المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانهيار يكفي .. يا مجلس الشورى ألا يكفي



ghenaim
05-05-2006, Fri 7:42 PM
الانهيار يكفي .. يا مجلس الشورى ألا يكفي
د. محمد أل عباس - كاتب اقتصادي 07/04/1427هـ
maalabbas@kku.edu.sa

أفاق بعدما دوى المكان بسقوط آخر شظايا الانهيار وانتهى الزلزال – أو هكذا يتمنى. لثوان بدا له وكأنما حكم الدنيا صمت الانبهار وامتلأ المكان بالشظايا والأشلاء، هناك من يلملم أطرافه بانين وهناك من يستغيث من تحت الأنقاض لكن من يهتم له الآن. وبدا (المؤشر) نذيرا (بالمزيد) وبدا (التذبذب) فيه مطلا كالحريق. وبدا الحال أفقنا وعلى ماذا نُفيق.
آلاف وقيل مليون محفظة تمت تصفيتها وخسائر تجاوزت التريليون وحسرات تملأ القلوب على مصنع أو ورشة أو بقالة بيعت بأرخص الأثمان وعمارة استثمارية ذهبت بلا عودة وتعلقت الآمال مرة أخرى شئنا أم أبينا بهذه السوق والكل يراقب لعل وعسى فهل نحمل شعار حملة المرور الحالية (يكفي).
يكفينا تسطيحا لما حدث وربط الانهيار بمصطلحات مالية أن فهمها من صرح بها لم يفهمها من سمعها منه, ما هو مكرر الأرباح هذا حتى يهوي بالسوق من 20 ألف نقطه حتى 22 ألفا. ما هو مكرر الأرباح هذا حتى تسحب لأجله سيولة بالمليارات وتنخفض قيم التداول من 40 مليارا إلى مليارين أو ثلاثة وفي يوم واحد وتصفى له آلاف المحافظ. لقد حاولت السوق فيما قبل الانهيار أن تقوم بعملية تصحيح طبيعية وكلما هبطت إلى النسبة كان هناك من يعيدها وبقوة وفي جلسة التداول نفسها، من فعل هذا وكيف؟ تعطل نظام تداول أكثر من مرة ومعه حاولت السوق أن تجني أرباحها وبقوة وتبدأ تصحيحا معقولا ومنظما فعادوا بها مع عودة النظام, فمن فعل هذا وكيف؟ ثم وفي لحظة بدت آمنه هربوا من السوق وتركوها لمصيرها المحتوم.
نقول لكل أولئك يكفي، فمن قام بعمليات إرهاب السوق وهو يلعب بأمان الدولة الاقتصادي وثباتها في وقت تسعى فيه إلى جني ثمار الصبر والجهد والتخطيط المضني الذي بذلته منذ أيام الانخفاضات الحادة في أسعار النفط مرورا بأزمات الخليج الصعبة وهي تترى واحدة تلو أخرى وتسعى أيضا إلى تعزيز كل الإنجازات الأخيرة كونها أكبر مصدر للنفط في العالم وقد أبرمت العديد من الاتفاقيات الاقتصادية الرائعة توجتها بالانضمام إلى المنظمة العالمية، من أرهب سوقها ليس أقل جرما من الذين أرهبوا الآمنين فيها.
يكفي توجيه التهم ورمي المسؤوليات وغياب الشفافية في سوق ليس لها مقر وتتداول أوراقها عبر منظومة الإنترنت بينما الوسيط والسمسار والمقرض وصانع السوق وصندوق الاستثمار ومقدم المعلومات اقتصادية كلهم تحت مظلة إدارة واحدة لها بالتأكيد أجندتها ومصالحها الخاصة بها التي قد تتعارض في لحظة ما مع أهداف باقي المستثمرين في السوق. حملت هيئة السوق CMA وواجهت من النقد مالا تطيق حملة هيئة تداول الأوراق المالية الأمريكية SEC في الوقت الذي تتملص فيه مؤسسة النقد من كل مسؤولياتها وتبرئ البنوك وببساطة من كل الأخطاء التي ارتكبوها وهم يُغرقون السوق بالقروض الشخصية وبضمانات الأسهم وبالتركيز على صغار المستثمرين في الوقت الذي ترتجيهم المصانع والشركات قروضا صناعية ومشاركة فعلية في المخاطر وقد أسمعت إذ ناديت حيا.
