المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دارفور



عبدالله احمد
01-10-2006, Sun 10:33 AM
في مؤتمر صحافي عقده بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن هناك محاولات لاستهداف السودان وثرواته وتقسيمه، وقال بأن هناك خطة لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة لإضعافها وتفتيتها من أجل حماية أمن إسرائيل، وأعرب عن قناعته بأن المنظمات اليهودية والصهيونية وراء تحريك ملف دارفور، ورأى أن المظاهرات التي انطلقت الأحد الماضي بمناسبة يوم التضامن مع دارفور في 50 مدينة، تمت بترتيب وتنظيم وتمويل من قبل المنظمات اليهودية والصهيونية في العالم، وقال عندما صدر قرار مجلس الأمن 1706 احتفلت أكثر من 150 منظمة يهودية.
كم من علامة تعجب يثيرها ربط تقسيم السودان وتفتيته بأمن إسرائيل، وكذلك يفعل احتفال أكثر من 150 منظمة يهودية بصدور القرار 1706، والذي ينص على نشر قوات دولية في دارفور غرب السودان، يجيز لها استخدام القوة، وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما اعتبره الرئيس السوداني ومجلس وزرائه احتلالا يجب مجابهته، كذلك فاجأ زعيم حركة مسلحة في دارفور مناوئة لاتفاق ابوجا برفضه للقرار، ووصفه بأنه استعمار جديد.
يجب أن نعلم حقيقة ما يدور حولنا، وأن لا نصدق كذبة حماية المدنيين في دارفور التي تروجها الإدارة الأمريكية، كسبب لإرسال القوات الدولية هناك، ولست بحاجة هنا للإسهاب لدحض هذه المقولة، وبيان كذبها، لأنه لم يعد هناك عاقل يصدق مثل هذه الدعاية، فلو كانت أمريكا حريصة على حياة المدنيين على حد زعمها، فلماذا تقتلهم في العراق وأفغانستان وتعين الصهاينة على ذبحهم في فلسطين ولبنان؟! أم أن مدنيي دارفور لهم وضع خاص يختلف عن غيرهم!!
ما علاقة أمن إسرائيل بالسودان مع أنه لا حدود جغرافية بينهما ؟
بعد حرب السادس من أكتوبر 1973، والهجوم السوري ـ المصري، الذي لم يتوقعه العدو، ثم قطع النفط العربي عن الدول الغربية، وما سببه من أزمة اقتصادية حادة، تغيرت سياسات إسرائيل والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة في المنطقة رأسا على عقب، وأصبحت كلها تصب في خدمة أمن إسرائيل، لمنع تكرار مثل هذا الهجوم، أو بمعنى أصح شل قدرة العرب العسكرية، والاقتصادية، والسياسية، وحتى الجغرافية، كي تصبح عاجزة حتى عن مجرد التفكير في شن حرب مماثلة.
الفكرة الأساسية التي اعتمدت عليها خططهم هي ضرب حصار على الدول العربية خاصة ذات الثقل منها من جميع الجهات، وبالأخص تلك المحيطة بإسرائيل، فلابد إذا من تحطيم الجبهات الخلفية للجبهات الأمامية العربية، كاحتلال العراق لحصار سوريا، واحتلال السودان لحصار مصر، أما الجبهة الشمالية ( تركيا ) فقد تنبه لها الغرب مبكرا، فكان ضمها لحلف الناتو سنه 1952، وتوقيعها على ثلاثة اتفاقيات عسكرية مع إسرائيل سنة 1958 و1992 و1994، كفيلا بتحويلها من جبهة خلفية ضد إسرائيل إلى عامل حصار ضد الدول العربية، لذا فإن أي اتفاق عسكري عربي ـ تركي قد يكون مجديا ضد إيران، أما ضد إسرائيل فلا فائدة ترجى منه.
الآن نستطيع القول أنه باحتلال العراق، وكذلك وضع تركيا الذي أشرنا إليه في الشمال، أصبحت دول المنطقة محاصرة بشكل كامل، بحيث إن تحركت إحداها تجاه إسرائيل فإنها ستضرب مباشرة من الخلف، ولا ننسى كذلك مغامرة حزب الله التي تسببت في احتلال قوات اليونيفيل خُمس لبنان بموجب القرار 1701، والذي ينص على انتشار هذه القوات بين الخط الأزرق ونهر الليطاني الذي يبعد 35 كيلو مترا عن الحدود، ما يعادل خُمس مساحة لبنان، مما يعني تحييد لبنان وإخراجه كليا من الصراع العربي ـ الإسرائيلي، أي إغلاق الجبهة المفتوحة الوحيدة، وإلغاء مبدأ الاشتباك المستمر مع العدو، وهذا يعني هزيمة استراتيجية كبيرة لإيران وحزب الله، ولا أستبعد أن يكون هذا قد تم باتفاق إيراني ـ أمريكي للإضرار بالعرب.
بتشكيل هذا الحزام، تكون إسرائيل قد أمنت شمالها وشرقها، ولم يتبقى من دول المواجهة إلا مصر من جهة الجنوب، فكان لابد من احتلال، أو تقسيم، أو تخريب الجبهة الخلفية المتمثلة في السودان، الذي يمر به شريان الحياة بالنسبة لمصر، نهر النيل، ليكون مركز تهديد مستمر لمصر، يمنعها من القيام بأي عمل عدائي تجاه إسرائيل، ولهذا فقد حطت رحال الغرب وإسرائيل عنده، فكانت حجة الجنوب أولا، ثم دارفور، ثم شرق السودان مستقبلا، وهكذا دواليك، ولكن هذه المرة لن يكون احتلالا مباشرا كما حدث في العراق، فقد تعلمت الولايات المتحدة الدرس جيدا، فأوعزت للأمم المتحدة لتقوم بهذا الدور.
حقيقة ما يحدث في دارفور هو أن الحكومة السودانية تدافع عن شعب دارفور من بطش المجموعات الإرهابية المتمرّدة التي تسعي إلي فصل دارفور بالقوة عن السودان، ومع أن ما تقوم به هو حقّ مشروع لها بموجب القوانين الدولية، إلا أن آلة الدعاية الصهيونية ـ الأمريكية زورت الحقائق كعادتها، وأثارت عاصفة حول ما سمته المجازر التي يتعرض لها شعب دارفور على يد الحكومة، فكان صدور القرار 1706، الذي ابتهج به اللوبي الصهيوني في أمريكا والغرب، فأعلن المجلس اليهودي ـ الأمريكي عشرة أيام من الاحتفالات المستمرة احتفاء بصدوره.
سنشهد خلال الفترة القادمة احتلال بلد عربي مسلم آخر تحت مظلة الأمم المتحدة، وستلعب فيه الدول الإفريقية المسيحية دورا كبيرا، في تقسيم السودان وسلخه بالكامل عن محيطه العربي، مما سيحكم الحصار حول مصر، ويجعلها خاضعة للهيمنة الإسرائلية، ومن ثم فصل مشرق الوطن العربي عن مغربه، لذا فإن على الحكومة السودانية أن تعد العدة لمحاربة هذه القوات، التي تعتبر قوات احتلال بكل ما تعنيه الكلمة، للحفاظ على هوية بلدهم العربية والإسلامية أولا، وللحفاظ على وحدة أراضيه ثانيا.
لتعلم الدول العربية والتي تلعب دور الجمهور السلبي، وخاصة المعنية بالأمر مباشرة ( مصر ) بأنه سيأتي يوم تقول فيه "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، فالمخطط كبير، ويحتاج إلى جهد أكبر منه لإفشاله، ومع الأسف فإن جميع التصريحات الصادرة من مصر تصب في صالح القرار 1706، أو أنها تنتقده على استحياء، مع أنه يستهدفها بالقدر الذي يستهدف السودان، ولتعلم مصر أن حجة استهدافها بعد السودان جاهزة، وهي الأقباط، لذا فإن عليها وبالتنسيق مع بقية الدول العربية؛ أن تساند السودان في موقفه الرافض للقرار، كما أن على جميع الدول العربية بلا استثناء استخدام كل وسائل الضغط المتاحة لها لإلغاء هذا القرار.
ولجميع زعماء الدول العربية المتضررة أقول جربتم الطاعة فكانت النتائج هي الواقع الذي نعيشه اليوم ... فلماذا لا تجربون العصيان؟ ... فلن تكون نتائجه أسوأ !!
منقول

