سهران
25-02-2003, Tue 8:27 PM
الترهيب والترغيب في الدبلوماسية الأمريكية
أمريكا أعلنت استعدادها لشن الحرب الآن
من ستيف شيفرز- واشنطن
على الرغم من الحملة الدبلوماسية واسعة النطاق التي تقوم بها الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، فإنها تبعث برسائل قوية، من وراء الستار، لستة دول صغيرة تحتاج لتأييدها لاستصدار قرار جديد بشأن العراق.
ومع توجه كولن باول وزير الخارجية الأمريكي إلى الصين لضمان عدم استخدام بكين لحق النقض (الفيتو) للاعتراض على القرار الثاني الذي تقدمه بلاده، توجه مسؤولون أمريكيون آخرون إلى دول بأمريكا اللاتينية وإفريقيا لمحاولة ضمان أصواتها وسط مزاعم بتهديدات أمريكية خطيرة لتلك الدول ووعود سخية بتقديم مساعدات.
وتأمل الولايات المتحدة في ضمان أصوات أنجولا، غينيا، الكاميرون، المكسيك، شيلي وباكستان، وجميعها دول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وتحتاج واشنطن لأصوات تسع من دول مجلس الأمن الخمس عشرة لاستصدار قرارها الجديد، بشرط عدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية لحق النقض، إلا أنها لا تضمن حتى الآن سوى أصوات بريطانيا وإسبانيا وبلغاريا.
أما سورية وروسيا وألمانيا وفرنسا فتعارض استصدار قرار جديد بينما من المتوقع أن تظل الصين على الحياد وتمتنع عن التصويت.
لذا فيتعين على الولايات المتحدة الحصول على أصوات خمس أو ست دول من غير دائمي العضوية في مجلس الأمن، وضمان عدم اعتراض روسيا أو الصين أو فرنسا على القرار.
يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين هي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تملك حق النقض (الفيتو).
ويعتقد أن باكستان ستمتنع عن التصويت، فهي على الرغم من كونها حليفا أمريكيا وثيقا فإنها في الوقت نفسه دولة إسلامية تتنامى فيها المعارضة القوية لدور أمريكا في أفغانستان والشرق الأوسط.
الأزمة المكسيكية
ومما يدعو للمفاجأة أن يكون صوت المكسيك هو أكثر الأصوات صعوبة في الحصول عليه على الرغم من كونها حليفا مقربا من الولايات المتحدة.
وكانت العلاقات المكسيكية الأمريكية على قمة جدول أعمال الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي اجتمع مع نظيره المكسيكي الجديد فينسنت فوكس خلال الشهر الأولى لتوليه السلطة.
إلا أن اهتمام الولايات المتحدة بأمريكا اللاتينية قل كثيرا في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول، وسحب بوش اقتراحه بمنح عفو للاجئين المكسيكيين غير الشرعيين في أمريكا.
ويتعرض فوكس لضغوط محلية قوية للوقوف في وجه الولايات المتحدة مع معارضة نحو 80 في المئة من المكسيكيين للحرب على العراق.
كما أن اتفاقا دبلوماسيا يربطه بشيلي، الدولة اللاتينية الثانية في مجلس الأمن، ينص على الامتناع عن التصويت إذا لم يتوصل الأعضاء الخمسة الدائمين لاتفاق.
على الجانب الآخر تمارس الولايات المتحدة ضغوطا هائلة على المكسيك، وانضم رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا أثنار إلى جهود الضغط عليها في طريقه للاجتماع ببوش في تكساس.
ونفت وزارة الخارجية الأمريكية تقارير بتوجه وكيل وزارة الخارجية مارك جروسمان إلى المكسيك حاملا معه رسالة قوية للحكومة.
وقالت تقارير صحفية إن واشنطن أبلغت المكسيك إنها ستدفع "ثمنا غاليا جدا" لعدم موافقتها على القرار الأمريكي.
يذكر أن أمريكا هي إحدى الشركاء التجاريين الرئيسيين للمكسيك، وعلى الرغم من توقيع البلدين اتفاقا للتجارة الحرة فإن هناك بعض القضايا المتنازع عليها بينهما ومن بينها قضية الهجرة.
