الرويلي
11-04-2006, Tue 8:56 AM
الأسد الرابض " اللجين "
اللجين شركة بزغت في السوق السعودي في أوائل التسعينات الميلادية، ورافق انشاءها صخب كبير، لا سيما بعد إعلانها عن إنشاء أول مشاريعها البتروكيماوية MTBE في نهاية التسعينيات والذي توقف مثيله في الولايات المتحدة، مما جعل البعض يرجع تعثر الشركة طوال السنوات الماضية إلى ما صرفته الشركة على هذا المشروع من مبالغ طائلة.
الرئيس التنفيذي للشركة مروان نصير كان له رأي مختلف حيث قال في حواره مع (المدينة) بأن اللجين استفادت من هذا المشروع رغم الإحباط الذي خيم على الشركة ومساهميها ووصل إلى الموظفين العاملين في هذا المشروع عندما صدر ايقاف تسويق المنتج في الولايات المتحدة، وتطرق نصير الى العديد من القضايا التي تهم الشركة ومساهميها في الحوار التالي :
* في البداية .. هل تعطينا صورة واضحة عن واقع الشركة اليوم؟
- شركة اللجين كما يعرف الجميع متخصصة في تطوير مشاريع صناعية في مجال البتروكيماويات والمعادن والتعدين، وندخل في أي شيء له علاقة بالطاقة، كما ندخل في مشاريع تحلية المياه إذا كانت هناك فرصة، فالمجال مفتوح لدينا، وفي الوقت الحالي بدأنا نسمع بتوجيهات عليا للسماح للشركات الخاصة بإنشاء مصاف، بعد ان كان هذا الأمر حصرًا على شركة أرامكو، وهي شركة حكومية 100%، والآن هناك توجه بأن يسمح لنا بالدخول في هذا المجال، وإذا تم ذلك فسندخل إن شاء الله في إنشاء المصافي.
* هل تباحثتم مع الجهات الحكومية للحصول على ترخيص لإنشاء مصفاة؟
- نحن لم نبحث شخصيًا، إنما علمنا بأن هناك توجهاً لدى الحكومة لإعطاء القطاع الخاص تراخيص لإنشاء وبناء مصاف، ونحن نحاول تجهيز أنفسنا من الآن حتى إذا بدئ في إعطاء التراخيص لإنشاء المصافي نكون أول الشركات، لأننا شركة هذا توجهها الاستثماري منذ إنشائها، خاصة وأن (اللجين) لديها خبرة طيبة رغم قلة مشاريعنا، ولكن خبرتنا طويلة في تطوير المشاريع، واللجين عادة تأخذ المشروع من الفكرة إلى تطويره وتشغيله على أرض الواقع.الشيء الآخر مشروع البروبلين والبروبروبلين، حيث طورنا مشروع البروبلين كدعم لاستثمارنا في شركة (ناتبت)، وهي الشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية، التي تملكها شركة (زينل) وشركة (اللجين)، ونحن من أكبر المساهمين في شركة (ناتبت) حيث أن حصتنا فيها 37%، إضافة إلى أن المشروع طورناه في اللجين بالكامل هو الفاصل وهو إنتاج البروبلين، ونحن نأخذ غاز البروبين من أرامكو كمادة أولية ونحولها في المصنع الأول إلى مادة البروبلين، ثم نحولها في مصنع آخر إلى مادة البروبروبلين، التي هي المنتج النهائي وتباع في السوق المحلي أو العالمي، وطبعًا السوق العالمي أكبر من السوق المحلي في استخداماته.ونحن نعمل على تطوير هذا المشروع، وهناك جهاز قائم على هذه الأعمال والخبرة موجودة والحمد لله، ولا توجد أية مشكلات إن شاء الله في مشروع البروبلين والبروبروبلين .. والمشروع عبارة عن مجمع في ينبع تحت إدارة شركة ناتبت التي تعتبر لجين شريك لها بنسبة 37% كما قلت لك، إضافة الى أن مشروع الفاصل أصلاً كان يتبع شركة لجين وتكون له شركة ذات مسؤولية محدودة من قبل لجين، إلا أن البنوك وصندوق التنمية الصناعي قالوا بأنه بحكم ان المشروعين لابد أن يعتمدا على بعضهما 100%، فاننا لا نستطيع أن نفصلهما عن بعضهما، ولذلك اعتبرا مشروعًا واحدًا.
* لماذا؟
- حجتهم في ذلك، أنه لو حصلت مستقبلاً مشكلات بين الشركتين سيؤدي ذلك إلى أضرار ستلحق بالشركتين لذا اقترحوا دمج المشروعين في شركة واحدة بالكامل، تحت إدارة واحدة، وهذا طرح فيه عقلانية، ووافق مجلس إدارة شركة لجين واتخذ القرار بضم شركة ''الفاصل'' إلى شركة ناتبت.
* إلى أين وصل المشروع؟
- أستطيع القول أنه وصل ما يقارب 10% من تنفيذ المشروع على أرض الواقع، حيث تم الانتهاء من المسوحات التحتية وكل الأعمال الإنشائية والقواعد، التي هي تحت الأرض، ويوجد لدى المقاول الذي يقوم بإنشاء المشروع أكثر من 700 شخص ما بين عامل ومهندس، والعمل متواصل ليل نهار، وما تم إنجازه خلال الشهور السبعة الماضية هو 10% تقريبًا، وأنت تعرف أن الأساسيات هي التي تستهلك الوقت أكثر من باقي الأجزاء الأخرى، وحتى إن أساسات الآليات الكبيرة تم وضعها.
* متى تتوقع أن ينتهي المشروع إنشائيًا؟
- سينتهي المشروع في منتصف سنة 2007م، وفي النصف الأخير من نفس السنة سيتم التجهيز للإنتاج التجاري، حيث أنه من المتوقع أن يبدأ نهاية 2007 أو بداية 2008م، ويبدأ التوزيع في السوق.
* هل هذا يعني أن الربحية المتوقعة لهذا المشروع ستكون في نهاية سنة 2008م؟
- إن شاء الله، ولكن السنة الأولى عادة لأي مشروع لا تأتي كما هو متوقع، ولكن في السنة الثانية أو الثالثة ستتحقق الأرباح المتوقعة من هذا المشروع .. وهناك نقطة لا بد من الإشارة إليها وهي أن شركة لجين تملك 37% من رأسمال شركة ناتبت، وفي الوقت نفسه نحن طورنا مشروع الفاصل، حيث دفعنا قيمته بالكامل للمقاولين لبناء المشروع الذي هو إنتاج مادة البروبلين على أساس أن يكون تحت إدارة شركة لجين، إلى أن جاء قرار البنوك وصندوق التنمية الصناعية في منتصف سنة 2005 حيث تم دمج المشروعين تحت شركة ناتبت، ومشروع الفاصل عندما طورناه بالكامل وبدأنا العمل فيه أصبح له أصول، حيث قمنا بعد قرار الضم بتحويل كل الأصول إلى شركة ناتبت فأصبح لشركة لجين 37% من رأسمال شركة ناتبت، ولديها أصول المشروع وهي تساوي 20%، بمعنى أن لجين تمتلك المشروع 57%، والعوائد الربحية من هذا المشروع ستكون 57% لشركة لجين ومساهميها، والباقي لشركة ناتبت.
