الف ريال..فتضاعف عليه المرض مع هبوط القلب وانتكست حالته النفسية واعيد الى العناية المركزة في المستشفى.

بعت ارضي

عبدالله في مطلع الخمسينات من عمره دفعت به ازمة الاسهم الى مراجعة العيادات النفسية نتيجة الصدمة التي تلقاها من السوق. فيقول انا متقاعد عن العمل منذ فترة واب لعشرة ابناء ظروفي المعيشية صعبة جداً رغبت في تحسين وضعي المعيشي.. بدأت بنقل الركاب من جدة الى مكة بيد ان هذا العمل اتعبني كثيراً لا سيما واني اعاني من بعض الامراض سمعت عن الاسهم التي ستحقق لي ولاسرتي الاحلام.. لكن ذلك يحتاج الى مبلغ للدخول في السوق وبعد ان فكرت كثيراً اهتديت الى الارض التي امتلكها. بعتها اضافة الى مبلغ حصلت عليه من شراء سيارة بالتقسيط ودفعت بمئة الف ريال في سوق الاسهم دون دراية.. وكانت النتيجة المرة التي اعيشها حتى الآن يقول بن ردة: انا فعلت ذلك حتى اشتري منزلا جديدا لابنائي ومواجهة الحياة وضغوطها لأتفاجأ بعكس ما كنت اتوقعه بعد ان خسرت هذا المبلغ الكبير بالنسبة لي نتيجة انهيار سوق الاسهم المفاجئ الذي صادر احلامي البسيطة لاعيش على «الحديدة» واراجع مستشفى الصحة النفسية بعد الانهيار العصبي الذي اصابني.

زوجي طلقني

«الاسهم خربت بيتي وادخلتني قائمة المطلقات» بهذه العبارة بدأت ام طارق حديثها وتروي القصة فتقول: بعد زواج استمر سبعة وعشرين عاماً طلقني زوجي بسبب الاسهم. وتواصل كانت تحدث بيني وبين زوجي بعض الخلافات البسيطة الا اننا سرعان ما نحتويها، عشنا في سعادة وهناء، كنت لا ارى في هذه الدنيا سواه وهو كذلك.
وبعد ان ظهرت الاسهم في حياتنا فكر زوجي «سابقاً» ان يحسن من وضعنا المادي. كان لديه بعض المال واقترض الباقي ليجمع نصف مليون ريال ودخل بالمبلغ في السوق ومع ظهور المؤشر الاحمر فقد اغلب ماله واصبح مديوناً.
عاش في حالة نفسية سيئة على اثرها اخضع للعلاج النفسي وعاد للمنزل تعكر مزاجه اصبح عصبي المزاج فقد متعة الحياة لم يعد ذلك الانسان المرح. احال المنزل الى مكان لا يطاق نفر منه الابناء حاولوا ان يخرجوه من ازمته. كان اضعف من ان يتحمل الصدمة وفي لحظة خصام انفعل وطلقني.. بكيت كثيراً لما آل اليه حالنا تشتت الابناء بعد ان انهار منزلنا .

رهنت منزلي

عبدالله الحربي احد الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بعد الانهيار الاخير لسوق الاسهم.
يروي الحربي القصة فيقول حثني احد زملائي في العمل على الدخول الى السوق وقال سنجني خيراً كثيراً وقد تصبح مليونيراً خلال عامين فقط. فوقف المبلغ امامي..
ويواصل الحربي اقترضت مليون http://www.okaz.com.sa/okaz/images/new/Open-DblQ.gif الاندفاع
وراء الارباح
خلف
خسائر كبيرة


الضغط على
الشركات لطرح اكبر قدر من اسهمها للمواطنين


لا يجوز
شرعاً الاستدانه
لغير
الحاجة


http://www.okaz.com.sa/okaz/images/new/Close-DblQ.gif
ريال مقابل رهن منزلي واقتحمت السوق قبل انهياره بأيام قلائل ويا ليتني لم افعل. فالمؤشر الاحمر اخذ يطاردني اينما رحلت بين الشركات وهكذا حتى خسرت تحويشة عمري فلا الاسهم ربحت ولا منزل ابنائي سيبقى.
سرادق عزاء

