M-Z
31-03-2006, Fri 1:00 PM
http://www.alriyadh.com/img/writers/file264.gif (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
عبدالرحمن بن عبدالعزيز حسن آل الشيخ (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
في التسعينايت الهجرية عايش مجتمع الرياض حينها ظاهرتين .. الأولى هي ظاهرة شراء « لبن المشيقح » وهو لبن معبأ في أكياس بلاستيك صغيرة .. والأخرى هي ظاهرة شراء « شماغ البسام » واعتقد أن نسبة كبيرة من المواطنين يتذكرون كيف كانت عليه حال الناس أمام هاتين الظاهرتين .. وكيف كانوا يتسابقون ويتزاحمون عند موقعي بيع هذا اللبن في شارع الغرابي وعند محل بيع الشماغ في الديرة وكيف كانت عليه حال هذا التدافع الذي كلف فئات كثيرة من المواطنين مشقة نفسية وجسدية ومعاناة التواجد قبل صلاة الفجر من أجل حجز موقع متقدم في طوابير شراء اللبن أو الشماغ ومنهم من كانوا ينامون ليلاً عند المحل وبإعداد كبيرة جداً في مشاهد يضحك المرء ويحزن عندما يتذكرها ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
بل كان الشجاع والبطل آنذاك هو من خاض هذه المعركة بشجاعة واستطاع شراء الكمية التي يريدها .. وبالتالي التفاخر أمام الآخرين بالفوز بشراء كيس لبن أو شماغ .. والأهم هنا هي حال ومظاهر الناس وهم يتدافعون بشراسة وبفوضوية تامة أمام مراكز البيع وكأن العملية هي توزيع مجاني ؟ أو كأن حياة المرء حينها ستتوقف إذا لم يشرب ذلك اللبن بالذات أو كأن الرجولة حينها تعتمد على ارتداء ذلك النوع من اللبس دون غيره ولكنه كان تقليداً وتأثراً بالآخرين وقلة وعي !!؟؟ (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
واليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود من الزمن كنا نتوقع بعد هذا الزمن أن المجتمع قد تجاوز مرحلة التأثير والتأثر بالآخرين .. وكنا نتوقع أن المجتمع في هذا العصر عصر الجامعات وعصر الانترنت قد أصبح يملك عقل القرار الوحيد والدراية والتمعن والتروي وفكر التصرف الخاص الحكيم قبل تقليد الآخرين والتأثر بهم .. لكن للأسف فالذي اكتشفناه فجأة بعد هذه السنين الطويلة أن فكر اللبن والشماغ .. لازال حاضراً في مجتمعنا وأنه فكر ظل كامناً في أجساد فئات كبيرة جداً وكان يتحين الفرصة والمناسبة للحضور والتواجد .. فكانت الأسهم .. المناسبة الكبرى والأهم التي حضر فيها ذلك الفكر بكل قوة تجاوز حضوره مناسبة اللبن والشماغ !! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
أكثر من ثلاثين عاماً كنا نتوقع بعدها أن المواطن في مجتمع هذا العصر قد أصبح يملك فكراً يمنعه ويحميه من تقليد الآخرين والتأثر العاطفي بهم .. والاندفاع معهم من منطلق البحث السريع والفوري عن المكسب والفوز بالمغنم أيا كان نوع هذا المغنم ؟! دون النظر في كيفية مصدر هذا المكسب ومدى نجاح هذا الاندفاع وقياس مخاطره ومردوده !! ولكن ظل الوضع كما هو فالكل كان يريد فقط أن يكسب ولا يرضى بأن يرى غيره يأخذ وهو يتفرج !! ودون أن يفكر في لحظة من أين سيحصل على ذلك المكسب وكيف !! ولم يفكر هل من المعقول ومن المنطق أنه يوجد في العالم سوق يربح فيه الجميع بصورة دائمة !!؟ (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- قبل انهيار الأسهم رأينا في فروع البنوك كلها بدون استثناء حالات ومشاهد وصور مكررة كحالات « شراء اللبن وشراء الشماغ » .. فمعظم المساهمين منهم من ترك عمله .. ومنهم من هرب من مدرسته .. ومنهم من غادر الجامعة .. من أجل الأسهم !! فسيطر هاجس الأسهم على العقول في النوم وحتى في الصلاة ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- رأينا وسمعنا كيف كانت الزوجة تلح على زوجها ليل نهار بأن يعمل مثل زوج أختها أو زوج صديقتها او مثل أخيه الذين سمعت أنهم يكسبون في الأسهم .. !! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- رأينا وسمعنا كيف أن الزوج ظل يقنع زوجته بأن تبيع ذهبها .. أو تعطيه حصيلة عمرها من عملها من أجل الأسهم.. فهو قد سمع من الزملاء في العمل أو في الاستراحة أو في المناسبة الدورية عن الأرباح في الأسهم وأنها أرباح مضمونة جداً وغير مكلفة للجهد ولاتحتاج إلى أي موهبة ولا الى أي شهادة ولابد أن يكون مثلهم !! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- رأينا هناك من تهور وباع عقاره .. ومن أشترى سيارة بالتقسيط ومن أخذ قرضاً من البنك من أجل الأسهم .. رأينا كيف امتلأت صالات البنوك بالناس رجالاً ونساءً .. كيف كانت فوضى مظهر مواقف السيارات بقرب البنوك في الصباح الباكر .. رأينا كيف انخفض مستوى خدمة موظفي البنوك في مجال خدمة المراجعين في أمور غير الأسهم بعد أن انصب تفكيرهم على خدمة أقاربهم وزملائهم في أمور الأسهم بطرق خفية !! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- رأينا كيف برز « تحت الظل » أشخاص يقومون بجمع أموال من أقاربهم أو من معارفهم مناولة (من مبدأ الثقة فقط ) تحت مسمى المشاركة في محافظ خاصة يديرونها بصور غير نظامية .. رأينا ذلك .. وأعظم منه ماخفي !؟ (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- ولكن في ظل ذلك كله فان جميع هؤلاء المندفعين لم يكلف أحد منهم نفسه لحظة واحدة باستشارة الجهات المختصة في ذلك الوضع .. لم يكلفوا أنفسهم بالسؤال عن هيئة سوق المال .. وماهو سوق المال هذا .. وما هي هيئة سوق المال .. وماهو طبيعة عمل واختصاص هيئة سوق المال .. هؤلاء المندفعون جميعاً فكرهم كان منصباً فقط لى أنه اذا قدم للبنك مبلغ خمسين ألف ريال ستعود عليه اليوم التالي بسبعين ألف ريال أو أكثر!! .. وإن قدم مائة ألف ريال ستكون بعد مدة بسيطة مائة وخمسين ألف ريال وهكذا !؟ (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- في خضم ذلك التدافع الفوضوي لم يسأل أحد نفسه سؤالاً واحداً هل يعرف ماهي الأسهم وما هو نظام الأسهم .. وكيف تؤدى الأسهم ؟! ولماذا امتلك قناعة واحدة فقط خاطئة وهي أن الأسهم دائماً ترتفع ولا تنخفض وان من يدخل الأسهم سيربح باستمرار !! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- لم يدرك هؤلاء بأن الأسهم في العرف العالمي مثل ماهي ترتفع في لحظات او في أيام فهي قابلة أكثر للانخفاض في أي لحظة وبأي حجم !! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- هؤلاء جميعاً لم يكلفوا أنفسهم بالتمعن والتفكير في كيفية حدوث هذه المكاسب ومن أين سيحصلون عليها .. وأين مصدرها.. لم يفكر أحدهم في أي لحظة ما بأنه قد يخسر .. فالربح الدائم هو ماظل يعتقد به وهو هاجسه الوحيد والدائم دون سواه ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- في خضم هذا التدافع الفوضوي وفي ظل تلك المكاسب « المؤقتة » كان الكل صامتا يخرج من منزله خلسة .. أو من عمله بخفية تامه ذاهباً إلى البنك أو إلى صالة التداول وهو راض تمام الرضا لم يفكر في لحظة ما بالشكوى أو الصياح أو الاستنجاد بولاة الأمر أو بالمسؤولين عن كيفية مصدر هذا المكسب الذي جرى يبحث عنه ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- شيء مؤلم .. ومحزن جداً ما نراه في مجتمع يعود به فئة من المواطنين إلى فكر « اللبن