* كم تبلغ تكاليف المشروع ؟
- تبلغ حوالى 750 مليون دولار، منها 411 مليون دولار تمويل من البنوك، ونحن حتى الآن مولنا بما مقداره 240 مليون دولار فيما يخص شركة لجين، وقررنا السير في المشروع بأن ندفع من رأس المال لأجل توقيع العقود مع المقاولين، وكان ذلك في نهاية 2004م، ووجدنا صعودًا في أسعار المواد وأسعار المقاولين لكثرة المشاريع المطروحة في المنطقة، وأصبح لدى المقاولين تكدس في المشاريع .. وحرصًا منا على إتمام المشروع سارعنا في توقيع عقود إنشاء المشروع، حفاظاً على ايجاد أسعار معقولة للتنفيذ، رغم أن قروض البنوك لم تكن جاهزة، فقررنا نحن كشركتين أن نمول المشروع من رأس مال الشركتين، على أساس أن نوقع هذه العقود مع المقاولين على ضمانة رأس مال الشركتين في هذا المشروع، وهذا كان قرارًا صائباً، حتى لا نضيع على أنفسنا هذه الفرصة في إنشاء هذا المشروع، فكان قرارًا حكيمًا من مجلس إدارة شركة لجين وشركة ناتبت، والبتروكيماويات في المملكة محفوظة من ناحية دخول المنافسة، وعقود البناء التي تم التوقيع عليها في بداية 2005 بناء على قرار مجلس الإدارة، حتى لا يزيد السعر، وفعلاً الأسعار زادت بنسبة 38 - 40%، فأقرب مجمع بروبلين أو ما شابه حتى في المملكة ممن أتوا بعدنا في إنشاء مثل هذا المشروع زاد بهذه النسبة مقارنة بما دفعناه للمقاول.
* وهل لديكم مشاريع أخرى؟
- هناك بعض المشاريع وشركة لجين مشاركة فيها، ليس في نفس البروبلين، ولكن في أشياء مشابهة، وارتفعت عليهم الأسعار من المقاولين في حدود 60%، ولابد من المضي في المشروع، لأن التوقف يزيد الأسعار، وهم تداركوا ذلك في بداية طلوع الأسعار في بداية 2005. طبعاً شركة لجين داخلة في أكثر من مشروع، عندنا مثلاً شركة مبيد في المنطقة الشرقية ما نسبته 25% من رأسمالها، وأسست هذه الشركة في بداية دعم الحكومة للقطاع الزراعي وعمل الرقعة الزراعية الخضراء، وواجهت هذه الشركة بعض الصعوبات في تكملة المشوار بنفس القوة التي بدأت بها .. وكذلك شركة لجين مشاركة في (بناء العشب) ولكن النسبة ضئيلة لا تتعدى 1% مقارنة بحجم الشركة الكبير، وكذلك شركة ينساب مشاركة بها بنسبة أقل من 2%، أما مشروع إنتاج البروبلين فهو مهم جدًا بالنسبة لشركة لجين، وهذا المشروع تحت شركة ناتبت وشركة لجين مساهمة فيه بصورة كبيرة.
* هل عرضتم الشركة العربية لتصنيع المبيدات للبيع؟
- نعم هي معروضة للبيع، لأنها متعثرة بعض الشيء بحكم أن لها طاقة إنتاجية كبيرة وما يوزع ضئيل جدًا مقارنة بحجم الإنتاج الذي يصل إلى 15 ألف طن وما يحتاجه السوق لا يتعدى 2 - 3 آلاف طن .. وهناك شركات موجودة تصنع نفس المنتجات، إضافة إلى المنافسة التي تأتي من الهند والصين من مواد رخيصة ربما لا ترقى إلى المواصفات المطلوبة 100% ولكنها تعمل على انخفاض السوق، وحاولنا دعم الشركة لفترة طويلة ولكن السوق لا يساعد على الاستمرار، فحجم الطلب قليل مقارنة بإنتاجية الشركة.. أما عن فتح أسواق خارجية أخرى غير السوق المحلية فهو يزيد من التكلفة، بزيادة النقل والشحن .. ونسبة شركة لجين في شركة مبيد 25% من رأسمالها، وقد تكبدت هذه الشركة خسائر كبيرة في حدود رأسمالها.
* وهل تلقي الضوء على شركة فاصل التي كانت شريكا لكم ثم انفصلت عنكم؟
- فكرة إنشاء البروبلين كانت فكرة شركة زينل للصناعات، حيث أسست شركة ناتبت في بداية التسعينيات، وقرروا عمل المصنعين تحت شركة ناتبت، وهي شركة مساهمة مغلقة منذ بدايتها، ودعوا شركة لجين للدخول معهم في هذه الشركة كمطور مساعد، وهم المطور الرئيسي، ومنحت شركة لجين 42% من رأس المال، وكان في ذلك الوقت 288 مليون ريال، ثم أضافوا الفاصل عليها وبدأت الدراسات على أساس المشروعين مع بعضهما تحت شركة ناتبت .. في سنة 1998م دخلت شركة لجين معهم رسميًا، ووضعت أموالها في رأس المال، وكانوا يتحدثون في ذلك الوقت مع مصفاة سامرف في ينبع في أخذ مشروع البروبلين، وهو مشروع وسطي ما بين المنتج الرئيسي من أرامكو والمنتج النهائي، فهي عملية تحويلية على أن يعطوا بدلاً عنها بروبلين على أن يطور هذا المنتج بالمواصفات التي يطلبونها، وألغوا هذا المشروع .. وأرامكو خصصت لشركة ناتبت غاز البروبين، ووقعت شركة زينل العقد نيابة عن شركة ناتبت بالكميات من أرامكو ووقعوا العقد مع سامرف على أن نعطيهم الكميات المطلوبة، وفي العقد فقرة تقول أن توقيع العقد يتطلب اعتماد مجلس إدارة شركة سامرف للعقد قبل أن يكون عقدًا ساري المفعول، فإذا وافق مجلس الإدارة صار العقد ساري المفعول، وإذا لم يوافق يصبح غير ملزم وكل طرف يذهب في حاله، وهم خرجوا من المشروع بناء على مطالبتهم بالتعديل والمطالبة بضمان بنكي لفترة طويلة ربما تصل 15-20 سنة وفي الأخير انسحبوا لأن الشروط التي وضعوها صعبة جدًا، وألغي مشروع الفاصل نهائيًا.. فوجدنا أنفسنا في ورطة في شركة لجين، فقد وضعنا أموالنا في شركة ناتبت وليس لديها منتج البروبلين، ولديها العقد مع أرامكو بالبروبين، فكان لابد من إنشاء مصنع البروبلين أولاً، ونحن في لجين كنا نعمل على مشروع MTBE في نهاية التسعينيات وقد توقف المنتج في أميركا، وطورنا