ربحت البنوك وعلى طول الخط من جهد وجد المتداولين ساعات وأياما تسمروا فيها أمام شاشات عرض الأسعار وأرهقتهم التوصيات وأقلقهم هامش الأمان وأربكتهم الفتاوى فحلال اليوم حرام الغد وبعد أن خربت مالطة حُرم المتاجرة بالهامش وسكتت الفتاوى عن البنوك التي استغلت ثقة الناس وعبارة ( ذبح على) - أسف أقصد موافق - للمعاملات الإسلامية وقامت بتصفية المحافظ رافعة شعار الضرر والضرار المهم الأرباح. قدمت البنوك الأسهم بيد وضاربت عليها باليد الأخرى وعادت عندما انهارت السوق وتمت تصفية المحافظ لتأخذها باليد التي أعطتنا بها. مليارات الريالات من عمولات التداول ومثلها فوائد قروض واستغلال إيداعات الرواتب وبرنامج سريع وتوج كل ذلك بأرباح تفوق الخيال من صناديق استثمارية لا نعلم عنها إلا اسمها وشيئا من سدر قليل. وفي ثلاثة أشهر الأرباح بالمليارات وتصفية محافظ لحفظ حقوق من؟ لا نعرف؟ وإذا قيل تعالوا إلى كلمة سواء قيل البنوك عصب النظام المالي ولا بد من حمايتها. يكفي نحن أحق بالحماية منها.
كل هذا وذاك ولم نسمع حتى الآن عن فتح تحقيق لدراسة وفهم ما حدث. يكفي فلن يفيدنا التبسيط والتسطيح في شيء, فمع ارتفاع أسعار النفط وتدفق الثروة والسيولة خاصة إلى البنوك وإلى مؤسسة النقد ستعود موجة التوسع في الإقراض وبالتأكيد مع كل الأوضاع الاقتصادية الجيدة ومع تحييد أزمة إيران فإن السوق مقبلة فيما يبدو على ازدهار وعودة قوية بإذن الله، فهل نحن على استعداد لعدم تكرار ما حدث. هل إذا عادت السوق وكسرت حواجز المقاومة واحدة تلو أخرى ووصلت السيولة إلى 60 مليارا والمؤشر إلى أرقام كبيرة فهل سنقول مكرر الأرباح وكبار المضاربين وأوقف هذا وشل حركة ذاك ومن الذي يبيع بخسارة. ليس معنى فتح التحقيق أن نغلق البنك الفلاني أو نوقف أحد كبار المضاربين أو أن ننزع أحدا من منصبه بل أن نتعلم الدرس ولا نكرر الأخطاء. أن نفعل مثل كل الدول المتحضرة التي تحترم ثقافتها وقيمها ولنا في الأسواق المالية العالمية مثلا يحتذى بعد أن تعلمت من درس الكساد العالمي الكبير والإثنين الأسود وعدلت نظمها وفرضت نظما جديدة وأساليب متطورة تناسب الوضع الجديد ولتحمي الناس من الأخطاء السابقة.
نريد من مجلس الشورى بعد كل التصريحات الأخيرة من بعض أعضائه وعلى رأسهم الدكتور عبد الرحمن الزامل أن يناقش الأسباب وليس الظاهرة. وكما أعلنها مدوية سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز عن استعداده للإجابة عن أي موضوع من مجلس الشورى فيما يخص عمله وهو أمير منطقة الرياض فلماذا لا يستدعي المجلس كل المسؤولين عن هذا الانهيار ويناقش معهم أسبابه.
ألا يكفي ما حدث، أليس من المهم الآن الاستعداد لمواجهة القادم بفهم بدروس الماضي وأن نثبت أننا على قدر المسؤوليات والثقة التي أولتها القيادة فينا والإمكانات التي سخرت في سبيل دفع عجلة التطور والريادة. يكفيني ما قلته في هذا المقال والله وحده من وراء القصد.

ابن بطوطة
05-05-2006, Fri 11:58 PM
بارك الله فيك ..
والله المقالات كتيره بس عسى الله ينفع بها ..
تحياتي ..