في احد المنازل بمكة اقيمت سرادق عزاء توافد الناس من كل حدب وصوب لتأدية الواجب.
الفقيد رجل اسمه سعيد وجده اهله ملقى على الارض بجوار جهاز «الكمبيوتر» داخل مكتبه في المنزل وبتدخلات طبية عاجلة ذكر الاطباء وفاته بسكتة مفاجئة عرف ذووه حينها ان السوق منهار وبقي المؤشر الاحمر صامداً بين الجميع.
يتحدث شقيق الفقيد فيقول الانهيار الحالي يذكرنا بما حدث في العام الذي راح ضحيته اناس كثيرون فالنكسة الحالية تسببت في وفاة اخي سعيد رحمه الله بعد فقدانه لاكثر من نصف مليون ريال مخلفاً عشرة ايتام.
مسعد حسان عمل في تجارة الماشية يورد الاغنام ويبيعها بعده استقر به الحال توسع في تجارته وفتح منشآت تجارية وصناعية وشاء القدر ان يدخل في سوق الاسهم والمضاربة فيها الى ان دخل بعشرة ملايين ريال.. في البداية جنى ارباحا وهذا ما اغراه وشجعه على المضاربة بالارباح ورأس المال وما هي الا اشهر وينهار السوق بعد ان وصل واحدا وعشرين الف نقطة. واصيب بن حسان بانهيار عصبي وجلطة في النصف منه وتضاعفت الجلطة فنقل على اثرها للمستشفى وكان كل همه الخروج بنصف رأس المال بيد انه لم يستطع وصل به الحال الى الهوس والهذيان حاول ابناؤه اخراجه من الازمة التي يعيش فيها ذكروه ان الدنيا فانية الا ان حالته تزداد سوء فقد خسر ماله وصحته والسبب المؤشر.

سوق لا امان له

«اكلت ما امامي وخلفي» هكذا يقول خالد صالح احد ضحايا الاسهم يقول صالح اكلت ما امامي وهو ما كنت املكه وليتها توقفت عند ذلك بل اكلت ما خلفي وهو ما لا املكه حيث ان كثيراً من الاصدقاء والاقارب قدموا لي اموالهم لاستثمرها في السوق بعدما رأوا المؤشر مرتفعاً. الا ان السوق ليس له امان ولا ضوابط فما ان بدأت الارباح حتى جاء الانهيار الذي حولني الى مديون لأكثر من شخص. فسوق الاسهم بطيئ الارتفاع سريع الهبوط.

ابن القرية والمليون

هادي ابراهيم معلم بأحد المدارس يروي حكاية كان هو شاهد العيان فيها فيقول كان لي صديق في المسكن كنا نعمل في نفس المدرسة وكان من انشط المدرسين واذكاهم وعندما علم بسوق الاسهم اقترض مبلغا من المال بالاضافة الى مبلغ كان معه واقتحم البورصة بمئة الف ريال وربما لذكائه ـ رغم ان السوق لا يعترف بالنباهة ـ استطاع ان يجمع وخلال فترة وجيزة نصف مليون ريال نصحناه ان ينسحب من السوق بالغنائم الا ان الطمع كان لديه بالمرصاد استمر في المضاربة فارتفع ماله حتى وصل الى سبعمائة الف ريال. صديقي كان في قمة سعادته فهذا يعني انه سيتزوج في افخم القاعات وسيشتري منزلاً لا بأس به. ويواصل ابراهيم سرد الحكاية. بعد ان ارتفع المبلغ لم نتحدث مع صديقنا تركناه في المضاربة ربما سيرتفع المبلغ وخشينا ان يتهمنا بالحسد.. وبينما صديقي يخطط ماذا سيفعل عندما يصل المبلغ الى المليون تلونت الشاشات بالاحمر سقط المؤشر اعتقدنا في البداية ان ما حدث هو كبوة جواد وستعود الامور الى نصابها. استمر النزول ونحن نترقب الامور عن كثب ووضع صديقي يتأثر بما يراه داخل الشاشة. مرت الايام والوضع يزداد سوءاً وانعكس ذلك على صديقي المعلم المجتهد لم يعد يأكل معنا. عيناه فارقها الكرى بكاء مستمر حسرة يقول ابراهيم اخذناه الى العيادة النفسية وصفت له المهدئات ازداد غيابه عن المدرسة كان ليسأل عنه المدير وعندما اخبرناه بما حدث التمس له العذر وبعد ان هبط المبلغ الى مئة وثلاثين الف ريال وضعنا ايدينا على قلوبنا اتصلنا على والده في قريته واخبرناه ماذا حل بابنه وعندما وصل ابوه الى مقر السكن قرأ خطابا من مدير المدرسة ينذر ابنه بالفصل في حالة استمرار غيابه عن التدريس تحسر الوالد كثيراً على وضع ابنه.