هذا المشروع بصورة كبيرة، وقلنا لشركة ناتبت وزينل بأن شركتنا مستعدة لتطوير مشروع البروبلين بحكم خبرتنا والمعلومات المتوافرة لدينا، فكان من الطبيعي أن ندخل مع شركة زينل وناتبت لحماية مصالحنا رأسمالنا في شركة ناتبت على أساس أن نعمل سويًا وبسرعة، وفي خلال سنتين كان مشروع البروبلين منتهيا واتفقنا معهم على أن شركة ناتبت تشتري كامل المنتج على مدار 30 سنة وهي قابلة للتجديد، فكما نحن نجدد مع أرامكو بخصوص البروبين، نجدد مع ناتبت بخصوص البروبلين، فالمشروعان مرتبطان مع بعضهما، واتفقنا على أن توزع الأرباح حسب المشروع والتكلفة ورأس المال المشارك حتى نتجنب ارتفاع منتج وانخفاض آخر بين الشركتين .. حتى جاء صندوق التنمية بقرار دمج الشركتين في شركة واحدة فألغى الاتفاق الأول، لأن الشركة أصبحت واحدة.وخلال الستة أشهر القادمة سنعمل على إنشاء شركة محدودة ستدير المشروع تحت مظلة شركة ناتبت، وفي الوقت الحالي شركة ناتبت هي التي تدير المشروع بالكامل .. أما زينل ولجين فهما شركتان داعمتان ومساهمتان لشركة ناتبت، وهناك أربعة أعضاء في شركة لجين هم أعضاء في مجلس ادارة شركة ناتبت المكون من سبعة أشخاص، أي أن غالبية الأعضاء من شركة لجين .. فالمصلحة والفائدة أصبحت واحدة، إضافة إلى أن 57% من عوائد المجمع ستأتي لشركة لجين.
* هل هناك إمكانية لدمج شركة لجين مع شركة ناتبت لتصبح شركة واحدة وزيادة رأس المال للدخول في مشاريع أخرى؟
- نحن في شركة لجين لا نحتاج لهذا النوع في الوقت الحالي، لأنه حسب قوانين البنوك فالشركة التي تلتزم بمشروع معين لا يحق لها الدخول في مشاريع أخرى، وشركة ناتبت لا يحق لها الدخول في أي عمل آخر غير تصنيع البروبلين والبروبربلين.. أما شركة لجين فهي شركة مالكة، بمعنى أنها تضم تحتها مجموعات مشروعات، مما يتيح لها الدخول في مشاريع أخرى دون أن تقيد نفسها في مشروع معين.
* من هم المساهمون في شركة لجين؟
- أشخاص وأفراد من عامة الشعب، ومن البيوت التجارية، مثل مجموعة كانو.
* يتردد أن شركة زينل هي التي تملك شركة لجين؟
- نحن كإدارة نتبع لشركة زينل، وأصل المشروع نبع منهم، وهم من المساهمين في الشركة ولكنهم لا يملكون سوى أقل من 1% تقريباً أما أكبر المساهمين اليوم فهم مجموعة كانو .
* شركة .. MTBE كم حجم خسارتها، حيث يقال إنها أكبر مصائب شركة لجين؟
- هذا كلام غير صحيح، فهذا المشروع أعطى لجين دفعة كبيرة، لأن الموضوع ليس ماديًا فقط، فهذا المشروع كان من أهم مشاريع لجين، ومن أهم المشاريع التي استفادت منها مجموعة كبيرة من الشركة، في التدريب واكتساب الخبرة مع الإيطاليين والإخوة في سابك ومع شركات أمريكية ومستشارين لدراسة السوق، واستفدنا من مالكي التقنية، فهناك أشياء كثيرة استفدنا منها في هذا المشروع، إضافة إلى ذلك أن الشركة لم تخسر شيئاً، لأن كل شيء تعلمناه وأبرمناه في اتفاقيات مع المقاولين ومالكي التقنية استفدنا منه وزادنا خبرة، وهو ما سهل علينا إنجاز مشروع البروبلين في وقت محدود.. وهناك نقطة أحب أن أشير إليها، وهي أننا نعمل وفق الطريقة الإسلامية، وهذه الأرباح هي استثمارية وليست تشغيلية.
* متى ستدخلون في مرحلة الأرباح التشغيلية؟
- عندما يكتمل هذا المجمع إن شاء الله، كذلك فإن شركة مبيد إذا كانت متحركة سنستفيد منها، ونحن أملنا إن شاء الله في مشروع البروبلين، فنحن بإذن الله بحلول سنة 2009 سنبدأ في الأرباح التشغيلية. أي مشروع لا بد أن تكون بدايته جيدة، فإذا واجه أي تأخير سيواجه حتمًا صعوبات.
* إلى ماذا يرجع ارتفاع سعر السهم من 50 ريالاً إلى 600 ريال رغم أن أرباحكم استثمارية وليست تشغيلية؟
- هذه مضاربات في السوق وليس للشركة علاقة في هذا الموضوع، حتى أنا لا اعرف متى يرتفع السهم ومتى ينخفض، ربما يعود إلى ثقة المضاربين في السوق، وأنا أقول أن شركة لجين لها مستقبل طيب إن شاء الله، لأن هناك العديد من المشاريع القادمة، مثلاً نحن نفكر حاليًا في الغاز الطبيعي في المملكة، فلدينا مثلاً مادة الإيثين والميثين، وأسعارهما لا توجد مثلها في العالم، وهو مشروع لا خوف منه، وعن طريقه يمكن تصنيع مواد أخرى كثيرة، وقد بدأنا في الدراسات الأولية لهذا المشروع، وكذلك لدينا مشروع الايسواكتين، وكنا نعمل عليه في سنة 99 -2000م، وهي مادة تأتي مكان مشروع MTBE المادة النهائية في MTBE آلة أم ماكينة اسمها اسرفكيشن، هذه تخرج مادة MTBE وإذا أحضرنا ماكينة دايمنريشن وهيدروجنيشن ستحول الإيستلين إلى آيسواكتين، وهو البديل لمادة MTBE في الأسواق الأمريكية في الوقت الحاضر، ووقعنا مع شركة نوبل لأخذ كامل الإنتاج من مادة الآيسواكتين (مليون طن) تقريبًا، مما يعني أن كامل المنتج مباع قبل أن ننشئ المصنع، وهم داخلون بنسبة 25% شراكة في رأس المال، ونحن في الفترة السابقة كنا نراقب القرارات التي تصدرها الحكومة الأمريكية في المواد التي تنتجها المصافي البديلة لمادة MTBE ولم تتضح الصورة إلا في العام الماضي، عندما صدر القرار باستخراج مادة الآيسواكتين والإيثانول مع منتجات أخرى، وشريكنا متواجد في السوق الأمريكية هو يبيع الإيثانول.
