ghenaim
16-05-2006, Tue 7:37 AM
الملك عبد الله يبث تطمينات لشعبه ولجيرانه وللعالم
Gmt 3:15:00 2006 الثلائاء 16 مايو
سلطان القحطاني
--------------------------------------------------------------------------------
الملك عبدالله يستبعد ضربة عسكرية على ايران
السعودية تشدد على دعم الاستثمار في التعليم
سلطان القحطاني من الرياض: لم تهدأ العاصمة السعودية خلال الساعات التي أعقبت تصريحات الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال استقباله أعضاء إتحاد الصحافة الخليجية في عاصمة حكم مملكته الرياض، والتي تناولت الحديث المطمئن عن الشعب وهواجسه الأسهمية، والسياسة الخارجية وهواجسها النووية، وتلويحات الرضا لدول الجوار الخليجية، إضافة إلى تجديد الدعوة إلى النمط الوسطي فكرياً ودينياً واقتصادياً، كما جاء في كلمته، من داخل المملكة الغنية بالنفط والأطياف الفكرية.
محور الحديث محلياً كان يدور حول الخطة الملكية الجديدة حول تخصيص صندوق استثماري لذوي الدخل المحدود من مواطني البلاد كي يستطيعوا الاستثمار الآمن في سوق الأسهم المصاب بالرشح والزكام منذ شهرين، وشهد خلالهما العديد من التقلبات والانحدارات تحت ظلال حركة تصحيح حاد لم يسبق لها مثيل منذ أواخر مارس من العام الفائت.
عملياً تبدو هذه الفكرة الملكية الأخيرة حافزاً مهماً لتمكين ذوي الدخل المحدود محلياً من الفوز بنصيب من كعكة عائدات النفط الضخمة، وهي كذلك تعتبر ترسيخاً للصورة الذهنية عن الملك السعودي لدى مواطنيه الذي يقاربون العشرين مليوناً، وهم مرشحون للزيادة في ظل نسبة المواليد المرتفعة، بأنه "الملك العادل المشفق على شعبه، الذي يشعر بجسامة مسؤولية الحكم ومشقاته" كما يقول محللون خليجيون راقبوا الملك وخطوات سياسته منذ توليه زمام الحكم في أوائل أغسطس من العام الماضي.
وبالنسبة للسعوديين فإن ملكهم عبدالله يتمتع بنسبة شعبية كبيرة لديهم كونه "تجسيد حي لمآثر الحاكم العادل الذي تتحدث عنه كتب التاريخ القديم من حكام المسلمين صُفاة السريرة" حسب ما يقوله مثقفون سعوديون، وخصوصاً من الجيل الأكثر شباباً إذ لم يسبق لهؤلاء أن رأوا ملكاً ينزل إلى الأسواق مثلهم، ويأكل دون بهرجة في مطعم صغير للوجبات السريعة، ويزور الفقراء وسكان المنازل المتهاوية في مرة معلنة، وأخريات لم يتم الحديث عنها حتى اللحظة.
وبالحديث عن الجارة النووية المسلمة، جمهورية إيران، فإن الملك بدا ميالاً للالتزام بكينونة العمل السياسي القاضي بعدم السير قدماً في تصعيد المواقف بين المجتمع الدولي وطهران على خلفية طموحات إيران في الحصول على طاقة نووية، مشيراً إلى أن إيران ستكون متضررةً أيضاً خلال تطور الأزمة إلى عواقب عسكرية، مثلها مثل الخليج تماماً ودوله، بينما بين ظهرانيها مفكرون ومثقفون يعرفون خيوط اللعبة السياسية في المنطقة.
واستبعد الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن يتطور التصعيد الحاصل بين أميركا وإيران إلى صدام عسكري على ضفتي الخليج العربي، وهو كلام يأتي من حاكم أكبر دولة في شبه الجزيرة العربية، ومملكته أحد اللاعبين الكبار في المسرح الشرق أوسطي سياسيا واقتصادياً، مما يجعل نُذر الحرب ليست بذلك القُرب المتوقع من المنطقة، وأن المسألة النووية برمتها في طريقها إلى حل، خصوصاً وأن السعوديين انضموا إلى جهود الوساطة السياسية ما بين طهران ومناكفيها الكبار منذ أشهر.
