المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من اوقف زيت الزيتون؟ جدعون! من هو؟



عبدالله احمد
08-11-2006, Wed 1:42 PM
جدعون يلاحق المزارعين وطلاب المدارس

بي بي سي- قرية سالم http://newsimg.bbc.co.uk/shared/img/999999.gif

يعد موسم قطف الزيتون من أهم الموارد الاقتصادية في الضفة الغربية، فشجرة الزيتون تشكل كما ‏يعتقد رجال الاقتصاد العمود الفقري للاقتصاد في الضفة الغربية و ينشط الفلسطينيون هذه الايام ‏بقطف ثمار الزيتون.
http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/42287000/jpg/_42287084_olive.jpg الأولاد شاركوا بموسم الزيتون بعد توقف المدارس

وموسم القطاف أو كما يسمى خرط الزيتون هو موسم قصير ومهم ولكن ‏المشكلة هذا العام كما في السابق‏‎، هي ‎تعرض المزارعين لمضايقات الجيش الاسرائيلي والمستوطنين اليهود الذين يقطعون الاشجار أو يعتدون على المزارعين الفلسطينين ويخيفونهم.‏
‏ ‏ تمنع السلطات الاسرائيلية من حين إلى آخر المزارعين من الوصول إلى أراضيهم. فعلى سبيل المثال ‏الجيش منع قبل اسبوع مزارعي قرية سالم قضاء نابلس من الوصول بحجة أن أحدهم ألقى قنبلة ‏مولوتوف على المستوطنين اليهود.
وتقول أم محمد مزارعة من قرية سالم: "الجيش يمنعنا من ‏دخول أراضينا والعمل، وهم يلاحقوننا. نعمل في بعض الايام ولكن ليس دائما والموسم قصير ".‏
سكان القرية يتحدثون دائما عن جدعون وكأنه شبح يلاحقهم فتقول ام محمد "جدعون يأتي و يطردنا ‏طوال الوقت. هو من المستوطنة ويطلق النار علينا".
ويحيط بقرية سالم عدد من المستوطنات ‏اليهودية التي يعيش فيها عدد كبير من المستوطنين المتطرفين الذين يسعون للبقاء في هذه ‏المستوطنات إلى الابد و بعضهم يصادر الاراضي ويقيم مستوطنات صغيرة دون الرجوع إلى ‏السلطات الرسمية الاسرائيلية ويمنعون الفلسطينين من فلاحة أرضهم لأنهم يرون هذه الارض ملكا ‏لهم سواء ما يرونه أعطية من الرب أو سواء أو إخذت بالقوة دون أسباب عقائدية.
فالاستيطان في منطقة نابلس هو ليس ‏فقط استيطانا سكانيا بل أيضا استيطان زراعي فما تعطيه الارض يصادر. والحكومة الاسرائيلية ‏تتحدث بإستمرار عن محاولة وقف اولئك المتشددين وتدمير المستوطنات الصغيرة الجديدة التي ‏تسمى اسرائيليا بالمستوطنات العشوائية وعلى أي حال هذه المستوطنات يجب اخلاؤها وفق اتفاق ‏خطة خارطة الطريق وتم بالفعل هدم بعضها إلا أن ما يحدث هو أن بعد أيام يأتي الدعم المالي و يتم ‏اعادة البناء في منطقة اخرى وفي الاغلب على قمم الجبال فيما ‏يعرف باسلوب أرئيل شارون الاستيطاني.‏
وجدت الاطفال في سالم يساعدون في قطف الزيتون بدل الذهاب إلى المدرسة فقال أحدهم " ‏المعلمون لا يأتون إلى المدرسة بسبب اضرابهم وذلك منذ شهرين وأنا مللت من البيت وأريد ‏العودة إلى المدرسة ".
بعد ذلك بدأ الطفل يغني أغنية "وين الراتب فيش فيش" التي أصبحت رمزا ‏لاضراب المعلمين.
وموسم قطف الزيتون تحسن بلا شك لزيادة الايدي العاملة في قطف هذه الثمرة ‏التي تحتاج لعناية فمعظم الاطفال يتوجهون إلى مزارع ذويهم والجميع يعمل سويا و لربما هذه هي ‏الفائدة الوحيدة من اضراب المعلمين كما قال لي أحد سكان القرية.
الاطفال يخافون من جدعون ‏ويقولون إنه اذا رآهم يلعبون في المزارع فإنه يطردهم إما برمي الحجارة عليهم أو اطلاق النار في ‏الهواء فهو وأعوانه يتربصون لهم دائما.
‏ يقول مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية إن المستوطنين يحمون أنفسهم من الارهاب ‏الفلسطيني.
‏ التقيت مع المزارع عز الدين حمدان وهو يقطف الزيتون مع أبنائه وسألته عن موسم هذا العام فقال" ‏تفاجأنا قبل يومين بالجيش يمنعنا من الدخول إلى أراضينا وتم إرجاعنا إلى القرية و تم الاعتداء على ‏عدد من الشبان. هذا موسم مهم جدا لنا ولكل المزارعين فشجرة الزيتون هي مقدسة عندنا. فأنا ‏تركت عملي وتوجهت لقطف الزينون مع عائلتي وإخوتي. فنحن لا عملنا ولا قطفنا الزيتون و‏بالتالي يوجد خسائر مالية ".‏
سألت المزارع عز الدين عن جدعون ومن هو " يمكن إسمه جدعون أو سكالي لا نعرف إسمه ‏بالضبط وهو يصادر أراضي المزارعين ويزرعها و يأخذ محصولها. الاراضي السهلية يزرعها ‏حبوب و الجبلية عنب ".‏
قرية سالم تكاد تكون محاطة تماما بخندق كالذي كان يحيط قلاع العصور الوسطى من كل جانب , ‏رئيس المجلس البلدي عدلي اشتيه يوضح ماهية هذا الخندق "هذا الخندق حفر قبل ثلاث سنوات و ذلك بحجة حماية الطريق الالتفافي الذي يستخدمه المستوطنون والخندق بعمق ثلاثة أمتار وعرض ‏أربعة أمتار , فقسموا الاراضي الزراعية إلى قسمين الاول بعد الخندق لا نستطيع الوصول هناك و القسم قبل الخندق يمنعونا أحيانا من العمل فيه ".‏
أما عن جدعون فهل هو شبح أم مستوطن متطرف، يجيب رئيس البلدية " كل المشاكل في قريتنا هو ‏يتحمل مسؤوليتها , فعنده بؤرة استيطانية مكونة من خمس كرفانات ومعه خمسة وستة زعران ‏وسبب لنا مشاكل في العام الماضي و هذا العام ".‏
معظم المزاعين يقولون إن موسم هذا العام أفضل بقليل مقارنة مع السنوات الماضية خاصة بعد تدخل ‏الكثير من الهيئات الرسمية بمطالبة الجيش بتسهل عمل المزارعين و إبعاد جدعون وأمثاله .‏