محلل اقتصادي
07-11-2006, Tue 11:38 AM
بصراحه مقال جريء وبخاصه اخر 5 اسطر
أحياناً... السوق السعودية للتقبيل
عبدالعزيز السويد الحياة - 06/11/06//
"للتقبيل"... مصطلح شعبي سعودي، يعني العرض للبيع على عجل. ربما يعني في مضمونه تقبيل رأس من يُقْدِمُ على الشراء! وسوق الأسهم السعودية تعرضت خلال ثمانية أشهر لانهيارين قياسيين، الأول في شباط (فبراير) والثاني هذه الأيام. الأول لم تُعرف أسبابه حتى الآن. ولم يجر التحقيق فيه، أو لم يعلن عن شيء من ذاك! فقد قيل إنه أمر طبيعي، لأن الأسعار متضخمة! ولم تعد الأسعار كما كانت، ولا قريباً منها. وهاهي تنهار مجدداً، وتفقد آلاف النقاط خلال أيام معدودة، وكأنها هدية العيد وقت التداول الجديد. وخلال الفترة بين الانهيارين لم تشهد السوق استقراراً يذكر، بل شهدت طحناً "يا فوق يا تحت". ويستنتج من هذا الواقع - وخلال ثمانية أشهر من التغييرات والاجتماعات واللجان المفتوحة والمغلقة - أن كل الحلول، إن كانت هناك حلول جرى استخدامها لمعالجة عنوان الاقتصاد ومؤشره وقلبه النابض، فشلت بامتياز، وأن المثل الشعبي "تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي" ينطبق بالطول والعرض وحتى القاع، على سوقنا "المعطاء"، و "المعطاء" هذه لم تأت من العطاء بل من "المَعْط "الشديد و "التنتيف"، وبحكم أننا أمام نتيجة فشل إداري بامتياز يطرح الاقتراح نفسه بأهمية التفكير الجاد لعرض السوق للتقبيل إدارة وإشرافاً، فيمكن طرحها في مزايدة أو مناقصة، والأخيرة أقرب إذا ما أخذنا بمبدأ الشفافية!
إذ عمل الناس بمجهودهم الشخصي في السوق فأكلوا على رؤوسهم، وتم "تسحيبهم" من الهوامير ومن في حكمهم، من الصناديق والمحافظ الضخمة حتى أصبحوا مثل "الدجاج المسحب"، ثم صدَّق الناس كلام بعض الذين اختفوا، لاحقاً، من شاشات القنوات الفضائية وذهبوا إلى صناديق البنوك فأكلوا على رؤوسهم، وفقدوا أكثر من نصف مدخراتهم، من دون حسيب او رقيب، فأصبحوا يرددون "وين ما تطقها عوجا".
وإذا كان هناك هدف غير معلن، كما يتردد بين بعضهم، يقول إن هناك نية "لتطفيش" صغار المستثمرين من السوق ليذهبوا عنها، بعد أن أشغلتهم عن أعمالهم، فلا يجوز تحقيق الهدف بهذه الصورة الدموية، هنا كأننا أمام قصة الدب الذي يهش الذباب عن صاحبه فيرديه قتيلاً. وإذا تفحصنا فترة ما بين الانهيارين، والحديث الرسمي للهيئة عن ضرورة زيادة عمق السوق، نرى بأم العين أنه لم يُطرح للاكتتاب، مع استثناءات قليلة، سوى "النطيحة وبنت عمها". ولا تنسى علاوات الإصدار التي أزكمت روائحها الأنوف. هذا الواقع يدفعني لأن أقترح على هيئة سوق المال ومجلس إدارتها ومستشاريها أن تُعرض السوق "للتقبيل"، سواء لشركة ماليزية، أو حتى بنغالية! ففي كل الأحوال ستكون الحال أفضل. والسؤال الأهم لمجلس الاقتصاد الأعلى يقول: "من المسؤول؟"، ومتى يجري تحقيق يضع الأمور في نصابها؟ والبشرى لصندوق الفقر بتزايد أعداد الداخلين إلى قفصه.