وقال الملك لدى استقباله الاثنين أعضاء اتحاد الصحافة الخليجية المشاركين في أعمال الاجتماع الثاني للجمعية العمومية للاتحاد الذي اختتم أعماله في الرياض :" أنا أعتقد لا . أنا أعتقد سيكون الهدوء والسكينة وإيران تعرف حقها وواجبها الوطني والعالمي وكذلك أميركا. وأعتقد تهمنا نحن البيئة هذا الأمر الذي يهمنا والذي بيننا هو الخليج فإذا تضرر لا قدر الله فأول من سيتضرر إيران ثم بعد ذلك دول الخليج ولن يحدث ذلك إن شاء الله وأعتقد لن تحصل شدة وما من شك إيران فيها رجال ومفكرون لمصلحتهم ومصلحة غيرهم وهذا واجب عليهم."
شجون الملك
وأعرب الملك عبدالله عن سعادته بلقاء أعضاء الاتحاد وقال " أنا سعيد بهذه الوجوه الطيبة التي تعمل لخدمة دينها وأوطانها. والصحافة يا إخوان فيها جهة خيرة وجهة أخرى الله أعلم بها وأنتم إن شاء الله من الجهة الخيرة .. وتبقى بعض الصور التي تنشر في بعض الصحف وهذه يا إخوان ليست منا. وليفكر الواحد منا هل يقبل أن ابنته أو أخته أو زوجته تظهر بهذه الصورة. لا لن يقبل أي أحد بذلك ما من شك. والشباب يميلون مع العاطفة ويميلون مع النفس والنفس أمارة بالسوء وهذه أرجو أن تخففوا منها وأن تخففوا من الحوادث غير المضبوطة التي تعتمد على قيل أو قال أو ما يكتب عن أوطانكم وفيه مساس بها فبعض المراسلين يريد أن يبرز نفسه ويكتب شيئا ويزيد عليه وهذا أمر لا يجوز وإذا كان ولابد يريد أن يقول شيئا فليذهب إلى الوزير المختص والوزير أو هو بنفسه ينقل الصورة. أما من يريد أن يشمت فلا. الشماتة ليست لكم إن شاء الله هذا ما أريد أن أقوله لكم ثم استمع بعد ذلك لآرائكم".
وأضاف:" كما أرجو أن لا تستمعوا للصحافة الخارجية أبدا أبدا خاصة عندما يكون الأمر ضد الإسلام أو العرب. لا تستمعوا لهم لأن الإسلام ما من شك عزيز ولله الحمد. عزيز بالله ثم بأبناء الإسلام وأبناء الإسلام ولله الحمد أنتم منهم.ولا يهمنا كلامهم لأننا نعرفهم وهم يعرفوننا ولكنهم يريدون أن يدلسوا علينا ولكن لا أحد سيغطي الإسلام أبدا أبدا وهم يعرفون هذا."
وتابع الملك عبدالله قائلا: "أوصيكم بعقيدتكم ووطنيتكم وأخلاقكم. يا إخوان الأخلاق أهم شيء وكذلك المصداقية. مصداقية الإنسان حتى عند أولاده وأطفاله ومحارمه إذا كان ليست لديه مصداقية فليست له قيمة. والصحافة أكثر أهمية ومصداقيتها أهم شيء. هذا الذي نتمناه لكم وهذا إن شاء الله فيكم جميعا لكن أنا مجتهد ولا أريد أن أقول لكم هذا الكلام وعندكم أكثر منه إن شاء الله عقيدتكم وأخلاقكم ووطنيتكم ومصداقيتكم وهذه أهم شيء".
ورداً على سؤال عن دور الصحافة الخليجية في التصدي للاستهداف الذي تتعرض له دول الخليج فأجاب "أنا ما أحببت أن أوضحها ولكنك أنت وضحتها ما من شك أنتم تعرفون أن الخليج هدف ولكن إن شاء الله أبناء الخليج سيتكاتفون على الخير والخليج لم يقصر مع إخوانه العرب أبدا أبدا ولله الحمد".
وقال الملك السعودي في رده على تعليق لرئيس اتحاد الصحافة الخليجية حول المستوى الذي وصلت إليه الصحافة الخليجية الذي أصبحت معه قدوة يبحث عنها الآخرون " احمدوا ربكم واشكروه هذه كلها من فضل الله عليكم وخليجكم ولله الحمد بخير ونتمنى إن شاء الله في يوم من الأيام ينضم إلينا إخواننا في اليمن لأنه ما من شك شئنا أم أبينا اليمن جزء من الأمة العربية والإسلامية وجزء من الخليج. والصناديق هذه إن شاء الله تكفيه وقليلا قليلا على خطوة خطوة وبعد الخطوة نريد باعا وبعد الباع أكثر وأكثر إن شاء الله".