إقناع الأفارقة
في الوقت نفسه صدر أمر لوالتر كانشتينر مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالتوجه إلى الدول الأفريقية الثلاث الأعضاء في مجلس الأمن، بدلا من القيام برحلة مقررة إلى جنوب إفريقيا، حاملا معه وعودا بتقديم المزيد من المساعدات إذا ساندت الولايات المتحدة.
واجتمع كانشتينر مع خوسيه ادواردو دوس سانتوس رئيس انجولا الخميس وناقش معه الحاجة لمواجهة الرئيس العراقي صدام حسين والمساعدات التي تحتاجها أنجولا لإعادة بناء اقتصادها الذي أتلفته الحرب، قبل أن يتوجه إلى كوناكري بغينيا يوم الجمعة.
لكن ما يعقد الجهود الأمريكية في إفريقيا هو دور فرنسا التي استضافت مؤخرا 50 دولة إفريقية تعهدت جميعها، بما فيها الكاميرون وغينيا، بتأييد الموقف الفرنسي الداعي لمنح المفتشين المزيد من الوقت.
كما تعهد الفرنسيون بتقديم مساعدات إضافية وتنازلات تجارية للدول الإفريقية.
رقصة دبلوماسية
ويرجح أن تسفر الجهود الدبلوماسية من هذا النوع عن نتائج عكسية إذا سلطت عليها الأضواء، خاصة مع الأخذ في الاعتبار الشكوك المتزايدة في جميع أنحاء العالم حول الدوافع الأمريكية.
إلا أن الدلائل تشير إلى أن الولايات المتحدة بدأت في ممارسة ثقلها الدبلوماسي بقوة أكثر مما قامت به منذ بداية الأزمة.
وتوجه جون بولتون وكيل وزارة الخارجية إلى موسكو هذا الأسبوع بهدف تشجيع روسيا على الامتناع عن التصويت بدلا من الاعتراض على القرار الأمريكي. ويأتي هذا إلى جانب جهود باول التي يبذلها لإقناع بكين بالمثل.
ومن شأن هذا أن يعزل فرنسا إذا أصرت على استخدام حق النقض للاعتراض على القرار، إلا أن الدبلوماسيين الأمريكيين يواجهون مهمة صعبة خاصة مع نفاد الوقت.
أمريكا أعلنت استعدادها لشن الحرب الآن
من ستيف شيفرز- واشنطن
على الرغم من الحملة الدبلوماسية واسعة النطاق التي تقوم بها الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، فإنها تبعث برسائل قوية، من وراء الستار، لستة دول صغيرة تحتاج لتأييدها لاستصدار قرار جديد بشأن العراق.
ومع توجه كولن باول وزير الخارجية الأمريكي إلى الصين لضمان عدم استخدام بكين لحق النقض (الفيتو) للاعتراض على القرار الثاني الذي تقدمه بلاده، توجه مسؤولون أمريكيون آخرون إلى دول بأمريكا اللاتينية وإفريقيا لمحاولة ضمان أصواتها وسط مزاعم بتهديدات أمريكية خطيرة لتلك الدول ووعود سخية بتقديم مساعدات.
وتأمل الولايات المتحدة في ضمان أصوات أنجولا، غينيا، الكاميرون، المكسيك، شيلي وباكستان، وجميعها دول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وتحتاج واشنطن لأصوات تسع من دول مجلس الأمن الخمس عشرة لاستصدار قرارها الجديد، بشرط عدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية لحق النقض، إلا أنها لا تضمن حتى الآن سوى أصوات بريطانيا وإسبانيا وبلغاريا.
أما سورية وروسيا وألمانيا وفرنسا فتعارض استصدار قرار جديد بينما من المتوقع أن تظل الصين على الحياد وتمتنع عن التصويت.
لذا فيتعين على الولايات المتحدة الحصول على أصوات خمس أو ست دول من غير دائمي العضوية في مجلس الأمن، وضمان عدم اعتراض روسيا أو الصين أو فرنسا على القرار.
يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين هي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تملك حق النقض (الفيتو).
ويعتقد أن باكستان ستمتنع عن التصويت، فهي على الرغم من كونها حليفا أمريكيا وثيقا فإنها في الوقت نفسه دولة إسلامية تتنامى فيها المعارضة القوية لدور أمريكا في أفغانستان والشرق الأوسط.
