المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد الجميح: بدأت بخمسمائة ريال واستثمرتها مع والدي



القادم
04-02-2003, Tue 2:28 PM
http://www.alriyadh.com.sa/Contents/04-02-2003/Economy/images/e19.jpg

محمد الجميح: بدأت بخمسمائة ريال واستثمرتها مع والدي خوفاً من "إغراءات" الانفصال التجاري

عرفت بلادنا - منذ وقت مبكر - مبادرات شخصية في قطاع التجارة والأعمال كان من ثمراتها قيام شركات أسرية طورت أنشطتها واستثمرت مناخ الرعاية الذي توفره الدولة لرجال الأعمال فحققت نجاحات كبرى أدخلت الاقتصاد السعودي مرحلة مشاركة القطاع الخاص في سياسة التنمية.

وقد أدرك جيل المؤسسين في هذه الشركات أهمية التطور والتقدم واستغلال كل جديد في الإدارة والتكنولوجيا وفتح الباب أمام جيل الأبناء والأحفاد لتوظيف علمهم وخبرتهم في تقدم هذه الشركات.

وفي هذا الحوار نلتقي محمد عبدالله الجميح رئيس مجلس إدارة شركات الجميح التي تعددت أنشطتها بين الصناعة والتجارة والوكالات ليلقي الضوء على البداية حتى يستفيد منها الجيل المعاصر ويدرك حجم الصعاب التي واجهت جيل التأسيس، كما يلقي الضوء على تشعب آمال هذه المجموعة ودورها في النمو الاقتصادي والصناعي.

"الرياض": كمدخل لهذا الحوار هل لنا أن نتعرف على بداياتكم الأولى في عالم المال والأعمال؟ متى وكيف وبكم بدأتم؟

الجميح: البداية كانت بالتدرج حيث كان أجدادنا يمارسون العمل التجاري ومنذ الصغر كنا نساعد الوالد في دكانه بشقراء أنا مع الوالد في دكانه والأخ عبدالعزيز رحمه الله الأكبر مني سنا يسافر مع القوافل
التجارية الى الأحساء والكويت والهند وغيرها للتجارة.وكنت أحب الاعتماد على النفس حيث جمعت مبلغاً بسيطاً من العيديات التي أحصل عليها من الأهل وأصدقائهم وأخذت أجمع العصي وأعمل عليها التعديلات اللازمة وأقصها وأبيعها حيث كانت العصا في ذلك الحين من الأشياء الضرورية لكل رجل. وتجمع معي من جراء هذه الأعمال البسيطة مبلغ لا بأس به حسب مقاييس ذلك الزمان 500ريال وخشيت أن يغريني ذلك بالانفصال عن الوالد فما كان مني إلا أن أعطيت هذا المبلغ للوالد ليضيفه الى عمله وبقينا مع الوالد الى ان توفي - رحمه الله - وتطورت تجارتنا في شقراء. وانتقلنا مع الأخ عبدالعزيز الى مكة المكرمة وجدة حيث كانت السوق هناك أوسع وأكثر ازدهاراً وكنا نعمل في مختلف الأعمال التجارية وفي المواد الغذائية والصرافة، وانضم أبناء الأخ عبدالعزيز إلى العمل في وقت مبكر، ثم فتحنا فروعاً في الرياض وجدة والدمام وتطورت أعمالنا واتسعت وعملنا في تجارة السيارات كموزعين ثم أخذنا وكالة فورد بعد أن نجحنا في تقديم أسعار لمنافسة حكومية أفضل من الوكيل آنذاك وعندما رأت شركة فورد نشاطنا وخبرتنا التجارية أعطتنا الوكالة وسحبتها من الوكيل وبعد المقاطعة حصلنا على وكالة جنرال موتورز وصارت شركتنا من أكبر وكلاء جنرال موتورز في العالم. وتنوعت أنشطتنا التجارية حيث شملت مصانع المرطبات التي حازت على جوائز عالمية كأفضل مصانع للمرطبات من حيث الجودة والنوعية والتوزيع وغير ذلك.وعملنا في تجارة زيوت التشحيم واشتركنا مع شركة شل العالمية المشهورة في إقامة مصنع في الرياض لزيوت التشحيم وحصلنا على شهادات كأفضل شريك لشل في العالم كما شملت أعمالنا تجارة المعدات الزراعية والثقيلة وتجارة الإطارات وتجارة العقار.وأستطيع القول بأن جميع مجالاتنا التجارية ومشاريعنا ناجحة بحمد الله وذلك بفضل الصدق والأمانة والجدية والثقة التي نجدها مع من نتعامل معهم.. وأود أن أنوّه في هذا المقام بدور المرحوم الأخ عبدالعزيز - رحمه الله - فقد كانت انطلاقتنا كما أسلفت سويا وبيد واحدة وإخلاص وكفاح وإيثار وتعاون وبعد وفاة الأخ عبدالعزيز طيب الله ثراه كان أبناؤه الثلاثة محمد وعبدالرحمن وحمد مثالاً للشباب الواعي والجاد وبقينا كلنا يداً واحدة واستمرت الشركة بالانطلاق من نجاح لنجاح وأبقينا على الاسم نفسه وفاءً للأخ عبدالعزيز - يرحمه الله - وتخليدا لذكراه. ولاتزال - بحمد الله - هذه الأسرة مثالاً للأخوة والتكامل والعمل الجماعي والإيثار واحترام
الكبير وتقديره والاستمرار على عاداتنا واجتماعنا أسرة واحدة وعلى مائدة واحدة وجلستنا الواحدة واستقبالنا اليومي لضيوفنا وأصدقائنا.