وردا على تعليق لأحد أعضاء الاتحاد حول الاجتماع القادم الذي سيعقد في اليمن قال " إن شاء الله وذلك أحسن فاليمن أصل العرب وهذا أمر ليس فيه كلام وهو الرحم الذي خرج منه العرب ".
و عن رأيه في الصحافة الخليجية وماذا تحتاج من خطوات في المستقبل أجب ملك السعودية" أنا قلت من قبل العقيدة والوطنية والأخلاق .. المصداقية هذا الذي أتمناه لكل مسلم وأنتم في الصحافة مرآة لشعوبكم فاصدقوا معهم وأنا أعرف بدون شك أن الصدق الجارح يؤثر قليلا ولكن الصدق طيب".
الملك يقود ربيع الأسهم السعودية
وإجابة على سؤال عن مؤشر سوق الأسهم في المملكة وتأثيره على اقتصاد المنطقة كلها نظرا لأن المملكة في مقدمة الركب الاقتصادي في المنطقة وكونها رائدة النهضة الاقتصادية وأن الصحافة تلام إذا كتبت عن الأسواق الايجابية بأنها نفخت السوق واذا كتب عن الأشياء السلبية تلام بأنها ساهمت في خسارة السوق ولذلك لم نعرف طريقنا .؟ فأجاب الملك عبدالله " الوسطية الوسطية وكذلك السوق نريد لها الوسطية أيضا. لا ارتفاع ولا انخفاض وإن شاء الله خير ولله الحمد وعلينا التصرف بهدوء وسكينة ولن يكون إلا خيرا إن شاء الله. والبورصة هذه أتعبتنا وإن شاء الله يفهم صغار المستثمرين كيف يختارون الشركات التي يتعاملون فيها لأن هنالك بعض الشركات كما يقولون ليست شيئا أبدا أبدا".
وعلق شيخ الصحافيين تركي السديري قائلا "هناك بعض الشركات ليست ربحية أبدا" . فقال الملك عبدالله " ويأتيها الناس. والمساكين هم همنا والله إن ما يهمني هم الضعفاء هؤلاء . أريد أن أقول لكم سرا وأنا أعرف أنه لا يوجد سر هنا .. أنا أسعى إن شاء الله إلى إنشاء صندوق لذوي الدخل المحدود والذين هم أقل منهم ولا أقول فقراء فهذه الكلمة لا يحبها الإنسان ، والصندوق سيكون لذوي الدخل المحدود من الموظفين وغيرهم ولن يدخل فيه أحد بأكثر من 400 أو 500 ألف ومن هم أقل من ذلك سيدخلون فيه هم وعوائلهم."
وسأل السديري إن كان الصندوق للتمويل فأجاب الملك عبدالله بأن "هذا الصندوق الذي نسعى إليه ستنشئه الدولة للناس من ذوي الدخل المحدود ومن يأتي ليضع فيه أكثر من 500 ألف لن يسمح له وما دون ذلك يبيع ويشتري لمدة سنتين فإن ربح فهذا حظه إن شاء الله وسيأتيه وإن خسر فرأس ماله محفوظ عندنا. هذا الذي نريده ".
وعلق رئيس اتحاد الصحافة الخليجية قائلا هذا" ليس موجودا في أي بلد في العالم " .ورد لعاهل السعودي قائلاً " هذا الذي نحن نفكر فيه وأرسلت مبعوثين للعالم كله وسنرى إن شاء الله هذه الفكرة ، تضع في الصندوق فلوسك وهو يشتغل لك فإذا ربحت فهذا حظك إن شاء الله وإن خسرت بعد سنتين سيكون رأس مالك في يدك ولا عليه خلاف ".
وأجاب على سؤال عن بداية العمل في هذا الصندوق قائلا:" أحاول جاهدا ولا أخفي عليكم ، أرسلت موفدين للعالم كله منذ خمسة وعشرين يوما وهم على وشك العودة لشرح هذا الأمر وبدون شك أنا مصر عليه ولكنني أعتقد أن كل الماليين يقولون إنه أمر صعب لأنك ستحفظ فلوس مساهمين". وقال" أنا هذا الذي يهمني .. هذه الفئة أما التجار أو من يسمونهم الهوامير فهؤلاء بكيفهم يربحون أو يخسرون وإن شاء الله رابحين".
