المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسواق المال امام فترة صعبة



سيف الخيال
11-03-2003, Tue 9:34 AM
موجة من الشكوك والتقلبات ستشهدها الاسواق بفعل الحرب ...

مع تصاعد نذر الحرب على العراق، التي اقتربت جدا حسب تنبؤات بعض المحللين، يتوقع أن تعصف بأسواق المال على تنوعها، من أسهم وسندات وعملات ومواد أولية وغيرها، موجة من التقلب والتأرجح ربما لم تشهدها في تاريخها الحديث خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقد تمثلت بوادر هذه الأزمة في ما شهدته الأسواق خلال الايام الماضية، عندما تعرض الدولار، العملة الأقوى في العالم، إلى ضربات غير مسبوقة لصالح العملات الرئيسية الاخرى التي صارت ملاذا للمستثمرين من العواصف السياسية المتوقعة.


توقعات بتراجع قيمة الدولاروتزامن هذا مع ارتفاع اسعار النفط والمواد الاخرى في الأسواق، وبلغت اسعار النفط مستويات لم تسجل منذ قرابة عشرة اعوام.
ويعتبر الخلاف حول الآثار التي تخلفها حرب كهذه على الاقتصاد العالمي العامل الأهم الذي يلعب دورا حاسما في تذبذب الأسواق وتشككها وزيادة مخاوف المستثمرين، أكثر من يقينية وقوع الحرب من عدمها.

وتقر بعض التنبؤات أنه في حال طالت الحرب على نحو غير متوقع فإن الاقتصاد العالمي قد يخسر نحو 1,7 في المئة من معدل نموه الحالي، وهو ما يعادل قرابة 550 مليار دولار، هذا إلى جانب التكاليف والاعباء المالية المباشرة للحرب نفسها.

اول الضحايا

ويتوقع المحللون أن تكون بورصات الأسهم في العالم من أول ضحايا الصراع المتوقع في العراق.

فقد تراجعت معظم البورصات العالمية خلال الأسبوع الماضي، ومنها بورصة طوكيو التي انخفضت إلى ادنى معدلاتها منذ عشرين عاما، كما تراجعت بورصات الاسهم الاوروبية إلى أسوأ معدلاتها منذ منتصف التسعينات.

أما بورصة وول ستريت الامريكية، الاكبر في العالم، فقد تذذبت صعودا وهبوطا، وخسرت نحو 10 في المئة من قيمتها خلال الفترة المنقضية من العام الحالي لوحده، كما هو باقي البورصات.

وفي غياب أي عناصر ايجابية نافذة ومؤثرة على اداء الأسواق، يرى المتعاملون أن اسبوع التداول المقبل سيكون استمرارا لحالة التدهور التي اتسمت بها ظروف الأسواق، رغم تطمينات البعض وتخفيفهم من انعكاسات وآثار الحرب.


مخاوف من استمرار ارتفاع النفطومن غير المتوقع أن تسلم أسواق العملات والقطع الاجنبي من عواقب الحرب، فكلما اقتربت نذرها مال الدولار إلى فقدان المزيد من قيمته مقابل الين والجنيه الاسترليني واليورو، وعلى الاخص عملات الملاذ الآمن وهي، تقليديا، الفرنك السويسري والدولار الاسترالي.
الارباح والخسائر

وفي هذا السياق بدت الحكومة الامريكية، التي ظلت مترددة خلال السنوات الماضية في وضع حدود تقريبية لقيمة عملتها، أكثر تعبيرا عن الرغبة في ابقاء الدولار بموقع قوي.

لكن هذه الرغبة تصطدم حاليا بتراجع مستمر للدولار نتج جزئيا من الفضائح التي عصفت ببعض كبريات الشركات الامريكية العام الماضي، وهو ما دفع إلى نزف شديد للاستثمارات إلى خارج الأسواق الامريكية.

لكن السؤال الاهم امام المستثمر الدولي يتمثل في تحديد ما إذا كانت الحرب مفيدة او ضارة للاقتصاد العالمي، وإن كانت ضارة، فما مدى حجم هذا الضرر! فها هي اسعار النفط تواصل التصاعد، وستستمر كذلك طالما ظلت غيوم الحرب مخيمة على الاجواء، إلى جانب مخاوف ما قد يصيب الصناعة النفطية من أضرار في حال نشبت.

لكن الاحتلال الأمريكي للعراق، الذي سيحول هذا البلد إلى ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم بعد السعودية، سيدفع المعروض النفطي إلى معدلات جيدة على المدى البعيد.

الانفاق الاستهلاكي

لكن مخصصات الانفاق التي تتطلبها الحرب قد تتسبب في الاضرار بمالية الحكومة الامريكية، ومن جانب آخر يعتبر الانفاق الحكومي، حتى على الدبابات والقنابل، مصدرا من مصادر انعاش الاداء الاقتصادي.

أما سلوكيات الانفاق الاستهلاكي، الذي يعد احد أهم عوامل الدفع الرئيسية في معظم الاقتصاديات الغربية، فقد ثبت أنه من الصعب جدا التنبؤ بها او قياس ميولها.

ففي الولايات المتحدة لم يتأثر هذا الانفاق كثيرا باحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول من عام 2001، رغم توقعات بغير ذلك، لكنه شرع أخيرا في التراجع والتذبذب في عدد من تلك الاقتصاديات الغربية دون سبب واضح او مفهوم.

وعلى المدى القصير على الاقل يتوقع بعض المحللين أن تشهد الاستثمارات فرارا على نطاق واسع إلى ملاذاتها الآمنة من عملات وسندات قصيرة ومتوسطة الآجال، ومعادن، ومنها الذهب، قبل أن تعود الأمور تدريجيا إلى طبيعتها.