المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المباريات في سوق الأسهم تحالفات بين الصغار والكبار



Dr.M
28-04-2006, Fri 6:57 PM
المباريات في سوق الأسهم تحالفات بين الصغار والكبار

د. محمد أل عباس - كاتب اقتصادي 30/03/1427هـ

maalabbas@kku.edu.sa

مسكين رقم مكرر الأرباح, ولو أنه عرف المحاورة اشتكى ولو عرف الكلام مكلمكم. فلم يتحمل رقم من المسؤوليات كما تحملها رقم مكرر الأرباح وهو الذي كان شماعة القرارات طوال فترة الهبوط الكبير منذ البدء وحتى المنتهى ولو كان رجلا لسجنتموه. تحدث من هم أفضل مني في موضوع مكرر الأرباح, عرفوه ومجالات استخدامه وحدوده وأنه مجرد معلومة في بحر من المعلومات. ناقش العديد من الدراسات مدى تأثر سوق الأسهم بتلك المعلومات التي تنتجها المحاسبة في التقرير المالي فيما يسمى دراسات المحتوى المعلوماتي Information Content وأعرف على الأقل رسالتي دكتوراة اهتمتا بهذه النقطة في السوق السعودية, وكلتاهما أشارت, على الرغم من صعوبة التحليل, إلى أن المعلومات المحاسبية لا تفسر إلا في حدود 10 في المائة من التغيرات في سعر السهم وتبقى 90 في المائة يمكنك أن تدلي فيها برأي.
يهتم العالم بأساليب مختلفة لدراسة حركة أسعار الأسهم وتفسير التغير فيها وإمكانية التنبؤ بها. من هذه الأساليب ما يسمى نظرية المباريات Game Theory . وفقا لهذه النظرية هناك لاعبون وهناك استراتيجيات للعب وبالتأكيد هناك ملعب ونتائج . بناء على قوة اللاعبين تتحدد استراتيجيات اللعب لكل طرف وكذلك نتيجة المباراة . وإذا توازنت القوى وصلنا إلى مرحلة استراتيجية التعادل أو التوازن أو ما يسمى توازن ناش Nash Equilibrium .
تعتبر سوق الأسهم أحد ملاعب نظرية المباريات الاقتصادية ويبدأ التفاعل, أو قل (اللعب) مجازا, في ظل عدم التأكد والاختلاف المعلوماتي أو ما يسمى Information Asymmetry. بالتأكيد أن كل طرف في المباراة يسعى إلى تعظيم مكاسبه ولذلك يتخذ العديد من القرارات ويدخل العديد من التحالفات التي تسهم في تحقيق ذلك ولكن مع الأخذ في الاعتبار ردة فعل اللاعبين الآخرين. ولأن كل لاعب يتخذ قراراته بعد دراسة ردة فعل الآخرين فإن ذلك يشكل مصفوفة مؤلفة من عدة نماذج من الاستراتيجيات والخطوات أو القرارات التي يتخذها كل لاعب والنتائج المترتبة على تفاعل استراتيجيات أطراف المباراة, وهنا يبرز سحر هذه النظرية.
في حال كانت السوق كفوءة من وجهت النظر الاقتصادية بحيث إن المعلومات متوافرة لكل المستثمرين ومن دون تكلفه وأن عدد المستثمرين كبير جدا بحيث لا يستطيع أحدهم أن يؤثر في السوق بقراراته فإن الاستراتيجية المتبعة لكل اللاعبين هي أخذ الأسعار المتوافرة في السوق وهي ما تسمى Price Takers . للأسف فإن هذه الحالة المثالية قليلا ما تحدث خاصة في الأسواق الناشئة مثل السوق السعودية, فعدد اللاعبين ليس بالعدد الكبير ويمكن لقرارات أحدهم أن تؤثر بشكل ملحوظ, خاصة إذا كان ممن يلقبون بالهوامير.
تحدث أنواع عديدة من المباريات في سوق الأسهم بعضها تعاوني وبعضها غير تعاوني, ومن أنواع المباريات التعاونية التحالفات. قرأت في أحد مواقع المنتديات عن الإعداد لمباراة تعاونية بين من يدعي أنه من كبار المضاربين في سهم ما والعديد من صغار حملة هذا السهم. كان الاتفاق على رفع سعر السهم إلى مستوى معين. لن أتحدث عن مدى صدق أو قانونية هذا الاتفاق ولكني أناقشه من وجهت نظر نظرية المباريات. يبدو أن هناك تحالفات بين صغار المضاربين وكبارهم وبالتأكيد سوف يبدأ كل مساهم اعتمد على الاتفاق التعاوني هذا ببناء استراتيجياته تجاه السهم وقت الدخول والخروج. قد يشير ذلك إلى وجود تحالفات غير معلنة وغير مقننة بل لا يوجد اتفاق علني عليها وهي تحدث بين صغار المضاربين وكبارهم. وهذا يفسر نوعا ما ردة الفعل النفسية السيئة تجاه إيقاف المضاربين. تعتقد الهيئة أنها تقف في جانب صغار المضاربين بينما هم يرون أنها تقف في وجه التحالف لذلك تكون النتيجة عكس ما تتوقعه الهيئة.