مجلس الخليج ودوله وسياسته
ورداً على سؤال عن إن كانت هناك صيغة جديدة لتطوير العمل في مجلس التعاون وإن كانت هناك قرارات جديدة مثل انتقال البضائع بين الدول وغير ذلك. قال " نحن نسير في ذلك وبلدكم هذه قالت أشياء وإن شاء الله إنها ماشية الآن ونحن يا أخي نريد أكبر من ذلك نريد وحدة أكبر وأقوى ونريد الشك الذي بيننا أن يزال. وغداً ستأتينا منظمة التجارة وغيرها فلا بد أن نفكر والخليج لم يذهب إلى دولة يريد أن يرغم أو يغصب مثلما حدث للكويت ، الأمر الذي أرغمنا وأرغم الخليج وقبلنا كل شيء وأراضينا خربت وأموالنا راحت وخسرنا ونحن في الخسارة إلى الآن ولم نتخل عنه وليس بأخلاقنا فقد حملنا رقابنا على أيدينا ودخلنا ولله الحمد والكويت إن شاء الله عزها قائم الآن. ونحن صبرنا وراح منا الذي راح أما أراضينا التي حول الكويت فإلى الآن خربة ، العشب والشجر الذي فيها راح كله ، لكن الخليج جزء لا يتجزأ وهذا لابد أن تضعوه في أفكاركم وكل خليجي لابد أن يضعه وكذلك جزء لا يتجزأ من أمته العربية وجزء لايتجزأ من أمته الإسلامية هذه أحب أن أقولها لكم وهذا الواقع الصحيح.
وقال الملك في رده على سؤال عن دور الإعلام في مكافحة الإرهاب " أنا أرى أن الإعلام لم يقصر في محاربة عدونا وفي المؤتمر الذي عقد في الرياض لمحاربة الإرهاب وافقنا على كل شيء والدول كلها وافقت على إنشاء مركز لمحاربة الإرهاب لأن أكثر ما يؤثر على الإرهاب هي الإتصالات والسرعة في نقل المعلومة ونحن جربنا ذلك.وقد وافق الجميع على إنشاء المركز ولكن مع عدم التنفيذ".
وأضاف انه " في الاجتماع التشاوري الأخير رأى القادة أن يكون المركز في البحرين ، وهو مركز للمعلومات والمعلومة هي عدو الإرهاب ومن يحب أن ينضم إلى المركز ينضم إليه أما نحن فكلنا سنشارك في المركز ونريد أن نتساعد على إقامته وهذا أهم شيء"..
وعندما سئل الملك عبدالله عن الأوضاع في العراق وانعكاساتها على المنطقة قال " مخيفة والله ، فأخواننا في العراق أوضاعهم تحز في أنفسكم جميعاً وتحز في قلب كل إنسان ، فهذا الذبح وهذا القتل وهذه الفوضى ، كنا وربما كنتم جميعاً إذا شاهد أحدنا دماً يقشعر جلده ويصد عن رؤيته أما الآن فقد أخذنا على ذلك فنحن كل يوم نشاهد الدماء والقتل ، نتمنى من الله أن يزيح الغمامة عن العراق ويهدي أبناءه إن شاء الله الذين فيهم الخير للتعاون والتكاتف على مصلحة العراق ونحن إن شاء الله متى ما طلب منا كل ما فيه مصلحة العراق فنحن مستعدون له".
ورداً على سؤال عن إن كانت هناك صيغة تفاهم لإخراج دول الخليج من دائرة الخطر الذي أصبح الآن يحرك المنطقة قال الملك " أنت جزء من العالم والعالم كله متآثر الآن. العراق دخلت فيه أشياء لانتمناها ولايتمناها أحد لعدوه فما بالك بالعراق وأهله أخواننا وأباؤنا وأبناؤنا وما أصاب العراق يؤثر علينا كلنا واختلطت الأيادي في الفوضى البينة والخفية أكثر. والذي حدث في سامراء من الذي قام به . ليسوا عراقيين لا من الشيعة ولا من السنة وهذا لا يجوز ولا بد من الانتباه وخصوصاً أنتم الصحافيين انتبهوا للمعلومة التي تأتيكم ومن يأتي بها إليكم انتبهوا لذلك جيداً وإياكم أن تظلموا أنفسكم وتظلموا من يصدقونكم من شعوبكم وعليكم أن تحافظوا على الكلمة الصادقة وتبحثوا عنها لأن أعداءكم يريدون تفرقتكم وتفرقة الإسلام مهما كان من شيعة أو سنة بشتى الطرق فانتبهوا لهم وهذا ما أوصيكم به وأرجو لكم التوفيق وأرجو منكم نقل تحياتي لإخواني في الخليج وفي اليمن وفي كل قطر عربي وإسلامي".