* إلى أين وصل هذا المشروع؟
- قطعنا في هذا المشروع أكثر من 25% لتطويره، وفي هذه السنة سنعمل على تحديث الدراسة السوقية، ووافقتنا شركة نوبل الأمريكية الرأي في تهدئة الأمور حتى تتضح الصورة في الأسواق الأمريكية قبل الدخول في المصاريف الكبيرة، ونحن أخذنا فرصة في شركة لجين في التركيز على مشروع الفاصل حتى يتم، ليكون المشروع الرئيسي الذي سننطلق منه للصناعات البتروكيماوية.
* معنى هذا أنكم ستكونون شريكًا في كل شيء حتى في الأرض؟
- الأرض تستأجر من الهيئة الملكية، وهي في الجبيل وليس في ينبع، مع أن موقع ينبع استراتيجي ولكن لعدم توفر مادة البيوتين في الوقت الحاضر في ينبع اخترنا الجبيل، وإذا توافرت هذه المادة سننتقل بإذن الله إلى ينبع لأنها في مسار البواخر من آسيا وشرق أوروبا، ونسبة 25% هي نسبة توقيع الاتفاقيات مع مالكي التقنية والتسويق والدراسات الأولية للسوق، والدراسة الأولية للمشروع وغيرها، وكل ذلك لم يكلف مبالغ كبيرة.
* ما قيمة رأسمال هذا المشروع ؟
- سيكون في حدود نصف مليار دولار، والطاقة الإنتاجية ستكون في حدود مليون طن أو مليون ونصف المليون طن.
* ومتى ستبدأون في تنفيذ هذا المشروع ؟
- في هذه السنة سنبدأ في تحديث الدراسات التي أجريت سابقًا، ولن تأخذ وقتًا طويلاً، ثم بعدها تبدأ المشاورة مع مالك التقنية لإكمال العقد معهم ثم نبدأ في التنفيذ.
* يعني يمكن القول انه في بداية 2007م ستبدأون في بناء المصنع ؟
- في 2008م ستكون البداية الحقيقية للمشروع، وأعني بناء المصنع وليس الإنتاج، أما الإنتاج فسيكون في 2009 أو 2010م، هذا إذا سارت الأمور حسب ما هو مخطط لها. هناك مشاريع أخرى، مثلاً نحن الآن بصدد دراسة الأشياء الطبيعية المتوافرة في المملكة وعلى ضوئها نحدد المشاريع التي تتطلبها.
* يطلق على شركتكم في سوق المساهمين (الأسد الرابض) .. ما تعليقك ؟
- أول مرة اسمع هذا الكلام، بالعكس، هي شركة متحركة ولديها مشاريع كثيرة مستقبلاً، بل هناك من يطلق عليها (سابك الصغيرة) وسيكون وضع شركة لجين في السنوات الثلاث القادمة مختلفًا عما كانت عليه .. وهذا ما أتطلع إليه، الشركة الآن لها إمكانات كبيرة، وسنتحرك على ضوئها إن شاء الله ومجلس الإدارة يدعمنا في هذا الاتجاه.
* هل ذلك يعني أن الأسد الرابض سينهض قريبًا ؟
- إن شاء الله .. إن شاء الله.
* يقولون إن المضارب الذي يضارب بمصالح لجين هو منصور البلوي؟
- لم اسمع بهذا الكلام، فسهم شركة لجين موجود في كل بيت، ونحن لدينا 44 ألف مساهم، وعندما نصل إلى مرحلة معينة سنبدأ في زيادة رأس المال، السوق فيه دفعة قوية والأساسيات موجودة، لكن المشكلة في المضاربين والمبالغين في قيمة الأسهم. السيولة الكبيرة الموجودة في السوق هي الداعمة للشركات ليصبح لديها تضخم في قيمة أسعار أسهمها، فالمستثمر على دراية تامة بما يفعله بعكس المضارب الذي يدخل دون أي معرفة بالأسهم وهمه الأول تحقيق أرباح وقتية، ولكن بمجرد تدخل الملك عبد الله انتعش السوق وأنا أقول: وجه الخير جاب الخير.. وأعطى ثقة للسوق ليعود قويًا كما كان، وكان تدخلاً في محله لإيقاف الهزة التي تعرض لها السوق.. ومشكلة السوق هي الشائعات التي تنطلق هنا وهناك والناس يتعاملون معها دون تريث.
* ما موقفكم كشركات خاصة من دخول المملكة لمنظمة التجارة العالمية ودخول شركات منافسة في مجال البتروكيماويات ؟
- ليس هناك أي تغيير سيحدث، لأن لدينا كل الأسباب في استخدام المواد الطبيعية التي حبانا بها الله، فلو استخدمناها استخدامًا كاملا وبطريقة صحيحة، فلا خوف من دخول شركات منافسة، البعض يقول إن الحكومة تعطي الشركات المحلية بأسعار أقل من إنتاجها، وهذا كلام غير صحيح، الحكومة تعطي أسعارًا مخففة في مجال البتروكيماويات من ناحية الغاز الطبيعي أو المنتجات الأخرى، لأسباب بسيطة جدا، إن الطلب الخارجي يحتاج إلى تخزين ومراقبة وهي عملية معقدة ومكلفة في نفس الوقت، بينما المصنع المحلي لا يحتاج إلى تخزين، فهو من أرامكو إلى المصنع المحلي مباشرة، إضافة إلى أن الحكومة فتحت المجال للشركات العالمية، فإذا أرادت ان تشتري بنفس سعر الشركات المحلية فلتأتي لإنشاء مصانعها في المملكة، وستعامل مثل الشركات المحلية.. لذلك فالقول إن الحكومة تعطي الشركات المحلية أسعارًا أقل من الشركات العالمية حتى تستطيع المنافسة كلام غير صحيح وغير واقعي.
* هل تتوقع دخول شركات منافسة؟
- البلد مفتوحة للجميع، فليس هناك ما يمنع من دخول شركات منافسة، وهناك شركات قد دخلت بالفعل، وليس هناك خوف من دخولها، وأغلب الشركات عندما تدخل بلدًا لأول مرة تبحث عن شركات محلية للدخول معها في شراكة، حتى تعرف مداخل البلد ومخارجه، وحتى يتسنى لها معرفة كل التفاصيل لتنشئ شركة مستقلة بذاتها.