من المباريات غير التعاونية ما يحدث بين إدارة الشركات والمستثمرين. في هذه الحالة تتحدد كمية المعلومات ونوعيتها التي سوف تفصح عنها الإدارة. فالمستثمر يريد معلومات بنوعية معينة تساعده على تقييم التدفقات النقدية المستقبلية بينما الإدارة تتحفظ على هذه المعلومات لتضمن هامش مناورة معينا خاصة في تحديد رقم الأرباح المعلن. شاهدنا إعلان شركة سابك حول رقم الأرباح المعلن عن الربع الأول وكيف صيغ بطريقة فيها الكثير من التحفظ والقليل من الإفصاح في الوقت الذي كان المستثمرون يرغبون في تقييمات أفضل تساعدهم على تعويض الخسائر.
من المسلم به في المحاسبة أن رقم الأرباح يخضع إلى العديد من التقديرات والتحفظات وتتعرض القوائم ربع السنوية إلى أكبر جملة من هذه التقديرات مما يجعل رقم الأرباح المعلن عرضة للتغير الحاد عند نشر البيانات السنوية. وهنا تظهر وبوضوح المباراة التي حدثت بين إدارة "سابك" والمستثمرين حول رقم الأرباح المقدر للربع الأول, فبينما كانت الإدارة تريد التحفظ لأسباب عدة كان المستثمرون يرغبون في العكس وتحدد الربح المعلن بناء على توازنات القوى. مثل هذه المباراة حدثت أيضا عندما اتجهت "سابك" إلى توزيع منح ولم تعلن عن ذلك إلا قبل المنح بيوم أو يومين ولم تقدم للسهم فرصة ليتفاعل مع الخبر. في المقابل نستعيد ما حدث في شركة التعمير عندما بدأت الأسعار ترتفع كتفاعل مع زيادة رأس المال المتوقعة. بدأت المباراة عندما ارتفع سعر السهم فأعلنت الشركة عدم وجود محفز للسهم وبعد فترة أعلنت عن الزيادة. هذه الأفعال وردود الأفعال تشير إلى أنواع من المباريات غير التعاونية بين إدارات الشركات والمستثمرين وقد تتسبب في خسائر للمستثمرين كونهم الجانب الأضعف في المباراة أو أنهم أخذوا أسعارا وليسوا صناعا لها, وقد يشير ذلك إلى أهمية المسارعة بإنجاز معايير حوكمة الشركات.
من أنواع المباريات غير التعاونية أيضا ما يحدث بين هيئة السوق المالية والسوق على أساس وجود تحالفات بين صغار المضاربين وكبارهم, كما أشرت سابقا. تسعى الهيئة إلى اتخاذ العديد من القرارات التي تسهم في الحد من ظاهرة التلاعب بالأسعار والمضاربات وتعزيز الاستثمارات. هذه القرارات تواجه ردة فعل من قبل المضاربين اتسمت في الفترة السابقة بالإحجام عن الشراء قد يكون تخوفا من هجوم الهيئة.
تحتاج الهيئة إلى بناء استراتيجيات لفك التحالفات ولن تتمكن من ذلك فيما يبدو لي على المدى القصير ولكن في المدى الطويل قد تنجز ذلك بدعم هياكل السوق بصناع حقيقيين. ما أود الإشارة إليه في هذا المقال هو أهمية تنوع الدراسات وتعدد الأساليب ولذلك أكرر دوما حاجتنا إلى بيوت للخبرة.

http://212.71.33.171/article.php?do=show&id=1843

ابن بطوطة
28-04-2006, Fri 7:10 PM
تحتاج الهيئة إلى بناء استراتيجيات لفك التحالفات ولن تتمكن من ذلك فيما يبدو لي على المدى القصير ولكن في المدى الطويل قد تنجز ذلك بدعم هياكل السوق بصناع حقيقيين...

ولس بدري على هيئتنا ...!!!
تحياتي ..

الهيئة
28-04-2006, Fri 10:01 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

علي السيد
28-04-2006, Fri 10:06 PM
ولكن اخي الدكتور هذه المباريات تفتقر الى طاقم تحكيمي لذلك هي عشوائيه ودائماً يشارك بها الجمهور مع اللاعبين دونما رقيب

alfaez
28-04-2006, Fri 10:17 PM
شكرا يادكتور محمد
موضوع رائع ينير لنا جانبا مما يحدث في السوق