Gmt 3:15:00 2006 الثلائاء 16 مايو
سلطان القحطاني
--------------------------------------------------------------------------------
الملك عبدالله يستبعد ضربة عسكرية على ايران
السعودية تشدد على دعم الاستثمار في التعليم
سلطان القحطاني من الرياض: لم تهدأ العاصمة السعودية خلال الساعات التي أعقبت تصريحات الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال استقباله أعضاء إتحاد الصحافة الخليجية في عاصمة حكم مملكته الرياض، والتي تناولت الحديث المطمئن عن الشعب وهواجسه الأسهمية، والسياسة الخارجية وهواجسها النووية، وتلويحات الرضا لدول الجوار الخليجية، إضافة إلى تجديد الدعوة إلى النمط الوسطي فكرياً ودينياً واقتصادياً، كما جاء في كلمته، من داخل المملكة الغنية بالنفط والأطياف الفكرية.
محور الحديث محلياً كان يدور حول الخطة الملكية الجديدة حول تخصيص صندوق استثماري لذوي الدخل المحدود من مواطني البلاد كي يستطيعوا الاستثمار الآمن في سوق الأسهم المصاب بالرشح والزكام منذ شهرين، وشهد خلالهما العديد من التقلبات والانحدارات تحت ظلال حركة تصحيح حاد لم يسبق لها مثيل منذ أواخر مارس من العام الفائت.
عملياً تبدو هذه الفكرة الملكية الأخيرة حافزاً مهماً لتمكين ذوي الدخل المحدود محلياً من الفوز بنصيب من كعكة عائدات النفط الضخمة، وهي كذلك تعتبر ترسيخاً للصورة الذهنية عن الملك السعودي لدى مواطنيه الذي يقاربون العشرين مليوناً، وهم مرشحون للزيادة في ظل نسبة المواليد المرتفعة، بأنه "الملك العادل المشفق على شعبه، الذي يشعر بجسامة مسؤولية الحكم ومشقاته" كما يقول محللون خليجيون راقبوا الملك وخطوات سياسته منذ توليه زمام الحكم في أوائل أغسطس من العام الماضي.
وبالنسبة للسعوديين فإن ملكهم عبدالله يتمتع بنسبة شعبية كبيرة لديهم كونه "تجسيد حي لمآثر الحاكم العادل الذي تتحدث عنه كتب التاريخ القديم من حكام المسلمين صُفاة السريرة" حسب ما يقوله مثقفون سعوديون، وخصوصاً من الجيل الأكثر شباباً إذ لم يسبق لهؤلاء أن رأوا ملكاً ينزل إلى الأسواق مثلهم، ويأكل دون بهرجة في مطعم صغير للوجبات السريعة، ويزور الفقراء وسكان المنازل المتهاوية في مرة معلنة، وأخريات لم يتم الحديث عنها حتى اللحظة.
وبالحديث عن الجارة النووية المسلمة، جمهورية إيران، فإن الملك بدا ميالاً للالتزام بكينونة العمل السياسي القاضي بعدم السير قدماً في تصعيد المواقف بين المجتمع الدولي وطهران على خلفية طموحات إيران في الحصول على طاقة نووية، مشيراً إلى أن إيران ستكون متضررةً أيضاً خلال تطور الأزمة إلى عواقب عسكرية، مثلها مثل الخليج تماماً ودوله، بينما بين ظهرانيها مفكرون ومثقفون يعرفون خيوط اللعبة السياسية في المنطقة.
واستبعد الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن يتطور التصعيد الحاصل بين أميركا وإيران إلى صدام عسكري على ضفتي الخليج العربي، وهو كلام يأتي من حاكم أكبر دولة في شبه الجزيرة العربية، ومملكته أحد اللاعبين الكبار في المسرح الشرق أوسطي سياسيا واقتصادياً، مما يجعل نُذر الحرب ليست بذلك القُرب المتوقع من المنطقة، وأن المسألة النووية برمتها في طريقها إلى حل، خصوصاً وأن السعوديين انضموا إلى جهود الوساطة السياسية ما بين طهران ومناكفيها الكبار منذ أشهر.