اللجين شركة بزغت في السوق السعودي في أوائل التسعينات الميلادية، ورافق انشاءها صخب كبير، لا سيما بعد إعلانها عن إنشاء أول مشاريعها البتروكيماوية MTBE في نهاية التسعينيات والذي توقف مثيله في الولايات المتحدة، مما جعل البعض يرجع تعثر الشركة طوال السنوات الماضية إلى ما صرفته الشركة على هذا المشروع من مبالغ طائلة.
الرئيس التنفيذي للشركة مروان نصير كان له رأي مختلف حيث قال في حواره مع (المدينة) بأن اللجين استفادت من هذا المشروع رغم الإحباط الذي خيم على الشركة ومساهميها ووصل إلى الموظفين العاملين في هذا المشروع عندما صدر ايقاف تسويق المنتج في الولايات المتحدة، وتطرق نصير الى العديد من القضايا التي تهم الشركة ومساهميها في الحوار التالي :
* في البداية .. هل تعطينا صورة واضحة عن واقع الشركة اليوم؟
- شركة اللجين كما يعرف الجميع متخصصة في تطوير مشاريع صناعية في مجال البتروكيماويات والمعادن والتعدين، وندخل في أي شيء له علاقة بالطاقة، كما ندخل في مشاريع تحلية المياه إذا كانت هناك فرصة، فالمجال مفتوح لدينا، وفي الوقت الحالي بدأنا نسمع بتوجيهات عليا للسماح للشركات الخاصة بإنشاء مصاف، بعد ان كان هذا الأمر حصرًا على شركة أرامكو، وهي شركة حكومية 100%، والآن هناك توجه بأن يسمح لنا بالدخول في هذا المجال، وإذا تم ذلك فسندخل إن شاء الله في إنشاء المصافي.
* هل تباحثتم مع الجهات الحكومية للحصول على ترخيص لإنشاء مصفاة؟
- نحن لم نبحث شخصيًا، إنما علمنا بأن هناك توجهاً لدى الحكومة لإعطاء القطاع الخاص تراخيص لإنشاء وبناء مصاف، ونحن نحاول تجهيز أنفسنا من الآن حتى إذا بدئ في إعطاء التراخيص لإنشاء المصافي نكون أول الشركات، لأننا شركة هذا توجهها الاستثماري منذ إنشائها، خاصة وأن (اللجين) لديها خبرة طيبة رغم قلة مشاريعنا، ولكن خبرتنا طويلة في تطوير المشاريع، واللجين عادة تأخذ المشروع من الفكرة إلى تطويره وتشغيله على أرض الواقع.الشيء الآخر مشروع البروبلين والبروبروبلين، حيث طورنا مشروع البروبلين كدعم لاستثمارنا في شركة (ناتبت)، وهي الشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية، التي تملكها شركة (زينل) وشركة (اللجين)، ونحن من أكبر المساهمين في شركة (ناتبت) حيث أن حصتنا فيها 37%، إضافة إلى أن المشروع طورناه في اللجين بالكامل هو الفاصل وهو إنتاج البروبلين، ونحن نأخذ غاز البروبين من أرامكو كمادة أولية ونحولها في المصنع الأول إلى مادة البروبلين، ثم نحولها في مصنع آخر إلى مادة البروبروبلين، التي هي المنتج النهائي وتباع في السوق المحلي أو العالمي، وطبعًا السوق العالمي أكبر من السوق المحلي في استخداماته.ونحن نعمل على تطوير هذا المشروع، وهناك جهاز قائم على هذه الأعمال والخبرة موجودة والحمد لله، ولا توجد أية مشكلات إن شاء الله في مشروع البروبلين والبروبروبلين .. والمشروع عبارة عن مجمع في ينبع تحت إدارة شركة ناتبت التي تعتبر لجين شريك لها بنسبة 37% كما قلت لك، إضافة الى أن مشروع الفاصل أصلاً كان يتبع شركة لجين وتكون له شركة ذات مسؤولية محدودة من قبل لجين، إلا أن البنوك وصندوق التنمية الصناعي قالوا بأنه بحكم ان المشروعين لابد أن يعتمدا على بعضهما 100%، فاننا لا نستطيع أن نفصلهما عن بعضهما، ولذلك اعتبرا مشروعًا واحدًا.
* لماذا؟
- حجتهم في ذلك، أنه لو حصلت مستقبلاً مشكلات بين الشركتين سيؤدي ذلك إلى أضرار ستلحق بالشركتين لذا اقترحوا دمج المشروعين في شركة واحدة بالكامل، تحت إدارة واحدة، وهذا طرح فيه عقلانية، ووافق مجلس إدارة شركة لجين واتخذ القرار بضم شركة ''الفاصل'' إلى شركة ناتبت.
* إلى أين وصل المشروع؟
- أستطيع القول أنه وصل ما يقارب 10% من تنفيذ المشروع على أرض الواقع، حيث تم الانتهاء من المسوحات التحتية وكل الأعمال الإنشائية والقواعد، التي هي تحت الأرض، ويوجد لدى المقاول الذي يقوم بإنشاء المشروع أكثر من 700 شخص ما بين عامل ومهندس، والعمل متواصل ليل نهار، وما تم إنجازه خلال الشهور السبعة الماضية هو 10% تقريبًا، وأنت تعرف أن الأساسيات هي التي تستهلك الوقت أكثر من باقي الأجزاء الأخرى، وحتى إن أساسات الآليات الكبيرة تم وضعها.
* متى تتوقع أن ينتهي المشروع إنشائيًا؟
- سينتهي المشروع في منتصف سنة 2007م، وفي النصف الأخير من نفس السنة سيتم التجهيز للإنتاج التجاري، حيث أنه من المتوقع أن يبدأ نهاية 2007 أو بداية 2008م، ويبدأ التوزيع في السوق.
* هل هذا يعني أن الربحية المتوقعة لهذا المشروع ستكون في نهاية سنة 2008م؟
- إن شاء الله، ولكن السنة الأولى عادة لأي مشروع لا تأتي كما هو متوقع، ولكن في السنة الثانية أو الثالثة ستتحقق الأرباح المتوقعة من هذا المشروع .. وهناك نقطة لا بد من الإشارة إليها وهي أن شركة لجين تملك 37% من رأسمال شركة ناتبت، وفي الوقت نفسه نحن طورنا مشروع الفاصل، حيث دفعنا قيمته بالكامل للمقاولين لبناء المشروع الذي هو إنتاج مادة البروبلين على أساس أن يكون تحت إدارة شركة لجين، إلى أن جاء قرار البنوك وصندوق التنمية الصناعية في منتصف سنة 2005 حيث تم دمج المشروعين تحت شركة ناتبت، ومشروع الفاصل عندما طورناه بالكامل وبدأنا العمل فيه أصبح له أصول، حيث قمنا بعد قرار الضم بتحويل كل الأصول إلى شركة ناتبت فأصبح لشركة لجين 37% من رأسمال شركة ناتبت، ولديها أصول المشروع وهي تساوي 20%، بمعنى أن لجين تمتلك المشروع 57%، والعوائد الربحية من هذا المشروع ستكون 57% لشركة لجين ومساهميها، والباقي لشركة ناتبت.