"الرياض": كثر الحديث في السنوات الأخيرة حول الشركات الأسرية ومدى قدرتها على البقاء ونجاحها في المنافسة في ظل الأسواق المفتوحة والشركات العملاقة.. كيف ترون هذا الأمر ومدى أهمية الاهتمام به؟

الجميح: الشركات الأسرية في المملكة بشكل خاص ودول الخليج بشكل عام منتشرة بشكل واسع وكانت هي العماد الأول في تأسيس التجارة والاقتصاد وظلت على مدى السنين تواكب التطور الحضاري في هذه البلاد. وأرى أنه مع دخول الأساليب التجارية الحديثة والتوسع والانفتاح على العالم ووجود عوامل اقتصادية عالمية ومراعاة اتفاقيات التجارة الدولية فلابد من مجارات هذه الشركات لهذه التطورات واعادة هيكلة تنظيمها حتى تحتفظ بالقوة والزخم نفسهما اللذين سارت عليهما.

"الرياض": كيف ينظر محمد بعد التطور والتغير في أساليب العمل ومفاهيم الإدارة - الى انتقال المسؤولية من جيل المؤسسين الرواد الى جيل المطورين من الأبناء.

الجميح: هذا الانتقال لابد منه لاسيما اذا استفاد الأبناء من خبرات الآباء وعلوم التجارة والادارة الحديثة ويكون الانتقال تدريجيا بإدخال الأبناء في العمل بالتدرج من القاعدة حتى يتعرفوا على كل عناصر العمل ومقوماته وينتقلون بالتدرج الى مختلف ادارات العمل وأقسامه حتى يلموا ويتعرفوا على اسراره ثم يصلون بطبيعة الحال إلى القمة.

"الرياض": انتم تستثمرون في مجال المشروبات الغازية (بيبسي) وتحتفلون بمرور خمسين عاما على وجود هذا المشروب في السوق السعودية.. كيف ترون مساهمة هذا القطاع في نمو الصناعة السعودية؟

الجميح: هذا القطاع يعد من القطاعات المهمة فله باع طويل منذ عشرات السنين بالمساهمة في نمو الصناعة السعودية، فهذه الصناعة متطورة ومتنوعة ولها مجالات صناعية عديدة من التعبئة الى صناعة الغاز إلى صناعة الأغطية وصناعة العلب على تعدد أنواعها وصناعة السدادات وصناعة القوارير وغير ذلك وهذا كله لاشك يسهم في دفع عجلة النمو الصناعي والاقتصادي.

"الرياض": وما الأسباب التي جعلتكم تختارون هذا المجال للاستثمار؟ ومتى كانت البداية؟

الجميح: اختيارنا لهذا المجال التجاري كان قديما منذ 50عاما وكان مبنيا على استشراف المستقبل وبأن يكون لهذا القطاع شأن وانتشار واسع وهذا ما حدث بالفعل.

"الرياض": ما - في نظركم - الجوانب الإيجابية على الاقتصاد الوطني، التي يحدثها تصنيع المشروبات الغازية داخل المملكة بدلاً من استيرادها؟

الجميح: الجوانب الإيجابية عى الاقتصاد من جراء التصنيع داخل المملكة كبيرة جدا ومن أهمها ايجاد فرص العمل للمواطنين وللشباب وعدم خروج رأس المال الوطني الى الخارج وكثير من النواحي الإيجابية الأخرى.

