المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوق الأسهم بين نظرية المؤامرة وثقافة السوق



سيف الخيال
28-08-2006, Mon 4:29 PM
سوق الأسهم بين نظرية المؤامرة وثقافة السوق


د. أمين ساعاتي - كاتب أقتصادي 03/08/1427هـ
dr_saaty@yahoo.com

يقول الملياردير جورج سوروز أكبر مضارب في أسواق الأسهم العالمية إن صغار المستثمرين هم السبب في الخسائر التي تلحق بهم لأنهم يرتادون أسواقا لا يعرفون ثقافتها ومجاهيلها. ويقول علماء التحليل الفني للأوراق المالية إن دراسة التحليل الفني ضرورة من ضرورات اتخاذ القرارات الرشيدة عند البيع والشراء في أسواق الأسهم, ويضيف إلى ذلك علماء التحليل الأساسي وعلى رأسهم عالم الاقتصاد الأمريكي ميلتون فريدمان أن دراسة قوانين العرض والطلب وحسابات الدخل القومي والقوائم المالية وميزانيات الشركات ومعدلات النمو الاقتصادي من الأسباب المهمة لاتخاذ مواقف إيجابية في سوق الأوراق المالية.

وهذه المعارف في مجموعها هي ما يمكن أن نسميها "ثقافة السوق". أي أن هناك إجماعاً على أهمية ثقافة السوق لصغار المستثمرين مثلهم مثل كبار المستثمرين، وإذا غابت ثقافة السوق عن صغار المستثمرين فسوف تغيب معها الأرباح إلى غير رجعة.

وبالنسبة إلى السوق السعودية فقد غابت ثقافة السوق عن عدد كبير من المستثمرين فكانت النتيجة خسائر بالجملة والقطاعي لجانب كبير من رساميل المستثمرين, ولذلك كي يقتحم المستثمر الصغير ثقافة السوق ويتعرف على مجاهيلها وتضاريسها فإنه لا بد من التعرف الجيد على مدرستين من مدارس التحليل المالي لأسواق الأسهم وهما التحليل الفني والتحليل الأساسي.

إن التحليل الفني هو دراسة حركة السوق من خلال الرسوم البيانية التي تساعد المستثمر على توقع الأسعار المستقبلية، وبالتالي اتخاذ القرارات المناسبة للبيع والشراء.

ولكن إذا كان التحليل الفني يرتكز على دراسة حركة الأسعار، فإن التحليل الأساسي يدرس العوامل المؤثرة في النشاط الاقتصادي الوطني, كما يدرس أداء الشركات وقوائمها المالية وميزانياتها التقديرية ودور هذه العوامل في ارتفاع أو انخفاض أو ثبات الأسعار في أسواق الأسهم.

بمعنى أن التحليل الفني لا يهتم بدراسة نتائج الشركات وقوائمها وميزانياتها وإنما يهتم أكثر بدراسة الأسعار في واقعها المالي المعبر عنه في الرسوم البيانية.

ولذلك فإن المشكلة الدائمة هي أن أصحاب التحليل الفني وأصحاب التحليل الأساسي يسود بينهما خلاف، ودائما ما يظهر هذا الخلاف في المراحل الأولى لبداية اتجاه جديد للأسعار سواء كانت تلك الاتجاهات صعودية أو نزولية، ففي المراحل الأولى لأي اتجاه جديد أيا كان نوع هذا الاتجاه فإن المحللين الأساسيين (الماليين) لا يجدون أسبابا واقعية لتفسير تلك الاتجاهات.

وإذا رجعنا إلى انهيار المؤشر السعودي اعتبارا من شباط (فبراير) 2006, الذي لا تزال آثاره قائمة حتى اليوم, نجد أن هذا الكلام صحيح إلى حد بعيد, فعلماء التحليل الأساسي يقولون إن إيرادات الدولة تتزايد بمعدلات عالية جدا وإن الاستقرار السياسي وارف الظلال وإن نتائج الشركات تحقق الأرباح تلو الأرباح، ولكن - مع كل هذا - فإن الأسعار تتراجع، وهذا أمر محير جداً!

ويبدو أن هذه الحيرة التي يقع فيها أصحاب التحليل الأساسي جعلت علماء التحليل الفني يراهنون علي أن سوق الأسهم ترتبط ارتباطا مباشرا بحركة الأسعار في الحال وترتبط كذلك بحجم التداول في واقعه الآلي ولا يراهنون على دراسة الظروف الاقتصادية التي تأتي – كما يقولون - في مرحلة تالية، بمعنى أن التحليل الفني لا يملي إرادته على السوق وهو ما يميزه عن التحليل الأساس. فالأول يترك للسوق عملية إرشادها إلى مسار الأسعار. وظهور شكل معين في الرسم البياني للأسعار يرجح سيرها في اتجاه معين مستقبلا، وذلك على أساس تصرفات الأسعار في العديد من الحالات والاتجاهات المماثلة السابقة. أما التحليل الأساسي فيقوم بحساب القيمة العادلة لسهم ما ويتوقع من السوق أن تتحرك باتجاه معطيات هذه القيمة.

