المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاسئلة التي لم يجب عنها جمـــاز السحيمي في القاء التلفزيوني!!



A.B
24-04-2006, Mon 10:00 AM
الأسئلة التي لم يجب عنها السحيمي




غسان بادكوك *


لعلها المرَّة الأولى في تاريخ التليفزيون السعودي التي يحظى فيها أحد البرامج الحوارية البعيدة عن الاهتمامات الشعبية كالدين والرياضة والفن بنسبة مُشاهدة عالية تفوق مباريات كرة القدم المحلية أو حتى التصفيات النهائية لبرامج من نوع «سوبر ستار» و «ستار أكاديمي».
لكن أمل ملايين الأفراد والأسر في المملكة الذين ظلُّوا يترقبون موعد بث اللقاء يوم الأربعاء الماضي لم يتحقق في معرفة حقيقة وضع سوق الاسهم و ربما تجاوز احباطهم خسائر المُستثمرين الذين لم تنجح الهيئة في حمايتهم حتى أصبح المحظوظ منهم من لم تتجاوز خسائره نصف رأسماله في حين فقد أكثرهم مايتراوح بين 70 % إلى 80 % من المدخرات و «شقى السنين».
كُنَّا نتوقعها مُكاشفة جريئة وإذا بها مقابلة مُعدة سلفاً ، أردناها حواراً مُباشراً فجاءت تسجيلاً لم تنقصه المَنتجة، تمنيناها تواصلاً بإتجاهين «بين المسؤل والمواطن» فإذا هي خط منفرد باتجاه إجباري واحد، انتظرناها لتجيب على الأسئلة وتكشف الغموض فإذا بها تزيد الغموض غموضاً !.
ماهو الجديد الذي ذكره معاليه في اللقاء؟ وهل هناك سبب لهذا الظهور المُتأخر عدا مُحاولة توزيع مسؤولية الإخفاق في حماية السوق على باقي أعضاء مجلس إدارة الهيئة؟ وهل تعتزم الهيئة إيقاف مُضاربين متلاعبين في المُستقبل القريب؟ وهل ستتوقف الهيئة عن «التشهير» بأسماء الشركات التي يتم المُضاربة على أسهمها؟ الأسئلة السابقة ليست من عندي بل هي تعليقات عفوية رددها آلاف البُسطاء وهم يتابعون مُجريات الحوار.
ويبدو أن الزميل الأخ طلعت حافظ الذي إضطلع بمسؤولية إدارة حوار بهذه الأهمية لم يشأ أن ُيطبِّق أسلوبه المُتميز عادة في «مُماحكة» ضيف اللقاء للخروج منه بإجابات شافية على العشرات من الأسئلة البديهية التي انتظر المشاهدون الإجابة عليها حيث اكتفى المُحاور بترك المجال لضيفه للإسهاب في الجوانب التي يرغب في التحدث عنها ، وتجنُّب طرح الاسئلة ذات الاهتمام الشعبي ومنها:
- لماذا لم تُبادر الهيئة إلى كبح جماح الصعود المستمر لأسعار شركات المضاربة بنسبة صعود متدنية تصرف المضاربين عن التركيز عليها وإغراء المزيد من المواطنين بشراء أسهمها؟
- لماذا أوقفت الهيئة التداول على أسهم شركة الباحة لعدة أشهر وأضرت بالآلاف من صغار المتعاملين الذين جُمِّدت أموالهم في أسهم الشركة وذلك عوضاً عن معاقبتها بغرامات مالية؟.
- لماذا سمحت الهيئة بإعلان شركة سابك خسارة قضيتها في الولايات المتحده الأمر الذي أخاف الكثير من المستثمرين فيها الذين إندفعوا لبيع أسهمهم بأسعار متدنية وذلك قبل إعلان الشركة تحقيقها للارباح كبيرة وزيادة رأسمالها الأمر الذي تسبب في خسارة ضخمة للمساهمين الذين فوجِئوا بإعلان الأرباح والزيادة؟.
- لماذا لم تتخذ الهيئة موقفاً من شركة المجموعة السعودية حينما نشرت إعلانها بتحقيق أرباح تقل عن توقعات المساهمين مما دفعهم للبيع وتراجع سعر السهم بشكل بالغ وذلك قبل أن تقوم الشركه بالإعلان عن زيادة رأسمالها ليُحقق السهم ارتفاعات قياسية رغم أن الفرق بين الإعلانين 3 أسابيع فقط؟.
- لماذا لم تُعاقب الهيئة شركة سيسكو عندما نفت إشاعة زيادة رأس المال من خلال نفي وجود أي معلومات جوهرية ليبيع الكثير من المساهمين أسهمهم بخسارة قبل أن تُعلن الشركة عن إقرار الزيادة «المنفية !» بعد عِدَّة أسابيع ؟.
- لماذا لم تُبادر الهيئة في وقت مُبكِّر لإنهاء احتكار البنوك لعمليات التداول وهي التي تستعين بالعديد من الشركات الإستشارية التي تعوضها عن قِصر فترة مزاولتها لمسؤولياتها وهو المُبرِّر الذي غالباً ماتطرحه الهيئة عند توجيه الانتقاد إليها بشأن التقصير والتقاعس عن القيام بواجباتها الرئيسية؟.
- لماذا تمنح الهيئة شركة واحدة فقط حق البث المُباشر لأسعار الأسهم مع وجود الكثير من الشركات التي ترغب في تقديم هذه الخدمة وباسعار أقل ؟.
- لماذا لم يقتصر قرار الـ 5 % على الشركات التي أرتفعت أسعار أسهمها أمام أنظارالهيئة دون مبررات موضوعية مثل بيشة والمواشي والشرقية الزراعية وثمار والباحة.. إلخ؟.
- لماذا لم تُبادر الهيئة بإيقاف المضاربين قبل أن يتمكنوا من رفع أسعارأسهم بعض الشركات لمستويات غير مقبولة ويتسببوا في تعليق مئات الآلاف من صغار المستثمرين في تلك الأسهم بأسعار مرتفعه؟.
- لماذا لم تقم الهيئة بإستطلاع آراء المستثمرين حول الحلول الممكنة لمعالجة وضع السوق ومعرفة مقترحاتهم في هذا الخصوص ؟.
- لماذا لم تبادر الهيئة إلى طرح الاكتتابات الجديدة خلال فترة صعود السوق بوتيرة عالية الأمر الذي كان سيؤدي إلى سحب نسبة من السيولة وتوجيهها لتلك الاكتتابات وبالتالي الحد من الصعود غير المبرر لأسهم الضاربات؟.
وفي الختام فإن الكثير من المتضررين يتطلعون إلى تجاوب معالي الرئيس في الظهور إعلامياً مرة أخرى خلال فترة قريبة على إحدى القنوات والرد على استفساراتهم التي لا يمتلك غير معاليه الإجابة عليها. هل يتحقق ذلك قريباً ؟.
××منقول××
جريده عكاظ
* كاتب إقتصادي