* كم تبلغ تكاليف المشروع ؟
- تبلغ حوالى 750 مليون دولار، منها 411 مليون دولار تمويل من البنوك، ونحن حتى الآن مولنا بما مقداره 240 مليون دولار فيما يخص شركة لجين، وقررنا السير في المشروع بأن ندفع من رأس المال لأجل توقيع العقود مع المقاولين، وكان ذلك في نهاية 2004م، ووجدنا صعودًا في أسعار المواد وأسعار المقاولين لكثرة المشاريع المطروحة في المنطقة، وأصبح لدى المقاولين تكدس في المشاريع .. وحرصًا منا على إتمام المشروع سارعنا في توقيع عقود إنشاء المشروع، حفاظاً على ايجاد أسعار معقولة للتنفيذ، رغم أن قروض البنوك لم تكن جاهزة، فقررنا نحن كشركتين أن نمول المشروع من رأس مال الشركتين، على أساس أن نوقع هذه العقود مع المقاولين على ضمانة رأس مال الشركتين في هذا المشروع، وهذا كان قرارًا صائباً، حتى لا نضيع على أنفسنا هذه الفرصة في إنشاء هذا المشروع، فكان قرارًا حكيمًا من مجلس إدارة شركة لجين وشركة ناتبت، والبتروكيماويات في المملكة محفوظة من ناحية دخول المنافسة، وعقود البناء التي تم التوقيع عليها في بداية 2005 بناء على قرار مجلس الإدارة، حتى لا يزيد السعر، وفعلاً الأسعار زادت بنسبة 38 - 40%، فأقرب مجمع بروبلين أو ما شابه حتى في المملكة ممن أتوا بعدنا في إنشاء مثل هذا المشروع زاد بهذه النسبة مقارنة بما دفعناه للمقاول.
* وهل لديكم مشاريع أخرى؟
- هناك بعض المشاريع وشركة لجين مشاركة فيها، ليس في نفس البروبلين، ولكن في أشياء مشابهة، وارتفعت عليهم الأسعار من المقاولين في حدود 60%، ولابد من المضي في المشروع، لأن التوقف يزيد الأسعار، وهم تداركوا ذلك في بداية طلوع الأسعار في بداية 2005. طبعاً شركة لجين داخلة في أكثر من مشروع، عندنا مثلاً شركة مبيد في المنطقة الشرقية ما نسبته 25% من رأسمالها، وأسست هذه الشركة في بداية دعم الحكومة للقطاع الزراعي وعمل الرقعة الزراعية الخضراء، وواجهت هذه الشركة بعض الصعوبات في تكملة المشوار بنفس القوة التي بدأت بها .. وكذلك شركة لجين مشاركة في (بناء العشب) ولكن النسبة ضئيلة لا تتعدى 1% مقارنة بحجم الشركة الكبير، وكذلك شركة ينساب مشاركة بها بنسبة أقل من 2%، أما مشروع إنتاج البروبلين فهو مهم جدًا بالنسبة لشركة لجين، وهذا المشروع تحت شركة ناتبت وشركة لجين مساهمة فيه بصورة كبيرة.
* هل عرضتم الشركة العربية لتصنيع المبيدات للبيع؟
- نعم هي معروضة للبيع، لأنها متعثرة بعض الشيء بحكم أن لها طاقة إنتاجية كبيرة وما يوزع ضئيل جدًا مقارنة بحجم الإنتاج الذي يصل إلى 15 ألف طن وما يحتاجه السوق لا يتعدى 2 - 3 آلاف طن .. وهناك شركات موجودة تصنع نفس المنتجات، إضافة إلى المنافسة التي تأتي من الهند والصين من مواد رخيصة ربما لا ترقى إلى المواصفات المطلوبة 100% ولكنها تعمل على انخفاض السوق، وحاولنا دعم الشركة لفترة طويلة ولكن السوق لا يساعد على الاستمرار، فحجم الطلب قليل مقارنة بإنتاجية الشركة.. أما عن فتح أسواق خارجية أخرى غير السوق المحلية فهو يزيد من التكلفة، بزيادة النقل والشحن .. ونسبة شركة لجين في شركة مبيد 25% من رأسمالها، وقد تكبدت هذه الشركة خسائر كبيرة في حدود رأسمالها.
* وهل تلقي الضوء على شركة فاصل التي كانت شريكا لكم ثم انفصلت عنكم؟
- فكرة إنشاء البروبلين كانت فكرة شركة زينل للصناعات، حيث أسست شركة ناتبت في بداية التسعينيات، وقرروا عمل المصنعين تحت شركة ناتبت، وهي شركة مساهمة مغلقة منذ بدايتها، ودعوا شركة لجين للدخول معهم في هذه الشركة كمطور مساعد، وهم المطور الرئيسي، ومنحت شركة لجين 42% من رأس المال، وكان في ذلك الوقت 288 مليون ريال، ثم أضافوا الفاصل عليها وبدأت الدراسات على أساس المشروعين مع بعضهما تحت شركة ناتبت .. في سنة 1998م دخلت شركة لجين معهم رسميًا، ووضعت أموالها في رأس المال، وكانوا يتحدثون في ذلك الوقت مع مصفاة سامرف في ينبع في أخذ مشروع البروبلين، وهو مشروع وسطي ما بين المنتج الرئيسي من أرامكو والمنتج النهائي، فهي عملية تحويلية على أن يعطوا بدلاً عنها بروبلين على أن يطور هذا المنتج بالمواصفات التي يطلبونها، وألغوا هذا المشروع .. وأرامكو خصصت لشركة ناتبت غاز البروبين، ووقعت شركة زينل العقد نيابة عن شركة ناتبت بالكميات من أرامكو ووقعوا العقد مع سامرف على أن نعطيهم الكميات المطلوبة، وفي العقد فقرة تقول أن توقيع العقد يتطلب اعتماد مجلس إدارة شركة سامرف للعقد قبل أن يكون عقدًا ساري المفعول، فإذا وافق مجلس الإدارة صار العقد ساري المفعول، وإذا لم يوافق يصبح غير ملزم وكل طرف يذهب في حاله، وهم خرجوا من المشروع بناء على مطالبتهم بالتعديل والمطالبة بضمان بنكي لفترة طويلة ربما تصل 15-20 سنة وفي الأخير انسحبوا لأن الشروط التي وضعوها صعبة جدًا، وألغي مشروع الفاصل نهائيًا.. فوجدنا أنفسنا في ورطة في شركة لجين، فقد وضعنا أموالنا في شركة ناتبت وليس لديها منتج البروبلين، ولديها العقد مع أرامكو بالبروبين، فكان لابد من إنشاء مصنع البروبلين أولاً، ونحن في لجين كنا نعمل على مشروع MTBE في نهاية التسعينيات وقد توقف المنتج في أميركا، وطورنا