"الرياض": بعض الناس يخلط بين رأس المال الوطني الذي يعمل تحت ماركة تجارية عالمية معروفة، وبين الشركة صاحبة العلامة.. فالكثيرون لا يفرقون بين شركة الجميح للتعبئة وبين شركة بيبسي العالمية.. فماذا تقولون في هذا المجال؟

الجميح: كما ذكرت يجب التفريق بين رأس المال الوطني العامل في نوع من أنواع التجارة وبين العلامة التجارية العالمية. فصناعتنا وتجارتنا وطنية فمعظم المكونات تصنع محلياً أو تؤمن محلياً مثل بعض أنواع الشراب والسكر والغاز والعلب والأغطية وغيرها ويعمل في هذه المصانع أكثر من ألفي عامل كل هذا يصب في دعم الاقتصاد الوطني.

"الرياض": وكيف تنظرون إلى الشراكة مع الخبرات الأجنبية وتأثيرها على تطور الصناعة الوطنية؟

الجميح: الشراكة مع رأس المال الأجنبي لها آثار ايجابية على تطور الصناعة الوطنية خاصة في مجال الخبرة والتطور التقني واستجلاب رؤوس الأموال من الخارج بدلاً من نزوحها من الداخل إلى الخارج وأضرب مثالاً ناجحاً في ذلك شراكاتنا في مجال صناعة زيوت التشحيم. فنحن شركاء مع شركة شل العالمية في هذا المجال وكلكم يعلم ما وصلت إليه هذه الصناعة من تقدم وتطور وهذه الماركة من سمعة طيبة وثقة لدى المستهلك وقد حصلنا على شهادات كأفضل شريك لشل في العالم لمدة أكثر من سبع سنوات متوالية.

"الرياض": كل صناعة تأتي إلى المستهلك في شكلها النهائي دون ان يعرف المراحل التي مرت بها من دراسات تسويقية وتحسين في التعبئة وتوسع في النقل؟ فما هي تجارب شركتكم في دراسة ذوق المستهلك في منطقتكم؟.. وما هو حجم شبكة النقل لديكم؟

الجميح: منذ تأسيس المصانع في عام 135هـ ومباشرة الانتاج الفعلي في عام 13هـ فقد أخذت ادارة المصانع على عاتقها مسئولية تحديث وتطوير خطوط انتاجها ومرافقها ومختبراتها وأسطولها لتكون علامة مشرفة في مسيرة الاقتصاد الوطني حيث كان الهاجس الأول هو الارتقاء بالمستوى التقني الذي يضمن سلامة المنتجات بشكل أساسي وايصالها إلى المستهلك بجودة ومواصفات غير مسبوقة.. ولهذه الغاية كرست المصانع أسطولاً كبيراً وحديثاً من سيارات التوزيع لتخدم ما يزيد عن 350خط توزيع تغطي معظم مناطق الامتياز فتميزت بذلك خدمة وتواجداً وأداء. ولتتويج تلك الانجازات بنظام جودة عالمي، فقد تم الاستعانة بشركات استثمارية في مجال الجودة والعمل معهم لتوثيق الأنشطة القائمة بشهادة الايزو 9002، أما على صعيد الدراسات التسويقية، فقد تم التعاون مع شركة تسويقية متخصصة لترصد سوق المرطبات في المملكة بصفة دورية كي تتم الاستجابة وبشكل فوري لمتطلبات هذا السوق ولرغبات وتوجهات المستهلك من خلال تطوير الخطة الانتاجية والتسويقية.

"الرياض": مما يشغل قطاع الأعمال في منطقة الخليج العربي التنسيق بين الصناعات المتشابهة.. خاصة إذا وضعنا في الاعتبار حجم السوق الصغيرة نسبياً.. كيف تنظرون إلى هذه المسألة؟ وكيف يمكن معالجتها؟

الجميح: نعم هناك تنسيق عربي خليجي ليس فقط على مستوى الصناعات المتشابهة وإنما يتخطى ذلك إلى الصناعات المنافسة خصوصاً وان السوق العربي الخليجي رغم صغره نسبياً إلا انه من أكبر الأسواق العالمية على صعيد قطاع المرطبات بصفة عامة والسوق السعودي بصفة خاصة. في الجانب الآخر إذا كان التنسيق بين الصناعات المتشابهة بهدف ايجاد روح المنافسة التي تعتمد على نوعية الخدمة ومثاليتها وجودة المنتجات تعبئة وتغليفاً بالاضافة إلى الطرق والأساليب التسويقية الحديثة فإن ذلك نافع ومفيد للصناعة والمصانع والمستهلك على حد سواء وبالتالي لا توجد هناك طرق للمعالجة.أما إذا تجاوزت ذلك لسياسة الإغراق وحرب الأسعار فإن هناك آثاراً سلبية قد تنعكس ولكن يظل المنتج الذي تتوفر فيه كافة المواصفات والمقاييس هو سيد السوق بحكم جودته ونوعيته.