اين الرقابة؟

سوق الاسهم جعلني احول سيارتي الى وسيلة نقل ركاب لاوفر احتياجات اسرتي.. هكذا بدأ علي آل سليم حديثه واضاف: قصة دخولي الى سوق الاسهم بدأت عندما تقاعدت من عملي وحصلت على مستحقاتي التي وصلت سبعين الفا ثم اقترضت من احد البنوك اصبح المبلغ مائة وسبعين الف ريال وقررت ان احسن من اوضاعي المادية من خلال سوق الاسهم.
وقال بنبرة حزن «لكن جهلي بالسوق جعلني افقد كل مستحقاتي من تقاعدي وايضاً القرض.

تأثر الجمعيات الخيرية

اوضح احد العاملين في الجمعيات الخيرية ان الجمعيات تعتبر احد ضحايا سوق الاسهم هذا العام دون ان يكون لها محافظ استثمارية وقال مفضلاً عدم ذكر اسمه ان مداخيل الجمعيات تناقص عن الاعوام السابقة بنسبة كبيرة وبصورة تدعو للقلق بل ان شهر رمضان الماضي سجل «وفقاً للمصدر» الى ما دون النصف تماماً من حيث حجم التبرعات من زكاة وصدقة. مضيفاً ان هناك اشخاصاً كانت الجمعيات الخيرية تلجأ اليهم عندما تتعرض لأي ازمة لكنهم هذا العام لم يستطيعوا دعم الجمعية واعلنوها صراحة انهم خسروا اموالهم في سوق الاسهم.

احلامنا متواضعة

عبدالرحمن الشهري فقد الارض التي كان يمتلكها بسبب الاسهم يتحدث الشهري فيقول: احلامنا متواضعة ونبحث عن أية وسيلة شريفة لزيادة اموالنا وتحسين حياتنا المعيشية في ظل الظروف الصعبة مضيفاً ومنذ ستة اشهر انطلقت الى عالم الاسهم ودخلت بمبلغ ثلاثين الف ريال كانت قيمة ارضي كنت اعتقد ان المبلغ سيتضاعف غير اني تفاجأت بالخسارة التي لم تكن في الحسبان وفقدت الارض.

لا مكان للبسطاء

«لا مكان للبسطاء في هذا السوق بل هو للهوامير فقط» بهذه العبارة بدأ محمد بن سحمان حديثه واضاف: كبار المضاربين يعرفون كيف تدار اللعبة جيداً فلديهم ايادي خفية في البنوك ويعرفون اين اتجاه السهم فان كان صاعداً كانوا اول المشترين وان كان هابطاً كانوا اول الفارين ويروي مأساته فيقول: اشتركت في عدد من الصناديق الاستثمارية في البنوك التي كانت اعلاناتها تملأ صفحات «النت» والصحف والمجلات وبدأ احد هذه البنوك بدغدغة مشاعري بارسال رسائله بان لي 1000 وحدة بما يقارب 9700 ريال وفي فترة وجيزة ربحت عشرة في المائة بعدها استدعاني البنك للمساهمة في صندوقهم للاسهم المحلية وبعد ارباح بسيطة انتكس السوق فعزمت على سحب اموالي فنصحني مسؤولو البنك بعدم فعل ذلك وقالوا: ان خبراءهم الذين يديرون الصناديق يتوقعون ان السوق سيرتد وما حدث هو جني ارباح طبيعي.
وبالفعل اقنعوني حتى جنوا مالي كله ومن تسعة ملايين لم يبق لي سوى ثلاثة ملايين وينصح بن سحمان كل من فقد ماله في الاسهم ان لا يفقد عقله لذلك ترك متابعة الشاشة الى ان تحل هذه العقدة وليشبع الهوامير ويتركوا الفتات للبسطاء.

