محمد السويد
28-05-2006, Sun 10:44 AM
الدولار الأمريكي وأحاديث «آخر الركب»
http://www.alriyadh.com/2006/05/28/img/285685=.jpg
محمد عبدالله السويد
من أطرف ماقرأت قبل فترة محاولة بعض المحللين ربط هبوط الدولار بأزمة أسواق الأسهم الخليجية ناهيك عمن عاد يتحدث عن سياسة ربط الريال بالدولار معللا ذلك بأن الاقتصاد معرض للانهيار وكأن العالم ليس مرتبطا بالاقتصاد الأمريكي قلبا وقالبا.
الذي لا يفهمه الكثير من الاقتصاديين أن الاقتصاد الأمريكي أصبح عبئا على العالم أجمع منذ مدة ليست ببسيطة فالعجز التجاري الذي تعاني منه الولايات المتحدة تعود مشكلته منذ السبعينيات الميلادية وكثير من الدول تملك جزءا لا بأس به من السندات الحكومية الأمريكية وعلى رأسهم أوروبا واليابان. وكون اليورو عملة منافسة للدولار لا يعني بالضرورة أن دول الخليج تستطيع وضع سياسات مخالفة للدولار الأمريكي لأنه بكل بساطة مازال برميل البترول يسعر بالدولار وأي محاولة لاعتماد اليورو بديلا للدولار كغطاء نقدي يعتبر تكلفة إضافية لا داعي منها، والطريقة الوحيدة لحل هذه المعضلة هي إما أن يسعر البترول بعملة خليجية موحدة وهو أمر مستبعد أو أن تخلق سلع وخدمات تضاهي النفط في الناتج القومي الخليجي.
هبوط الدولار المفاجئ مؤخراً حدث بسبب مخاوف المستثمرين من مسألة زيادة معدل التضخم في الاقتصاد الأمريكي، والذي تأثر بشكل أساسي بازدياد سعر الذهب والنفط خلال الأيام الماضية. هذا الارتفاع المستمر ليس له سبب إلا التصعيد الذي تقوم به الولايات المتحدة على إيران فاتحا المجال لتكهنات وتوقعات بأن الولايات المتحدة تنوي الحرب على إيران بسبب مسألة أنشطتها النووية.
علاوة على ذلك ساعد التخبط الذي أظهره مسؤول البنك الفدرالي الجديد برنانكي على ضعف الدولار أيضاً مسببا ربكة لدى المستثمرين في تصور السياسة النقدية الجديدة للبنك الفدرالي، فقبل فترة خرجت تصريحات بأن سياسة رفع الفائدة على الدولار ستتوقف مؤقتا فأضعفت الدولار بشكل مفاجئ، وبعد ذلك بفترة قصيرة خرج تصريح آخر مخالف لسابقه أظهر إدارة البنك الفدرالي بمظهر المتخبط مما زاد الأثر السلبي على الدولار.
الأمر الآخر هو أن الهبوط الذي حدث للدولار كان تصحيحا لموجة تصاعدية على المدى الطويل ابتدأها مؤشر الدولار الأمريكي من 80,39 نقطة إلى 92,63 نقطة وهذ التصحيح حتى الآن مازال متماسكا على نسبة تصحيح فايبوناشتي 61,8٪ بقيمة 85,07 نقطة. وبالنسبة لليورو فيمكن القول إنه مازال يشكل قمة هابطة جديدة على مدى السنتين بحدود 1,2891 وحتى إن تجاوزها فهذا يعني دخول الزوج في مرحلة تذبذب على المدى الطويل لتشكيل نمط حيرة انعكاسا للأوضاع الحالية.
بالنظر لنتائج بعض المؤشرات الاقتصادية الأمريكية نلاحظ انخفاضا نسبيا في مؤشر سعر المستهلك مع نهاية السنة الماضية وحتى الوقت الحالي حيث أصبح قريباً من مستوياته لسنة 2004م سواء المؤشر العام أو المرتبط بالطاقة «النفط»، وأيضاً بالنظر للحساب الجاري نلاحظ تحسنا ملحوظا منذ نهاية سنة 2004م وحتى الناتج القومي فقد استمر في تحسنه بعد ان تعرض للتذبذب السنة الماضية.
أود أن أضيف أن فكرة توحيد العملة الخليجية تعتبر خطوة متقدمة جدا فهي بحد ذاتها لن يكون لها أي ميزة إضافية للمنطقة ولن تخدم أي غرض فالمفترض قبل ذلك أن يتم التركيز على توحيد السياسات الاقتصادية للمنطقة وبعد ذلك ستظهر حاجة المنطقة لعملة موحدة تعبر عن وحدة اقتصادية حقيقية بدلا من وحدة على ورق.
http://www.alriyadh.com/2006/05/28/img/285684.jpg
http://www.alriyadh.com/2006/05/28/img/285683.jpg
رابط المقالة بجريدة الرياض (http://www.alriyadh.com/2006/05/28/article158173.html)
http://www.alriyadh.com/2006/05/28/img/285685=.jpg
محمد عبدالله السويد
من أطرف ماقرأت قبل فترة محاولة بعض المحللين ربط هبوط الدولار بأزمة أسواق الأسهم الخليجية ناهيك عمن عاد يتحدث عن سياسة ربط الريال بالدولار معللا ذلك بأن الاقتصاد معرض للانهيار وكأن العالم ليس مرتبطا بالاقتصاد الأمريكي قلبا وقالبا.
