وجيـــه
07-05-2006, Sun 1:19 AM
قينان الغامدي قدر الله جل وعلا على أخيكم كاتب هذه السطور أن ساهم قبل أكثر من عشرين سنة في ثلاث شركات إحداها "زراعية" وله فيها ثلاثون سهماً، والأخرى "خدماتية" وله فيها أربعة عشر سهماً، والثالثة "أسمنت" وله فيها أربعة أسهم، وقبل سنتين تقريباً فوجئ المساهم العظيم بشركة "الأسمنت" تبعث له شيكاً فيه أربعون ريالاً أرباحاً ـ ما شاء الله ـ ولم يصرفه حتى اليوم، لقد قرر أن يحتفظ به ضمن وثائق مذكراته حين يحين موعد كتابتها أو نشر ما هو جاهز منها، المهم أنه مع الطفرات المتلاحقة للأسهم، والنكبات الأسرع، قرر صاحبكم أن يفتش عن ثروته، لكي يخوض بها غمار السوق، ويا لحظه العاثر فالشهادات التي بين يديه لا تسمح له بالتداول فهي قديمة قدم الشركات، ولا بد من الشهادات الجديدة. وحين قرر البحث، وجد أن الشركات الثلاث غيرت عناوينها وهواتفها المدونة في أوراقه المعمرة، فذهب يستعين بـ"905" حتى تمكن بفضل الله وعونه من الوصول إلى الشركة الزراعية وشركة الخدمات، أما الأسمنت فما زالت قيد البحث والتنقيب خاصة أن اسمها القديم تغير عدة مرات. المهم أخذ أخوكم عنوان المقر الرئيسي لشركة الخدمات في مدينة الرياض، وبشره الموظف الذي رد على هاتفه في الشركة الزراعية أن لها فرعاً ضخماً بمدينة الرياض، ويوم الأربعاء الماضي كنت في رحاب الشركتين. بدأت بشركة الخدمات التي كانت أقرب وعندما قدمت الشهادة القديمة للموظف المعني نظر إلى ظهرها ثم قال: لماذا لم تصرف الأرباح؟ قلت: لم تأت، قال: عموما نصرفها لك الآن "كاش". قلت في نفسي صدق الأولون عندما قالوا: " لا يضيع حق وراءه مطالب"، ثم بدأت أحسب بسرعة على هاتفي الجوال "24 سنة× 500 ريال على الأقل = 12 ألف ريال.. طيب ربما أن الأرباح ألف ريال سنوياً ويمكن أكثر.." ولم أفق إلا والموظف يقول خذ الورقة وقعها من الشؤون المالية في الدور الأول، ثم عد إلينا لنسلمك المبلغ، كم المبلغ؟ المبلغ 180 ريالاً بالتمام والكمال، سألته: لماذا؟ قال أرباح ثلاث سنوات، قلت:" والسنوات الواحد والعشرين؟ "قال: لا أرباح فيها، دخلت المصعد ومعي عامل يحمل معه الشاي والقهوة، هبط بنا المصعد إلى البدروم ثم عاد صعوداً إلى الدور الثاني بصورة أتوماتيكية مخيفة، قال العامل:" هذا مصعد ما فيه دور أول"، المبنى كان موحشاً خرباً، هبطت عبر السلالم إلى الدور الأول دخلت مكاتب لا تكاد ترى موظفيها من أكداس الورق والملفات، وبالمناسبة كل الموظفين غير سعوديين عدا ثلاثة في المكتب الواجهة الذي بدأت به، مع أنهم جميعاً يعملون أعمالاً مكتبية أظن خريج الثانوية يستطيع تأديتها، وقعت ورقي وعدت أدراجي، وأثناء طريقي كنت أتفرج وأتساءل: هل هذه الشركة تنتمي إلى القطاع الخاص أم إلى قطاع الأشباح والأيام الكلاح؟. سألت الموظف الذي سلمني المبلغ: هل هذه الشركة تعلم أن هناك اكتشافاً اسمه "الكمبيوتر"؟ ضحك، وقال: إدارتنا العليا لم يصلها خبر حتى الآن. غادرت أبحث عن "الزراعية" فوجدت فرعها في العاصمة عبارة عن "صندقة" في المدينة الصناعية والموظف المعني بشأني "فرك" مبكراً لأنه السعودي الوحيد هنا إلى جوار ثلاثة "هنود"، وأبلغني زميله "الهندي" أن هذا السعودي يداوم يومياً من الساعة السابعة والنصف صباحاً حتى الثامنة والربع تحديداً، إلا أنه بعض الأيام يرهق نفسه فيستمر حتى التاسعة، وإذا تجاوزها بعشر دقائق صاحت "بطاقة الأحوال" ممن داخل جيبه تذكره أن هذا لا يليق. هل عرفتم الآن لماذا سموا هذه الشركات "خشاش"؟ سأجتهد في الإجابة وأقول لأن إداراتها العليا "فشفاش" ومساهميها من أمثالي "ماش" ووزارة التجارة ضاربة "طناش"، وقصة هذه الشركات تصلح حلقة تلفزيونية أو أكثر لمسلسل "طاش"، وهي مقدمة لمن يسبق ويدفع أكثر من الأصدقاء الثلاثة "عبدالله وناصر" أو "عامر الحمود" فلا شيء بـ"بلاش"، فأنا كما ترون أصبحت "هامور" أسهم وكل تعاملاتي "كاش"، وأنا جاهز لكتابة السيناريو والحوار ولا يبقى على المشترين سوى الحفظ و"الفلاش" وهذا باب رزق آخر أفتحه لنفسي، لأنني متأكد أن سوق الأسهم متجه إلى "الإنعاش"، فمتى يا عباد الله هيئة سوق المال "تنحاش" فيستريح المضاربون الطيبون منهم و"الأوباش" ، ويطمئن الجميع أن قرارات الحكومة مطر وليست مجرد "رشاش"،فإذا لم يحدث شيء فتأكدوا أن في منتصف الطريق واحد "غشاش" يقوم بدور اللاعب "القشاش"، والناس ما بين أعمى وآخر لا يرى إلا "طشاش"، وفي هذه الأجواء الليلية يتحرك "الخفاش" وما دام حراً فما جدوى "النقاش"؟
هذا ما نشر في جريدة الوطن .
ولكن نستغرب فعلاً من هذه الشركات التي لا تملك إلى صنادق لإدارة شركاتها
فلماذا تصمت وزارة التجارة عن مثل هذه الأمور
إنها فعلاً أمور تجعلنا نحتار بل وندهش ويصل بنا الأمر إلى الجنون
أما بالنسبة لي فقد قررت الخروج من سوق الاسهم بلا عودة
وهذا قراري الأخير ولن اتراجع عنه
حتى نرى هيئة جديدة ودماء جديدة .
وتقبلوا تحياتي
منقول
هذا ما نشر في جريدة الوطن .
ولكن نستغرب فعلاً من هذه الشركات التي لا تملك إلى صنادق لإدارة شركاتها
فلماذا تصمت وزارة التجارة عن مثل هذه الأمور
إنها فعلاً أمور تجعلنا نحتار بل وندهش ويصل بنا الأمر إلى الجنون
أما بالنسبة لي فقد قررت الخروج من سوق الاسهم بلا عودة
وهذا قراري الأخير ولن اتراجع عنه
حتى نرى هيئة جديدة ودماء جديدة .
وتقبلوا تحياتي
منقول