أزمة الأسهم الحالية .. دعوة لمراجعة أنفسنا تجاه الله عز وجل وسعينا للكسب الحلال

[مؤشر مالي]

الثوابت :
قال تعالى : (يَمْحَقُ اللَّهُ الْرِّبَا )
وقال سبحانه في كتابه الكريم : (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا )
وقال تعالى : (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)
وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ. فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ)

همسه من القلب :
ـ لعل مانمر به الآن من انهيار لسوق الأسهم هو مجرد تحذير من عند ربنا العزيز الحليم لعباده ، وجمعينا الآن نلقي بالتهم والشتائم تجاه من تسبب بانهيار السوق من جهات وأشخاص ، ولكن بالمقابل يجب علينا أعاده النظر ومحاسبه النفس في الكثير من التعاملات المالية فيما يختص بالأسهم وغيرها ، ففي السنين الاخيره تساهل الغالبيه منا في كثير من النواحي المالية ، ولا اخص بذلك جمهور المتداولين فقط بل حتى أهل العلم والبنوك وأصحاب القرار ، وأنا ندعو الله عز وجل أن يرحمنا من عقابه ويغفر لنا .
ـ ظهرت في الفترة الماضية تقسيمات كثيرة للشركات في سوق الأسهم ، منها ما يحرم الاستثمار فيه ومنها ما يجوز الاستثمار فيه ، ومنها ما هو حلال ، وأصبحت لكل عالم قائمه وأحكام خاصه للتداول والاستثمار في تلك الأسهم ، فمنها مايكون (مباح) لدى (عالم) و(غير جائز أو محرم) عند (عالم آخر) ، مما أصاب الناس بنوع من الحيره ، و(اختلاف العلماء رحمه) ، لكن لاننكر أن الله سبحانه وتعالى قد انعم علينا في أيامنا هذه بتعدد وسائل الاتصال والتحقق من المشبوه والحرام في تلك الشركات مما يلقي على الجميع مسئوليه اكبر للتحقق من تلك التعاملات وأفاده الناس بها على الوجه السليم ، ولا أنكر جهود علمائنا الأفاضل في ذلك جزاهم الله خيراً وندرك جميعاً صعوبه أن يقوم فرد واحد من التحقق من ذلك بالإضافة إلى الجهد الكبير في دراسة ميزانيات الشركات مع ما يزاولونه من وظائف وواجباتهم تجاه أسرهم ، ولعل هذا الاختلاف يبرز أيضا عند طرح أي اكتتاب جديد ، فاختلاف الأحكام يصيب الناس بالحيره والتشتت خصوصا مع ضيق العيش ورغبه الناس في كسب المبلغ الضئيل الذي ينتج من تلك الاكتتابات ، لذا ادعوا ولاه الأمر إلى إنشاء (لجنه اقتصادية إسلامية) تابعه لدار الإفتاء تجمع العلماء الأفاضل بالاضافه إلى العلماء المختصين في علوم الاقتصاد الإسلامي ، وتمنح كامل الصلاحيات في مخاطبة الشركات وطلب المعلومات فيما يساهم في توحيد الفتوى بما يتفق مع الواقع ، بالإضافة إلى إصلاح ومعالجه الأخطاء في حال وقوعها .
ـ للأسف أصبحت لفظ التعاملات الإسلامية (مجرد عبارة تسويقية) لبعض الشركات والبنوك لجذب زبائن وعملاء جدد ولكن دون تنفيذ حقيقي وشامل لتلك التعاملات ، فالتحايل على الناس وعلى الدين هو سمه البعض منهم ، وذلك ذنب وأثم عظيم تجاه خالقنا سبحانه وتعالى ، واني أدعو أيضاً أصحاب القرار في الشركات والبنوك إلى تقوى الله عز وجل والشروع بأقصى سرعة إلى معالجه البنود المحرمة في شركاتهم إلى إسلامية .
ـ (الصناديق الإسلامية واللجان الشرعية القائمة عليها) ، يعاب على تلك اللجان للأسف الشديد عدم مراقبه صفقات هذه الصناديق وعملياتها مراقبه دقيقه وبشكل يومي ، وتلك اللجان تحملت الأمانة ، وهم مسئولين تجاه الله عز وجل عن تلك الأوعية الاستثمارية التي بها كم لايستهان به من أموال الناس الذين سعوا إلى الرزق الحلال .
ـ (البنوك ذات الطابع الإسلامي) التي تتسابق على تنفير الناس من جراء المعاملة السيئة وعدم الاحترام ، والتي تدفعهم إلى الهروب منها واللجوء إلى البنوك الربوية ، نظراً لفرق المعاملة والاحترام ، تحتاج هذه البنوك الإسلامية إلى أعاده النظر في أوضاعها بشكل متكامل .

وفي النهاية :
أدعو الله عز وجل أن يغفر ذنوبنا ويتجاوز عنا ، ويعوض علينا بالحلال ، ويزيل عنا الهم والغم ، ويديم علينا الصحة والعافية ، ويرزقنا من خيراته ونعمه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته