المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكاتب الكبير عبدالله الجعيثن يوضح اسباب الانهيار وحلوله



سهمي
20-04-2006, Thu 7:22 PM
السلام عليكم
بخبرته وحنكته ونيته الصافيه
وحرصه الشديد على الوطن والمواطن
يقدم الاستاذ عبدالله الجعيثن الاسباب والحلول لإنهيار السوق

شهادة حق
هذا الموضوع افضل ماقرأت من بداية الانهيار


اترككم مع رائعه من روائع كاتب الوطن الأول


إلى مقام المجلس الاقتصادي الأعلى هذا سبب انهيار سوق الأسهم وهذا الحل
عبدالله الجعيثن
تداولت وتابعت سوق الأسهم المحلية أكثر من ربع قرن، شهد خلالها ارتفاعات كبيرة وبعض الانهيارات، وكأي سوق، ولكنني لم أشاهد ما يوازي الانهيار الأخير في تأثيره الموجع على أكثر من مليون مواطن في السابق كان عدد المتداولين في حدود خمسين ألفاً، وتضاعف عددهم بشكل سريع وهائل مما يجعل آثار انهيار السوق واسعة التأثير اجتماعيا واقتصاديا، خاصة أن ما يقارب مليون مواطن كل واحد منهم يعول ثلاثة أشخاص، في المتوسط، وهذا يوضح الآثار الخطيرة لانهيار سوق الأسهم وفي فترة قصيرة ومباغتة تقريبا..وبمتابعتي وخبرتي المتواضعة اعتقد أن أهم الأسباب في انهيار السوق بشكل سريع ما يلي:

1 - عدم طرح شركات جديدة كثيرة برؤوس أموال كبيرة خلال السنوات (2005/ 2002) لاستثمار طوفان السيولة لدى المواطنين في شركات جديدة توفر فرص عمل وتضيف للناتج الوطني وتوجه مدخرات المواطنين الوجهة السليمة التي تربحهم وتربح اقتصاد وطنهم مما جعلهم يتسابقون لرفع الشركات الموجودة.
2 - عدم وجود شركات استثمار مرخص لها وذات كفاءة عالية تستثمر أموال المواطنين في كل المجالات التي يحتاجها الوطن كالاسكان والصحة والتعليم وجزء في الأسهم المربحة، وكان البديل صناديق البنوك التي ركزت كل همها في المضاربة بأموال الناس في الأسهم المحلية.
3 - ترك الشركات المساهمة تضارب بفوائض أموالها (وهي أموال ضخمة) في الأسهم المحلية، وبعد أن تضخم السوق صدر قرار هيئة سوق المال بتنظيم ذلك وتحجيمه إلى آخر حد.هذه الأسباب الثلاثة رفعت أسعار الأسهم بشكل كبير مبالغ فيه، وبعضها مبالغ فيه بشكل خيالي، والارتفاع يجذب المزيد من المواطنين للمضاربة والاقتراض مما رفع حرارة السوق، ورفع كثيرا من أسهمها فوق قيمتها العادلة بأضعاف (نقود كثيرة تطارد أسهما قليلة) بسبب شح الطرق الأولى، وسبق أن دعوت مبكراً مراراً إلى طرح مصارف وشركات (جديدة) بدون علاوة اصدار تثري المكتتبين وتخدم الاقتصاد وتوفر فرص عمل كثيرة في مقالات كثيرة في «الرياض» حروف وأفكار، والشركات الجديدة المدروسة موجودة لدى الهيئة العامة للاستثمار وكان يحسن طرحها للسعوديين بشكل متتابع (والمؤشر في حدود العشرة آلاف) فلا يتضخم السوق ثم ينهار، وتتوجه الأموال للاكتتاب في شركات جديدة مربحة جدا للمكتتب والاقتصاد الوطني لا للمضاربة الحمٍقى.. تلك أهم أسباب ارتفاع السوق بشكل غير عادل، والارتفاع الحاد يدفع المحترفين للبيع المتواصل، وساعد على البيع والنزول قرار منع الشركات المساهمة من الشراء الا بشروط ضيقة جدا، واعطاؤها مهلة محدودة لبيع أسهمها، والغاء خصومات العمولة على البيع والشراء، وهي خصومات كانت البنوك تقدمها طواعية لعلمها بارتفاع تلك العمولة (دخل المصارف من عمولات البيع والشراء في حدود خمسة مليارات ريال لعام 2005 وفي حدود مليار ونصف للربع الأول فقط 2006 وهي تستنزف من الرابح والخاسر، والربع الأول الذي ألغيت فيه الخصومات كان معظم البيع والشراء فيه بخسائر وتزيدها عمولات البنوك الكاملة خسائر اضافية مؤلمة وتقهر المتداولين..
الحلول المقترحة
1 - وبما أن المشكلة ووقعت الآن ونزلت الأسهم بشكل كبير وخسر الكثيرون وبعضهم على وشك الافلاس فإن طرح شركات للاكتتاب الآن، قد فات أوانه، وما أروعه لو نفذ في وقته لكان الحل الجذري، اما الآن فيحسن تأجيل اي اكتتاب جديدة أو رفع رؤوس أموال شركات قائمة حتى يلتقط السوق أنفاسه ويستعيد بعض عافيته..
2 - تخفيض عمولة المصارف على البيع والشراء بشكل كبير حتى لا تزيد في خسائر الخاسرين لحساب أثرياء المصارف خاصة انها عمولة مرتفعة بشكل ظالم.
3 - المبادرة بانشاء شركات استثمار توظف أموال المواطنين في كل ما يحتاجه الوطن، وما يحتاجه هو المربح..
4 - إعطاء الشركات المساهمة مهلة عام على الأقل، يسمح فيه لها باستثمار فوائض أموالها في سوق الأسهم المحلية.
5 - المبادرة بإنشاء (صانع السوق) وهو الصندوق الذي اقترحه مجلس الشورى، وتأسيسه من قبل صندوق الاستثمارات العامة والتقاعد والتأمينات (وكلهم لديهم اسهم كثيرة وأموال هائلة) وهذا الصندوق يحفظ توازن السوق، فإذا ارتفع بشكل غير عادل دخل بائعا، وإذا انخفض دخل مشتريا) ويكون قادرا على مواجهة السوق الحادة بسرعة.. وفعالية..
6 - تطوير هيكلة السوق المالية بحيث لا تصبح مجرد أسهم محدودة، بل سوق متكاملة فيها الصكوك الإسلامية (بديل السنوات) وشركات استثمار كبيرة ونحو هذا مما يكمل سوق الأوراق المالية.
7 - عدم طرح أسهم الدولة ما عدا المصارف حتى اذا تحسن السوق - وهو سوف يتحسن بحول الله - فهي للأجيال القادمة، بل طرح شركات جديدة ومصارف على غرار (مصرف الانماء العملاق) الذي هو هدية عظيمة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، للأجيال القائمة والقادمة..
إن الشركات الجديدة (بدون علاوة إصدار) هي التي تبني ما نقص في الوطن، وتوفر فرص العمل، وتقدم أرباحاً طيبة لمحدودي الدخل الذين وقفت معهم الحكومة الرشيدة باستمرار..
8 - عدم الصمت شبه المطبق من المسؤولين في مؤسسة النقد ووزارات المالية والتجارة والاقتصاد بل توعية الجمهور بتصريحات واضحة عند بدء الارتفاع الذي لا مبرر له والانخفاض غير المبرر كما هو حاصل الآن..


ان انهيار سوق الأسهم الآن لا يؤخذ بمنظار اقتصادي فقط، بل بمنظار شامل اقتصادي واجتماعي وأمني لأن وضعه يمس ثلث الشعب السعودي تقريباً..
وكلنا نعرف ونشهد أنه لا يوجد حكومة أحرص على راحة مواطنيها وتجنيهم الكوارث - بإذن الله - مثل حكومتنا الرشيدة.

رابط الموضوع في جريدة الرياض



http://www.alriyadh.com/2006/04/20/article147824.html



سهمي

سهمي
20-04-2006, Thu 7:53 PM
رابط لمقالات متعددة الاغراض لكاتبنا الكبير
http://www.alriyadh.com/php/file/?file_id=273&subject=&date=&page=1&page_size=10 (http://www.alriyadh.com/php/file/?file_id=273&subject=&date=&page=1&page_size=10)


انصح جميع المتداولين بالاطلاع على المواضيع التاليه
لإثراء تجربتهم في سوق الاسهم عبر خبرة الاستاذ عبدالله الجعيثن