والشماغ » من خلال تحليلات عامة عاطفية ومن خلال رسائل جوال استهزائية.. ومن خلال تعليقات ساخرة ومن خلال عبارات بذيئة .. ونكت .. وكلمات .. جارحة وصلت للأسف الى جوانب شخصية ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- شيء مؤلم جداً ونحن نرى ونشاهد ونسمع من يطالب الملك أو وزارة المالية أو مجلس الوزراء أو مجلس الشورى أو هيئة سوق المال بالتدخل الفوري في سوق المال .. وهو بذلك يريد بصورة غير مباشرة بأن يعيد له الملك أو وزارة المالية أو سوق المال خسائره التي دخل بها في سوق الأسهم بل ويطلب منهم أن يربح دائما ؟! وهو الذي لم يسأل عن ذلك عندما كان يربح ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- شيء مؤلم أن معظم المساهمين لم يفكروا ولم يفهموا ولم يعوا ماهي آلية عمل المساهمات والشراء والبيع في سوق الأسهم .. شيء مؤلم أن نفتح شاشات التلفزيون .. ونفتح الصحف والمجلات ولم نجد يوماً ما أن أحد هؤلاء المحللين قد قدم لنا الحقيقة الغائبة في مجتمعنا ..ألا وهي أن المجتمع تنقصه ثقافات كثيرة وكبيرة جداً ؟! ومنها ثقافة الأسهم .. وثقافة الاقتصاد وثقافة العمل المالي .. فالكل في وسائل الإعلام تلك ظل يُنظّر .. يبحث .. يحلل .. كيف يرتفع السهم .. أو كيف انخفضت الأسهم .. اوعن ارتفاع أو انخفاض المؤشر و منهم للأسف من لا يعرف حتى نظام سوق المال أو نظام هيئة سوق المال او اختصاصات هذه الهيئة ومسؤوليتها بدقة.. هولاء لم يملك أحد منهم المقدرة على تقديم حقيقة مسببات غياب تلك الثقافة المالية للاقتصادي لدى المجتمع وهو غياب لازال مستمراً من مجتمع اللبن والشماغ إلى مجتمع الأسهم والمساهمات !! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- لذلك يبقى المواطن هو المخطئ الأول في قضية الأسهم ويبقى هو المسؤول الأول في مشكلته مع الأسهم وهو السبب « الخفي » الذي ظل بعيداً عن الأنظار في كل التحليلات والدراسات والآراء فهو من اندفع بكل شراهة حاملا نقوده ونقود أسرته إلى البنوك وهو الجاهل بخفايا الأسهم وغير المدرك لتبعات هذا التدافع .. حمل نقوده إلى البنوك وهو لا يعرف من الشركات المساهمة إلا أسماءها التي تكتب على الشاشات فقط ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- ما حدث ليس هبوط أسهم بقدر ماهو نتيجة حتمية لهبوط مستمر في الوعي !! .. ولكن عزاءنا الوحيد أن هبوط الأسهم هو ظاهرة صحية وطبيعية ومتوقعة ويجب أن يتعلم المواطن من دروس فوضى التدافع نحو اللبن والشماغ والمساهمات والأسهم .. ولابد أن يفكر المرء جلياً قبل أن يسلم فكره وعقله لتأثيرات الآخرين والهرولة خلفهم .. عليه أن يتعلم أن الطمع والبحث الفوضوي المتهور عن الكسب العاجل له مخاطر قد تقع في أي لحظة .. ومن ذلك طمع الأسهم الذي شل تفكير كثير من الناس فأصبحت بوادر البطالة تطل برأسها في مجتمعنا بعد أن تحولت الأسهم إلى مهنة أخرجت المسؤول والشيخ والقاضي والعسكري والموظف والفني والعامل والطالب من أعمالهم ومن جامعاتهم إلى شاشات وصالات الأسهم والبنوك !!.. ومن بقي منهم في عمله فقد ظل عقله وتفكيره مع تلك الأسهم يفكر بصمت عميق وبحيرة تامة في كيفية الانضمام إلى ركب المساهمين .. وبقيت المصلحة العامة ومصلحة العمل ضحية لذلك الهروب والتفكير ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)- إن هبطت الأسهم فان من الممكن جدا أن ترتفع مؤقتا بقرار .. ولكن يظل هبوط الوعي فمن يتحمل مسؤولية رفعه !!؟؟ (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
..
مقال جداً مؤثر وواقعي جداً
هل من متعظ ؟!!!