وقال الملك لدى استقباله الاثنين أعضاء اتحاد الصحافة الخليجية المشاركين في أعمال الاجتماع الثاني للجمعية العمومية للاتحاد الذي اختتم أعماله في الرياض :" أنا أعتقد لا . أنا أعتقد سيكون الهدوء والسكينة وإيران تعرف حقها وواجبها الوطني والعالمي وكذلك أميركا. وأعتقد تهمنا نحن البيئة هذا الأمر الذي يهمنا والذي بيننا هو الخليج فإذا تضرر لا قدر الله فأول من سيتضرر إيران ثم بعد ذلك دول الخليج ولن يحدث ذلك إن شاء الله وأعتقد لن تحصل شدة وما من شك إيران فيها رجال ومفكرون لمصلحتهم ومصلحة غيرهم وهذا واجب عليهم."
شجون الملك
وأعرب الملك عبدالله عن سعادته بلقاء أعضاء الاتحاد وقال " أنا سعيد بهذه الوجوه الطيبة التي تعمل لخدمة دينها وأوطانها. والصحافة يا إخوان فيها جهة خيرة وجهة أخرى الله أعلم بها وأنتم إن شاء الله من الجهة الخيرة .. وتبقى بعض الصور التي تنشر في بعض الصحف وهذه يا إخوان ليست منا. وليفكر الواحد منا هل يقبل أن ابنته أو أخته أو زوجته تظهر بهذه الصورة. لا لن يقبل أي أحد بذلك ما من شك. والشباب يميلون مع العاطفة ويميلون مع النفس والنفس أمارة بالسوء وهذه أرجو أن تخففوا منها وأن تخففوا من الحوادث غير المضبوطة التي تعتمد على قيل أو قال أو ما يكتب عن أوطانكم وفيه مساس بها فبعض المراسلين يريد أن يبرز نفسه ويكتب شيئا ويزيد عليه وهذا أمر لا يجوز وإذا كان ولابد يريد أن يقول شيئا فليذهب إلى الوزير المختص والوزير أو هو بنفسه ينقل الصورة. أما من يريد أن يشمت فلا. الشماتة ليست لكم إن شاء الله هذا ما أريد أن أقوله لكم ثم استمع بعد ذلك لآرائكم".
وأضاف:" كما أرجو أن لا تستمعوا للصحافة الخارجية أبدا أبدا خاصة عندما يكون الأمر ضد الإسلام أو العرب. لا تستمعوا لهم لأن الإسلام ما من شك عزيز ولله الحمد. عزيز بالله ثم بأبناء الإسلام وأبناء الإسلام ولله الحمد أنتم منهم.ولا يهمنا كلامهم لأننا نعرفهم وهم يعرفوننا ولكنهم يريدون أن يدلسوا علينا ولكن لا أحد سيغطي الإسلام أبدا أبدا وهم يعرفون هذا."
وتابع الملك عبدالله قائلا: "أوصيكم بعقيدتكم ووطنيتكم وأخلاقكم. يا إخوان الأخلاق أهم شيء وكذلك المصداقية. مصداقية الإنسان حتى عند أولاده وأطفاله ومحارمه إذا كان ليست لديه مصداقية فليست له قيمة. والصحافة أكثر أهمية ومصداقيتها أهم شيء. هذا الذي نتمناه لكم وهذا إن شاء الله فيكم جميعا لكن أنا مجتهد ولا أريد أن أقول لكم هذا الكلام وعندكم أكثر منه إن شاء الله عقيدتكم وأخلاقكم ووطنيتكم ومصداقيتكم وهذه أهم شيء".
ورداً على سؤال عن دور الصحافة الخليجية في التصدي للاستهداف الذي تتعرض له دول الخليج فأجاب "أنا ما أحببت أن أوضحها ولكنك أنت وضحتها ما من شك أنتم تعرفون أن الخليج هدف ولكن إن شاء الله أبناء الخليج سيتكاتفون على الخير والخليج لم يقصر مع إخوانه العرب أبدا أبدا ولله الحمد".
وقال الملك السعودي في رده على تعليق لرئيس اتحاد الصحافة الخليجية حول المستوى الذي وصلت إليه الصحافة الخليجية الذي أصبحت معه قدوة يبحث عنها الآخرون " احمدوا ربكم واشكروه هذه كلها من فضل الله عليكم وخليجكم ولله الحمد بخير ونتمنى إن شاء الله في يوم من الأيام ينضم إلينا إخواننا في اليمن لأنه ما من شك شئنا أم أبينا اليمن جزء من الأمة العربية والإسلامية وجزء من الخليج. والصناديق هذه إن شاء الله تكفيه وقليلا قليلا على خطوة خطوة وبعد الخطوة نريد باعا وبعد الباع أكثر وأكثر إن شاء الله".