الذي لا يفهمه الكثير من الاقتصاديين أن الاقتصاد الأمريكي أصبح عبئا على العالم أجمع منذ مدة ليست ببسيطة فالعجز التجاري الذي تعاني منه الولايات المتحدة تعود مشكلته منذ السبعينيات الميلادية وكثير من الدول تملك جزءا لا بأس به من السندات الحكومية الأمريكية وعلى رأسهم أوروبا واليابان. وكون اليورو عملة منافسة للدولار لا يعني بالضرورة أن دول الخليج تستطيع وضع سياسات مخالفة للدولار الأمريكي لأنه بكل بساطة مازال برميل البترول يسعر بالدولار وأي محاولة لاعتماد اليورو بديلا للدولار كغطاء نقدي يعتبر تكلفة إضافية لا داعي منها، والطريقة الوحيدة لحل هذه المعضلة هي إما أن يسعر البترول بعملة خليجية موحدة وهو أمر مستبعد أو أن تخلق سلع وخدمات تضاهي النفط في الناتج القومي الخليجي.
هبوط الدولار المفاجئ مؤخراً حدث بسبب مخاوف المستثمرين من مسألة زيادة معدل التضخم في الاقتصاد الأمريكي، والذي تأثر بشكل أساسي بازدياد سعر الذهب والنفط خلال الأيام الماضية. هذا الارتفاع المستمر ليس له سبب إلا التصعيد الذي تقوم به الولايات المتحدة على إيران فاتحا المجال لتكهنات وتوقعات بأن الولايات المتحدة تنوي الحرب على إيران بسبب مسألة أنشطتها النووية.
علاوة على ذلك ساعد التخبط الذي أظهره مسؤول البنك الفدرالي الجديد برنانكي على ضعف الدولار أيضاً مسببا ربكة لدى المستثمرين في تصور السياسة النقدية الجديدة للبنك الفدرالي، فقبل فترة خرجت تصريحات بأن سياسة رفع الفائدة على الدولار ستتوقف مؤقتا فأضعفت الدولار بشكل مفاجئ، وبعد ذلك بفترة قصيرة خرج تصريح آخر مخالف لسابقه أظهر إدارة البنك الفدرالي بمظهر المتخبط مما زاد الأثر السلبي على الدولار.
الأمر الآخر هو أن الهبوط الذي حدث للدولار كان تصحيحا لموجة تصاعدية على المدى الطويل ابتدأها مؤشر الدولار الأمريكي من 80,39 نقطة إلى 92,63 نقطة وهذ التصحيح حتى الآن مازال متماسكا على نسبة تصحيح فايبوناشتي 61,8٪ بقيمة 85,07 نقطة. وبالنسبة لليورو فيمكن القول إنه مازال يشكل قمة هابطة جديدة على مدى السنتين بحدود 1,2891 وحتى إن تجاوزها فهذا يعني دخول الزوج في مرحلة تذبذب على المدى الطويل لتشكيل نمط حيرة انعكاسا للأوضاع الحالية.
بالنظر لنتائج بعض المؤشرات الاقتصادية الأمريكية نلاحظ انخفاضا نسبيا في مؤشر سعر المستهلك مع نهاية السنة الماضية وحتى الوقت الحالي حيث أصبح قريباً من مستوياته لسنة 2004م سواء المؤشر العام أو المرتبط بالطاقة «النفط»، وأيضاً بالنظر للحساب الجاري نلاحظ تحسنا ملحوظا منذ نهاية سنة 2004م وحتى الناتج القومي فقد استمر في تحسنه بعد ان تعرض للتذبذب السنة الماضية.
أود أن أضيف أن فكرة توحيد العملة الخليجية تعتبر خطوة متقدمة جدا فهي بحد ذاتها لن يكون لها أي ميزة إضافية للمنطقة ولن تخدم أي غرض فالمفترض قبل ذلك أن يتم التركيز على توحيد السياسات الاقتصادية للمنطقة وبعد ذلك ستظهر حاجة المنطقة لعملة موحدة تعبر عن وحدة اقتصادية حقيقية بدلا من وحدة على ورق.
http://www.alriyadh.com/2006/05/28/img/285684.jpg
http://www.alriyadh.com/2006/05/28/img/285683.jpg
رابط المقالة بجريدة الرياض (http://www.alriyadh.com/2006/05/28/article158173.html)