المعتضد
29-06-2006, Thu 2:08 PM
" نقلا عن : ثمرات، لإبن حجة."
"قيل أنها من تبوك، وتجاهلت بعض الروايات ذكر الموقع، والله أعلم"
قال الجاحظ :
أخبرني فتى من أصحاب الحديث قال : دخلت يوماً على دير قالوا أن به راهباً قد أسلم فذهبت إليه لعلي أنشد منه خبراً ، فدخلت عليه فسلمت ثم جلست بين يديه وأخذت أتحدث معه ، ومن ضمن الكلام سألته عن سبب إسلامه ،،
فحدثني أنّ جارية نصرانية كانت في هذا الدير ، كثيرة المال ، بارعة الجمال فأحبت غلاماً مسلماً خياطاً ، وكانت تبذل نفسها ومالها له ، والغلام يُعرض عن ذلك ولا يلتفت إليها ، وأمتنع عن المرور من أمام ذاك الدير ، فلما أعيتها الحيلة فيه طلبت رجلاً بارعاً في التصوير و أعطته مائة درهم على أن يصور لها صورة الغلام في دائرة على شكله وهيئته ، ففعل المصور ولم تخطيْ الصورة شيئاً منه غير النطق ، وأتى بها إلى الجارية .
فلما أبصرتها أُغمي عليها ، فلما أفاقت أعطت المصور مائة دينار أخرى . فلما خلت الجارية بالصورة رفعتها إلى حائط حجرتها ، وما زالت تقبل الصورة كل يوم وتلثمها حتى تتعب ثم تجلس بين يدي الصورة وتبكي وجلست على هذا الحال شهراً وزيادة ، بعدها مرض الغلام ومات ، فعلمت الجارية فأقامت له مأتماً عم ذكره في الآفاق ، ثم رجعت إلى الصورة وصارت تقبلها وتلثمها مع كل مكان ، في الصباح دخلنا إليها حتى نخفف عنها ونأخذ بخاطرها فوجدناها ميته ويدها ممدودة إلى الحائط نحو الصورة ، وقد كتبت هذه الأبيات :
يا موت حسـبك نفـسي بعد ســيدها @@ خذهـا إليـك فقد أودت بمـا فيها
أسلمت وجـهي إلى الرحـمن مسلمة @@ ومـت مـوت حـبيب كـان يعصــيها
لعـلهـا فـي جـنـان الخـلـد يجمـعها @@ بمن تحب غداً في البـــعث باريها
مـات الحـبيب ومـاتت بعـــــده كـمداً @@ مُحـبة لـم تــزل تشـقي محبيـهــا
قال الراهب بعد هذا ظلت تزورني في المنام وهي تنشد :
أصبحت في راحة مما جنته يدي @@ وصرت جـارة رب واحد صــمد
محـا الإلـه ذنـوبي كـلها وغــدا @@ قلبي خلياً من الأحزان والكمد
لمـا قـدمت إلى الرحـمن مسـلمة @@ وقلت : إنـك لم تـولد ولـم تلـد
بعد هذا أسلمت بسبب أبيات الجارية التي أخبرتني أن الدين الإسلامي هو الحق في أبياتها التي زارتني بها بعد مماتها.
اللهم أهدنا إلى كل ماتحب وترضى.
"قيل أنها من تبوك، وتجاهلت بعض الروايات ذكر الموقع، والله أعلم"
قال الجاحظ :
أخبرني فتى من أصحاب الحديث قال : دخلت يوماً على دير قالوا أن به راهباً قد أسلم فذهبت إليه لعلي أنشد منه خبراً ، فدخلت عليه فسلمت ثم جلست بين يديه وأخذت أتحدث معه ، ومن ضمن الكلام سألته عن سبب إسلامه ،،
فحدثني أنّ جارية نصرانية كانت في هذا الدير ، كثيرة المال ، بارعة الجمال فأحبت غلاماً مسلماً خياطاً ، وكانت تبذل نفسها ومالها له ، والغلام يُعرض عن ذلك ولا يلتفت إليها ، وأمتنع عن المرور من أمام ذاك الدير ، فلما أعيتها الحيلة فيه طلبت رجلاً بارعاً في التصوير و أعطته مائة درهم على أن يصور لها صورة الغلام في دائرة على شكله وهيئته ، ففعل المصور ولم تخطيْ الصورة شيئاً منه غير النطق ، وأتى بها إلى الجارية .
فلما أبصرتها أُغمي عليها ، فلما أفاقت أعطت المصور مائة دينار أخرى . فلما خلت الجارية بالصورة رفعتها إلى حائط حجرتها ، وما زالت تقبل الصورة كل يوم وتلثمها حتى تتعب ثم تجلس بين يدي الصورة وتبكي وجلست على هذا الحال شهراً وزيادة ، بعدها مرض الغلام ومات ، فعلمت الجارية فأقامت له مأتماً عم ذكره في الآفاق ، ثم رجعت إلى الصورة وصارت تقبلها وتلثمها مع كل مكان ، في الصباح دخلنا إليها حتى نخفف عنها ونأخذ بخاطرها فوجدناها ميته ويدها ممدودة إلى الحائط نحو الصورة ، وقد كتبت هذه الأبيات :
يا موت حسـبك نفـسي بعد ســيدها @@ خذهـا إليـك فقد أودت بمـا فيها
أسلمت وجـهي إلى الرحـمن مسلمة @@ ومـت مـوت حـبيب كـان يعصــيها
لعـلهـا فـي جـنـان الخـلـد يجمـعها @@ بمن تحب غداً في البـــعث باريها
مـات الحـبيب ومـاتت بعـــــده كـمداً @@ مُحـبة لـم تــزل تشـقي محبيـهــا
قال الراهب بعد هذا ظلت تزورني في المنام وهي تنشد :
أصبحت في راحة مما جنته يدي @@ وصرت جـارة رب واحد صــمد
محـا الإلـه ذنـوبي كـلها وغــدا @@ قلبي خلياً من الأحزان والكمد
لمـا قـدمت إلى الرحـمن مسـلمة @@ وقلت : إنـك لم تـولد ولـم تلـد
بعد هذا أسلمت بسبب أبيات الجارية التي أخبرتني أن الدين الإسلامي هو الحق في أبياتها التي زارتني بها بعد مماتها.
اللهم أهدنا إلى كل ماتحب وترضى.