الأزمة المكسيكية
ومما يدعو للمفاجأة أن يكون صوت المكسيك هو أكثر الأصوات صعوبة في الحصول عليه على الرغم من كونها حليفا مقربا من الولايات المتحدة.
وكانت العلاقات المكسيكية الأمريكية على قمة جدول أعمال الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي اجتمع مع نظيره المكسيكي الجديد فينسنت فوكس خلال الشهر الأولى لتوليه السلطة.
إلا أن اهتمام الولايات المتحدة بأمريكا اللاتينية قل كثيرا في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول، وسحب بوش اقتراحه بمنح عفو للاجئين المكسيكيين غير الشرعيين في أمريكا.
ويتعرض فوكس لضغوط محلية قوية للوقوف في وجه الولايات المتحدة مع معارضة نحو 80 في المئة من المكسيكيين للحرب على العراق.
كما أن اتفاقا دبلوماسيا يربطه بشيلي، الدولة اللاتينية الثانية في مجلس الأمن، ينص على الامتناع عن التصويت إذا لم يتوصل الأعضاء الخمسة الدائمين لاتفاق.
على الجانب الآخر تمارس الولايات المتحدة ضغوطا هائلة على المكسيك، وانضم رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا أثنار إلى جهود الضغط عليها في طريقه للاجتماع ببوش في تكساس.
ونفت وزارة الخارجية الأمريكية تقارير بتوجه وكيل وزارة الخارجية مارك جروسمان إلى المكسيك حاملا معه رسالة قوية للحكومة.
وقالت تقارير صحفية إن واشنطن أبلغت المكسيك إنها ستدفع "ثمنا غاليا جدا" لعدم موافقتها على القرار الأمريكي.
يذكر أن أمريكا هي إحدى الشركاء التجاريين الرئيسيين للمكسيك، وعلى الرغم من توقيع البلدين اتفاقا للتجارة الحرة فإن هناك بعض القضايا المتنازع عليها بينهما ومن بينها قضية الهجرة.
إقناع الأفارقة
في الوقت نفسه صدر أمر لوالتر كانشتينر مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالتوجه إلى الدول الأفريقية الثلاث الأعضاء في مجلس الأمن، بدلا من القيام برحلة مقررة إلى جنوب إفريقيا، حاملا معه وعودا بتقديم المزيد من المساعدات إذا ساندت الولايات المتحدة.
واجتمع كانشتينر مع خوسيه ادواردو دوس سانتوس رئيس انجولا الخميس وناقش معه الحاجة لمواجهة الرئيس العراقي صدام حسين والمساعدات التي تحتاجها أنجولا لإعادة بناء اقتصادها الذي أتلفته الحرب، قبل أن يتوجه إلى كوناكري بغينيا يوم الجمعة.
لكن ما يعقد الجهود الأمريكية في إفريقيا هو دور فرنسا التي استضافت مؤخرا 50 دولة إفريقية تعهدت جميعها، بما فيها الكاميرون وغينيا، بتأييد الموقف الفرنسي الداعي لمنح المفتشين المزيد من الوقت.
كما تعهد الفرنسيون بتقديم مساعدات إضافية وتنازلات تجارية للدول الإفريقية.
رقصة دبلوماسية
ويرجح أن تسفر الجهود الدبلوماسية من هذا النوع عن نتائج عكسية إذا سلطت عليها الأضواء، خاصة مع الأخذ في الاعتبار الشكوك المتزايدة في جميع أنحاء العالم حول الدوافع الأمريكية.
إلا أن الدلائل تشير إلى أن الولايات المتحدة بدأت في ممارسة ثقلها الدبلوماسي بقوة أكثر مما قامت به منذ بداية الأزمة.
وتوجه جون بولتون وكيل وزارة الخارجية إلى موسكو هذا الأسبوع بهدف تشجيع روسيا على الامتناع عن التصويت بدلا من الاعتراض على القرار الأمريكي. ويأتي هذا إلى جانب جهود باول التي يبذلها لإقناع بكين بالمثل.
ومن شأن هذا أن يعزل فرنسا إذا أصرت على استخدام حق النقض للاعتراض على القرار، إلا أن الدبلوماسيين الأمريكيين يواجهون مهمة صعبة خاصة مع نفاد الوقت.