عبدالرحمن بن عبدالعزيز حسن آل الشيخ (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
في التسعينايت الهجرية عايش مجتمع الرياض حينها ظاهرتين .. الأولى هي ظاهرة شراء « لبن المشيقح » وهو لبن معبأ في أكياس بلاستيك صغيرة .. والأخرى هي ظاهرة شراء « شماغ البسام » واعتقد أن نسبة كبيرة من المواطنين يتذكرون كيف كانت عليه حال الناس أمام هاتين الظاهرتين .. وكيف كانوا يتسابقون ويتزاحمون عند موقعي بيع هذا اللبن في شارع الغرابي وعند محل بيع الشماغ في الديرة وكيف كانت عليه حال هذا التدافع الذي كلف فئات كثيرة من المواطنين مشقة نفسية وجسدية ومعاناة التواجد قبل صلاة الفجر من أجل حجز موقع متقدم في طوابير شراء اللبن أو الشماغ ومنهم من كانوا ينامون ليلاً عند المحل وبإعداد كبيرة جداً في مشاهد يضحك المرء ويحزن عندما يتذكرها ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
بل كان الشجاع والبطل آنذاك هو من خاض هذه المعركة بشجاعة واستطاع شراء الكمية التي يريدها .. وبالتالي التفاخر أمام الآخرين بالفوز بشراء كيس لبن أو شماغ .. والأهم هنا هي حال ومظاهر الناس وهم يتدافعون بشراسة وبفوضوية تامة أمام مراكز البيع وكأن العملية هي توزيع مجاني ؟ أو كأن حياة المرء حينها ستتوقف إذا لم يشرب ذلك اللبن بالذات أو كأن الرجولة حينها تعتمد على ارتداء ذلك النوع من اللبس دون غيره ولكنه كان تقليداً وتأثراً بالآخرين وقلة وعي !!؟؟ (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
واليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود من الزمن كنا نتوقع بعد هذا الزمن أن المجتمع قد تجاوز مرحلة التأثير والتأثر بالآخرين .. وكنا نتوقع أن المجتمع في هذا العصر عصر الجامعات وعصر الانترنت قد أصبح يملك عقل القرار الوحيد والدراية والتمعن والتروي وفكر التصرف الخاص الحكيم قبل تقليد الآخرين والتأثر بهم .. لكن للأسف فالذي اكتشفناه فجأة بعد هذه السنين الطويلة أن فكر اللبن والشماغ .. لازال حاضراً في مجتمعنا وأنه فكر ظل كامناً في أجساد فئات كبيرة جداً وكان يتحين الفرصة والمناسبة للحضور والتواجد .. فكانت الأسهم .. المناسبة الكبرى والأهم التي حضر فيها ذلك الفكر بكل قوة تجاوز حضوره مناسبة اللبن والشماغ !! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
أكثر من ثلاثين عاماً كنا نتوقع بعدها أن المواطن في مجتمع هذا العصر قد أصبح يملك فكراً يمنعه ويحميه من تقليد الآخرين والتأثر العاطفي بهم .. والاندفاع معهم من منطلق البحث السريع والفوري عن المكسب والفوز بالمغنم أيا كان نوع هذا المغنم ؟! دون النظر في كيفية مصدر هذا المكسب ومدى نجاح هذا الاندفاع وقياس مخاطره ومردوده !! ولكن ظل الوضع كما هو فالكل كان يريد فقط أن يكسب ولا يرضى بأن يرى غيره يأخذ وهو يتفرج !! ودون أن يفكر في لحظة من أين سيحصل على ذلك المكسب وكيف !! ولم يفكر هل من المعقول ومن المنطق أنه يوجد في العالم سوق يربح فيه الجميع بصورة دائمة !!؟ (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- قبل انهيار الأسهم رأينا في فروع البنوك كلها بدون استثناء حالات ومشاهد وصور مكررة كحالات « شراء اللبن وشراء الشماغ » .. فمعظم المساهمين منهم من ترك عمله .. ومنهم من هرب من مدرسته .. ومنهم من غادر الجامعة .. من أجل الأسهم !! فسيطر هاجس الأسهم على العقول في النوم وحتى في الصلاة ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- رأينا وسمعنا كيف كانت الزوجة تلح على زوجها ليل نهار بأن يعمل مثل زوج أختها أو زوج صديقتها او مثل أخيه الذين سمعت أنهم يكسبون في الأسهم .. !! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- رأينا وسمعنا كيف أن الزوج ظل يقنع زوجته بأن تبيع ذهبها .. أو تعطيه حصيلة عمرها من عملها من أجل الأسهم.. فهو قد سمع من الزملاء في العمل أو في الاستراحة أو في المناسبة الدورية عن الأرباح في الأسهم وأنها أرباح مضمونة جداً وغير مكلفة للجهد ولاتحتاج إلى أي موهبة ولا الى أي شهادة ولابد أن يكون مثلهم !! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- رأينا هناك من تهور وباع عقاره .. ومن أشترى سيارة بالتقسيط ومن أخذ قرضاً من البنك من أجل الأسهم .. رأينا كيف امتلأت صالات البنوك بالناس رجالاً ونساءً .. كيف كانت فوضى مظهر مواقف السيارات بقرب البنوك في الصباح الباكر .. رأينا كيف انخفض مستوى خدمة موظفي البنوك في مجال خدمة المراجعين في أمور غير الأسهم بعد أن انصب تفكيرهم على خدمة أقاربهم وزملائهم في أمور الأسهم بطرق خفية !! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- رأينا كيف برز « تحت الظل » أشخاص يقومون بجمع أموال من أقاربهم أو من معارفهم مناولة (من مبدأ الثقة فقط ) تحت مسمى المشاركة في محافظ خاصة يديرونها بصور غير نظامية .. رأينا ذلك .. وأعظم منه ماخفي !؟ (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- ولكن في ظل ذلك كله فان جميع هؤلاء المندفعين لم يكلف أحد منهم نفسه لحظة واحدة باستشارة الجهات المختصة في ذلك الوضع .. لم يكلفوا أنفسهم بالسؤال عن هيئة سوق المال .. وماهو سوق المال هذا .. وما هي هيئة سوق المال .. وماهو طبيعة عمل واختصاص هيئة سوق المال .. هؤلاء المندفعون جميعاً فكرهم كان منصباً فقط لى أنه اذا قدم للبنك مبلغ خمسين ألف ريال ستعود عليه اليوم التالي بسبعين ألف ريال أو أكثر!! .. وإن قدم مائة ألف ريال ستكون بعد مدة بسيطة مائة وخمسين ألف ريال وهكذا !؟ (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- في خضم ذلك التدافع الفوضوي لم يسأل أحد نفسه سؤالاً واحداً هل يعرف ماهي الأسهم وما هو نظام الأسهم .. وكيف تؤدى الأسهم ؟! ولماذا امتلك قناعة واحدة فقط خاطئة وهي أن الأسهم دائماً ترتفع ولا تنخفض وان من يدخل الأسهم سيربح باستمرار !! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- لم يدرك هؤلاء بأن الأسهم في العرف العالمي مثل ماهي ترتفع في لحظات او في أيام فهي قابلة أكثر للانخفاض في أي لحظة وبأي حجم !! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- هؤلاء جميعاً لم يكلفوا أنفسهم بالتمعن والتفكير في كيفية حدوث هذه المكاسب ومن أين سيحصلون عليها .. وأين مصدرها.. لم يفكر أحدهم في أي لحظة ما بأنه قد يخسر .. فالربح الدائم هو ماظل يعتقد به وهو هاجسه الوحيد والدائم دون سواه ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- في خضم هذا التدافع الفوضوي وفي ظل تلك المكاسب « المؤقتة » كان الكل صامتا يخرج من منزله خلسة .. أو من عمله بخفية تامه ذاهباً إلى البنك أو إلى صالة التداول وهو راض تمام الرضا لم يفكر في لحظة ما بالشكوى أو الصياح أو الاستنجاد بولاة الأمر أو بالمسؤولين عن كيفية مصدر هذا المكسب الذي جرى يبحث عنه ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- شيء مؤلم .. ومحزن جداً ما نراه في مجتمع يعود به فئة من المواطنين إلى فكر « اللبن والشماغ » من خلال تحليلات عامة عاطفية ومن خلال رسائل جوال استهزائية.. ومن خلال تعليقات