المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الظلم ظلمات في الاخرة، ونزع للبركات في الدنيا



المبريك
11-05-2006, Thu 8:01 PM
الظلم ظلمات في الاخرة، ونزع للبركات في الدنيا


الحمد الله الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما كما جاء في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا"؛ وصلى الله وسلم وبارك على نبي الرحمة القائل محذرا من دعوة المظلوم: "واتقوا دعوة المظلوم فإنها ليست بينها وبين الله حجاب".

وبعد..

فإن الظلم عاقبته وخيمة، ولا يصدر إلاَ من النفوس اللئيمة، وآثاره متعدية خطيرة في الدنيا والآخرة؛ وإذا تفشى الظلم في مجتمع من المجتمعات كان سببا لنزع البركات، وتقليل الخيرات، وانتشار الأمراض والأوجاع والآفات.

والظلم قبيح من كل الناس ولكن قبحه اشد وعاقبته أضر إذا صدر من ولاة الأمر نحو رعاياهم، حيث يصعب رفعه عنهم وإزالته منهم، لما للحكام من السطوة والأعوان، ولأن من أهم حقوق الرعية على الرعاة دفع الظلم عنهم، وحماية الضعفاء من جور الأقوياء، ولهذا قال أبو بكر رضي الله عنه عندما ولي الخلافة: "الضعيف منكم قوي عندي حتى آخذ الحق له، والقوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه"، أوكما قال.
وظلم ولاة الأمر يُجَرِّئ اتباعهم وأعوانهم على الظلم ويدفعهم إليه دفعا لما لهم من المكانة والحظوة واستقلال النفوذ.

إذا كان رب البيت للدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص

لقد انتبه بعض الحكام الكفار لخطورة الظلم فخافوه وهابوه، لآثاره الظاهرة ومضاره الواضحة في الدنيا قبل الآخرة، من نزع البركات وقلب النعم نقمات، بمجرد إضمار السوء وإبطان المكر، قبل إعلانه والإفصاح عنه.

روى المنذري في الترغيب والترهيب، والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن ملكاً من الملوك خرج من بلده يسير في مملكته مستخفٍ من الناس، فنزل على رجل له بقرة، فراحت عليه تلك الليلة البقرة، فحلبت مقدار ثلاثين بقرة، فعجب الملك من ذلك، وحدث نفسه بأخذها؛ فلما كان من الغد غدت البقرة إلى مرعاها ثم راحت فحلبت نصف ذلك؛ فدعا الملك صاحبها وقال له: أخبرني عن بقرتك لِمَ نقص حلابها؟ ألم يكن مرعاها اليوم مرعاها بالأمس؟ قال: بلى، ولكن أرى الملك أضمر لبعض رعيته سوءاً فنقص لبنها، فإن الملك إذا ظلم، أوهمَّ بظلم ذهبت البركة؛ قال: فعاهد الله الملك ربه أن لا يأخذها و لا يظلم أحدا؛ قال: فغدت ورعت ثم راحت فحلب حلابها في اليوم الأول؛ فاعتبر الملك بذلك وعدل؛ وقال: إن الملك إذا ظلم أوهمَّ بظلم ذهبت البركة، لا جرم لأعدلنّ ولأكونن على أفضل الحالات".


وذكره ابن الجوزي رحمه الله في كتاب "مواعظ الملوك والسلاطين" على غير هذا الوجه، قال: "خرج كسرى في بعض الأيام للصيد، فانقطع عن أصحابه وأظلته سحابة، فأمطرت مطرا شديداً حال بينه وبين جنده، فمضى لا يدري إلى أين يذهب، فانتهى إلى كوخ فيه عجوز، فنزل عندها، وأدخلت العجوز فرسه، فأقبلت ابنتها ببقرة قد رعتها فاحتلبتها، ورأى كسرى لبنها كثيراً، فقال: ينبغي أن نجعل على كل بقرة خراجاً، فهذا حلاب كثير؛ ثم قامت البنت في آخر الليل لتحلبها فوجدتها لا لبن فيها فنادت: يا أماه قد أضمر الملك لرعيته سوءاً؛ قالت أمها: وكيف ذلك؟ قالت: إن البقرة ما تبز بقطرة من لبن؛ فقالت لها أمها: اسكتي، فإن عليك ليلا؛ فأضمر كسرى في نفسه العدل والرجوع عن ذلك العزم، فلما كان آخر الليل قالت لها أمها: قومي احلبي؛ فقامت فوجدت البقرة حافلا، فقالت: يا أماه قد والله ذهب ما في نفس الملك من السوء؛ فلما ارتفع النهار جاء أصحاب كسرى فركب، وأمر بحمل العجوز وابنتها إليه، فأحسن إليهما ، وقال : كيف علمتما ذلك ؟ فقالت العجوز: أنا بهذا المكان منذ كذا و كذا، ما عمل فينا بعدل إلا أخصبت أرضنا، واتسع عيشنا، وما عمل فينا بجور إلا ضاق عيشنا وانقطعت موارد النفع عنا".