ويؤكد التحليل الفني كذلك أن الرسم البياني للأسعار لا يحتوي فقط على المعلومات الأساسية الاقتصادية بل أيضا يحتوي على كل ما يقال عن السهم من آراء وتعليقات وكل ما يطلق حوله من إشاعات وروايات، بغض النظر عن كونها صحيحة أو غير واقعية. وتأسيسا علي ذلك فإنهم يعتبرون دراسة الرسوم البيانية طريق مختصر لدراسة أساسيات السوق.

وكذلك فإن التحليل الفني لا يؤمن بنظرية السير العشوائي للأسعار، فالأسعار بالنسبة له مأمورة بحيثيات واقعية تتحرك في اتجاهات معينة, هذه الاتجاهات تميل إلى الاستمرار في مسارها لحين حدوث تغير في ميزان العرض والطلب. وعادة ما يمكن ملاحظة هذه التغيرات في حركة السوق نفسها، فهي تظهر في شكل أنماط سعرية معينة لها دلالتها ويمكن تفسيرها باتجاه تطور مسار الأسعار في المستقبل.

وهنا يمكن الإشارة إلى موضوع على جانب كبير من الأهمية بالنسبة إلى ثقافة السوق وهو موضوع الدعم والمقاومة واتجاهات الأسعار بين الصعود والهبوط.

وإذا شئنا تعريف الدعم والمقاومة فإن الدعم هو مستوى سعري منخفض تكون فيه القوة الشرائية كافية لإيقاف هبوط الأسعار بينما المقاومة هي مستوى سعري مرتفع تكون فيه القوة البيعية قوية بدرجة كافية لكي توقف ارتفاع الأسعار.

ولذلك حينما تتخطى الأسعار حاجز المقاومة فإن ذلك يعطي مؤشرا بالشراء، بينما إذا تخطت الأسعار حاجز الدعم فإن ذلك يمثل إشارة بالبيع.

ولا شك أن حجم التداول يلعب دورا مهما في قوة الاتجاه، ففي حالة ارتفاع الأسعار فإن زيادة حجم التداول شيء مطلوب، أما في حالة انخفاض الأسعار فإن المرغوب فيه هو خفض حجم التداول.

ولذلك يمكن تشبيه الدعم والمقاومة بأنهما معركة ضارية بين البائعين والمشترين على ملعب سوق الأسهم، بحيث يحرك المشترون الأسعار إلى الأعلى ويحرك البائعون الأسعار إلى الأسفل.

أما ما يقال إن السوق تتحرك بفعل مؤامرات تحاك لصالح الهوامير أو تربيطات بين عتاولة السوق فهذا كلام غير صحيح على إطلاقه، والصحيح هو أن هناك معارك مستمرة وضارية بين المشترين والبائعين كل يسعى إلى خطف المكاسب، أما السلاح الذي يحارب به الإخوة الأعداء فهو سلاح ثقافة السوق، والمستثمر الذي يتسلح بسلاح ثقافة السوق يحقق الكثير والكثير من الأرباح، بينما المستثمر الصغير الذي لا يتقن ثقافة السوق، فإنه هو المتداول الذي يحقق الخسارة تلو الخسارة.

ونحب أن نؤكد أن المعركة في ميدان سوق الأسهم هي معركة شرسة ولا دخل للعواطف فيها، فالمهارة في التحول من صفوف البائعين إلى صفوف المشترين في الوقت المناسب، ومن صفوف المشترين إلى صفوف البائعين في الوقت المناسب جدا, هي التي سوف تعطي الأرباح لمن يختار المكان والوقت المناسبين.


http://www.aleqt.com/article.php?do=show&id=3038

من قديم الزمان !!!
28-08-2006, Mon 4:50 PM
مساك لله باخير ياسيف ( في سوقنا الغالي اتفقوا مرارا اصحاب التحليلين و خالفهم السوق ) ...

عندي سؤال شخصي لك " ليس بالضرورة ان تجيبني عليه و لكن خطر ببالي .... هل تستثمر في السوق السعودي ام تضارب حاليا .... و قبل هذا و ذاك هل انت في السوق ؟ "

تقبل كل الأحترام لشخصك.

سليمان الطلق
28-08-2006, Mon 7:21 PM
ولذلك حينما تتخطى الأسعار حاجز المقاومة فإن ذلك يعطي مؤشرا بالشراء، بينما إذا تخطت الأسعار حاجز الدعم فإن ذلك يمثل إشارة بالبيع.
أنتبه غير صحيح
العكس صحيح