المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رساله مواطن الي خادم الحرمين " بقلم جميل الذيابي " رئيس تحرير الحياة



دربك خضر
18-04-2006, Tue 10:47 PM
جميل الذيابي الحياة - 18/04/06//


خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز... أطال الله في عمرك وأمدك بالعافية لهذه البلاد، التي تفتخر بكم وترتفع رؤوس أبنائها بكم أينما حللتم أو ارتحلتم.
أقسم بالله يا خادم الحرمين الشريفين لا أريد ولا أقصد من وراء كتابة هذه السطور تمجيداً ولا ثناء ولا شكراً من أحد على وجه هذه الأرض، ولم يدعني أحد إلى كتابتها، لكنها رغبة الابن المخلص في التعبير الصادق لوالده الكريم، عما يختلج في ضمائر وصدور ابناء هذه البلاد الطاهرة، الغنية بحكمة قادتها وعدالة سياستها ومتانة اقتصادها، وتوافر نفطها، بعد ان زاد الهم والغم، وأجهزت خسائر «الأسهم» على قلوب وجيوب المواطنين، وبات يطلق عليهم «المسهومين»، فهم ضحايا أزمة هبوط الأسهم، بعد ان تهاوت أرصدتهم وأصفرت محافظهم البنكية، وباتوا على وشك ان يفقدوا العقول، جراء ما يحدث لهم.
سيدي... لقد قذفت الأسهم بالمستثمرين فيها إلى قاع بحر «لجي عصي»، وباتوا يبحثون عن خيوط «النجاة» ليتعلقوا بها، لكنهم على يقين ان ليس لها إلا أنت يا خادم الحرمين. وكما تعرفون يا أبا متعب... ان المضاربة في الأسهم أشبه بـ «البحر الغدار» و «الأسهم» غدرت بهم، وألقت بهم في صحراء يابسة لا ماء فيها ولا خضرة، فهم اليوم يصارعون من أجل البقاء ما بين «الحياة» و «الموت».
يا سيدي... ان عبّارة «الأسهم» التي امتطوها أبت ان ترسو على شواطئ الأمان، إلا بتدخلكم الحكيم وسماع قراراتكم الجازمة، قبل ان تلحق عقولهم بأموالهم، وترتسم على جبينهم عناوين الفقر والقهر والإحباط.
الكل في هذه البلاد وفي غيرها، يعلم أنكم أصحاب «الكلمة البيضاء»، وأهل «الكلمة التي لا تُثنى»، وأنكم من يقرن الأقوال بالأفعال، والقريب من نبض مواطنيه في السراء والضراء، ومن يشعر بفرحهم وألمهم كجسد واحد. لقد بات أناس كثر على حافة الفقر والقهر، بعد ان حلت «الأصفار» محل الآلاف والملايين، ونزفت المحافظ البنكية كل ما فيها «طوعاً» لا «قسراً»، رغبة في تحقيق أحلام «الثراء السريع»، من غير خبرة ولا دراية، لكنها حال الدنيا كما يقولون.
يا أبا متعب... يقال ان «القانون لا يحمي المغفلين»، لكنك أنت الرحيم العطوف بشعبك، بعد ان وقعت الفأس في الرأس، وكم تعلموا أقسى الدروس من هذه المصيبة التي حلت بهم، خصوصاً بعد ضياع مدخرات السنين و «تحويشة العمر».
ياسيدي... عندما يكتب الكاتب أو ينجز الصحافي تقريراً صحافياً، فإنه يتحرى الأمانة والمصداقية والموضوعية، كواجب مهني أولاً، وتطبيقاً لوصايا أوصيتمونا بها في مرات عدة وفي مناسبات كثيرة. وها نحن نستجيب لمطالب طلبتموها منا عندما توليتم عرش هذه البلاد، وبايعكم شعبكم المحب لكم عليها. كيف تكون الحال يا سيدي... عندما تضج الفاكسات بالرسائل على مدار 24 ساعة في صحيفة يومية، وعندما تكتظ المواقع الإلكترونية بالصرخات المدوية، حاملة هموم ومعاناة أبناء هذه البلاد المستثمرين في سوق الأسهم، مما حل بهم من نكبة وانهيار، وهبوط لم يكن في الحسبان، ولم يطرأ على بال إنسان.
سيدي... لقد فقد المساهمون الصغار صوابهم، وحلت بهم الأمراض النفسية، وسقط بعضهم مغشياً عليه، وأدخل البعض الآخر المستشفيات، فيما لا يزال آخرون يقاومون أملاً في ان تسترد السوق عافيتها، عسى ان يستعيدوا جزءاً من أموالهم بعد الخسائر الكبيرة، إلا ان أحلامهم تبددت، ولا يملكون ما يقولون إلا التواري خوفاً من تراكم «الديون».
أبا متعب... من حقك علينا حمل أمانة القلم إليك، فالمواطنون نزفوا خسائر باهظة، أرادوا ان يستفيدوا من الطفرة «السهمية» المرافقة للطفرة «النفطية»، رغبة في تحسين أوضاعهم ومستوى معيشتهم، عبر الكسب المتاح والثراء السريع، من سوق ناشئة ناشطة متعافية، لكن ما حدث كان «عكسياً»، وكان أشبه بالزلزال و «المأساة» العظيمة، فكم من المواطنين تبخرت أحلامهم وآمالهم وأموالهم في بضع ساعات؟ وكم من البيوت على وشك الانهيار والدمار؟ وكم من الأرامل و الأيتام على دروب الشتات والضياع؟!
ياسيدي... الناس تتساءل في العلن: كيف تضيع الأموال والمدخرات في هبوط الأسهم والمؤشرات، فيما الشركات تعلن الأرباح تلو الأرباح، وأسعار النفط في ازدياد؟ ثم لا يجدون إلا «الصمت» المطبق من هيئة سوق المال!
تعلمون يا سيدي... أن النفس الإنسانية «ضعيفة»، وأن لها في جمع المال علاجاً... فكيف يعالج الداء من دون شراء وصفة «الدواء»، بعد ان ذهبت الأموال في المضاربات من دون خبرة أو معرفة؟
ياملكنا... أبلغكم ان الناس واقعون في حيرة «سهمية»، ولا يعرفون ماذا يفعلون، بل هم معلقون لا يستطيعون بيع أسهمهم بعد ان تجاوزت الخسائر ارقاماً قياسية فادحة، ولا يعرفون ماذا يفعلون؟
أبا متعب... إنك من يملك الدواء لهذا الداء، فهلا أعدت التنفس إلى أرواح ثلاثة ملايين مواطن، بقرارات تبرئ السوق من علتها «النفسية»، وتعيد الروح إليها بعد ان فقدت الثقة، وأصبحت كـ «الجسد المريض». والناس لا تنسى مواقفكم وقراراتكم السابقة التي أنقذت هذه السوق مرات كثيرة.
وأخيراً... أقسم لك يا سيدي أنني لست من أهل الأسهم، لا متعاملاً ولا مستثمراً أو مضارباً فيها... لكنها رسالة إلى أب شهم وقائد وفي كريم من ابن مخلص، نيابة عن شعب عظيم، بات معلقاً بحبل «سهمي» يخفضه خفضاً.