البنوك هي السبب

في هذا الشأن يرى المحلل خالد الجميعي ان البنوك هي السبب الرئيسي في الانهيار بسبب تسييل المحافظ الاستثمارية وقال يجب على وزارة المالية ومؤسسة النقد وضع حد لهذه البنوك فهي اولاً لم تقدم أي خدمة للمجتمع اضافة الى انها السبب الرئيسي في تدهور سوق الاسهم والضغط على العملاء من خلال قروض مالية تصل نسبة فوائدها الى 6 في المائة والمواطن ليس له بديل عن ذلك.

سوق قاتلة

اما المحلل الاقتصادي عبدالله خلف يرى ان سوق الاسهم لم يعد يجد القبول الكافي من قبل شريحة كبيرة من المتعاملين لا سيما صغار المتداولين اذ خسر غالبيتهم جزءاً كبيراً من اموالهم جراء انخفاض المؤشر بدخولهم السوق خلال عام 2005م والنصف الاول من العام الجاري اضافة الى عودة المؤشر الى ادنى مستوياته خلال الايام الماضية بنزوله عند مستويات فبراير 2005م تحت مستوى ثمانية الاف نقطة واضاف بان الخسائر الكبيرة التي تكبدها المتعاملون انعكست على اوضاعهم المعيشية ومن بينهم اسر تحملت ديونا بمئات الالاف من خلال قروض بنكية تصل عند سدادها اكثر من خمس سنوات كل تلك الاحوال ضاعت في غضون ايام قليلة.

للهوامير فقط

المحلل الاقتصادي علي القحطاني يقول: صغار المستثمرين ليسوا كالكبار في السوق فهم يرتعبون اذا مال السوق الى اللون الاحمر وامتدت الخسائر الى حدود محافظهم فأموالهم مجلوبة من حسابات القروض البنكية. وتلك القروض مجدولة شهرياً من مرتب المساهم الصغير الى عشر سنوات او نحوها.
والبنك لا يجادل في مسألة الخصم الشهري لتحصيل القسط لذلك فالمساهم يضع يده على قلبه اذا نزل السوق وهو اول المندفعين للخروج والبيع والتصريف العاجل خشية مزيد من الخسائر. بيد ان السمك الكبير لا يرحم السمك الصغير.

ثرياً في شهر

مدير فرع وزارة التجارة بابها محمد ابوخرشة قال: اشعر اننا اصبحنا نبحث عن الثراء بكل الطرق والاساليب وبعضنا اعتقد انه يأتي من خلال تطبيق فلسفة في الحركة بركة دون منهج تخطيطي او خطوات علمية منظمة. هناك من باع منزله ودخل السوق التي لا ترحم اصحاب الاعصاب الضعيفة والنتيجة ان بعض هؤلاء لم يعد يملك مسكناً وآخرون باعوا سياراتهم واستخدموا الليموزين منتظرين الارباح المتزايدة في الاسهم فلم تعد الاموال.

الاشاعات

اما يوسف العثمان احد المتعاملين في سوق الاسهم فيقول ان ذوي الدخل المحدود انجرفوا خلف الشائعات ما جعلهم ضحايا لخسائر نجمت عن تراجع المؤشر فهم دخلوا السوق دون دراسة او خطط واضحة. وغالبيتهم اقترضت او باعت ممتلكاتها لتأمين السيولة الكافية لدخول السوق.

مسرحية ساخرة

وشخص الحالة الدكتور حبيب الله التركستاني استاذ ادارة الاعمال والتسويق الدولي بجامعة الملك عبدالعزيز فيقول: فجع السوق الاسهم بالانهيار المعروف في الفترة السابقة بعد ان وصل المؤشر الى اكثر من 16000 نقطة ووقع الحدث كالصاعقة على كثير من صغار المستثمرين وحدثت مآسي كثيرة وسمعنا قصصاً مؤثرة عن ذلك الانخفاض والتراجع في السوق غير المتناسب مع الوضع الاقتصادي المحلي الذي كان يشهد نموا مطردا ومازال بعد انتعاش سوق النفط والقطاعات الاقتصادية الاخرى وهذه الايام تعود الازمة من جديد وبعد ان اطمأن صغار المستثمرين للسوق وبأن ما حدث في السابق كان خطأ غير مقصود عادوا للسوق كمستثمرين جدد او كمستثرين متضررين من السابق ويرغبون في الخروج الى الساحة بعد ان تحسن السوق لتعويض الاضرار التي تكبدها من الانتكاسة الاولى.
ويواصل الدكتور تركستاني «بيد ان ما حدث في الاسبوع الماضي من انهيار جديد كان كالقشة التي قصمت ظهر البعير والذي حدث حاليا اكد على ان ما جرى في السابق من انتكاسة ما هو الا مسرحية هزلية بطلها فريق يلعبون في السوق كيفما شاءوا ليشكلون مجموعات من رجال المال او يمثلون شركات او منظمات مالية تطلق على نفسها «شركات وطنية».