اين شركات الاستثمار
http://www.alriyadh.com/2006/04/01/article142710.html (http://www.alriyadh.com/2006/04/01/article142710.html)
سوق الاسهم بين الطمع والخوف
http://www.alriyadh.com/2005/09/03/article91813.html (http://www.alriyadh.com/2005/09/03/article91813.html)
في سوق الاسهم صحتك اولاً
http://www.alriyadh.com/2005/08/09/article86388.html (http://www.alriyadh.com/2005/08/09/article86388.html)
في سوق الاسهم ايقظ عقلك وهدئ اعصابك
http://www.alriyadh.com/2005/07/23/article83098.html (http://www.alriyadh.com/2005/07/23/article83098.html)
انواع المضاربين في سوق الاسهم
http://www.alriyadh.com/2005/07/02/article76913.html (http://www.alriyadh.com/2005/07/02/article76913.html)
طفرة سوق الاسهم
http://www.alriyadh.com/2005/07/02/article76913.html (http://www.alriyadh.com/2005/07/02/article76913.html)


سهمي

المُنظر
20-04-2006, Thu 8:05 PM
لله درك يا عبدالله اجعيثن (ابو احمد) و نتمنى من اصحاب الشأن اخذ موضوعك بمحمل الجد.

الى الامام يا ابو احمد

الاوفوكاتو
20-04-2006, Thu 8:16 PM
الله يعطيه العافية
والله يعطيك العافية على هالطرح
ولي عودة وتعليق

*
اكتشفت ان سوقنا له علاقة بالبصل من قديم الزمان

الاوفوكاتو
21-04-2006, Fri 1:55 AM
عودة للموضوع
اعيد الشكر لك ياصقر الخليج على هذا الطرح وخاصة روابط بعض المقالات واللتي ابحرت مع اكثرها
والحقيقة اني ضحكت من اكتشافي المتأخر ان لسوقنا علاقة قديمة بالبصل يا سبحان الله
الموضوع للكاتب عبدالله الجعيثن ادناه كتب منذ اعوام
http://www.alriyadh.com/2001/06/25/article32428.html


وهذه نسخة منه :-


* يضع أي سوق ـ ولو كان سوق الطماطم أو البصل ـ مصطلحات خاصة يتحدث بها أصحابه ويشخّصون الحال، في سوق الطماطم مثلاً أسموها (المجنونة) لأن سعرها لا يثبت على حال، مرة في الحضيض بحيث لا يغطي تكاليف النقل، ومرة في العلالي بارتفاع صاروخي..

وسوق الأسهم لا يختلف عن ذلك.. هو في نهاية المطاف سوق.. بل هو سوق أحوج ما يكون للتندر والتخفيف عن النفس لما فيه من توتر مرتفع وتقلبات حادة تُطَيِّر عقل الحليم..

وطوال عملي في سوق الأسهم لما يقارب ربع قرن سمعت كثيراً من تلك الكلمات والمصطلحات التي تعبر عن واقع السوق اليومي ولا تخلو من التندر الضاحك..

إذا انخفض السوق وأنت لا تعلم وسألت أحد المتعاملين:

كيف السوق اليوم ـ

فإنه يقول لك:

ردي!..

أو: متردي!..

و(الردي) أو (المتردي) هو المريض الذي على وشك الموت!..

وقد يقول:

ما هو بنشيءطٍ اليوم!..

أو:

ما هو بنشيِّط..!

بالتصغير للتهويل والتصعيب كما تقول العرب للداهية "دويهية!"..

وهذا التعبير: ما هو بنشيِّط.. يذكرنا بحال شايب تعتريه الأوجاع والأمراض، يا الله حسن الختام، فإذا سُئلت عنه زوجته وأولاده قالوا: ما هو بنشيط اليوم!..

تحس أنه يحتاج الى علاج طبيعي وتدليك لعله يتنشط، إن لم يزده العلاج الطبيعي والتدليك تفككاً في أعضائه وتمزقاً في أوصاله فيكون ضغثاً على إبالة!..

ويقولون في مثل هذه الحالة:

السوق هزيل!..

وكأنه هيكل عظمي لإنسان خرج من مجاعة.. أو:

سوق هزيل طايحة سنونه!

سمعتها من بعض المتداولين حين انخفض السوق في إحدى الفترات وقَلّ التداول وخلت القاعات.. فإذا تحرك قليلاً قالوا:

فيه حركة!!

وكأنه ميِّت بدأ يتحرك!..

والميت لا يتحرك طبعاً ولكنهم اعتقدوا أنه مات ثم تحرك قليلاً!..

أو يقولون:

أشوى!..

كأنك تسأل عن حال عليل تحسن قليلاً..

أو يقولون:

بارد!!

إذا كان هزيل التداول قليل الحركة!

أو يقولون:

ماصل..!

والماصل هو الأكل الذي ليس فيه ملح، يسد النفس، والمضاربة هي ملح السوق، فإذا توقَّف المضاربون أصبح السوق ماصلاً لا يفتح النفس!..

وقد يقولون:

ما هنا سوق!!

تسأل:

كيف السوق..؟

فيجيبك الآخر:

ما هنا سوق!

بمعنى أنه ساكن.. هزيل.. ضعيف.. كأنه موجود وغير موجود.. ما هنا أحد.. ويقولون في هذه الحالة ايضاً:

السوق واقف!!

بمعنى أنه (مشنّص!) لا يتحرك إلى الأمام ولا إلى الوراء وهي حالة لا ترضي المضاربين فهم يريدون الحركة والنشاط أما السوق (الواقف) فيجعل حالهم تقف!

وحين هبط السوق هبوطاً تصحيحاً شديداً عام 93م ووصل القاع والحضيض سألت رجلاً مسناً:

كيف السوق؟

فقال:

في النزع الأخير.. يفاوق!!

***

وحين يرتفع السوق تجد مصطلحات أخرى، فعلى قدر الإيقاع يكون الرقص!

تسأل أحدهم عن السوق وقتها فيقول:

يطامر..!

وكأن السوق هنا حصان جامح يطمر كل الحواجز والعقبات ويواصل الصهيل!.. أو (يناقز) وكأنه تيس جبلي.. أو يقولون:

منهبل!!

وكأنه مجنون يُرءغِي ويزبد!..

أو يقولون:

(ايَطَمَّر الشجر!..) كأنه الغول!

فإذا نزل السوق بعدها وحاول بعض المضاربين التصدي له ومنعه من النزول حفاظاً على مصالحهم ـ وأمر الله لا مردّ له ـ قالوا:

من يرد السيل بعباته!!

أو: من يرد عين الشمس بمنخل!!

***

ومرةً حاول أحد المضاربين الصغار اللعب مع مضاربين أكبر منه والتصدي لهم فلزوه لزاًّ ودفنوه دفنا فضحك أحد المتابعين المسنين عن ناب واحد وقال:

وابن اللبون إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ

لم يستطع صولةَ البُزءلِ القناعيس!!

ورأى هذا المسن نفسه مضارباً جديداً يدخل السوق عن جهالة ويريد أن يربح بسرعة اندفع بعنف ثم هدأ ثم خبا وانطفأ فضحك الشيخ وقال:

يُشَمِّرُ للُجِّ عن ساقِهِ

ويغمرهُ الموجُ في الساحل!!

وموج سوق الأسهم قاتل للجاهل.. خاصة الغشيم المتعافي الذي يندفع بسرعة ودون معرفة أو خبرة. ويقترض ليثري بسرعة فإنه سرعان ما يفتقر بسرعة فبحر سوق الأسهم مليان بأسماك القرش والتماسيح..

***

ومرةً قالوا لأحد المتداولين القدامى الذين عركوا سوق الأسهم وعركهم وعرفوا خباياه وعرفهم:

إن فلانا ـ لأحد المضاربين المتهورين ـ جاء نافشاً ريشه يتوعد برفع شركة (..) للعلالي..

فقال: ما لقى إلا هالشركة!.. ما يقدر.. ينفش.. يجيبه من هو أقوى منه.. يضربه على أُمِّ رأسه.. لكل شيء آفة من جنسه..

وهذا المضارب القديم نفسه رغم ما عرف وعرك كثيراً ما يعركه سوق الأسهم من جديد ويجعله يعرق بل يغرق!

اقتنع مرة بشركة قناعة شديدة ـ وكان قويا ـ فاشترى فيها وزعم أنه سيرفعها ثم ضربوه على أُمِّ رأسه فقال ـ وهو مرح ولولا هذا ما صبر على هكذا سوق ـ أشهد ألا إله إلا الله!!.. خلصتء! قلنا: ولكنك قوي ومقتنع بالشركة وتزعم أنك سترفعها إلى فوق.. فوق!! فقال: كل قوي الله أقوى منه!!.. يأتيك من هو أقوى منك.. يأتيك ما لا تحتسب.. فلا تغرك قوتك مهما كنت.. فإن كنتَ ريحاً لاقيتَ إعصاراً..!