المحايد
01-10-2006, Sun 1:35 PM
"أكلت يوم أكل الثور الأبيض"



اسال الله العزة للإسلام والمسلمين

عبدالله احمد
02-10-2006, Mon 11:36 AM
جزاك الله خيرا على المداخلة
التدخل أصلاً لأهداف إستراتيجية، فأمريكا تريد أن تستعبد العالم الإسلامي، وتريد أن تفصل العالم المسلم الإفريقي عن باقي القارة الإفريقية خوفاً من انتشار الدين الإسلامي في المنطقة وساعدتها الصهيونية العالمية.
الغرض الأساسي هو وقف انتشار الإسلام من هذه البوابة التي تشكل المنطقة الغربية للقارة الإفريقية والتي هي أساساً منطقة مسلمة بالتاريخ والجغرافيا رغم الهجرة القسرية التي تمت من جامبيا والسنغال وغيرها، وهي مناطق معروفة بأنها مناطق إسلامية، وتسعى الكنيسة الغربية منذ زمن للتواجد فيها، لأنها ذات أهمية كبيرة جداً بحكم موقعها الإستراتيجي، ورغبة الغرب في الاستفادة من خيرات هذا البلد، إضافة لسعيهم من خلال احتلال دارفور لوقف الانتشار "الإسلامي الأيديولوجي" الذي بدأ ينتشر في السودان. ويعتقد الغرب أن السودان لو انتصر في هذه المعركة، فسيكون هذا ضد مصالحها وضد البرنامج الصهيوني للمنطقة.