"الرياض": ما هي - من وجهة نظركم - آثار توحيد الجمارك بين دول مجلس التعاون على الصناعات المحلية في كل دولة؟

الجميح: نتوقع بمشيئة الله ان تكون هناك آثاراً ايجابية في ظل التعريفة الجمركية الحديثة خصوصاً على الصناعة والصناعات المحلية حيث ستكون هذه التعريفة بمثابة القوة الكامنة التي ستدفع بالصناعات المحلية نحو التطوير والتحديث للأجهزة والآلات والمعدات كي تستطيع مواكبة واستمرارية انتاجها بما يمكنها من الوقوف في وجه المنافسة.. وعلى سبيل المثال قيام مصانعنا مؤخراً بافتتاح محطات جديدة لتحلية المياه حيث يندر مثيل لها في المصانع العالمية وذلك في خطوة متقدمة نحو الارتقاء بمستوى الجودة وبالتالي الحفاظ على التواجد بالأسواق عبر الأسعار التي لا تقبل مجالاً للمنافسة.

"الرياض": محمد.. قبل فترة قريبة كنتم موضع تكريم أهل محافظة شقراء لأعمالكم الخيرية ومساهمة اسرتكم في الخدمات الاجتماعية. فهل يمكن ان تسلطوا الضوء على هذا الجانب؟

الجميح: التكريم كان في حفل كبير فاق الوصف والتصور سواء على مستوى المشاركة أو الحضور أو التنظيم أو التكريم فقد شارك الكثير من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة وممثلي القطاعات الحكومية المختلفة والأهالي. وهذا يعبر عن حب الناس ووفائهم وهذا هو الوسام الذي نفتخر ونعتز به.

"الرياض": توطين الوظائف هدف استراتيجي للدولة ورجال الأعمال وهو أمر يشغل كل قطاعات المجتمع السعودي.. كيف تنظرون لهذه المشكلة؟ وما هي الحلول من وجهة نظركم؟

الجميح: لاشك في ذلك والتعاون واجب بين قطاعات الدولة المختلفة ورجال الأعمال في هذه القضية. ونحن ننظر بجدية إلى أحقية المواطن في العمل ولكن كما سبق أن اسلفنا ان الموضوع يحتاج إلى تعاون وصبر وايجاد منشأ - ومعاهد للتدريب يقوم بها القطاع الخاص والجهات الحكومية لتأهيل الشباب السعودي وتدريبه كما يتطلب تضافر من الجهات الإعلامية والاجتماعية والخيرية لايجاد الأرضية النفسية والتوعية لذلك.

"الرياض": ما هي مساهمة شركات الجميح في هذا المجال؟ وهل هناك خطة مستقبلية لهذا الغرض؟

الجميح: لدينا تعاون مع الغرف التجارية والمعاهد المهنية والفنية ونستقبل عشرات الشباب بل المئات من الطلاب ونصرف لهم حوافز لتدريبهم.

"الرياض": متى بدأتم مشروع تدريب وتوظيف الشباب السعودي.. وما مقدار حجم الانجاز في هذا المجال؟

الجميح: ليس هناك برنامج تدريب منتظم بل كما ذكرنا تعاون مع الغرف التجارية ومكاتب العمل والمعاهد الفنية والمهنية.

"الرياض": الشركات الوطنية مطالبة بالمساهمة في خدمة المجتمع.. نريد أن نعرف مساهماتكم في المجالات المختلفة التي تعود بالفائدة على المجتمع؟

الجميح: لا نحبذ ذكر المساهمات وتعدادها لأن هذا واجب علينا ولا نقصر ان شاء الله في كل ما يطلب منا وفيما في خدمة لمجتمعنا ووطننا. وما حفل التكريم الذي تم مؤخراً إلا شاهد على بعض الانجازات ولله الحمد.

"الرياض": محمد.. أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم.. لكن أريد ان أعرف كيف توازنون بين مهامكم التجارية وارتباطاتكم الأسرية وواجباتكم الاجتماعية؟

الجميح: نحمد الله على القيام بذلك والموازنة ضرورية وحسب ما ورد في الحديث الشريف (سددوا وقاربوا - وأعط كل ذي حق حقه).

"الرياض": ما هي أبرز المواقف التي واجهتكم في مسيرة حياتكم العملية.. وكيف واجهتموها؟

الجميح: المواقف كثيرة وليس هناك شيء محدد.. ولكن تلك التي تتعلق بالأمور الإنسانية فيكون لها أثر كبير في النفس.

"الرياض": ثم ما هي حكمتكم في الحياة؟

الجميح: وإن ليس للإنسان إلا ما سعى.