وذكر الطرطوشي في كتابه "سراج الملوك": "أنه كان بصعيد مصر نخلة تحمل عشرة أرادب تمراً، ولم يكن في ذلك الزمان نخلة تحمل نصف ذلك، فغصبها السلطان، فلم تحمل في ذلك العام ولا تمرة واحدة".


وذكر ابن خلكان في ترجمة جلال الدولة ملك شاه السلجوقي، أن واعظاً دخل عليه، فكان من جملة ما وعظه به أن بعض الأكاسرة اجتاز منفردا عن عسكره، على باب بستان فتقدم إلى الباب، وطلب ماء ليشربه، فخرجت له صبية بإناء فيه ماء قصب السكر والثلج، فشربه فاستطابه، فقال لها: هذا كيف يعمل؟ فقالت إن القصب يزكو عندنا حتى نعصره بأيدينا فيخرج منه هذا الماء؛ فقال: ارجعي واعصري شيئا آخر؛ وكانت الصبية غير عارفة به، فلما ولت قال في نفسه: الصواب أن أعوضهم غير هذا المكان وأصطفيه لنفسي؛ فما كان بأسرع من خروجها باكية، وقالت إن نية السلطان قد تغيرت؛ قال: ومن أين علمت ذلك؟ قالت: كنت آخذ من هذا بغير تعب، والآن قد اجتهدت في عصره فلم استطع؛ فرجع عن تلك النية، ثم قال لها: ارجعي الآن فإنك تبلغين الغرض؛ وعقد في نفسه أن لا يفعل ما نواه، فذهبت ثم جاءت ومعها ما شاءت من ماء القصب، وهي مستبشرة.
قال وكان ملك شاه من أحسن الملوك سيرة، حتى لقب بالملك العادل، وكان قد أبطل المكوس1 والخفارات في جميع البلاد فكثر الأمن في زمانه".


آثار العدل من ولاة الأمر الإيجابية من بسط الأمن، والبركة في الأرزاق والأقوات والأوقات من ناحية، وآثاره السلبية من نزع للبركات، ومحق في الأقوات والثمرات والأوقات من ناحية أخرى، ظاهرة مشاهدة جلية، كما دلت على ذلك الأخبار السابقة والآثار السالفة


إذا انتبه بعض الملوك الكفار لأهمية العدل وخطورة الظلم لبعض المشاهدات، فحري بالحكام المسلمين أن يعوا ذلك ويفهموه للأخبار الصحيحة الصريحة التي وردت عن صاحب الشريعة، والسيرة المضيئة التي سلكها الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون من هذه الأمة في عصور الإسلام المختلفة، حيث كان العدل رائدهم والإنصاف مقصدهم.


ولم يكن عدلهم هذا قاصراً على المسلمين، بل شمل أهل الذمة والمعاهدين و نحوهم، بينما نجد اليوم بعض الحكام المسلمين ينالون من بعض إخوانهم المسلمين ما لم ينله منهم الكفار المعاندون، بل إن بعض المسلمين حرموا من أوطانهم وأولادهم ولم يجدوا مأوى لهم إلا في ديار الكفار.

فكل المسلم على المسلم حرام، دمه، وعرضه، وماله، ولا ينبغي للحكام ولا لغيرهم أن ينالوا من ذلك شيئا إلا بحق الإسلام.


عن ابن عمر رضي الله عنه يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم :"لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً"2؛ وعن عائشة كذلك ترفعه: "من ظلم قيد شبر من الأرض طوّقه من سبع أرضين"3؛ وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ، ثم قرأ: "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد."4


فاحذر أخي المسلم، حاكما كنت أو محكوماً، من الظلم، والغش، والتعدي على حقوق الآخرين؛ وأعلم أنه لن تزول قدماك يوم القيامة حتى يقتص منك، فإن دعتك قدرتك اليوم وسطوتك على ظلم الآخرين فتذكر قدرة الله عليك يوم القيامة، واعلم أن أخطر أنواع الظلم بعد الإشراك بالله ظلم العلماء والأولياء، فقد أعلن الله حربه على من عاداهم: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب"5.


بالعدل قامت السموات والأرض، وبالعدل يصلح الراعي والرعية، وبالعدل تسعد البشرية وتأمن الرعية.

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يوم من إمام عادل أفضل من مطر أربعين صباحا أحوج ما تكون الأرض إليه"6.


وكتب عامل لعمر بن عبد العزيز: "إن مدينتنا قد احتاجت إلى مرمَة، فكتب إليه عمر: حصن مدينتك بالعدل ، ونق طرقها من المظالم".

وقال كعب الأحبار لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما: "ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء"، فقال عمر: "إلا من حاسب نفسه"؛ فقال كعب: "والذي نفسي بيده إنها لكذلك: إلاَ من حاسب نفسه ، ما بينهما حرف"، يعني في التوراة.

ومن الأمثال السائدة في السلطان: إذا رغب الملك عن العدل رغبت الرعية عن الطاعة؛ لا صلاح للخاصة مع فساد العامة؛ لا نظام للدهماء مع دولة الغوغاء؛ الملك يبقى على الكفر ولا يبقى على الظلم.