وردا على تعليق لأحد أعضاء الاتحاد حول الاجتماع القادم الذي سيعقد في اليمن قال " إن شاء الله وذلك أحسن فاليمن أصل العرب وهذا أمر ليس فيه كلام وهو الرحم الذي خرج منه العرب ".
و عن رأيه في الصحافة الخليجية وماذا تحتاج من خطوات في المستقبل أجب ملك السعودية" أنا قلت من قبل العقيدة والوطنية والأخلاق .. المصداقية هذا الذي أتمناه لكل مسلم وأنتم في الصحافة مرآة لشعوبكم فاصدقوا معهم وأنا أعرف بدون شك أن الصدق الجارح يؤثر قليلا ولكن الصدق طيب".
الملك يقود ربيع الأسهم السعودية
وإجابة على سؤال عن مؤشر سوق الأسهم في المملكة وتأثيره على اقتصاد المنطقة كلها نظرا لأن المملكة في مقدمة الركب الاقتصادي في المنطقة وكونها رائدة النهضة الاقتصادية وأن الصحافة تلام إذا كتبت عن الأسواق الايجابية بأنها نفخت السوق واذا كتب عن الأشياء السلبية تلام بأنها ساهمت في خسارة السوق ولذلك لم نعرف طريقنا .؟ فأجاب الملك عبدالله " الوسطية الوسطية وكذلك السوق نريد لها الوسطية أيضا. لا ارتفاع ولا انخفاض وإن شاء الله خير ولله الحمد وعلينا التصرف بهدوء وسكينة ولن يكون إلا خيرا إن شاء الله. والبورصة هذه أتعبتنا وإن شاء الله يفهم صغار المستثمرين كيف يختارون الشركات التي يتعاملون فيها لأن هنالك بعض الشركات كما يقولون ليست شيئا أبدا أبدا".
وعلق شيخ الصحافيين تركي السديري قائلا "هناك بعض الشركات ليست ربحية أبدا" . فقال الملك عبدالله " ويأتيها الناس. والمساكين هم همنا والله إن ما يهمني هم الضعفاء هؤلاء . أريد أن أقول لكم سرا وأنا أعرف أنه لا يوجد سر هنا .. أنا أسعى إن شاء الله إلى إنشاء صندوق لذوي الدخل المحدود والذين هم أقل منهم ولا أقول فقراء فهذه الكلمة لا يحبها الإنسان ، والصندوق سيكون لذوي الدخل المحدود من الموظفين وغيرهم ولن يدخل فيه أحد بأكثر من 400 أو 500 ألف ومن هم أقل من ذلك سيدخلون فيه هم وعوائلهم."
وسأل السديري إن كان الصندوق للتمويل فأجاب الملك عبدالله بأن "هذا الصندوق الذي نسعى إليه ستنشئه الدولة للناس من ذوي الدخل المحدود ومن يأتي ليضع فيه أكثر من 500 ألف لن يسمح له وما دون ذلك يبيع ويشتري لمدة سنتين فإن ربح فهذا حظه إن شاء الله وسيأتيه وإن خسر فرأس ماله محفوظ عندنا. هذا الذي نريده ".
وعلق رئيس اتحاد الصحافة الخليجية قائلا هذا" ليس موجودا في أي بلد في العالم " .ورد لعاهل السعودي قائلاً " هذا الذي نحن نفكر فيه وأرسلت مبعوثين للعالم كله وسنرى إن شاء الله هذه الفكرة ، تضع في الصندوق فلوسك وهو يشتغل لك فإذا ربحت فهذا حظك إن شاء الله وإن خسرت بعد سنتين سيكون رأس مالك في يدك ولا عليه خلاف ".
وأجاب على سؤال عن بداية العمل في هذا الصندوق قائلا:" أحاول جاهدا ولا أخفي عليكم ، أرسلت موفدين للعالم كله منذ خمسة وعشرين يوما وهم على وشك العودة لشرح هذا الأمر وبدون شك أنا مصر عليه ولكنني أعتقد أن كل الماليين يقولون إنه أمر صعب لأنك ستحفظ فلوس مساهمين". وقال" أنا هذا الذي يهمني .. هذه الفئة أما التجار أو من يسمونهم الهوامير فهؤلاء بكيفهم يربحون أو يخسرون وإن شاء الله رابحين".
