المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد أحمد مشاط : السيناريو الأسوأ



سيف الخيال
27-04-2006, Thu 2:25 AM
السيناريو الأسوأ



في يوم الأربعاء الماضي بلغ سعر البرميل من النفط الخام في سوق نايمكس في نيويورك 72.40 دولار محققاً بذلك السعر الأعلى في تاريخه وضارباً رقماً قياسياً على مدى ثلاثة أيام متتالية. وقد لعبت عدة عوامل سياسية وصناعية لالتهاب سعر البرميل ووصوله لهذه القمم. وقد كان أهمها الجدل القائم بين جمهورية إيران الإسلامية من جهة وبين وكالة الطاقة النووية حول تخصيب اليورانيوم في الأراضي الإيرانية، بالإضافة إلى ضغوط الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى. وقد تفاقم هذا الجدل إلى احتمالات التدخل العسكري وضرب المرافق النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة بمفردها أو بمصاحبة حلفائها من ناحية، ومن ناحية أخرى التوجس من قيام إيران بقطع إمدادات نفطها عن العالم.

بيد أن احتمال حدوث التطور الرهيب الذي يوصل الأمور إلى السيناريو الأسوأ وهو قفل مضيق هرمز والذي يمكن بواسطته القطع الكلي أو الجزئي لنفط كل من الكويت والإمارات وقطر والعراق (الإنتاج القادم من ميناء البصرة) والقسم الأكبر من نفط المملكة، سوف -لا شك- يمثل شعلة التهاب فتيل أسواق النفط العالمية كلما تم الاقتراب منه. لأننا عندئذ نتحدث عن انقطاع إمدادات نفطية تزيد عن نصف إنتاج منظمة الأقطار المصدرة للبترول (أوبك) تقريباً تنتجها هذه الدول النفطية الست. كما أن إحداها تعتبر من الناحية العملية هي الوحيدة عالمياً التي تمتلك طاقة إنتاجية إضافية ذات مردود مؤثر.

وهناك عوامل أخرى قد ساهمت في بلوغ برميل النفط الخام لهذا السعر القياسي، كان منها انقطاع النفط النيجيري جزئياً بسبب الاضطرابات التي تسببت بها الجماعات المناوئة للحكومة في المناطق النفطية. وكذلك انقطاع النفط العراقي المصدر من ميناء البصرة بسبب الأوضاع السياسية والأمنية. كما أن بيانات الحكومة الأمريكية للأسبوع الماضي أظهرت نقص مخزون وقود السيارات (البنزين) وبنسبة أقل من نفس الفترة من العام الماضي.

مما تقدم يتبين لنا مدى حساسية النفط وهشاشة موقفه خاصة عندما يمر في مثل هذه الظروف التي يمر بها العالم الآن. ولن يكون مستبعداً أن تتلاحق الأسعار القياسية لبرميل الخام الأسود لتصل إلى مائة دولار أو أكثر إذا ما تلاحقت الأزمات السياسية والاضطرابات العمالية وتواصلت القلاقل في البلدان المنتجة. أو نقصت الإمدادات في الوصول إلى البلدان المستهلكة ومخزوناتها الاستراتيجية. ولعل سيناريو مضيق هرمز الذي أشرنا إليه آنفاً يمثل أكبر مؤثر يمكن أن يقود لو تحقق -لا سمح الله- ليس فقط إلى زيادة أسعار النفط، بل إلى تعرض الاقتصاد العالمي إلى آثار مدمرة.

فاكس: 6821426 - جدة

aswaqbilaqa@yahoo.com