الاضرار الاجتماعية

وعن الاضرار الاجتماعية قال الدكتور تركستاني: تمثل في انفصال البعض عن علاقتهم الزوجية بسبب الاموال فالزوج اضاع اموال زوجته ورفضت الزوجة القبول بهذه الخسارة والمطالبة بالتعويض او الخلافات الاسرية بين الاخ والاخت بسبب ضياع المال المقترض من احدهم للاخر والمطالبة بتسديد الدين.. اما الاضرار الاقتصادية فقد تمثلت في المديونية الكبيرة التي وقع فيها احد الاطراف للبنوك او للمؤسسات المالية المقرضة وبداية تنفيذ الدائن للمدين الاجراءات القانونية للحصول على مبالغ القرض كقيام المقرض ببيع العقار او الرهن الذي اودعه المقترض لصالح المقرض وعلى سبيل المثال هناك كثير من الحالات التي بدأت فيها الجهات الدائنة في بيع الرهن الذي لديها في سبيل تسديد الدين.

خوف وجنون

ويتحدث الدكتور التركستاني عن التأثيرات النفسية فيقول زار المستشفيات الكثير من الحالات النفسية التي تعرض لها المستثمرين الصغار اذ شعر البعض بفقدان الذاكرة والبعض بالجنون واخرون بالخوف من كل شيء وهكذا تدهورت الحالات النفسية لهؤلاء.

الاقتراض من اجل الاسهم

اما رئيس المحكمة الجزئية بمحافظة جدة الشيخ عبدالله العثيم اكد على اهمية عدم لجوء الانسان الى الاستدانة من الغير مالم يكن مجبرا على ذلك لان الدين من اعظم الاشياء التي اوضحها الله سبحانه وتعالى في كتابه ونبه الى اهمية ايفاء الدين حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بما معناه ان الانسان معلق بدينه حتى انه لم يؤد صلاة الميت على احدهم عندما علم انه مات مديونا وهذا دلالة على الحذر من الاستدانة وعدم السداد لاسيما للاشخاص الذين يستدينون من اجل دخول سوق الاسهم دون معرفة.
او ان الله تعالى قد يكتب لهم خلاف ما يبتغون فيجدون انفسهم في اقسام الشرط وفي المحاكم مجبرين على سداد ديونهم رغم انهم لايملكون شيئا.. وينصح الشيخ العثيم من يرغب في ابتغاء فضل الله ان يتوكل عليه اولا وان يؤمن ان الخسارة والربح من عند الله وان لايكلف المرء نفسه الا حسب طاقتها ومعرفتها.
محمد البرعي احد المهتمين بأحوال السوق والمحلل لمعدن الذهب شاركنا في القضية وقال: تعرض كثير من الناس لخسائر مالية فادحة اثرت على مجرى حياتهم اليومية لاسيما الذين دخلوا السوق باموال استدانوها او باعوا ممتلكاتهم من ذهب وسيارات وأراض هم اناس لاعلاقة لهم بالسوق ولا بمضارباته انما هم الراكضون خلف الثراء السريع