مجلس الخليج ودوله وسياسته
ورداً على سؤال عن إن كانت هناك صيغة جديدة لتطوير العمل في مجلس التعاون وإن كانت هناك قرارات جديدة مثل انتقال البضائع بين الدول وغير ذلك. قال " نحن نسير في ذلك وبلدكم هذه قالت أشياء وإن شاء الله إنها ماشية الآن ونحن يا أخي نريد أكبر من ذلك نريد وحدة أكبر وأقوى ونريد الشك الذي بيننا أن يزال. وغداً ستأتينا منظمة التجارة وغيرها فلا بد أن نفكر والخليج لم يذهب إلى دولة يريد أن يرغم أو يغصب مثلما حدث للكويت ، الأمر الذي أرغمنا وأرغم الخليج وقبلنا كل شيء وأراضينا خربت وأموالنا راحت وخسرنا ونحن في الخسارة إلى الآن ولم نتخل عنه وليس بأخلاقنا فقد حملنا رقابنا على أيدينا ودخلنا ولله الحمد والكويت إن شاء الله عزها قائم الآن. ونحن صبرنا وراح منا الذي راح أما أراضينا التي حول الكويت فإلى الآن خربة ، العشب والشجر الذي فيها راح كله ، لكن الخليج جزء لا يتجزأ وهذا لابد أن تضعوه في أفكاركم وكل خليجي لابد أن يضعه وكذلك جزء لا يتجزأ من أمته العربية وجزء لايتجزأ من أمته الإسلامية هذه أحب أن أقولها لكم وهذا الواقع الصحيح.
وقال الملك في رده على سؤال عن دور الإعلام في مكافحة الإرهاب " أنا أرى أن الإعلام لم يقصر في محاربة عدونا وفي المؤتمر الذي عقد في الرياض لمحاربة الإرهاب وافقنا على كل شيء والدول كلها وافقت على إنشاء مركز لمحاربة الإرهاب لأن أكثر ما يؤثر على الإرهاب هي الإتصالات والسرعة في نقل المعلومة ونحن جربنا ذلك.وقد وافق الجميع على إنشاء المركز ولكن مع عدم التنفيذ".
وأضاف انه " في الاجتماع التشاوري الأخير رأى القادة أن يكون المركز في البحرين ، وهو مركز للمعلومات والمعلومة هي عدو الإرهاب ومن يحب أن ينضم إلى المركز ينضم إليه أما نحن فكلنا سنشارك في المركز ونريد أن نتساعد على إقامته وهذا أهم شيء"..
وعندما سئل الملك عبدالله عن الأوضاع في العراق وانعكاساتها على المنطقة قال " مخيفة والله ، فأخواننا في العراق أوضاعهم تحز في أنفسكم جميعاً وتحز في قلب كل إنسان ، فهذا الذبح وهذا القتل وهذه الفوضى ، كنا وربما كنتم جميعاً إذا شاهد أحدنا دماً يقشعر جلده ويصد عن رؤيته أما الآن فقد أخذنا على ذلك فنحن كل يوم نشاهد الدماء والقتل ، نتمنى من الله أن يزيح الغمامة عن العراق ويهدي أبناءه إن شاء الله الذين فيهم الخير للتعاون والتكاتف على مصلحة العراق ونحن إن شاء الله متى ما طلب منا كل ما فيه مصلحة العراق فنحن مستعدون له".
ورداً على سؤال عن إن كانت هناك صيغة تفاهم لإخراج دول الخليج من دائرة الخطر الذي أصبح الآن يحرك المنطقة قال الملك " أنت جزء من العالم والعالم كله متآثر الآن. العراق دخلت فيه أشياء لانتمناها ولايتمناها أحد لعدوه فما بالك بالعراق وأهله أخواننا وأباؤنا وأبناؤنا وما أصاب العراق يؤثر علينا كلنا واختلطت الأيادي في الفوضى البينة والخفية أكثر. والذي حدث في سامراء من الذي قام به . ليسوا عراقيين لا من الشيعة ولا من السنة وهذا لا يجوز ولا بد من الانتباه وخصوصاً أنتم الصحافيين انتبهوا للمعلومة التي تأتيكم ومن يأتي بها إليكم انتبهوا لذلك جيداً وإياكم أن تظلموا أنفسكم وتظلموا من يصدقونكم من شعوبكم وعليكم أن تحافظوا على الكلمة الصادقة وتبحثوا عنها لأن أعداءكم يريدون تفرقتكم وتفرقة الإسلام مهما كان من شيعة أو سنة بشتى الطرق فانتبهوا لهم وهذا ما أوصيكم به وأرجو لكم التوفيق وأرجو منكم نقل تحياتي لإخواني في الخليج وفي اليمن وفي كل قطر عربي وإسلامي".