المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحركة الاسلامية في البحرين تؤكد انها "لا تؤمن بالصدام"



الريم
17-02-2003, Mon 3:45 AM
المنامة (اف ب) -

اكدت الحركة الاسلامية في البحرين التي تمثل تيارا سياسيا قويا في هذا البلد انها "لا تؤمن بالصدام" وذلك بعد اعلان المنامة السبت كشف خلية من الاسلاميين السنة كانت تعد لاعتداءات.
وتعد "جمعية الاصلاح" اقدم الجمعيات الاسلامية السنية في البحرين حيث تأسست في 1940 باسم "نادي الاصلاح" كفرع لحركة الاخوان المسلمين التي نشأت في مصر في 1928. لكن في اواخر السبعينات اصبح للاسلاميين السنة جمعيتان اخريان تعبران عن تيارات جديدة في الحركة الاسلامية وخصوصا التيار السلفي.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال الشيخ عبد اللطيف المحمود رئيس "الجمعية الاسلامية" ان الحركة الاسلامية في البحرين "لا تؤمن بالصدام بل بالحوار مع كل من يخالفها". واوضح ان "البحرين بلد صغير ورجال الدين فيها معروفون وعلى مستوى جيد من المعرفة الدينية والخبرة السياسية ايضا" مشيرا خصوصا الى انهم "معتدلون اجمالا وهذا اسهم في تكريس الاعتدال وسط اتباعهم خلافا لما جرى في بلدان عربية كبرى مثل الجزائر ومصر".

ورأى المحمود استاذ الدراسات الاسلامية ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة البحرين ان الحركة الاسلامية السنية في البحرين بمختلف تياراتها حركة "وسطية (...) استفادت كثيرا من تجارب الحركات الاسلامية في بلدان عربية اخرى". واكد ان هذا "جعلها قادرة على تجاوز اي ميل نحو الشطط او التطرف". وتابع ان "الجمعية الاسلامية" التي يرأسها تعبر عن "تيار وسطي" ابرز ما يميزه هو "القبول بالجميع".

ورغم انخراط نشطاء الحركة الاسلامية في الجهاد الافغاني في الثمانينات وفي حرب البوسنة والشيشان في التسعينات حافظت التيارات الاسلامية السنية على علاقات جيدة مع السلطة على مدى عقود تخللتها واقعة صدام وحيدة في 1991 عندما اعتقل الشيخ عبد اللطيف المحمود اثر انتقادات وجهها للحكومة في محاضرة القاها بالكويت.

وفي 1992 كان المحمود الذي يعد احد ابرز رجال الدين السنة في البحرين عضوا في "لجنة العريضة الشعبية" التي بدأت تحركا شعبيا على مدى خمس سنوات للمطالبة بعودة البرلمان وضمت رجل الدين الشيعي البارز الشيخ عبد الامير الجمري وناشطين ليبراليين ويساريين.

ورأى المحمود ان اولئك الذين انخرطوا في الجهاد الافغاني او حاربوا في البوسنة "لم يكونوا ينتمون الى جمعيات اسلامية" مشيرا الى ان ما دفعهم للتطوع للجهاد هو "شعور اسلامي" بالدرجة الاولى.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس رأى نائب رئيس جمعية التربية الاسلامية احمد الزايد ان هناك "سوء فهم كبير" عندما "يحسب اولئك الذين يشهرون السلاح بوجه السلطات على السلفيين". وقال الزايد "نحن كحركة سلفية نختلف مع اولئك الذين يعتمدون منهج التكفير والخروج عن طاعةالحاكم (..) ولنا سجالات طويلة معهم" في هذا الشأن.

ورأى ان "بعض هؤلاء الشباب الذين يتورطون في تيارات التكفير ويتحمسون للجهاد ذوي حصيلة دينية متواضعة ومستوياتهم العلمية متدنية ويضرون بالحركة الاسلامية اكثر مما ينفعونها بتطرفهم". وشدد الزايد على "المنهج الواضح للدعوة السلفية" موضحا انه "يجب طاعة اولي الامر في المعروف وعدم الخروج على الحاكم حتى لو ضربك وجلد ظهرك (..) ولا يجوز اطلاقا قتل المعاهد +غير المسلم+ والذمي +المسيحيين واليهود+ بغير حق مثلما يجري في بلدان اخرى".

ويشكل عدم جواز قتل غير المسلمين "احدى نقاط الخلاف الرئيسية مع اصحاب منهج التكفير" الذين "لا يملكون اي مرجعية فقهية" على حد قول الزايد الذي اكد ان "من قتل معاهدا او ذميا بغير حق لا يشم رائحة الجنة وفق الحديث الشريف".

ورغم تركيزهم على العمل الخيري والدعوي بالدرجة الاولى سارع الاسلاميون السنة لمواكبة التحولات التي افرزتها الاصلاحات السياسية في البحرين والدخول بقوة في المسرح السياسي عبر تأسيس جمعيات سياسية تمثل فرعا للجمعيات الام حيث ما تزال الاحزاب السياسية محظورة في البحرين على غرار بقية دول المنطقة.

وخلال العام الماضي اسست جمعية الاصلاح فرعها السياسي تحت اسم "المنبر الوطني الاسلامي" الذي شارك في اول انتخابات برلمانية في الجزيرة منذ 27 عاما وحصد ثمانية مقاعد. كما حصد السلفيون اعضاء "جمعية الاصالة" الفرع السياسي لجمعية التربية الاسلامية ستة مقاعد في مجلس النواب وانتخب رئيسها الشيخ عادل المعاودة نائبا ثانيا لرئيس مجلس النواب.

ولم تتمكن "جمعية الشورى" الفرع السياسي للجمعية الاسلامية من ايصال اي مرشح لعضوية البرلمان. وكانت البحرين مقر الاسطول الخامس الاميركي اعلنت السبت انها اعتقلت خلية ارهابية مكونة من خمسة بحرينيين اسلاميين سنة قد يكونون اعضاء في تنظيم القاعدة بحسب مسؤول بحريني رفيع المستوى.