***

وكنتُ أُقابل في احدى صالات تداول الأسهم شيخاً مسناً وجدته في أوقات مختلفة يبيع ويشتري لأكثر من عام ثم فقدته تماماً!!.. ثم حصل أن قابلته في سوق الخضار عليه انكسار فقلت له: وين!!.. زمان ما شفناك في صالة الأسهم؟ فقال: يا وليدي شريت في (المواشي) بكل قروشي فتحرولت شركة المواشي وحرولتني معها.. علي بخمسة وأربعين ريالاً والآن بأحد عشر ريالاً!!.. الله لا يخسّر علينا!

وسُرِرت حين قال: يا وليدي!! كالعجوز تُسَرّ حين يقال عنها: بنت فلان!!!

***

وفي السوق شيخ حكيم لا يعمل إلا قليلاً.. ولا يتكلم إلا قليلاً.. ويهمه تجنب الخسارة قبل الطمع في الربح.. ولا يضع رجله إلا حيث يثق.. يتجنب الزلق!! ولم يسلم!! لا أحد يسلم تماماً في سوق الأسهم:

ومن ظَنَّ ممّن يلاقي الحروب

بأن لا يُصَابَ فقد ظنَّ عجزا..

طبّاخ السم يذوقه!!.

ومع هذا فأرباحه كثيرة وخسائره قليلة.. نسبة لغيره.. وشعاره:

فيومٌ علينا ويومٌ لنا

ويومٌ نُسَاءُ.. ويومٌ نُسَرّ

وقد كنتُ بجانبه في إحدى الصالات الحاشدة لتداول الأسهم المليئة بالتوتر والضجيج والوقوف والقعود، عندما وقف الجميع هلعاً من انخفاضٍ سريع لشركة راهنوا عليها جميعاً وضاربوا وكانت تصعد فقال هذا الحكيم بصوتٍ مسموع:

في كل سوق هناك فريقُ الضوضاء..

وفريقُ المعلومات.. وأنتم فريقُ الضوضاء!!.. تتبعون كل ناعق.. وتغركم الشائعات!!..

كأنكم خُشُبٌ مسندة أو شخوص في مسرح يحرنكم فريق المعلومات بخيوط غير مرئية.. فهم يعلمون قبلكم.. ويسيطرون عليكم.. إن كانت الأخبار القادمة ـ والتي يعرفونها قبلكم ـ حسنة اشتروا منكم بأبخس الأثمان!!

وإن كانت الأخبار القادمة ـ والتي يعرفونها قبلكم ـ سيئة باعوا عليكم بأغلى الأثمان وخلوها تبور في أيديكم!! أنتم فريق الضوضاء لا يعبأ الله بكم!! قلنا: وما الحل أصلحك الله؟!! قال: المزيد من الشفافية الكاملة.. وأن تحكّموا عقولكم وتتحكموا في أعصابكم ولا تتبعوا كل ناعق ولا تستسلموا للشائعات!



***

وقبل أن يتطور النظام الآلي لتداول الأسهم.. ـ وهو الآن متطور فعلاً وإن كانت الشفافية لا تزال تنقصه ـ كان السوق ضيقاً: الشاشة هزيلة.. والمكاتب قليلة.. والوعي بالأسهم ضئيل.. فسألت رجلاً واعياً من جماعتنا عن سوق الأسهم وقتها فقال: وأنت عندك سوق؟! هذا سوق الدلو!! قلت: وما سوق الدلو؟! قال: في ديرتنا (القصب) زُقَاق ضيق جداً.. لعله أضيق زقاق في العالم.. لو التقى فيه رجلان على رجليهم بدون حمير فضلاً عن السيارات لضاق بهما واضطر أحدهما للانتظار حتى يمر الآخر!!

كان هذا قبل أن يتطور السوق بهذا الشكل الجيد وقبل أن تتطور بلدتي القصب أيضاً.. لقد اختفى سوق الدلو الخانق في القصب وحل محله شارع تعبره أربع سيارات في وقتٍ واحد..
التطور سنّة الحياة!

ABO FAHD
21-04-2006, Fri 4:17 AM
بارك الله فيك على النقل

مهراس
21-04-2006, Fri 7:47 AM
وما أروعه لو نفذ في وقته لكان الحل الجذري، اما الآن فيحسن تأجيل اي اكتتاب جديدة أو رفع رؤوس أموال شركات قائمة حتى يلتقط السوق أنفاسه ويستعيد بعض عافيته..