منقول من الرابط
http://www.daralhayat.com/arab_news/gulf_news/04-2006/Article-20060418-abc75905-c0a8-10ed-01d1-b9b70090711e/story.html

aboyousef
18-04-2006, Tue 10:51 PM
جزاه الله خيرا على مقاله الرائع.

ابن بطوطة
18-04-2006, Tue 11:08 PM
الله ينفع بــــــــــــه .......

الدكتووووور
18-04-2006, Tue 11:24 PM
مانقول الا الله يطول بعمر ابو متعب

دربك خضر
19-04-2006, Wed 1:28 AM
جزاه الله خيرا على مقاله الرائع.

وجزاك الله خير على المرور

ABO FAHD
19-04-2006, Wed 1:55 AM
الله يوفقه ان شاءالله

الرزين
19-04-2006, Wed 1:58 AM
اسال الله ان يلطف بجميع المسلمين

ابوعثمان
19-04-2006, Wed 2:19 AM
الله المستعان

الجوكي
19-04-2006, Wed 2:53 AM
عسى ان تجد أذن صاغيه

حالم
19-04-2006, Wed 7:30 AM
اللهم ارزقة البطانة الصالحة ويويصلون لة الجريدة !!

دربك خضر
20-04-2006, Thu 3:47 PM
اللهم ارزقة البطانة الصالحة ويويصلون لة الجريدة !!

كل شي ياصل يا حالم

مشغول البال
21-04-2006, Fri 12:06 AM
جزء الله خيرا كاتب الموضوع على طرحه ابراء ذمته

ولعل رسالته وصلت للمسؤلين وقتها سيكون ابا متعب حاضرا لعلاجها بأذن الله تعالى

share storm
21-04-2006, Fri 1:39 AM
سلمت يمناك اخي جميل...كم انت جميل فعلا اسم على مسمى لقد عرفتك نموذج للمواطن المخلص ..المخلص لدينه ثم لمليكه وامته...قليل من يسمع صوت المواطن لاولي الامر ...وهانت كماعرفناك قد اختصرت الطريق لتبدء من حيث انتهى الاخرين مختصرا الكثير من السنين رغم صغر سنك وحداثتك لتتربع على القمه لصحيفة من اكبر صحفنا العربيه..فجزاك الله خير الجزاء ووفقك لايصال صوت الحق وسدد على دروب الخير خطاك...ونفع بك البلاد والعباد.

TOURKY
21-04-2006, Fri 8:21 AM
جزاه الله خيرا على مقاله الرائع