هذا المشروع بصورة كبيرة، وقلنا لشركة ناتبت وزينل بأن شركتنا مستعدة لتطوير مشروع البروبلين بحكم خبرتنا والمعلومات المتوافرة لدينا، فكان من الطبيعي أن ندخل مع شركة زينل وناتبت لحماية مصالحنا رأسمالنا في شركة ناتبت على أساس أن نعمل سويًا وبسرعة، وفي خلال سنتين كان مشروع البروبلين منتهيا واتفقنا معهم على أن شركة ناتبت تشتري كامل المنتج على مدار 30 سنة وهي قابلة للتجديد، فكما نحن نجدد مع أرامكو بخصوص البروبين، نجدد مع ناتبت بخصوص البروبلين، فالمشروعان مرتبطان مع بعضهما، واتفقنا على أن توزع الأرباح حسب المشروع والتكلفة ورأس المال المشارك حتى نتجنب ارتفاع منتج وانخفاض آخر بين الشركتين .. حتى جاء صندوق التنمية بقرار دمج الشركتين في شركة واحدة فألغى الاتفاق الأول، لأن الشركة أصبحت واحدة.وخلال الستة أشهر القادمة سنعمل على إنشاء شركة محدودة ستدير المشروع تحت مظلة شركة ناتبت، وفي الوقت الحالي شركة ناتبت هي التي تدير المشروع بالكامل .. أما زينل ولجين فهما شركتان داعمتان ومساهمتان لشركة ناتبت، وهناك أربعة أعضاء في شركة لجين هم أعضاء في مجلس ادارة شركة ناتبت المكون من سبعة أشخاص، أي أن غالبية الأعضاء من شركة لجين .. فالمصلحة والفائدة أصبحت واحدة، إضافة إلى أن 57% من عوائد المجمع ستأتي لشركة لجين.
* هل هناك إمكانية لدمج شركة لجين مع شركة ناتبت لتصبح شركة واحدة وزيادة رأس المال للدخول في مشاريع أخرى؟
- نحن في شركة لجين لا نحتاج لهذا النوع في الوقت الحالي، لأنه حسب قوانين البنوك فالشركة التي تلتزم بمشروع معين لا يحق لها الدخول في مشاريع أخرى، وشركة ناتبت لا يحق لها الدخول في أي عمل آخر غير تصنيع البروبلين والبروبربلين.. أما شركة لجين فهي شركة مالكة، بمعنى أنها تضم تحتها مجموعات مشروعات، مما يتيح لها الدخول في مشاريع أخرى دون أن تقيد نفسها في مشروع معين.
* من هم المساهمون في شركة لجين؟
- أشخاص وأفراد من عامة الشعب، ومن البيوت التجارية، مثل مجموعة كانو.
* يتردد أن شركة زينل هي التي تملك شركة لجين؟
- نحن كإدارة نتبع لشركة زينل، وأصل المشروع نبع منهم، وهم من المساهمين في الشركة ولكنهم لا يملكون سوى أقل من 1% تقريباً أما أكبر المساهمين اليوم فهم مجموعة كانو .
* شركة .. MTBE كم حجم خسارتها، حيث يقال إنها أكبر مصائب شركة لجين؟
- هذا كلام غير صحيح، فهذا المشروع أعطى لجين دفعة كبيرة، لأن الموضوع ليس ماديًا فقط، فهذا المشروع كان من أهم مشاريع لجين، ومن أهم المشاريع التي استفادت منها مجموعة كبيرة من الشركة، في التدريب واكتساب الخبرة مع الإيطاليين والإخوة في سابك ومع شركات أمريكية ومستشارين لدراسة السوق، واستفدنا من مالكي التقنية، فهناك أشياء كثيرة استفدنا منها في هذا المشروع، إضافة إلى ذلك أن الشركة لم تخسر شيئاً، لأن كل شيء تعلمناه وأبرمناه في اتفاقيات مع المقاولين ومالكي التقنية استفدنا منه وزادنا خبرة، وهو ما سهل علينا إنجاز مشروع البروبلين في وقت محدود.. وهناك نقطة أحب أن أشير إليها، وهي أننا نعمل وفق الطريقة الإسلامية، وهذه الأرباح هي استثمارية وليست تشغيلية.
* متى ستدخلون في مرحلة الأرباح التشغيلية؟
- عندما يكتمل هذا المجمع إن شاء الله، كذلك فإن شركة مبيد إذا كانت متحركة سنستفيد منها، ونحن أملنا إن شاء الله في مشروع البروبلين، فنحن بإذن الله بحلول سنة 2009 سنبدأ في الأرباح التشغيلية. أي مشروع لا بد أن تكون بدايته جيدة، فإذا واجه أي تأخير سيواجه حتمًا صعوبات.
* إلى ماذا يرجع ارتفاع سعر السهم من 50 ريالاً إلى 600 ريال رغم أن أرباحكم استثمارية وليست تشغيلية؟
- هذه مضاربات في السوق وليس للشركة علاقة في هذا الموضوع، حتى أنا لا اعرف متى يرتفع السهم ومتى ينخفض، ربما يعود إلى ثقة المضاربين في السوق، وأنا أقول أن شركة لجين لها مستقبل طيب إن شاء الله، لأن هناك العديد من المشاريع القادمة، مثلاً نحن نفكر حاليًا في الغاز الطبيعي في المملكة، فلدينا مثلاً مادة الإيثين والميثين، وأسعارهما لا توجد مثلها في العالم، وهو مشروع لا خوف منه، وعن طريقه يمكن تصنيع مواد أخرى كثيرة، وقد بدأنا في الدراسات الأولية لهذا المشروع، وكذلك لدينا مشروع الايسواكتين، وكنا نعمل عليه في سنة 99 -2000م، وهي مادة تأتي مكان مشروع MTBE المادة النهائية في MTBE آلة أم ماكينة اسمها اسرفكيشن، هذه تخرج مادة MTBE وإذا أحضرنا ماكينة دايمنريشن وهيدروجنيشن ستحول الإيستلين إلى آيسواكتين، وهو البديل لمادة MTBE في الأسواق الأمريكية في الوقت الحاضر، ووقعنا مع شركة نوبل لأخذ كامل الإنتاج من مادة الآيسواكتين (مليون طن) تقريبًا، مما يعني أن كامل المنتج مباع قبل أن ننشئ المصنع، وهم داخلون بنسبة 25% شراكة في رأس المال، ونحن في الفترة السابقة كنا نراقب القرارات التي تصدرها الحكومة الأمريكية في المواد التي تنتجها المصافي البديلة لمادة MTBE ولم تتضح الصورة إلا في العام الماضي، عندما صدر القرار باستخراج مادة الآيسواكتين والإيثانول مع منتجات أخرى، وشريكنا متواجد في السوق الأمريكية هو يبيع الإيثانول.