الرأي النفسي

يتحدث الدكتور حسن محمد ثاني استاذ علم النفس المشارك بكلية المعلمين بالمدينة المنورة عن الاثار النفسية لانهيار سوق الاسهم على المجتمع والخاسرين بصفة خاصة فيقول ان الانهيار الذي حدث للسوق في شهر فبراير 2006م صاحبه انهيار اصاب بعض المتعاملين في السوق وهذا الانهيار يطلق عليه من الناحية النفسية الانهيار العصبي او النفسي وتزداد حدته كلما زادت حدة المؤشر.
وتختلف حالات الاضطراب النفسي للمتعاملين في سوق الاسهم حسب حجم المحفظة والخسائر فكلما كانت المحفظة كبيرة ساوتها الخسائر في الحجم وهذا ينعكس على الصدمة النفسية وعندما تصل الحالة النفسية للفرد الى درجة الانهيار النفسي فانه يعجز عن التفكير المنطقي واتخاذ القرار الحكيم فعقله يتوقف عن التفكير.
ويواصل الدكتور ثاني في تلك الحالة: المستثمر يراقب السوق ينحذر وامواله تتبخر ولايعرف ماذا يفعل؟ هل ينسحب ام يستمر؟ ولا يجد الاجابة

سكتة قلبية واكتئاب

وقد يصاحب الاضطراب النفسي اعراض مرضية وجسمية كالسكتة القلبية وارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة السكر والحموضة والصداع.
وهنالك اعراض مرضية نفسية اخرى تظهر عند بعض المتعاملين في السوق منها الاكتئاب والشعور بالحزن والاسى وندب الحظ والضغوط النفسية وهذا النوع من الاضطراب يصيب الفئة التي استدانت او باعت مدخراتها وخسرت كل شيء تملكه ومطالبة في نفس الوقت بتسديد ما عليها من ديون.ويقول الدكتور ثاني اذا كان اهل الاختصاص في الميدان المالي والاقتصادي غير قادرين على مد يد العون لضحايا سوق الاسهم فان طلب المشورة من اهل الاختصاص في ميدان الطب النفسي والعقلي قد يساعد المتعاملين على التغلب على اضطرابهم النفسي والعصبي.

ذبحة صدرية

الاستشاري ورئيس قسم القلب بمستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور عثمان متولي يقول ان عيادات القلب من الطبيعي ان تستقبل بين الحين والاخر بعض الحالات المصابة بالذبحات الصدرية نتيجة تعرضهم لضغوطات نفسية او بسبب افراطهم في الاكل والتدخين وعدم ممارسة بعض انواع الرياضة وكل تلك من الاسباب الرئيسية المؤدية لامراض القلب.ونلاحظ في الآونة الاخيرة ازديادا في قائمة المصابين بامراض القلب وكان للمستثمرين الصغار في الاسهم دور في ذلك فبعد تعرضهم لخسائر مالية لم يستطيعوا تحملها فاصيبوا ببعض الذبحات الصدرية اجبرتهم على دخول المستشفيات.

الارامل والمطلقات

سميرة الغامدي الاختصاصية النفسية بمستشفى الصحة النفسية بجدة تقول ان الاشخاص الاكثر تعرضا للانهيار النفسي بسبب الخسائر المادية في سوق الاسهم هن السيدات الارامل والمطلقات والعانسات اللائي لاعائل لهن فهن وضعن كل مدخراتهن وامالهن في الربح من هذه الاسهم لتبعدهن عن شبح الاستدانة من الاخرين الا ان الرياح جرت بما لاتشتهي السفن.

ما بعد الخسارة

يؤكد الدكتور محمد عبدالله شاووش استشاري الطب النفسي ان هناك انعكاسات نفسية واجتماعية على صحة الانسان عند انهيار سوق الاسهم ويضيف: وتعد الاسهم احد اهم عوامل المؤثرات النفسية «الكروب او الضغوط» والتي تتصف بالاستمرارية والمتزايدة مما يجعل تأثيرها النفسي والاجتماعي تأثيرا بالغا ونتيجة لهذه الضغوط ترتفع مادة النوابنغرين تزايدا مطردا مما ينتج عنه ارتفاع معدل الاصابة بامراض القلب والذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر وعدم انتظامه مع العلاج وامراض الربو والروماتيزم والصداع المزمن والآلام الجسمية بسبب طبي والصدفية والبهاق وحب الشباب وقرحة المعدة والقولون العصبي والصداع النصفي وزمرة اخرى من الامراض الجسمية التي تعد مؤشرا خطيرا لارتفاع نسبة الامراض كما انها قد تؤدي الى حالات الوفاة المفاجئة عند الزيادة الشديدة من ارتفاع تلك المادة بفعل الضغوط المتتالية.



وما خفي كان أعظم ...

fhdfhd
17-11-2006, Fri 5:38 PM
الله يخلف على المسلمين
ويعوض كل خسران