المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة للاحداث - هيئة السوق المالية وفقدان السيطرة



nabdh
17-04-2006, Mon 3:57 AM
إشارة إلى قرار مجلس الهيئة رقم ( 1-141-2006 ) وتاريخ 24/1/1427هـ المبني على المادة ( الخامسة / أ -1) من نظام السوق المالية التي تنص على قيام الهيئة بتطوير الإجراءات الكفيلة بالحد من المخاطر المرتبطة بمعاملات الأوراق المالية ، والمتضمن تخفيض نسبة التذبذب اليومي في أسعار أسهم الشركات المدرجة في السوق المالية من ( 10 % ) إلى ( 5 % ) ، ونظراً إلى انخفاض هذه المخاطر نتيجة للتصحيح الذي حدث في أسعار الأسهم ، و صدور قرار مجلس الوزراء القاضي بأن تكون القيمة الاسمية لسهم شركة المساهمة عشرة ريالات ، مما يعني تقسيم السهم إلى خمسة أسهم لجميع الشركات المدرجة في السوق. فقد أصدر مجلس الهيئة القرار رقم ( 3- 154-2006 ) وتاريخ 27/2/1427هـ بالآتي : " زيادة النسبة المسموح بها للتذبذب اليومي إلى ( 10% ) لجميع أسهم الشركات المُدرجة ، وذلك ابتداءً من يــــوم الـسبت 3/3/1427 هـ، وقبول التعامل بأجزاء الريال في أوامر الشراء والبيع ابتداءً من التاريخ نفسه" .

من خلال قراءة هذا القرار نجد ان الهيئة قد اعلنت انتهاء التصحيح وزوال مرحلة الخطر، فهي قد اعادة نسبة التذبذب الى (10%) انخفاض المخاطر واغلقت باب التصحيح وبدء مرحلة جديدة حسب ما هو باللون الازرق.

ودائما ما تحرص الهيئة على اظهار انها قادرة على قراءة تحركات السوق وتستشعر درجات الخطر قبل وقوعها كما ذكر في القرار السابق ويؤكده المتحدث باسم الهيئة الدكتور الزوم في اكثر من ظهور اعلامي.

ولكن ما حدث بداية الاسبوع الماضي يؤكد وجود قوة قادرة على التحكم في السوق وقيادته فعليا بشكل لا تستطيع هيئة السوق المالية القيام به. وقد استغلت تلك القوة حدث ايقاف المستثمرين لوضعه كشماعة امام الرأي العام وتحميل الهيئة مسؤولية هذا التصحيح المفاجئ بقراراتها. بينما الحقيقة ان الهيئة قد اوقفت خلال الاشهر الماضية عدة مستثمرين وغرمت آخرين دون ان يكون لذلك اي تأثير سلبي على السوق.

هذه القوة وجهة اكثر من رسالة. فقد ارادت ان تظهر انها من يقود السوق وليس الهيئة، ايضا تقزيم هيئة سوق المال بعدم قدرتها على استشعار الخطر وإلا لما اعلنت انتهاء التصحيح وما ذكره الزوم بان المؤشر من المفترض ان يصعد انسجاما مع قرار للايقاف الاخير لعدد من المستثمرين. وهذا تأكيد ان حتى الهيئة نفسها لم تكن تتوقع هذه العودة الى دوامة التصحيح مرة اخرى. ولا تعرف الى اين تنتهي او متى وإلا كانت اعادة نسبة التذبذب الى (5%) للتخفيف من حدة النزول.

يبقى السؤال يا ترى من يقود السوق حاليا؟
من الواضح انهم الصناع من يقوده فعليا وسط اتفاق وتكتل موحد لم تستطيع الهيئة وما تحت سيطرتها من صناديق الوقوف امامه. وهدفهم من ذلك هو العودة بتحقيق نفس المكاسب التي حققوها خلال الفترة الماضية ولكن هذه المرة تكون خلال فترة شهر او شهرين بالكثير.

فإذا كانوا المضاربين يهدفون الى ان تحقيق 100% من شركة ما فهؤلاء اردوا تركيع السوق ليحققوا (100%) من السوق ككل قبل نهاية الربع الثاني وسوف يتولون قيادته بالعودة الى ما كان عليه المؤشر قبل فبراير. فمثل ما تم استغلال حدث ايقاف المستثمرين واستخدموه في الهبوط المفاجئ فسوف يستغلون في رحلة العودة ما قد يصدر من قرارات تدعم التسريع في تحقيق هدفهم خلال الفتيرة القليله القادمة.