asuwayed@yahoo.com
أحياناً... السوق السعودية للتقبيل
عبدالعزيز السويد الحياة - 06/11/06//
"للتقبيل"... مصطلح شعبي سعودي، يعني العرض للبيع على عجل. ربما يعني في مضمونه تقبيل رأس من يُقْدِمُ على الشراء! وسوق الأسهم السعودية تعرضت خلال ثمانية أشهر لانهيارين قياسيين، الأول في شباط (فبراير) والثاني هذه الأيام. الأول لم تُعرف أسبابه حتى الآن. ولم يجر التحقيق فيه، أو لم يعلن عن شيء من ذاك! فقد قيل إنه أمر طبيعي، لأن الأسعار متضخمة! ولم تعد الأسعار كما كانت، ولا قريباً منها. وهاهي تنهار مجدداً، وتفقد آلاف النقاط خلال أيام معدودة، وكأنها هدية العيد وقت التداول الجديد. وخلال الفترة بين الانهيارين لم تشهد السوق استقراراً يذكر، بل شهدت طحناً "يا فوق يا تحت". ويستنتج من هذا الواقع - وخلال ثمانية أشهر من التغييرات والاجتماعات واللجان المفتوحة والمغلقة - أن كل الحلول، إن كانت هناك حلول جرى استخدامها لمعالجة عنوان الاقتصاد ومؤشره وقلبه النابض، فشلت بامتياز، وأن المثل الشعبي "تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي" ينطبق بالطول والعرض وحتى القاع، على سوقنا "المعطاء"، و "المعطاء" هذه لم تأت من العطاء بل من "المَعْط "الشديد و "التنتيف"، وبحكم أننا أمام نتيجة فشل إداري بامتياز يطرح الاقتراح نفسه بأهمية التفكير الجاد لعرض السوق للتقبيل إدارة وإشرافاً، فيمكن طرحها في مزايدة أو مناقصة، والأخيرة أقرب إذا ما أخذنا بمبدأ الشفافية!
إذ عمل الناس بمجهودهم الشخصي في السوق فأكلوا على رؤوسهم، وتم "تسحيبهم" من الهوامير ومن في حكمهم، من الصناديق والمحافظ الضخمة حتى أصبحوا مثل "الدجاج المسحب"، ثم صدَّق الناس كلام بعض الذين اختفوا، لاحقاً، من شاشات القنوات الفضائية وذهبوا إلى صناديق البنوك فأكلوا على رؤوسهم، وفقدوا أكثر من نصف مدخراتهم، من دون حسيب او رقيب، فأصبحوا يرددون "وين ما تطقها عوجا".
وإذا كان هناك هدف غير معلن، كما يتردد بين بعضهم، يقول إن هناك نية "لتطفيش" صغار المستثمرين من السوق ليذهبوا عنها، بعد أن أشغلتهم عن أعمالهم، فلا يجوز تحقيق الهدف بهذه الصورة الدموية، هنا كأننا أمام قصة الدب الذي يهش الذباب عن صاحبه فيرديه قتيلاً. وإذا تفحصنا فترة ما بين الانهيارين، والحديث الرسمي للهيئة عن ضرورة زيادة عمق السوق، نرى بأم العين أنه لم يُطرح للاكتتاب، مع استثناءات قليلة، سوى "النطيحة وبنت عمها". ولا تنسى علاوات الإصدار التي أزكمت روائحها الأنوف. هذا الواقع يدفعني لأن أقترح على هيئة سوق المال ومجلس إدارتها ومستشاريها أن تُعرض السوق "للتقبيل"، سواء لشركة ماليزية، أو حتى بنغالية! ففي كل الأحوال ستكون الحال أفضل. والسؤال الأهم لمجلس الاقتصاد الأعلى يقول: "من المسؤول؟"، ومتى يجري تحقيق يضع الأمور في نصابها؟ والبشرى لصندوق الفقر بتزايد أعداد الداخلين إلى قفصه.
asuwayed@yahoo.com