وقال مجاهد: المعلم إذا لم يعدل بين الصبيان كتب من الظلمة.

والله أسأل أن يجنبنا وجميع إخواننا المسلمين الظلم، وأن يوفقنا للعدل والإنصاف، في الشدة والرخاء، والرضا والغضب، وأن يصلح الرعاة والرعية، وأن يؤمن المسلمين في أوطانهم، وأن لا يسلط عليهم عدواً من غير أنفسهم، وأن يقيهم شر أنفسهم، و صلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً؛ والسلام.

ابن بطوطة
11-05-2006, Thu 8:07 PM
جزاك الله خير وبارك فيك ،
تقبل تحياتي وتقديري ،،،

المبريك
11-05-2006, Thu 8:24 PM
اطرف الامثال الشعبية - العدل - الظلم

العدل والحق الصدق

W أبو نيه يغلب أبو نيتين

W أرمل اخذ أرملة واتقاسموا ألحنظله

W أعطي صاحب الحق حقه واخلص من طلبه ونقه

W أعطيني صوف وخذه خروف

W الحق زي القدر يدور على غطاه حتى يلقاه

W الخاري والقاري واحد

W العين بالعين والسن بالسن

W الله يخلي مين بكاني وبكى الناس عليا ولا يخلي مين ضحكني وضحك الناس عليا

W اللبيب ما يجافي الغريب ولا يحابي القريب

W الله يرزق العاصي والكافر والطائع والفاجر والحساب عنده

W اللي ما ينصفني وأنا سامعته لو مت يوفر دمعته

W اللي تخفيه الليالي تظهره الأيام

W اللي رجله في المويه ما هو زي اللي رجله في النار

W اللي يوفي بمواعيده حط ايدك في ايده

W اللي ما يعدك راس عده مداس

W تراعيني بعين أراعيك بأثنين

W تحلف لي أصدقك أشوف افعالك استعجب

W تعطيني أعطيك لا تبخل ولا أطمع فيك

W حكم التراضي أحسن من حكم القاضي

W حط ايدك على عينك زي ما توجعك توجع غيرك

W دين واستدين وسدد دينك على اخر مليم

W دقة على الحافر ودقة على المسمار

W ربك يسلط أبدان على أبدان حتى القمل على الصيبان

W ربك رب العطا يعطي البرد على قد الغطا

W زي ما تسوي يا فقي في الوليد تلتقي

W في ايش تزيد عنه وانت ابن عمه

W قال له يا حقي ليه تعبتني قال له انت ليه خرجتني

W كُلا من صندوقه يلبس خروقه

W لا تشكي لي ولا ابكي لك الحال من بعضه

W لا شطارته ولا همته كل واحد يأخذ قسمته

W مهما تهرب وتدور لازم تشوف المقدور

W وافق شن طبقه









الظلم والحسد

W إذا كان خصمك القاضي مين تقاضي

W إذا تصالح القط والفار يا خراب الديار

W أشكي لمين وكل الناس مجاريح

W أكلوا أكلك وضحكوا على عقلك

W الدنيا مصالح يبو صالح

W الغائب ماله نائب والنائم غطوا له وجهه

W المال مال ابونا والناس يحاربونا

W اليد اللي ما تقدر تدوسها بوسها

W الله على حكم الزمان خلط البس بالقطران

W اللي في بطنه ريح ما يستريح

W اللي يقرب من الحداد ينكوي بناره

W اللي تبغا تحرمه أساله

W اللي يقتلك بالسم أقتله بالسكر

W اللي في ايده الدوايه والقلم ما يكتب نفسه شقي

W بين حانه ومانه ضاعت لحانا

W تزيده على جرحه دبرة

W جزاء المعروف عشرة كفوف

W جيتك تكون ليا عون طلعت عليا فرعون

W حكم عثمنلي لا يترك ولا يخلي

W حسدوا الفقيره على الحصيره

W ذهب ال**** يطلب قرنين فرجع مصلوم الأذنين

W راح يخطبها لابنه اتزوجها بداله

W رحت بيت ابويا أستريح لاقتني مرأته بالتجريح

W طول عمري فيه بأدادي وهو يقطع أوتادي

W لو الضمير يتغسل زي الثياب ما صارت الناس مثل الذياب

W مرزابه براني يعطي الغريب وينساني

W موريها الذل وساقيها المر ويقول مهيشها في فل

W من يوم ولدوني في الهم حطوني

W ما حسدناهم على اكل الشوي والرقاق ويحسدونا على نوم الزقاق

W ما قدر على ال**** اتشطر على البردعه

W نوم الظالم عباده

W يا تبوسي الغتره والرأس وإلا طالقه بلاش

W يحسدوا الأعمى على كبر عيونه

W يا أخذ قوتي يا ناوي على موتي

W يطالع ويبصبص لنا واللي عند الناس عندنا

W يحاسبوا اللي دبح وينسوا اللي سلخ