* إلى أين وصل هذا المشروع؟
- قطعنا في هذا المشروع أكثر من 25% لتطويره، وفي هذه السنة سنعمل على تحديث الدراسة السوقية، ووافقتنا شركة نوبل الأمريكية الرأي في تهدئة الأمور حتى تتضح الصورة في الأسواق الأمريكية قبل الدخول في المصاريف الكبيرة، ونحن أخذنا فرصة في شركة لجين في التركيز على مشروع الفاصل حتى يتم، ليكون المشروع الرئيسي الذي سننطلق منه للصناعات البتروكيماوية.
* معنى هذا أنكم ستكونون شريكًا في كل شيء حتى في الأرض؟
- الأرض تستأجر من الهيئة الملكية، وهي في الجبيل وليس في ينبع، مع أن موقع ينبع استراتيجي ولكن لعدم توفر مادة البيوتين في الوقت الحاضر في ينبع اخترنا الجبيل، وإذا توافرت هذه المادة سننتقل بإذن الله إلى ينبع لأنها في مسار البواخر من آسيا وشرق أوروبا، ونسبة 25% هي نسبة توقيع الاتفاقيات مع مالكي التقنية والتسويق والدراسات الأولية للسوق، والدراسة الأولية للمشروع وغيرها، وكل ذلك لم يكلف مبالغ كبيرة.
* ما قيمة رأسمال هذا المشروع ؟
- سيكون في حدود نصف مليار دولار، والطاقة الإنتاجية ستكون في حدود مليون طن أو مليون ونصف المليون طن.
* ومتى ستبدأون في تنفيذ هذا المشروع ؟
- في هذه السنة سنبدأ في تحديث الدراسات التي أجريت سابقًا، ولن تأخذ وقتًا طويلاً، ثم بعدها تبدأ المشاورة مع مالك التقنية لإكمال العقد معهم ثم نبدأ في التنفيذ.
* يعني يمكن القول انه في بداية 2007م ستبدأون في بناء المصنع ؟
- في 2008م ستكون البداية الحقيقية للمشروع، وأعني بناء المصنع وليس الإنتاج، أما الإنتاج فسيكون في 2009 أو 2010م، هذا إذا سارت الأمور حسب ما هو مخطط لها. هناك مشاريع أخرى، مثلاً نحن الآن بصدد دراسة الأشياء الطبيعية المتوافرة في المملكة وعلى ضوئها نحدد المشاريع التي تتطلبها.
* يطلق على شركتكم في سوق المساهمين (الأسد الرابض) .. ما تعليقك ؟
- أول مرة اسمع هذا الكلام، بالعكس، هي شركة متحركة ولديها مشاريع كثيرة مستقبلاً، بل هناك من يطلق عليها (سابك الصغيرة) وسيكون وضع شركة لجين في السنوات الثلاث القادمة مختلفًا عما كانت عليه .. وهذا ما أتطلع إليه، الشركة الآن لها إمكانات كبيرة، وسنتحرك على ضوئها إن شاء الله ومجلس الإدارة يدعمنا في هذا الاتجاه.
* هل ذلك يعني أن الأسد الرابض سينهض قريبًا ؟
- إن شاء الله .. إن شاء الله.
* يقولون إن المضارب الذي يضارب بمصالح لجين هو منصور البلوي؟
- لم اسمع بهذا الكلام، فسهم شركة لجين موجود في كل بيت، ونحن لدينا 44 ألف مساهم، وعندما نصل إلى مرحلة معينة سنبدأ في زيادة رأس المال، السوق فيه دفعة قوية والأساسيات موجودة، لكن المشكلة في المضاربين والمبالغين في قيمة الأسهم. السيولة الكبيرة الموجودة في السوق هي الداعمة للشركات ليصبح لديها تضخم في قيمة أسعار أسهمها، فالمستثمر على دراية تامة بما يفعله بعكس المضارب الذي يدخل دون أي معرفة بالأسهم وهمه الأول تحقيق أرباح وقتية، ولكن بمجرد تدخل الملك عبد الله انتعش السوق وأنا أقول: وجه الخير جاب الخير.. وأعطى ثقة للسوق ليعود قويًا كما كان، وكان تدخلاً في محله لإيقاف الهزة التي تعرض لها السوق.. ومشكلة السوق هي الشائعات التي تنطلق هنا وهناك والناس يتعاملون معها دون تريث.
* ما موقفكم كشركات خاصة من دخول المملكة لمنظمة التجارة العالمية ودخول شركات منافسة في مجال البتروكيماويات ؟
- ليس هناك أي تغيير سيحدث، لأن لدينا كل الأسباب في استخدام المواد الطبيعية التي حبانا بها الله، فلو استخدمناها استخدامًا كاملا وبطريقة صحيحة، فلا خوف من دخول شركات منافسة، البعض يقول إن الحكومة تعطي الشركات المحلية بأسعار أقل من إنتاجها، وهذا كلام غير صحيح، الحكومة تعطي أسعارًا مخففة في مجال البتروكيماويات من ناحية الغاز الطبيعي أو المنتجات الأخرى، لأسباب بسيطة جدا، إن الطلب الخارجي يحتاج إلى تخزين ومراقبة وهي عملية معقدة ومكلفة في نفس الوقت، بينما المصنع المحلي لا يحتاج إلى تخزين، فهو من أرامكو إلى المصنع المحلي مباشرة، إضافة إلى أن الحكومة فتحت المجال للشركات العالمية، فإذا أرادت ان تشتري بنفس سعر الشركات المحلية فلتأتي لإنشاء مصانعها في المملكة، وستعامل مثل الشركات المحلية.. لذلك فالقول إن الحكومة تعطي الشركات المحلية أسعارًا أقل من الشركات العالمية حتى تستطيع المنافسة كلام غير صحيح وغير واقعي.
* هل تتوقع دخول شركات منافسة؟
- البلد مفتوحة للجميع، فليس هناك ما يمنع من دخول شركات منافسة، وهناك شركات قد دخلت بالفعل، وليس هناك خوف من دخولها، وأغلب الشركات عندما تدخل بلدًا لأول مرة تبحث عن شركات محلية للدخول معها في شراكة، حتى تعرف مداخل البلد ومخارجه، وحتى يتسنى لها معرفة كل التفاصيل لتنشئ شركة مستقلة بذاتها.