ساخرة ومن خلال عبارات بذيئة .. ونكت .. وكلمات .. جارحة وصلت للأسف الى جوانب شخصية ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- شيء مؤلم جداً ونحن نرى ونشاهد ونسمع من يطالب الملك أو وزارة المالية أو مجلس الوزراء أو مجلس الشورى أو هيئة سوق المال بالتدخل الفوري في سوق المال .. وهو بذلك يريد بصورة غير مباشرة بأن يعيد له الملك أو وزارة المالية أو سوق المال خسائره التي دخل بها في سوق الأسهم بل ويطلب منهم أن يربح دائما ؟! وهو الذي لم يسأل عن ذلك عندما كان يربح ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- شيء مؤلم أن معظم المساهمين لم يفكروا ولم يفهموا ولم يعوا ماهي آلية عمل المساهمات والشراء والبيع في سوق الأسهم .. شيء مؤلم أن نفتح شاشات التلفزيون .. ونفتح الصحف والمجلات ولم نجد يوماً ما أن أحد هؤلاء المحللين قد قدم لنا الحقيقة الغائبة في مجتمعنا ..ألا وهي أن المجتمع تنقصه ثقافات كثيرة وكبيرة جداً ؟! ومنها ثقافة الأسهم .. وثقافة الاقتصاد وثقافة العمل المالي .. فالكل في وسائل الإعلام تلك ظل يُنظّر .. يبحث .. يحلل .. كيف يرتفع السهم .. أو كيف انخفضت الأسهم .. اوعن ارتفاع أو انخفاض المؤشر و منهم للأسف من لا يعرف حتى نظام سوق المال أو نظام هيئة سوق المال او اختصاصات هذه الهيئة ومسؤوليتها بدقة.. هولاء لم يملك أحد منهم المقدرة على تقديم حقيقة مسببات غياب تلك الثقافة المالية للاقتصادي لدى المجتمع وهو غياب لازال مستمراً من مجتمع اللبن والشماغ إلى مجتمع الأسهم والمساهمات !! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- لذلك يبقى المواطن هو المخطئ الأول في قضية الأسهم ويبقى هو المسؤول الأول في مشكلته مع الأسهم وهو السبب « الخفي » الذي ظل بعيداً عن الأنظار في كل التحليلات والدراسات والآراء فهو من اندفع بكل شراهة حاملا نقوده ونقود أسرته إلى البنوك وهو الجاهل بخفايا الأسهم وغير المدرك لتبعات هذا التدافع .. حمل نقوده إلى البنوك وهو لا يعرف من الشركات المساهمة إلا أسماءها التي تكتب على الشاشات فقط ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
- ما حدث ليس هبوط أسهم بقدر ماهو نتيجة حتمية لهبوط مستمر في الوعي !! .. ولكن عزاءنا الوحيد أن هبوط الأسهم هو ظاهرة صحية وطبيعية ومتوقعة ويجب أن يتعلم المواطن من دروس فوضى التدافع نحو اللبن والشماغ والمساهمات والأسهم .. ولابد أن يفكر المرء جلياً قبل أن يسلم فكره وعقله لتأثيرات الآخرين والهرولة خلفهم .. عليه أن يتعلم أن الطمع والبحث الفوضوي المتهور عن الكسب العاجل له مخاطر قد تقع في أي لحظة .. ومن ذلك طمع الأسهم الذي شل تفكير كثير من الناس فأصبحت بوادر البطالة تطل برأسها في مجتمعنا بعد أن تحولت الأسهم إلى مهنة أخرجت المسؤول والشيخ والقاضي والعسكري والموظف والفني والعامل والطالب من أعمالهم ومن جامعاتهم إلى شاشات وصالات الأسهم والبنوك !!.. ومن بقي منهم في عمله فقد ظل عقله وتفكيره مع تلك الأسهم يفكر بصمت عميق وبحيرة تامة في كيفية الانضمام إلى ركب المساهمين .. وبقيت المصلحة العامة ومصلحة العمل ضحية لذلك الهروب والتفكير ؟! (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)- إن هبطت الأسهم فان من الممكن جدا أن ترتفع مؤقتا بقرار .. ولكن يظل هبوط الوعي فمن يتحمل مسؤولية رفعه !!؟؟ (http://www.alriyadh.com/2006/03/31/article142417.html)
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
..
مقال جداً مؤثر وواقعي جداً
هل من متعظ ؟!!!