المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل فتح سوق الأسهم الملفات الساخنة؟



الهشام
05-05-2006, Fri 3:48 PM
هل فتح سوق الأسهم الملفات الساخنة؟
عبد المحسن بن إبراهيم البدر - 07/04/1427هـ
albadr@albadr.ws

تمر الأزمات بجميع أنواعها وبكل نتائجها على المستوى الفردي للناس فيتعلم منها من يتعلم وتعيد الكرة على البعض كأن لم يغن بالأمس. وسوق الأسهم السعودي اليوم يمثل ظاهرة اجتماعية لم يشهد المجتمع السعودي شبيها لها خلال تاريخه, فالجميع متداولون والغالبية خاسرون يدفعون ثمن أحلام الثراء التي تبددت في عشية وضحاها ويتحملون تبعات الانهيار الكبير الذي أتي على الأخضر واليابس في مدخراتهم.
واتفق الجميع على أن عودة المؤشر إلى الاخضرار الجزئي أو حتى الدائم ليس هو الهدف بعد النكسة, ليس لأنهم لا يريدون استرجاع رؤوس أموالهم واستكمال بناء أحلامهم بل لأنهم أصبحوا يعيشون في فكر أشبه ما يكون بنظرية المؤامرة التي مازالت تكهناتها تمثل الشغل الشاغل للجميع على اختلاف مشاربهم وأهوائهم وعلى اختلاف نسبة خسارتهم في السوق وعلى اختلاف أسماء شركاتهم. فالتوقع بتصحيح قوي يتعرض له السوق هو أمر يستطيع بعض المحليين توقعه أو لنقل تحليله ويقبل به المتداولون على مضض كونه يدخل ضمن عائلة التداول في الأسواق المالية، ولكن أن تخسر السوق ما معدله 70 في المائة من قيمتها وتصل أسعار بعض الشركات إلى أقل من 10 في المائة من قيمتها, فذلك أمر يحتاج إلى وقفات.
إن طوفان الهبوط في سوق الأسهم فتح الباب واسعا أمام تكهنات تلك النظرية وفتح ملفات ساخنة جدا كانت في الأمس القريب من المحرمات وكانت من الممنوعات التي لم يكن لرجل الشارع الحق حتى في التفكير فيها لم أصلا مدرجه في أي طرح سابق ويبدو أن الآثار الكبيرة التي خلفها الطوفان قد ألغت الحصانة عن بعض الأسباب.
اليوم نرى أسباب سقوط سوق الأسهم تكاد تكون أشبه بفصول رواية دافشني كود, فلكل منا قائمة باحتمالات غريبة وطروحات جديدة, والجميع متهم حتى تثبت براءته. والمفارقه أن القائمة تضم نقاطا ساخنة وساخنة جدا قد يكون فيها تغير في الأداء التحليلي للجميع وكذلك أصبح فارس السوق الخفي وإن كان ذا صيت سيئ إلا أنه مازال لغزا محيرا للجميع, وأصبح ذلك الفارس محل التكهنات وكذلك محل المراهنات. ومع اختلافي على إطلاق تسمية فارس على ذلك الانتهازي لأن الفروسية تحكمها الأخلاق وغارات ذلك الانتهازي الخميسية أبعد ما تكون عن الفروسية.
إن الصمت الذي نراه اليوم عن تفسير لما يحدث في سوق الأسهم هو علامة الاستفهام الكبيرة التي فتحت الباب الكبير لضم جميع الاحتمالات المعقولة وغير المعقولة والمسموح وغير المسموح لدرجة الاحمرار الذي قد يتسبب في سقوط الأقنعة واستيضاح لأسباب الانهيار, خصوصا أن استمرار هذا الهدر بلا شك سيضيف إلى مساحة فقد الثقة في السوق السعودي وقد تمتد إلى الاقتصاد كما حدث في الولايات المتحدة عام 1987 وقبلها عام 1929 التي بلا شك قادت الاقتصاد الأمريكي إلى كساد كبير كانت شرارته الأولى سوق الأسهم. والأمثلة كثيرة من التاريخ على أن سوق الأسهم والعملات يعتبران مؤشرين كبيرين لاقتصادات الدول ولنا في نمور آسيا عام 1997 مساحة أخرى للتفكر والتفكير.
إن القرارات التاريخية التي أمر بها خادم الحرمين خلال الفترة الماضية هي امتداد لما عرف عنه من الحرص على هذا الوطن ومصلحة مواطنيه, التي كان يفترض فيها أن تغير مسار السوق الاستراتيجي وليس اليومي لأنها قرارات دولة وليست قرار مؤسسة حكومية فردية يحكمها ما يحكمها, ولذلك فإن عدم تجاوب السوق مع تلك القرارات يجعل من الأمر أكثر سوءا ويجعل الباب أمام الخيال واسعا جدا يحتمل حتى الخيال نفسه. وهنا نؤكد أنه بغض النظر عن الارتداد التي قد يحدث في السوق لأي سبب كان فإن ما يحدث يجب ألا يمر مرور الكرام, فهذا اقتصاد وطن واستقرار مواطن يحتاج إلى إيضاح واستيضاح كاملين.


http://www.aleqt.com/article.php?do=show&id=1913